لم يعرف العراق في تأريخه السابق الى ظاهرة المليشيات والجماعات المسلحة ولم تأتي هذه الظاهرة من فرا إنما لها أسبابها وتداعياتها ، وإن المطلب الاول للحد من هذه الظاهرة هم قوات الاحتلال الامريكي في ايام الحكومة المؤقتة برئاسة اياد علاوي عندما اندلعت المقاومة ضد الاحتلال من شمال العراق الى جنوبه قبل دخول جانب التيار التكفيري تحت مظلة تنظيم القاعدة الذي كان حلقة من حلقات المؤامرة لتشويه صورة المقاومة الشريفة وزرع الطائفية في ربوع العراق . وهذه الدعوة من قبل قوات الاحتلال لها ستراتيجية مرسومة غايتها ضرب المقاومة المسلحة وشرعنة ابادتها تحت دعوى ( الخروج عن القانون) أو ( الارهاب) وتارة (لأعادة الامن والاستقرار) وو......

والمعروف لدى الشارع العراقي والمتتبع للاحداث الجارية في العراق ان العراق منذ دخوله مرحلة سقوط الطاغية الهدام هو عبارة عن دولة مليشيات ، فالحزبان الكرديان يمتلكون قوات ( البيشمركة) التي تحت مظلتهم ، وكذلك الاحزاب الشيعية كقوات بدر والجناح العسكري لحزب الدعوة وهكذا باقي اغلب الاحزاب التي تمتلك جناحاً عسكرياً لها ، بل الادهى ان الاحزاب المشكلة حديثاً قد\ اسست لها مليشيات تابعة لها وتتقاضى رواتباً ومستحقات أخرى .

وبذلك فأن هذه الاحزاب عندما طالب الجانب الامريكي بنزع سلاح المليشيات وحلّها فأنها ليست المقصودة وذلك لأن مليشياتها قد تغلغلت في الاجهزة الامنية وبذلك فقد ضمنت ولاء ميليشياتهم لهم من خلال ضمان حقوقهم ليكونوا أداة للتصفيات الجسدية لكل فئة تتقاطع مع قناعاتهم أو من يقف ضد مصالحهم الفئوية ... وبذلك حصلت ظاهرة الاغتيالات والتصفيات السياسية للاحزاب فيما بينها فأنها قائمة على قدم وساق كما يعبرون .

فلو تسائلنا لماذا هذه الدعوة بالذات ؟! ومن المقصود فيها؟!.

لا نريد إساءة الظن بنوايا الحكومة فإن كانت نواياهم صادقة فيحتاج إثبات ذلك الى ترجمة عملية من قبلهم وإن الاصلاح والبناء يجب ان يبدؤا بأحزابهم أولاً وهذا من شروط الاصلاح والتغيير وان يكون بناء الاجهزة الامنية ذات ولاء للعراق.. وللعراق فقط .. هذا لم ولن يكون !!! لأنه ما

 أسس على خطأ فمصيره الانهيار حتى وإن طالت ساعته وأيامه . فالبناء الصحيح يحتاج الى حل الاجهزة الامنية ذات الولاءات المتعددة في بلد متعدد الجنسيات ويخضع لاحتلال متعدد الجنسيات ، ثم تكون هنالك دعوة عامة وخالصة لأنتقاء العناصر الوطنية والكفوءة  لحماية البلاد من حالة اللاستقرار ، وان لا يكون هذا البناء تحت إشراف الاحتلال التي هدّمت وحطّمت كل شيء في هذا البلد الجريح .

أما للاجابة عن سؤالنا من المقصود بهذه الدعوة ولماذا الان ... فلا شك أن المقصود هم التيار الصدري وخصوصاً جيش الامام المهدي ، وذلك من خلال قرائن نستدل ان هذه الجهة هي المقصودة بهذه الدعوة لا غيرها :

القرينة الاولى/ لا زالت هذه الجهة الحاملة لسلاح المقاومة سواء ضد الاحتلال أو من يريد تطبيق مطاليبه لتوافق المصلحة مع هذه الدعوة ، لا زالت غير خاضعة للسيطرة من قبل الاحتلال والحكومات التي حاولت بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى .

القرينة الثانية / إنعدام المقاومة المسلحة من قبل الاطراف المعارضة سواء من السنة والشيعة ، فأما أهل السنة فقد إنشغل رجال المقاومة فيهم الى محاربة القاعدة وبدعم من الدولة وقوى الاحتلال وتغير مسارهم الى مايسمى ( ابناء الصحوة) بعد إجراء الرواتب والاموال لهم بل أن مايسمى ( رجال الصحوة) تشكلت على الرغم من شدة معارضة الحكومة لها ... لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .

القرينة الثالثة / الاحداث الاخيرة في وسط وجنوب العراق فأن الجهة التي واجهت الحكومة وقوات الاحتلال هم أبناء التيار الصدري ، وإنما الجماعات المسلحة التي تريد قتل الابرياء والعبث بأمن وإقتصاد العراق فهي لا تنتمي الى جهة حتى يتم دعوة الكتل السياسية من خلال مجلس الامن السياسي الى حل المليشيات بل ان لكل العراقيين وضمنهم التيار الصدري يحارب هذه الظاهرة إن كانت الحكومة صادقة في دعواها .

القرينة الرابعة/ عدم دخول ( جيش الامام المهدي) وتغلغله في الاجهزة الامنية بل بقي مقوماً للاحتلال وخارج العملية السياسية ورافضاً ان يكون تحت إشراف قوى الاحتلال .

وبذلك فأن جيش الامام المهدي كان ولا يزال الخطر الوحيد الذي يهدد ستراتيجية ومخططات الاحتلال ، بل كل الاحزاب التي تخالف التيار الصدري في الرؤيا والاهداف وتقاطعها مع مبادئ وستراتيجية التيار الصدري خصوصاً ان التيار الصدري الجهة الوحيدة في العراق التي طالبت ولا زالت تطالب بخروج الاحتلال بالطرق السياسية والسلمية وصولاً للعسكرية في بعض الموقف ... كما ان الاحزاب اصبح أو كيانها بالذات بعد أن زرع الاحتلال الفتن والمؤامرة لتشتيت الاصوات المطالبة بخروج الاحتلال وبمختلف فئاتهم وتوجهاتهم وتحت شعار( فرق تسد) ، فالاحداث الاخيرة التي إندلعت في البصرة وباقي مناطق الوسط والجنوب كانت من ضمن المؤامرات الرامية لتصفية التيار الصدري سياسياً واجتماعياً وعسكرياً لأضعاف هذه الفئة التي باتت مصدر قلق وأرق للاحتلال وباقي الاحزاب وذلك لعدم إستطاعتهم السيطرة على التيار الصدري وفشل محاولات الاحتواء والترغيب واساليب الترهيب من القتل والاعتقال والتهجير . إلا ان هذه الدعوة أشد وطأة على التيار الصدري حيث إشتركت  بهذه الدعوة الاحزاب العراقية وأختفى صوت الاحتلال في العلانية بل أصبح محرك خفي للقضاء على هذه الجهة وبذلك قامت الاحزاب المتنفذة في السلطة بتحشيد الرأي العراقي ضد ما يسمونه ( الخارجين على القانون) والمقصود طبعاً هو جيش الامام المهدي لتكامل خيوط المؤامرة التي بدأت بأحداث البصرة وحصار مدينة الصدر والشعلة والحرية والكاظمية ، بعد أن أوغلت الاجهزة الامنية وبأجندات الاحزاب وتحت اشراف الاحتلال بقتل وقمع وتشريد ابناء التيار الصدري في كربلاء والديوانية تحت ذريعة ( حفظ القانون) وهذه العبارة تذكر العراقيين بتصريح السفير الامريكي (بول بريمر) عندما قال في بداية المواجهة مع التيار الصدري ( مقتدى الصدر رجل خارج عن القانون) ولا زالت الحكومات المشكلة في عهد الاحتلال تتخذ نفس السياسة ضد الصدر وأتباعه والله متم نوره ولو كره المشركون .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com