عدنان الروسان/عن موقع دنيا نيوز -الأردن

adnanrusan@yahoo.com

 سيدي الملك ...

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، لقد كنت اليوم في مدينة الزرقاء وسمعت الكثير من الكثيرين عن زيارتك للمدينة، وتدخلك لاكتشاف وانتشال مواطن مريض من بين براثن المرض وركام الخراب الذي يعيش فيه، وعن أمركم بدفع مبلغ عشرة ملايين دينار لبلدية الزرقاء لإصلاح بعض ما أفسده الدهر ورؤساء البلديات المتعاقبين على بلدية الزرقاء .

وسمعت من الناس في كل محافظات المملكة الكثير عن زياراتك الميدانية الى مستشفى البشير السيء الذكر والذي اصبح اسمه عند الكثير من الأردنيين مستشفى النذير وليس البشير، وعن زيارتك لمستشفى الزرقاء الحكومي والذي أصبحت سمعته مثل سمعة الحكومات المتعاقبة عند الأردنيين، وعن تجولك وسؤالك وأمرك ونهيك للمسؤولين والوزراء ...

ولقد شعرت كما شعر كثيرون غيري أن لديك رؤية لتجعل من الأردن بعضا من سويسرا أو يا سيدي شيئا مثل سنغافورة أو حتى قبرص، وقد نثرت كنانتك وعجمت عيدانها واستخرجت منها ما ظننت أنه اصلبها عودا و أصعبها مكسرا، وأشدها على مواجهة رياح الفقر والفاقة والبطالة والسياسة، وقد قلت في الأحزاب فأسهبت، وفي الاستثمار فأجدت وفي العدالة فأثلجت صدورا بأقوالك وفتحت أمالا عراضا أمام مواطنيك غير أن ...

غير أنني أريد أن أصارحك، فالمواطنة أمانة والأمانة يسأل العبد عنها يوم القيامة حينما يقف بين يدي ربه جل وعلا، وأنا متأكد أن كلامي لن يغضبك فأنت من سلالة طيبة تحب الحق وتقبل الشكوى والنصيحة و تسر بها، لكن كلامي سوف يغضب الكثيرين من حولك، ممن يقفون بيننا وبينك حائلا في كثير من الأحيان، وغضبهم صعب سيدي الملك، فإنهم قادرين على أن يعتبروا ما نقول قدحا وذما، وهم أصحاب نفوذ يهددوننا بك في كثير من الأحيان، ففي كل أمر لا يريدونه أو يرفضونه لنا ونسألهم لماذا ينظرون الى السقف ويقولون أوامر عليا، أو هيك بدهم اللي فوق وحينما نسأل عن اللي فوق، ينظرون إلينا بعيون تقدح شررا وتقذف نارا، فنخاف ونسكت وننسحب من الموضوع فالسلامة صارت مطلب الكثيرين ثم السلامة صارت بالنسبة لهم ميزة المواطن الصالح الساكت الذي لا يعبر عن رأيه ولا يشكو ولا يتذمر .

سيدي الملك ...

لن يصلح حال الشعب والأمور تسير على ما هي عليه، ففي كل مرة تأتي حكومة نظن أنها الحكومة التي كنا ننتظر، الحكومة التي ستضرب على أيدي الفاسدين، وستوقف الفساد، وستعد البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتغيير الحال، وتأتي الحكومة، أي حكومة وتكون أول مائة يوم جس نبض، وثاني مائة يوم حديث عن التعديل وثالث مائة يوم يحصل التعديل ثم يبدأ الكلام عن التغيير وهكذا دواليك يا سيدي فيشغلون بالك ويأخذون من جهدك في تنصيب الحكومات واستبدالها ما يستنزف الكثير من الجهد والطاقة والوقت وربما المال، ويصبح أمر الحكومة بالتنصيب والتعديل والتغيير هدف بحد ذاته للكثيرين من أصحاب الدواوين السياسية التي لا شغل لهم ولا مشغلة إلا أن يبقى الأردن كما هو ولا يتقدم، فإن أي تقدم سيدين حقب بعضهم وأداء بعضهم الآخر وهو لا يريدون ذلك.

والحكومات لا تعتني بالاستثمار إلا قليلا، ويمكن لهذا الاستثمار أن يكون مضاعفا أضعافا مضاعفة، وقد تحدثت شخصيا مع أكثر من وزير، ومع أكثر من مسؤول، بل إنني تحدثت مع أكثر من رئيس حكومة وهو في منصبه أسأله أن يقبل بعض الاستثمارات ويسهل توطينها في الأردن فلم يتمكن أو لم يعبأ أو لم يشأ، وكان الحديث يدور عن مئات الملايين ولا أريد أن أقول عن بعض المليارات حتى لا يقول لك بعض من حولك، إن الكاتب ( مقطف) ومقطف في لهجة الأردنيين العامية الرجل كثير الكذب ولا أظنك إلا عارفا بذلك يا سيدي .

مجموعة الديجيتال التي أراد لها سيدي الملك أن تكون شيئا جديدا ومميزا فريدا في العهد الجديد، لا نراها ولا ترانا، ولا نسمعها ولا تسمعنا، ولا نقرأ لها ولا تقرأ لنا، أقمنا ( آخرين وأنا ) مواقع إلكترونية جديدة أردنية ليس بالعربية وحسب بل وبالإنجليزية ولغات أخرى ودفعنا عليها من جيوبنا وصرفنا عليها جل وقتنا، ولم يكلف أحد خاطره من الديجيتال قروب أن يرفع سماعة الهاتف ويقول مبروك ماسويتو، جهد مبارك، أو الله يعطيكوا العافية، أو أن يوجهونا نحو ما هو أفضل، بماذا يهتمون إذا لم يكونوا مهتمين بشيء كهذا، نريد أخبار الديوان الملكي فتكون نجوم السما أقرب إلينا من هذا، فنهرع نأخذ من مواقع قد لا تحب الأردن ونكتب ونحن نأمل أن نكون قد فعلنا خيرا، إذا أرادوا أن يقوموا بعملهم على خير وجه فليساعدونا على القيام بأعمالنا وأعبائنا ولا يبقونا خارج الأبواب والأسوار والأسرار والعلوم والمعلومات وكأننا شر لا بد منه أو شيء يأملون التخلص منه .

لقد اصبح الكاتب الذي يحترم نفسه يا سيدي منفيا، يعيش في منتصف اللامكان، في منطقة بين العتمة والنور، ولا يمكن له أن يبدع أو أن يكتب أو أن ينصح أو أن يقول، ونشأت مجموعات موالية لمجموعات، ومجموعات تبتز مجموعات، وصار على كل كاتب أن يكون له راع أو ساع أو عم، ومن لا عم له فالشيطان عمه، ومجموعة الأعمام ترغب في أن يكون الكاتب مداحا على أبواب الأعمام يعتاش على فتات موائدهم ويعيشون على أنغام مقالاته و معلقاته .

الأسعار ... لا أريد أن أتكلم بها سيدي الملك، فلا بد أنك تعلم أن الفلافل أصبحت واحدة من الأكلات المخصصة للأغنياء فقط، وأن البندورة صارت من الفواكه ولم تعد من الخضروات، ولكنني أريد أن أحدثك عن السياسة، وكأنه ناقصك أن يوجع مواطن بسيط مثلي رأسك بشؤون السياسة، ولكنني أرى من واجبي أن أقول لك يا سيدي الملك أن الأمور لن تستوي في بلدنا ولن تعتدل مادام الأمر باق على هذا الحال، وما دام البرلمان يمتلئ خدمات وليس به سياسة، ويمتلئ محاسيب وليس به ساسة، وما دام الكل مستوزر ومستعين ومستنوب دون أن يكون أهلا لذلك .

مجلس النواب لا يجب أن يكون سوبر ماركت والمواطنون سلعا فيه، وحتى ننتهي من هذا الأمر يا سيدي فلا بد من أن تولي الحكومة أمر الحياة السياسية الأردنية أشد الأهمية ولا بد أن تكون الحياة الحزبية هي التي تقود البلاد الى التعددية الفكرية والسياسية وهي التي تقود البلاد الى الانتخابات النيابية النزيهة والتي تعتمد على قانون انتخاب كمثل الموجود في كل دول العالم التي تحترم نفسها، أما ما نحن فيه فسوف يبقينا نعيش في هم وغم الانتخابات ذات الصوت بهاتف خلوي أو بمنسف أو صدر كنافة والله المستعان .

سيدي الملك،

هناك كثيرون من أبناء شعبك مبدعون، مبادرون، قادرون على فعل المعجزات وأنا أتكلم عن دراية وخبرة ولكن المسؤولين لا يولونهم عناية ولا يمهدون السبل أمامهم، وأنا لست منهم حتى لا يظن بعض من يحبون الغمز واللمز إنني أعني نفسي أو اضعني مع آخرين لا أستحق أن أكون منهم أو معهم .

هناك الكثيرين ممن يمكنهم أن يقدموا خدمات للوطن يعجز عنها بعض الوزراء وبعض دوائر الخدمات المشكلة لهذه الخدمات والتي تصرف من موازنة الدولة الكثير دون أن تأتي حتى بالقليل، ولا بد من أن ينتبه ذوو الشأن لهؤلاء المبدعين وهؤلاء المواطنين ولا بد للحكومة أن يكون لديها الوقت لسماع المخلصين، والأردنيين والسعي لفتح المجال أمام الذين يريدون أن يكون الأردن أولا وأن يكون الأردنيين كلهم بخير ونعمة وعافية .

سيدي الملك ...

رسالتي المفتوحة هذه ليست لشكاوى معينة ولو كانت هكذا لكتبت لك منها الكثير بالأسماء والحوادث ولأطلعتك على مسؤولين ودوائر لا تعبأ بالاستثمار ولا بالمستثمرين ولا بالصحافة ولا بالصحفيين ولا بالفكر ولا بالمفكرين، ولكن رسالتي صرخة للإشارة الى بعض مواضع الخلل التي يجب أن ننبه ولي الأمر لها، ولا أبحث عن أذية أحد أو مماحكة أحد كائنا من كان .

سيدي الملك هناك الكثير الكثير ولكنني لا أريد أن اثقل عليك، ولا أظن أن من من واجبه أن يطلعك على ما يكتب ويقال سيطلعك على هذه الرسالة المفتوحة وإن كان هذا سوء ظن إلا أنني وبصراحة أشعر انه ما سيسود ولكنني سأنشر رسالتي هذه على موقعي أولا الذي أقدم به الأردن الى الناس والعالم كله فإن لم تصل فسأنشر رسالتي على كل منبر وواسطة إعلامية يمكن أن أطالها، وسأفعل، وستصلك إن شاء الله، فلنا علينا النصح ولك علينا السمع والطاعة في غير معصية .

سيدي الملك ...

ليس لي أي مطلب شخصي فأنا أعيش والحمد لله بأمان وطمأنينة في أردننا أحصل على قوتي وقوت أولادي ولا يؤرقني إلا ما ذكرته لك في هذه الرسالة وأشياء أخرى على شاكلته .... اسأل الله لك التوفيق والبطانة الصالحة المخلصة وأن يتحقق على يديك ما لم يتحقق على يدي غيرك من العدالة والطمأنينة والرخاء، ولا شك أنك على قدر أهل العزم و نحن ...شعبك ننتظر الكثير منك وما نزال ...

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com