|
هل المشكلة في التشدد الاسلامي أو بالتحلل منه .... تصوّر من الجانب الاخر
حميد الشاكر _________________( 1 ) يروى حديث رسالي محمدي شريف مقالته ومفاده الاتي، يقول رسول الانسانية العظيم محمد ص :(كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا، ورأيتم المنكر معروفا ؟. فقال صحابته الملتفين حوله أبّان نهضته الاسلامية المباركة وهم مأخوذين بحالة من الذهول والدهشة من امكانية وصول اي انسان الى هذا الدرك الاسفل من القيمية الفكرية الميتة والمتهالكة : أويكون ذالك يارسول الله ؟!. قال : نعم) . كما انه يروى تأريخيا وحتى اليوم مقالة لحفيده الاعظم سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام جميعا، وكمبرر شرعي لثورته الاسلامية الخالدة ضد الظلم والطغيان والانحراف والفساد العقدي والسياسي اليزيدي الاموي آنذاك، تقارب تلك الكلمة الرسالية المحمدية ولكن من جانبها التطبيقي العملي، ليقول سيد شباب اهل الجنة واصفا واقعه الاجتماعي المرير :(ألا ترون ان الحق لايعمل به وأن الباطل لاينهى او ينتهى عنه ؟!.)) ان هاتين الكلمتين اختصار واقعي لمعادلة الاختلال القيمي في الذاكرة والعقلية والذهنية الانسانية لكل امة او اي أمة تصل الى مرحلة الانقلاب القيمي الاخلاقي في هذه الامة او تلك من الامم الانسانية الطويلة والعريضة لترى الباطل حقا والحق باطلا، وما الاختلاف بين كلمتي محمد رسول الله ص والحسين ابنه عليه السلام، الا اختلاف بين الرؤية الفكرية كمرحلة اولى لتسرب الفساد القيمي والاختلال المعياري الاخلاقي للامة، وبين السلوك الاجتماعي والواقع العملي المنعكس انحرافيا فكريا لهذه الامة، فمحمد رسول الله ص ذكر مفردة (كيف بكم اذا رأيتم ..)) اي كيف بكم اذا نظرتم وفكريا عقليا نفسيا وروحيا ايضا، للمعروف من الافكار والاعمال على اساس انها اشياء منكرة تنفر منها طباعكم التي فسدت وتستقبحها عقولكم التي تخثرت وتسرطنت بسرطان الامراض القيمية الاخلاقية الى ان وصلت الى مشكلة التمييز الواقعية بين ماهو طيب وجيد ومنتج ومعروف من الاشياء وبين ماهو رديئ وسيئ ومتخلف ومهلك من الاعمال والافكار لتروه على اساس غير واقعه الحقيقي، عندئذ كيف بكم وماذا تفعلون واين انتم ذاهبون في هذه المرحلة والى من تلتجئون عندذاك...؟!. أما الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام، فيشير الى واقعه العملي مباشرة في كلمته العظيمة، ليقول بعد ان وصلت الامة بذهنيتها الفكرية الى الانحطاط القيمي تماما، لتظهر هذه الانحرافة الفكرية معبرة سلوكيا وعمليا وواقعيا في حركة الحياة والمجتمع، ليقول مامعناه :(انظروا نظر العين والعقل الى الحق كيف لايعمل به وهو معّطل تماما في حياتكم الاجتماعية !. وانظروا الى الكيفية التي استفحل فيها الباطل ليكون هو المقدم وهو السيد وهو المتحرك في الحياة !؟. انظروا فهل تنظرون ؟. ولكن يبدو انهم كانو لاينظرون، ولايرون شيئا مما يشير له الحسين بن علي عليه السلام، لا لسبب خافي او معقد سوى :(ان لهم اعين لكن لايستطيعون الابصار بها، وحتى اذا نظروا بتمعن فانهم يرون العكس تماما، ويرون المعروف الذي يعرفه ويدركه ويفهمه ويدعو له الحسين بن علي على اساس انه منكر ووحشي ومقلق وغير منسجم مع طبائعهم المختلفة، وكذا الحال فان تلك الامة التي خاطبها الحسين ابّان ثورته المباركة كانت لهم أذن يسمعون مايقوله الحسين بن علي، ولكنه والى ان يصل كلام الحسين بن علي بن ابي طالب الى عقولهم وقلوبهم ينقلب في الطريق من المعروف الى المنكر ومن الحق الى الباطل، ومن الجمال الى القبح، ومن الحب الى الكراهية .....، ليسمع أؤلئك القوم نغمة مختلفة في داخلهم غير صراخ ومناشدة الحسين بن علي عليه السلام لهم) !. نعم وكما يقول القرءان الكريم :(لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها) او كما قال سبحانه في كتابه الكريم :(فانها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور/ قرءان كريم .)) عند هذا يكون محقا تماما محمد رسول الله ص عندما حذر وأنذر أمته من انهم سيصلون يوما :(الى رؤية المعروف منكرا ورؤية المنكر معروفا) وبالفعل ماهي الا سنون قليلة حتى اصبحت الامة ترى في يزيد ودولة بني امية معروفا وحقا وجمالا منقطع النظير، وترى في علي بن ابي طالب والحسين بن علي وال محمد بالعموم منكرا يجب الابتعاد والهروب منه !؟. ______________________( 2 ) . ان هذه المقدمة الاولى من موضوعة (الرؤية) وكيفية تحولها فكريا من المعايير القيمية الاخلاقية الصحّية الى المعايير القيمية المريضة في واقع اي امة من الامم الانسانية بالعموم والاسلامية بالخصوص، تدخلنا في حيثيات السؤال والتعجب من هذا الانقلاب الفكري الذي فقد بوصلة الاتجاه الصحيحة للنظر في الاشياء الانسانية ولنقول : ماهي العوامل التي تؤثر في رؤية الانسان والاجتماع القيمية الاخلاقية لاشياء العالم الانسانية ؟. وكيف لي او لك ان ندرك واقعية وصدقية وصحية رؤيتي لهذه الاشياء او رؤيتك منها ؟. وهل نحن نرى الاشياء على واقعيتها العملية الصحيحة أم ان هناك عوامل تداخلت على معامل مدراكنا الفكرية حولت اتجاه بوصلتنا القلبية من الرؤية الصائبة للعالم الى الرؤية الميتة لهذا العالم ؟. بمعنى اكثر تصورات اسلامية : كيف لي ان افهم صدقية رؤيتي للاشياء العالمية بحيث انني لم ازل ارى الحق حقا فاتبعه وارى الباطل باطلا فاجتنبه ؟. وكيف لي اعادة ترتيب افكاري العقدية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية ......الخ، لارى العالم بشكله المختلف عن الاخر والذي ربما يكون هو العالم الاكثر قربا من رؤية الحقيقة ؟. ان هناك من يبحث فلسفيا عن مفهومة (الحق والحقيقة) في العالم الانساني، والصواب اننا لم نشأ الدخول في بحث الموضوعة من جوانبها الفلسفية لنصل الى مقولة : هل هناك حقيقة حقا في هذه الحياة أم ان هناك نسبية مطلقة فحسب في رؤية اي انسان منا في هذا الكون الفسيح ؟. لا.... لانريد الدخول في هذا النفق الفلسفي لنرى : هل ان لكل امة من الامم قيمها الاخلاقية المختلفة عن قيم الامم الاخرى ؟. أم ان هناك حقيقة قيم واحدة تجمع جميع الامم الانسانية حولها ؟. لكننا نريد ان نصل الى رؤية تدفعنا الى التأمل فيما نحمله من قيم فكرية مسبقة عن رؤية الاشياء العالمية والانسانية الكثيرة المحيطة بنا، ولانندفع بحماس مزيف خلف الموروث الذي نحمله فكريا ومسبقا عن الاشياء العالمية سواء كانت فكرية او سلوكية، فردية او اجتماعية، عقدية كانت ام سياسية ......... وهكذا، لنصل الى تلاقي الطرق للوصول الى الحقيقة !. نعم هل رؤيتي الفكرية لبعض او الكثير من المفاهيم الثقافية التي تعيش بيننا اليوم هي رؤية قريبة من الصواب وبعيدة من المتاهة ؟. أم أنني سائر في تيه عميق فكريا ونفسيا وروحيا، لكنني وتحت ضغط المؤثرات الانسانية لا أكاد أشعر بوعورة المنزلق ؟. __________________ ( 3 ). عندما نقرأ ونسمع مصطلحات فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية ..... كثيرة وكل يوم وبزخم شبه مربك للتأمل الفكري الهادئ والمتزن، فهل علينا في هذه الحالة ان نأخذ كلما يلقى على اسماعنا وابصارنا ومداركنا العقلية، وكل يوم على اساس انه مسلمة وبديهة حقيقية لايمكن التشكيك في مصداقيتها الواقعية ؟. أم علينا ان نحتفظ باستقلاليتنا الفكرية والذهنية ونحصن من ساحة سماعنا وبصرياتنا الثقافية والسياسية من تلاعب المتلاعبين بادواتنا المعرفية والقيمية الاخلاقية ؟. يبدو ان الجواب يميل الى ساحة ان نكون اكثر استقلالا وحرية في ادواتنا المعرفية والادراكية القيمية من تلاعب المتلاعبين، وعليه لانكون من دعاة البدع او معلني التمرد الغريب ان طالبنا كل واحد منا ان يعيد النظر بمسلماته المعرفية، بدءا بجانبها العقدي والفكري والسياسي والاجتماعي والاخلاقي والنفسي ..............والى اخر هذه الوقفة، التي تعيدنا مباشرة الى الفطرة الانسانية السليمة ولنبدأ من جديد في رؤية العالم من حولنا وربما بصيغة مختلفة ؟. ان العرب سابقا كانت، وحتى اليوم تسمي الزمان والمكان المتحركان، باختلاف الليل والنهار ب (الجديدان) !. وهي تسمية يبدو ان فيها الكثير الكثير من بعد النظر !. او بمعنى آخر ان التجديد هو من السنن الكونية التي تجدد الحياة للانسان كل يوم في هذا العالم، مما يجعله انسانا متجددا مع كل طلعة شمس في صباح جديد، ولكنه ومع الاسف فأن في الطبيعة البشرية خصلة ان استطاعت الاستيلاء على حياة الانسان النفسية والفكرية والروحية، فانها ستقلب وبالفعل حياة الانسان من كونها حياة حية متجددة الى كونها موات روتينية هامدة ؟!. نعم الانسان وبفعل طبيعته البشرية قابل وروحيا فكريا نفسيا ...، ان يتحول من التجديد المستمر واليومي الى التصلب والروتين والنمطية وفقد الشعور والاحساس بالتحرك الزمني، مما يدفعه الى ايقاف حركة الزمن في داخله الانسانية ليصبح فيما بعد هيكل صنمي لايشعر وليس بامكانه الاحساس بالتغيير او تذوقه بصورة طبيعية، مما يرغمنا على رؤية هذا الانسان على اساس انه انسان موات في جميع مداركه واحاسيسه الانسانية الطبيعية والروحية والفكرية والثقافية ايضا !. أما ان استطاع اي انسان منا ان يحتفظ بميزة وقدرة الشعور بضرورة التغيير والتجديد الدائم لحياته الفكرية والثقافية والسلوكية والاخلاقية، فان مثل هذه العملية تكون،وهي فحسب، الضمان الطبيعي لحيوية الرؤية الانسانية المتجددة والقادرة على مصارعة الروتين والموت البطيئ لحيوية الانسان من جانب وعلى فرزنة الافكار والتصورات وتفعيل الاختيار الحر في داخل الكينونة الانسانية هذه من جانب آخر !. تمام : كثرة الضخ الاعلامي والفكري والثقافي الذي يتلقاه اي انسان منا من وسائل متعددة هذه الايام بامكانها ان تخلق تصورات وافكار وسياسات موجهة لصالح هذا الطرف او ذاك من الاطراف العالمية الانسانية، ولانشعر ونحن بمثل هذه المعمعة العولمية اليوم الا اننا اصبحنا وبالفعل مجرد ظروف مقعرة للتلقي الفكري الغير قادرة على التمييز والتحليل المنطقي والواقعي ايضا، مما يحولنا وشيئا فشيئا الى الادمان الروتيني الذي يرى العالم من حوله كما رسمته تلك الوسائل الاعلامية الجهنمية، وليس كما ينبغي لأي احد منا ان يرى العالم على اساس صورته الواقعية !. ان في مثل هذه الحالة المعقدة من عجز انساني كبير عن مواجهة وسائل وماكنات صنع الذاكرة البشرية وبكافة حيثياتها الثقافية والعقدية والسياسية والاجتماعية، بامكاننا التوصل الى فهم كلمة رسول الانسانية العظيم محمد ص عندما اشار الى انه بالامكان وصول المجتمع الانساني الى مرحلة الانقلاب الفكري ليرى المعروف منكرا ويرى المنكر معروفا !. او ان الانسان وبفعل بعض العوامل الداخلية الانسانية والخارجية مهيئ للوصول الى حالة الموت الفطري والقيمي والاخلاقي ليرى الباطل حقا والحق باطلا، او يرى الجمال قبحا والقبح جميلا او ان يرى الظلم عدلا والعدل ظلما ..... وهكذا ______________________( 4 ) في أحيان كثيرة أقرأ واسمع من خلال الاعلام الموجه هذه الايام مصطلح (التشدد الاسلامي) وهو يقرن الى الكثير من الصور السلبية في هذا العالم الانساني المركب، فمن قبيل : ان ارى مجرما يتلذذ بقتل الابرياء من البشر ويقرن مع هذه الصورة الاعلامية المقززة للشعور الانساني سبب (التشدد الاسلامي) !. او ارى اعرابيا جلفا ومتخلفا متحدرا من عمق بادية الظلام، وبنفس السرعة الاعلامية العولمية الهائلة تقرن معه موضوعة عداء (الاسلام) للحضارة والعقل البشري، او عداء (التشدد الاسلامي) لهذه الموضوعة !. وكذا باقي الصور النمطية الاخرى التي يروج لها الاعلام السياسي الغربي اليوم على اساس ان هناك صلة ما او سبب او نسب بين كل هذه الصور السلبية وبين (التشدد الاسلامي) باعتباره ماكنة انتاج، فياترى هل حقا ان التشدد في الاسلام هو سلبيا وبالمطلق هذه المرة ؟. بمعنى آخر : لماذا نرى ونعتقد ونتصور التشدد في الاسلام أمرا سلبيا، بل وهو السبب الرئيس لأمراض العالم الرأسمالي المتعولم ؟. وهل حقا ان سبب كل تلك الصور السلبية اعلاميا هي من فعل التشدد الاسلامي اليوم ؟. أو انه وبالعكس تماما من ذالك، فان تلك الصور المروج لها اعلاميا غربيا كان سببها ولم يزل هو ليس التشدد الاسلامي وانما هو التحلل من ذاك التشدد الاسلامي المطلوب ؟. ماذا يعني مصطلح (التشدد الاسلامي)؟. يعني هذا المصطلح :((ان يكون المؤمن بالاسلام ملتزما بمقرراته الشرعية واحكامه الدينية العملية وانماط تصوراته الفكرية، فهو شديد الالتزام او شادّ بحبل القوة على هذا التقيد الاسلامي ) !. وعليه ان كان الالتزام او التقيد بالضوابط الاسلامية يسمى تشددا، فهل بامكاننا ان نقول ان هذا الفعل السلبي او تلك الصورة النمطية المنحرفة هي بسبب هذا التشدد الاسلامي ؟. أم يكون من المفروض اولا عرض الصورة والفعل السلبي او الاجرامي او الانحرافي على المقررات الاسلامية، لنرى فيما بعد فاعل هذه الافعال السلبية، وهل هو متشدد اسلامي ام انه متحلل اسلامي ؟. الحقيقة وحسب التعريف الذي ذكرناه انفا لمعنى التشدد في الاسلام يتضح لنا اننا بحاجة واقعية للتشدد الاسلامي وليس العكس هو الصحيح ؟. بمعنى اخر : انه ان كان معنى التشدد الاسلامي هو الالتزام بالمقررات الاسلامية، فان مثل هذا التشدد في الاسلام هو الحاكم والضمان والبوصلة التي من خلالها افهم ان كان هذا الانسان متشددا اسلاميا أو انه متحللا اسلاميا وغير ملتزم بمنهجية التشدد الاسلامية هذه، مما يضعني وانا افكر وجها لوجه امام تقييم هذا المصطلح الفكري والثقافي (التشدد الاسلامي) على اساسه الواقعي وليس على اساسه المزيف، لأكون بذالك قد تجاوزت الروتين الاعلامي الفكري الذي فرض عليّ وجهة النظر الموحدة للموضوع ومن جانبها السلبي فحسب، لارى الصورة لذاك التشدد الاسلامي من كافة جوانبها الواقعية، وبعد هذا بامكاني القول انني احكم على الموضوع من خلال استقلال مداركي الفكرية وقيمي الاخلاقية ومعياريتي الثقافية الغير منسحقة امام الروتين الاعلامي اليومي !. وعليه من حقنا عندئذ ان نتسائل وبشفافية لنرى هل مصطلح التشدد الديني الاسلامي هو السبب الاصيل لكل الكوارث التي نراها من اجرام وتخلف وغيبوبة ودونية .... المعاشة اليوم في عالمنا الاسلامي بالخصوص أم العكس هو الصحيح ؟. وهل اذا رأيت انا او انت مجرما يسفك الدماء بغير رحمة تذكر وهو يصرخ ب (الله أكبر) بأمكاننا عندئذ اعتباره من المتشددين اسلاميا ؟. أم انه ويجب عليّ ان أعتبر هذا الفعل البربري هو نتيجة عدم التشدد الاسلامي اصلا وليس العكس ؟. عندما يقال لي ان هذا الانسان متشددا أسلاميا، فأنني ينبغي ان افهم ان هذا الانسان ملتزم بقواعد الاسلام الفكرية والسلوكية، وعندها لي المعيار في امتحان مصداقية هذا المتشّدد او ذاك من مدعي التشدد الاسلامي، وماهي الا اطلالة مني او منك -، باعتبارك اكثر ذكاء ونباهة مني، - على الاسلام نفسه لنرى جميعا : هل ان الاسلام يبيح سفك الدماء بهذه الصورة من الهمجية والبربرية المنكرة ؟. أم ان الاسلام حفظ الحياة الانسانية وحرّم بشدة سفك الدماء بغير حق قانوني يذكر ؟. واذا كان جواب الاسلام نفسه يقول بحرمة التعرض لدماء الانسان وماله ونفسه وعرضه بغير حق مشرعن، فكيف لي فهم فعل وسلوك ذاك المجرم المتخلف الذي يدعي التشدد في الاسلام او الالتزام به كعقيدة وسلوك ؟. الحقيقة ليست لي علاقة تذكر بتلك العقلية الاجرامية التي تدعي معرفة السماء او القيام بالفعل الاجرامي باسم الاسلام او من خلال تصور التشدد له والنصرة لدعوته، فهذه دعواه الشخصية فحسب، ولكن مايهمنا هو ان ندرك حقيقة الاسلام نفسه لندرك فيما بعد فعل هذا المجرم او ذاك وهل هو اسلامي متشدد ام انه اسلامي متحلل ويتخذ من هواه الهة تعبد من دون الله العلي العظيم !. بمعنى اخر انه لو كان حقا هذا المعتوه فكريا متشددا اسلاميا لكان اول من حافظ على دماء الانسانية باعتبار ان قتل نفس واحدة بغير حق كأنما هو وبالفعل قتل لجميع البشرية واعتداء على كرامتها الانسانية في الحكم والمفهوم الاسلامي !. وكذا الحال عندما ارى شخصا له الموقف السلبي من العقل او من المرأة او العمران او ...............الخ، فسوف لن ادرك تحلل او تشدد اي انسان اسلامي الا من خلال الكمية الالتزامية المقيدة بروح وظاهر النص الاسلامي المقدس، لتصبح الصورة امامي فيما بعد هي الاتية : الاسلام يدعوا لاحترام العقل والانسان، وكل من يحترم العقل والانسان فهو متشدد متقيد اسلاميا، والعكس صحيح عندما ارى اي انسانا يمتهن كرامة العقل ويتجاوز على حدود الدم، فسوف ادرك وبالفطرة انه متحلل من ذاك الالتزام والتشدد الاسلامي !. وعندئذ يمكننا القول اننا بحاجة الى التشدد الاسلامي بل والراغبين والداعين الى وجوده في كل حياتنا الاجتماعية، باعتباره الضمانة الحقيقية لتطبيق الشرع الاسلامي النبيل الذي يدعو لحرمة الدم واحترام العقل والكف عن الاذى للناس جميعا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة الحق ودفع الباطل وايتاء الفقراء حقوقهم وعدم سحق المحرومين والرافة والرحمة بالضعفاء والمساكين، والابتعاد عن الغلوا ........... الى آخر هذه المنظومة القيمية التي دعى لها الاسلام وشددّ على قيامها في مجتمعه الاسلامي !. أما من يدعي التشدد للاسلام وهو غير ملتزم ولا مقيد باي حكم اسلامي او عرف شرعي او فكرة دينية، فهو اقرب للمنافق او الدجال الذي يدعي التشدد في الاسلام بينما افعاله واقواله وسلوكه وافكاره لاتنم عن اي صلة بذاك التشدد الاسلامي، بل ونراه مخالفا لابسط القواعد الاسلامية الداخلية والخارجية !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |