بدأ القلب يعتصر، والمواجع تأخذني كلما اقتربت ذكراك سيدي يا ابا ياسين، اما في ذكراك الرابعة فأن للالم والمواجع طعم اكثر ايلاما على القلب، لا لفقدك لا والف كلا لان الطريق الذي اخترته وتمنيته طيلة جهادك حصلت عليه بالجهادين الاصغر والاكبر، فقد جاهدت جهاد النفس فكنت مصداقا للصدق والاخلاص، لم تاخذك المطامع ولا الكراسي الزائفة ولم تبعدك عن الطريق الذي خطيته لنفسك، وجاهدت الجهاد الاصغر حتى اعطيت نفسك رخيصة في سماء الصمود والتحدي من اجل الاسلام والوطن، وبذلك كشفت عن صدق نيتك وعقيدتك وانك كنت تتحرك باتجاه بناء نفسك وروحك حتى لقاء ربك عنك راضيا، تركت الدنيا وزخرفها ولم تتبع الاهواء ولم تبع دينك كما باعوه الاكثر الاغلب في سباق الكراسي والتسلط .                                                                                                   

سيدي يا عزالدين سليم: لقد كنت بحق عزا للدين، عزا بفكرك النير بكتاباتك التي بلغت المئة ويزيد بمحاضراتك الدينية والثقافية والفقهية والاخلاقية والتي بلغت المئات، عزا للدين والعراق بأفكارك المتجددة  والتي كنت تطرحها بين الحين والاخر من الفدرالية عام 1993 ـ وقتها من ينادي بها الان يعتبرها تقسيما ـ الى حكومة الانسان، الى البيت الشيعي، وبناء الانسان، وبناء روح المواطنة وغيرها .

 سليما بفكرك وخطك، لم تأخذك الاطماع ولم تجعل من السياسة والحزب اداة للتحكم بمصالح الناس ولا سلاحا للحرب على الاخر، بل هي وسيلة لخدمة الوطن والشعب والدين، ولم تقدم نفسك ولا عائلتك ولا المنتمين لخطك على غيرهم من ابناء جلدتك بل كنت ترى الناس سواء مقتديا بذلك بامير المؤمنين عليا عليه السلام

 سيدي يا ابا ياسين : اما اليوم فأننا نرى كثيرا ممن ادعوما انت عليه من فكر اصيل، قد اخذوالتحزب والتسلط والكرسي هدفا لملي جيوبهم وحساباتهم وبناء القصور على حساب الناس، واصبحولا يميزون بين حق ولا باطل الا ما يمليه عليهم شياطينهم، واصبح الدين وسيله لاكتساب المصالح الدنيوية والمناصب .

فسلام عليك يا ابا ياسين وعلى فكرك النير وعلى جميع الشهداء السعداء معك في جنات الخلد وعلى شهداء العراق جميعا

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com