جهاد علاونه

jehad_alwan2006@yahoo.com

الحوار المتمدن - العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17

الدول العربية وبعض قادتها أو الغالبية منهم ليسوا غيورين على الإسلام لكي يدافعوا عنه ويستنكروا الهجمة على رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام !ولكنهم غي

ورين على النظام السياسي والإجتماعي الذي للإسلام به فضل كبير عليهم وعلى مصالحهم فالإسلام يحافظ على النظامي السياسي, والإجتماعي القديمين .وبفضل الإسلام تبقى المجتمعات العربية وأنظمتها المدنية والسياسية بلا تغيير لأن الإسلام يرفض كثيرا من المعطيات السياسية والإجتماعية الحديثة وهي في الوقت الحالي لا تضر تلك الأنظمة الإجتماعية بمصالح القادة الكبرى ولكنها قد تتطور في المستقبل العاجل لتطل رقاب القادة كما طالت حرب الخليج أعناق قادة حزب البعث ومن والاهم .

إن غالبية أو بعض القادة العرب _وأنا هنا لا أحب لغة الجزم_ليسوا غيورين على الإسلام لدرجة تجعلهم يقاطعون المعلبات الدينماركية والمنتجات الدينماركية لمجرد رسم صورة لرسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم !

لأنهم أصلا غير ملتزمين بقواعد الإسلام الشرعية والفقهية ويتحايلون على الشرع والعقيدة في كل مرة من أجل تمرير قرار سياسي وآخر إجتماعي زد على ذلك أن طبيعة بنائهم النفسي يتقبل الخروج على أصول وقواعد الفقه الإسلامي وربما أنهم في الأغلب الأعم ينحازون لسلطانهم في سبيل تمرير قواعد البيانية التي تجعلهم يحكمون قبضتهم على المجتمعات العربية .

والإسلام كان نظاما سياسيا وإجتماعيا نشأ في ظروف بدوية ضمن تعاليم عرقية إثنية رعوية وما الناس والصحابة المؤمنين برسول الله إلا إحدى أهم تلك الركائز الإجتماعية والسياسية التي تعتبر الركيزة الأساسية في بناء وإستقطاب المجتمعات البدوية .

والذين آمنوا برسول الله وإزدادوا هدى ما كانوا ليرو في الإسلام تغييرا لعاداتهم وتقاليدهم الإجتماعية بل على العكس زاد الإسلام من نمو تلك العادات والتقاليد البدوية بفضل الدعاية الدينية التي بثها في نفوس الصحابة الأجلاء , ولم يكن الإسلام معارضا لهم في شيء بل على العكس حتى الأشياء العقائدية الإسلامية كانت سائدة في المجتمع المكي قبل ظهور الإسلام وإبان ظهوره مثل :

الحج

العمرة

الزكاة

وبعض القوانين الحربية الخاصة بتقسيم الغنائم على المسلمين إذ كانت سائدة في العرب ويستعملها ملوك الحيرة والغساسنة ولم يغير بها الإسلام شيئا .

إن القادة العرب ليسوا غيورين على الإسلام وأنا مع أنني علماني أكاد أن أقول أنني أكثر منهم غيرة على أهلي وعلى الإسلام والمسلمين .
حتى الإنسان العربي المسلم الذي إنتفخ كرشه وأشهر سيفه للدفاع عن الصور المسيئة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليس غيورا على الإسلام لهذه الدرجة ,لأننا لو بحثنا في طبيعة بناء الشخصية المسلمة داخل الإنسان العربي المسلم نجدها ناقصة في الشكل والمضمون لطبيعة بناء الشخصية المسلمة في العقيدة الإسلامية والأصح أن يغار المسلمون وأنا كمواطن واحد منهم على الفقراء والمساكين الذين ينامون وبطونهم فارغة والذين يرون إخوانهم في الإسلام يفتقرون على الأغلب لأبسط وسائل الرفاهية بنفس الوقت الذي يرفض به إخوانهم في الدين أن يساعدوهم أو أن يقدموا لهم ما تجود به أنفسهم لكي يستعينوا بها على صروف الدهر والأيام .

والأصح أن يغار أولئك المسلمين الأجلاء على إخوانهم وأن يتوقفوا عن إسداء النصائح وتوزيع الإرشادات الدينية التي تحث الإنسان المسلم على الصبر دون أن يرى الطرف الآخر من المسلمين يمد له العون والمساعدة .

لقد أنفق أبو بكر الصديق على العبيد والفقراء في مكة أكثر من 50 أوقية ذهب من أجل تحرير العبيد وإطعام الفقراء والمساكين , ولم ينفق أبو بكر غراما واحدا من الذهب في بداية العهد المكي على بناء المساجد لأن بناء الإنسان أولا أهم بكثير من نقل الحجارة وترصيفها أفقيا وعاموديا .

وكذلك عبد الرحمن بن عوف وكذلك عثمان بن عفان .

وكانت العرب في بداية الإسلام والمشركين يسبون رسول الله ويهجونه بأشعار بذيئة وكانت صحابته يردون عليهم بأقذع مما يهجون به الرسول ,ولكن الأغنياء من الصحابة كانوا يتجهون إلى صرف المال على المسلمين والإنفاق عليهم أكثر من بذخها وصرفها هنا وهناك.

وليس من الحضارة أن نسب بعضنا بعضا وليس من اللأئق أن نشتم بعضنا بعضا و(أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).

وكان من عادة أهل السنة في الدولة الأموية أن يسبوا من على منابرهم آل البيت حتى جاء عمربن عبد العزيز وأمرهم بعد كل رفع أذان أن يقولوا (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون )بدل سب أسباط الرسول من آل بيته.

وإنه ليس من الحضارة في شيء أن نتخذ بعضنا هزوا وإنه في القانون والقوانين المدنية في الدول المدنية لا يجوز بها سب مواطن عادي سواء أكان عاملا أو موظفا إداريا أو وزيرا , ومن حق الغلوط بحقه أن يرفع قضية شتم وتحقير على من يتطاول عليه , فإذا كان مواطنا عاديا لا يجوز سبه وإذا كان شخصية إعتبارية نجد أن العقوبة أشد وإن كان وزيرا فكذلكم الأمر فكيف إذا كان رمزا دينيا وعقائديا !!!!

الشتم والسب والتحقير هي لغة الجبناء أما الأقوياء فإنهم لا يشتمون وإنما يقدمون أدلة وبراهين علمية على ما يريدون قوله أو نفيه أو إثباته .

ثم إننا في مرحلة تجاوزنا به أشياء كثيرة حتى المسكوت عنه في التراث لم يعد مسكوتا عنه بفضل أقلام العلمانيين وغيرهم من الكتاب أصحاب الخبرات والمتخصصين تخصصات علمية دقيقة .

والدول العربية إعلاميا لا تدافع غيرة على الإسلام لأنها أصلا غير ملتزمة بقواعد الإسلام والإسلام بتعاليمه الفقهية يبدو أنه في الغالب ينمو نموا كريها في وزارات القادة العرب وهم يحافظون عليه فقط من أجل رغبتهم بعدم التغيير في الأبنية الإجتماعية والسياسية ولأنهم لا يرغبون بالإنتقال لمؤسسات مجتمع مدني حديث لذلك ليس الإسلام وحده من يحافظ على تلك الأبنية القديمة بل المسيحية أيضا تحافظ على ذلك واليهودية والبوذية كل على حسب منشأه في دولته وقارته المستقلة .

إنهم ليسوا بغيورين على الإسلام بل السبب أن غالبية عظمى من البيروقراطيين العرب مستفيدة من الأنظمة الإجتماعية القديمة وبفضلها وبفضل بقائها يبقون مستفيدون من تلك الأنظمة وبالثال على ذلك :

القاضي الذي يأخذ راتب شهري عشرة أضعاف ما يحصل عليه موظف حكومي من الدرجة الأولى لا يقبل مثلا بمقولة شيوعي يطالبه بأن يكون أجره عاديا لذلك يصدر عليه حكمه بدون رحمة لأنه يرى بكلامه تهديدا له ولمصالحه وجشعه ونموه الكريه.

وكذلك النظام الإسلامي الذي يرى به المسلمين إطاعة الحاكم والدعاء له بالبقاء حتى وإن كان فاسدا , فمن الطبيعي أن يغار الحاكم على المسلمين الذين يدعون له في كل صلاة بالبقاء وطول العمر سواء أكان فاسدا أو مصلحا وهنالك المفسدون وهنالك الصالحون.

لذلك الغيرة ليست على الإسلام بل هي على فضل الإسلام , وفعلا فضل الإسلام كبير على الأنظمة العربية السياسية والإقتصادية والإجتماعية , ولا أقول لأنها أنظمة فاسده !!بل لأنها أنظمة ترفض التغيير والتعديل في التشريعات المدنية والقانونية وترفض التعديل في النظام الإجتماعي المدني إلا ماكانت مغصوبة عليه رغم أنفها من قبل دول قوية مثل أمريكيا .

فللإسلام فضل كبير على بعض قادة العرب وكذلك السياحة الدينية هنالك آلاف مؤلفة من العائلات مستفيدة من السياحة الدينية في غالبية المزارات الدينية .

إن بعض الناس لا تفهم أسباب غيرة بعض الدول العربية على الإسلام ويجب أن يفهموها من هذا المنطلق وأتمنى على نفسي أن أكون مخطئا في تحليلي وأن يكونوا فعلا غيورين على الإسلام لأنهم مسلمون , يحبون بعضهم البعض ولا يبخلون على إخوانهم .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com