|
كاظم حسن عبد الرحمن بدايات انتهازية تقود الى خواتيم كارثية في مقالنا السابق والذي كان بمثابة (الجزء الثاني) في هذه السلسلة والذي جاء تحت عنوان (من الذي يسهم في نحر العراق؟ ... وكيف؟) في 8-2-2008. حاولنا فيه ان نجيب على بعض ما جاء في مقال السيد نائل عز الدين والموسوم (نحر العراق كله ولا عمل لكم سوى النفاق ضد الخالصي - رداً على السيد كاظم حسن عبد الرحمن) واود ان الفت نظر القاريء الكريم الى أنه ورغم ادعاء السيد (نائل) بانه شخصية حقيقية وليس اسماً مستعاراً نقول للسيد (نائل)، ومع تقديرنا الشخصي له ولتاريخ عائلته، انه من العيب على رجل يرتدي عمامة بيضاء أن يكذب، ومن العيب ايضاً ان يمتدح الرجل نفسه حتى لو كان بأسم مستعار، ومن العيب مرة ثالثة ان يدعّي السيد (نائل) انه يقيم في بغداد وهو مقيم في شارع ابن عساكر ... والله اعلم، واللبيب من الاشارة يفهم. وفي هذا الجزء، والذي نأمل ان يكون الأخير في هذا السياق، سوف نحاول تسليط بعض الضوء على سلوك بعض اعضاء الأمانة العامة للمؤتمر التأسيسي منذ البدايات الأولى لتأسيسه، ومحاولاتهم المبكرة لمصادرة المؤتمر التأسيسي وتجييره لحسابهم الخاص، والتي أوصلت المؤتمر التأسيسي الى ما نحن فيه في اللحظة الراهنة، مروراً ببعض المحطات الهامة خلال تلك الرحلة التي استمرت لسنوات عجاف على مستوى العمل الوطني تحت حراب الإحتلال البغيض. في البدايات الأولى لتأسيس المؤتمر التأسيسي وبعد تحضيرات واجتماعات مضنية وشاقة لبعض القوى والشخصيات المناهضة للإحتلال، سواءاً التي كانت متواجدة داخل العراق أو التي تلك التي قدمت من المنافي. بدأت أعمال المؤتمر الأول ولنستعرض معاً بعض المحطات التي رافقت ذلك التأسيس ونعرج كذلك على بعض المشاهد المختارة التي قد تفسر لنا الكثير مما جاء لاحقاً وصولاً الى اللحظة الراهنة :- 1) عند ترشيح الشيخ الخالصي (في الجلسة الثانية) حضر من لا علاقة لهم بالمؤتمر التأسيسي مثل زوجة احد المؤسسين وابنته، وكذلك حضر وزير زراعة سابق صرخ متبجحاً في قاعة المؤتمر بأن الكيان السياسي الذي يمثله يمتلك قواعد جماهيرية عريضة في عموم العراق، وهو اقوى من حزب الاصلاح الديموقراطي والذي كان مرشحه منافساً للشيخ جواد الخالصي. وبعد انسحاب ممثلي العشائر لفترة غير قليلة من اجتماعات المؤتمر (التأسيسي) فوجىء الحاضرون بحضور عشائري ملفت للنظر من خارج تشكيلات المؤتمر التأسيسي وكان من الواضح انه تم حشد كل هؤلاء خصيصاً لغرض جمع الاصوات من جديد للشيخ (الخالصي). ولعله ليس غريباً ان يعاد استخدام نفس الاساليب بعد ذلك بسنوات، فقد تم تشكيل تنظيم عشائري في الأشهر الأخيرة الماضية من بعض الشيوخ العاطلين عن العمل في المنفى وتم ادخاله الى الامانة العامة بمخالفة صريحة لغرض حشد الاصوات للشيخ الخالصي في اجتماعات المجلس المركزي في 6-1-2008، وعلى الرغم من وجود مكتب للعشائر ضمن تشكيلات المؤتمر التأسيسي ويرأسه احد الأخوة الافاضل، لكنه تم تهميشه أو على الاصح تحنيطه طيلة تلك السنوات. 2) في رد الامانة العامة للمؤتمر التأسيسي على البيان (الثلاثي) والذي نشر في جريدة الصوت في العدد 35 بتاريخ 19/1/2008، حدد الرد اربعة فصائل كانت ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي، وتناسوا (عمداً على ما يبدو) تيار السيد احمد الحسني البغدادي، وللتذكير فقط فان الشيخ الخالصي جاء في حينها الى السيد البغدادي سائلاً عن سبب عدم حضور من يمثل تيار السيد البغدادي الى الاجتماع الاول للجنة التحضيرية وطالباً منه حضور الجلسة الثانية والتي عقدت في جامع ام القرى، والتي حضرها بالفعل السيد الحسني البغدادي وجلس على المنصة الرئيسية الى جانب الخالصي والضاري واحمد عبد الغفور السامرائي وهذا الاجتماع موثق بالصورة والصوت ولدي نسخة منه. بعدها ترأس السيد احمد الحسني البغدادي وفد اللجنة التحضيرية الذي سافر الى دمشق وكان من بين اعضائه السادة عبد الرزاق الهيتي ، وعبد الجليل المهداوي، والشيخ بشار الفيضي، والشيخ جواد الخالصي ، والسيد عصام عائد الجبوري (ابو عائد) امين عام حزب الاصلاح الديموقراطي (والذي فصل منه لاحقاً بعد مشاركته في العملية السياسية). وقد التقى الوفد في حينها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وكان السيد الحسني البغدادي يجلس الى يمين السيد الرئيس في ذلك اللقاء وكان يتحدث مع الرئيس السوري بصفته رئيس اللجنة التحضيرية، وفي موسوعته الاسلامية "هكذا تكلم احمد الحسني البغدادي" في الجزء الأول الصفحة 108 – طبعة 2004م وفي اشارة الى المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء السابع من نيسان في مكتب الشهيد الصدر وجه مراسل قناة الجزيرة الفضائية سؤالاً الى سماحة السيد البغدادي وهو: "ما هو موقفكم مما يجري حالياً في النجف الأشرف، ما هو هدف هذه الزيارة ؟" .فأجاب السيد البغدادي "أنا جئت عنوة من القطر السوري الشقيق وكنت اترأس وفد اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي العراقي الوطني". فكيف تدّعون ايها السادة في الامانة العامة الحالية للمؤتمر التاسيسي بأن (حضور تيار السيد الحسني البغدادي كان هامشياً) ؟. 3) قبل انعقاد المؤتمر في فندق بابل اعلنت وسائل الاعلام بأن الأمين العام هو السيد احمد الحسني البغدادي، وحسب ما تأكدنا منه شخصياً بأن السيد البغدادي كان زاهداً في هذا الموضوع بسبب تفرغه للتدريس وقيادة المرجعية الدينية والسياسية في النجف الأشرف. 5) بعد انتخابه اميناً عاماً للمؤتمر التأسيسي وبعد ان شكر الحاضرون، فاجأ الشيخ الخالصي الحضور بأعلان تأسيس (جماعة علماء العراق الموحدة) والتي كان مؤملاً ان تكون تجمعاً لرجال دين من كل الاديان والمذاهب في العراق. وبموجب هذه التشكيلة كان يفترض ان تنحل (هيئة علماء المسلمين) بأعتبارها تمثل مفردة تقسيمية طائفية، وتذوب هي وكل التشكيلات المشابهة في بودقة واحدة هي (جماعة علماء العراق الموحدة). ولكن (هيئة علماء المسلمين) رفضت ذلك باعتبار ان لديها التزامات وارتباطات مع (جهات) خيرية تحتم بقائها بهذا التوصيف. ولكن الشيخ حارث الضاري قال اننا يمكن ان ندخل كاعضاء فرادى ولا نذوب كهئية في تنظيم جديد. وهذا الموضوع يستلزم منّا وقفة جدية للبحث في خلفيات وتبعات ارتباطات (الهيئة) وتأثير ذلك على إداء الهيئة وتذبذب مواقفها والانشقاقات والانحرافات التي اصابت بعض قيادييها، والتي حصلت فيها خلال ما يقرب من خمس سنوات من عمر الاحتلال. بعد ذلك وكما هو معلوم فشل مشروع (جماعة علماء العراق الموحدة)، بدليل انها اصدرت بيانات عديدة تحت عنوان اللجنة التحضيرية لجماعة علماء العراق الموحدة وذكروا فيها اسماء بعض رجال الدين ومنهم السيد احمد الحسني البغدادي على اساس كونه معهم، وهو الامر الذي رفضه السيد البغدادي بشدة . 6) من جهة اخرى فإن الشيخ (علي سميسم) الناطق الرسمي بإسم التيار الصدري في حينها قد اتهم (جماعة علماء العراق الموحدة) بأنها تشكيلة مذهبية (سنية تحديداً) وهو مستعد للمشاركة معهم فقط في حالة إنضمام ثلاثة اسماء وهم السيد المرجع علي الحسني البغدادي والمرجع السيد احمد الحسني البغدادي وسماحة السيد مقتدى الصدر. هذا وموضوع علاقة (التيار الصدري) بـ (الخالصيين) سوف اعود له لاحقاً ضمن الفقرات التالية وذلك لأهميته التاريخية. 7) كان الشيخ قاسم عبد بيره الطائي من اوائل المنسحبين من المؤتمر التأسيسي، بعد السفر (الغامض) للشيخ جواد الخالصي الى إيران دون ان يقدم محضراً بذلك الى المؤتمر التأسيسي، بل انه (أي الشيخ الطائي) خرج على شاشة الفضائية (العراقية) واعلن انسحابه لهذا السبب وهو اول إنسحاب رسمي في المؤتمر التأسيسي، وهو على مايبدو قد تنبه لوجود مؤامرة أو بوادر للانحراف منذ وقت مبكر. 8) تزعم هيئة علماء المسلمين (كما صرح بذلك ممثلها في دمشق خلال خطابه الأخير اثناء جلسات المجلس المركزي للمؤتمر التأسيسي في 6-1-2008 ) وسبق أن اشرنا له في مقال سابق، بأنها ترى في (الشيخ جواد الخالصي) صمام امان لوأد الفتنة الطائفية، من خلال علاقته بالتيار الصدري ، وهنا نود ان نذكّر القاريء الكريم وكذلك هيئة علماء المسلمين وممثلها بدمشق بما يلي :- أ- ان عدم انخراط التيار الصدري في المؤتمر التأسيسي، ونقلاً عن الشيخ عبد الهادي الدراجي (المعتقل حالياً) سببه الحقيقي هو ما صرح به من أن :- "السيد القائد (أي مقتدى الصدر) رفض الانخراط في المؤتمر التأسيسي بسبب وجود (الخوالصية)"، وهي اسرة ليست مفضلة لدى الشيعة عموماً ، وأضاف (الدراجي) عن (الصدر) إستفساراه "هل بسبب 400 شخص (تعداد الجماعة الخالصية) نخسر 400 مليون شيعي في العالم ؟". ب- اثناء معركة النجف وبعد ان نسق مع عبد الهادي الدراجي ترأس الامين العام (الشيخ الخالصي) وفداً بمستوى عال للمؤتمر (التأسيسي) للقيام بزيارة للسيد (مقتدى الصدر)، ولكنه (أي مقتدى) رفض مقابلته وقد ابلغ الشيخ (علي سميسم) الوفد بذلك، وعندما دخل (عبد الهادي الدراجي) استغرب لعدم تمكن الوفد من لقاء السيد (مقتدى) ، وطلب امهاله بضع ساعات (فقط) لغرض ترتيب موعد جديد. وبعد انتظار زاد على خمس ساعات دون جدوى، اضطر الوفد لمغادرة النجف (وكان وقت الغروب) بسبب خطورة الطرق حينذاك. ت- المرة الثانية التي طلب بها الشيخ (جواد الخالصي) لقاء السيد مقتدى الصدر، بحجة امتلاكه (اي الخالصي) لمعلومات خطيرة عن محاولة تستهدف اغتياله (أي اغتيال الصدر)، وحينها رفض السيد (مقتدى الصدر) لقائه بحجة انه معتكف لثلاثة شهور (رجب، شعبان، رمضان). واضطر (الخالصي) والوفد المرافق له آنذاك لتسليم المعلومات التي بحوزتهم الى المستشارين المقربين من السيد (الصدر) في حينه. ث- حسب معلوماتنا المتواضعة فان السيد (مقتدى الصدر) لم يلتق بالشيخ (جواد الخالصي) لغاية كتابة هذه السطور . 9) في مقابلة لصحيفة الصوت مع الشيخ حارث الضاري سأل مراسل الصوت عن صحة ما ذكره السيد البغدادي من أن السعودية قد وجهت دعوة للشيخ الضاري والشيخ الخالصي والسيد عادل رؤوف ورفض الشيخ حارث تأكيد ذلك ولكنه لم ينف مطلقاً، والثابت ان الشيخ الخالصي قد زار السعودية مرتين فعلاً كما اكد ذلك هو شخصياً في حواره مع السيد عادل رؤوف وابلغه بأنه محتاج الى (المال)، وعاتب الشيخ الخالصي السيد رؤوف بقوله لماذا لا تأتي وقد كنت مدعواً في المرتين السابقتين، والسعوديين يرغبون بزيارتك بشدة ويجب ان تذهب معي في المرة الثالثة، ونحن نحتاج الى أموال يا اخي فلماذا لا تذهب ورفض السيد عادل رؤوف مجدداً هذا الطلب 10) عقدت في الأردن ندوة حول "مستقبل الديموقراطية في العراق" وكان يدير هذه الندوة اسامة التكريتي احد قياديي (الحزب الاسلامي العراقي) و مسؤول تنظيم الحزب الإسلامي في الخارج. وقد حضر الندوة الشيخ جواد الخالصي برفقة نائبه في المؤتمر التأسيسي الدكتور وميض عمر نظمي، وقد بثت في حينها قناة الجزيرة حلقتين عن وقائع المؤتمر. وبعد عودته من الاردن أبدى الدكتور وميض استغرابه لهذه الزيارة وتحدث عنها في اكثر من مكان مشيراً الى ان الغموض يكتنف مثل هذه السفرات المكوكية هنا وهناك بدون أي نتائج ولا نعلم لماذا؟. 11) لقد اعترف الخالصي للسيد عادل رؤوف بأنه قد وجهت دعوة من السيد الخامنئي بوصفي امينا عاما للمؤتمر التأسيسي العراقي العام 2004م ، وقد طلبت من القيادة الأيرانية بدعم المؤتمر التأسيسي، وقلت لهم ما نصه "انني لم اطلب منكم يوماً وعلى طول تاريخ الثورة الإسلامية أي دعم مالي على الاطلاق، وأنا اليوم اطالبكم بدعم المؤتمر التأسيسي العراقي". وعلى ما يبدو فإن الدعم قد وصل بالفعل وتم توجيهه الى بناء المدرسة الخالصية أو ربما الى الجيوب الخاصة والله اعلم. ومن الجدير بالذكر ان احد مؤسسي المؤتمر التأسيسي العراقي سأل الشيخ الخالصي في حينها حول ما جرى من حديث مع القيادة الإيرانية والسيد الخامنئي وهل حصل على دعم مالي للمؤتمر، فأجابه الشيخ الخالصي بانفعال واضح "يجب غلق هذا الملف نهائياً" ، وحدث ذلك بحضور احد مؤسسي المؤتمر التأسيسي وهو الأمين السابق لحزب الإصلاح الديموقراطي (والذي انفصل عنه بعد مشاركته في العملية السياسية) علماً بأنه قد قام بترشيح نفسه مقابل الخالصي لمنصب الإمانة العامة للمؤتمر التأسيسي نكاية به بسبب هذا الموقف رغم علمه بأن فرصة فوزه ضئيلة امام الخالصي. 12) ان الغموض والشك في مسلك الشيخ الخالصي حول هذا الموضوع بالذات قد تسبب في خروج الكثير من الأعضاء الأساسيين في المؤتمر التأسيسي بسبب عدم تقديمه اي محاضر عن اجتماعاته وزياراته الانفرادية (عدا مرافقة ابن شقيقته المدعو أرقم) الى السعودية والأردن وإيران والفاتيكان وفرنسا وإنكلترا وروسيا وغيرها. وكان الشيخ قاسم عبد بيره الطائي من اوائل المنسحبين من المؤتمر التأسيسي، بعد السفر (الغامض) للشيخ جواد الخالصي الى إيران دون ان يقدم محضراً بذلك الى المؤتمر التأسيسي، بل انه (أي الشيخ الطائي) خرج على شاشة الفضائية (العراقية) واعلن انسحابه لهذا السبب وهو اول انسحاب رسمي في المؤتمر التأسيسي، وهو على مايبدو قد تنبه لوجود مؤامرة أو بوادر للانحراف منذ وقت مبكر. 13) في البدايات الأولى لتأسيس المؤتمر التأسيسي ابلغ احد مؤسسي المؤتمر (والذي انفصل عنه بعد مشاركته في العملية السياسية) الدكتور خالد المعيني بضرورة انضمام مجموعتهم الى المؤتمر التسيسي عند التأسيسي فرفض السيد المعيني ذلك بشدة وابلغ محدثه بما نصه انه يرفض الانضمام الى مؤتمر تقوده عمامة (رجعية) في اشارة الى الشيخ الخالصي تحديداً فما الذي حصل بعدها مما جعل المعيني الذراع الايمن للخالصي بعد اقل من سنتين. 14) ان الإجتماع الأخير للمجلس المركزي في 6/1/2008 قدم الى السفارتين السعودية والايرانية تسجيلاً صوتياً بكل مناقشات المؤتمر. ختاماً نقول كلمة أخيرة للسادة الذي يتصدون لقيادة العمل السياسي المناهض للإحتلال الأمريكي للعراق أو يزعمون ذلك، ان ساحة الفعل النضالي لمقاومة الاحتلال واسعة ومتنوعة واكثر بكثير مما يتخيله اصحاب المشاريع الخاصة والطموحات الانتهازية والمريضة وتستعصي على الاختزال بشخص ما مهما كانت رمزيته او بجهة سياسية مهما كانت كبيرة الحجم. وان قافلة النصر العراقي المؤزر تسيير بعون الله حثيثاً نحو محطاتها الأخيرة التي ستتوج إن شاء الله بسقوط مدوي للمشروع الامبراطوري الامريكي الشرير في العراق، وسيكتب التاريخ في صفحاته البيضاء وبأحرف من نور، كل المواقف التي وقفها الذين ضحوا بدمائهم أو اموالهم أو جهدهم أو وقتهم أو راحتهم كي يسهموا بجزء ولو بسيط في تلك الملحمة المظفرة، حتى لو كان يعمل بعضهم بأسماء مستعارة. وبالتأكيد سوف يسجل نفس التاريخ في صفحاته السوداء كل الذين تآمروا على العراق وعلى شعبه ومقاومته وفوق ذلك كله يزعمون بأنهم يمثلون المقاومة العراقية الباسلة، وكذلك كل من دسوا وقاموا باستعداء انظمة حاكمة اقليمية او اجنبية، وأجهزتها الأمنية وحرضوهم على ايذاء بعض العراقيين الذين يحاولون ان يقاوموا الاحتلال كل من موقعه وحسب قدرته واجتهاده، وقبضوا بعد ذلك ثمن خيانتهم ونخاستهم بإقامة مريحة لهم ولعوائلهم، وبالظهور المفرط على شاشات الفضائيات، ورحلات مكوكية الى دول اخرى لجمع الاموال لجيوبهم الخاصة وللتمتع بالإقامة في مواخير من فئة خمسة نجوم على ضفاف مستنقع البحر الميت وسواه، وفي ذات الوقت كان شعبهم وعشيرتهم واهلهم في الداخل العراقي يذبحون ويهجرون ويعذبون وتثقب رؤوسهم بالمثاقب الكهربائية والباقون في المنافي يقبضون على الجمر كي يستمروا في تأمين قوت يومهم، وليعيشوا حياتهم المضنية في الغربة بكرامة وعزّة يصعب على (جحوش) البحر الميت ان يستوعبوها. وأخيراً نذكّرهم بأن ذلك سوف لن يدوم طويلاً، وسوف يحاسب شعبنا بالتاكيد وبقسوة كل الخونة سواءاً من كان منهم من سكنة المنطقة الخضراء أو خارجها ممن يجتمع بهم وبأسيادهم الامريكين سراً أو علناً، وان صراخ وزعيق هؤلاء الإمعات من على شاشات الفضائيات والمنابر بمقاومة المحتل هو ادعاء باطل، وهو شرف لن يحصلوا عليه بأمر رباني بعد أن تقاعسوا عن الجهاد ومصداقاً لقوله تعالى :- بسم الله الرحمن الرحيم{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }التوبة46 صدق الله العظيم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |