ما أنتَ عَبـدٌ لِرَزّاقٍ ٍ بمــا وهَبـــا
 

 

صالح الطائي

salehmosahotmail.com

الى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدته الاخيرة قالت لي الارض

ما أنتَ عَبـدٌ لِرَزّاقٍ ٍ بمــا وهَبـــا
بَلْ أنتَ عَبدٌ لِصدّام ٍ بما أغتَصَبـا
دمٌ يَجــرّ ُ دمـاً والموتُ قد لـَغـِبـا
وشـاعـرٌ قــاتـلٌ يزهــو بما كتَبـا
يُغازلُ الـذئبَ مفتـونــا ً بما نَهَبـا
حيث البـلادُ رُكامٌ لامـَسَ السُحُبـا
يُزخرفُ العُرسَ من أنّاتِ أخوتِهِ
ومِنْ نَحيبِ الثكالى يُطْلقُ الطرَبا
الـشعــرُ ليـسَ بمـزمـار ٍ وقافيـةٍ
هُوَ الضميرُ يحزّ القلبَ إنْ كـذَبـا
وأنت َ زئبــق ُ أفكـار ٍ وعاطفــةٍ
لا تستقرُّ بغير(الدولار ِ) منتسِبـا
مَسّحـْت َ أحذية َ الجـلاّدِ مُفتخِراً
بأنْ يدوسَ بها الأشرافَ والنُجُبـا
مـا أنـتَ عَبـدٌ لِرَزّاق ٍ بما وَهَبــا
بَلْ أنتَ عَبدٌ لِصَدّامٍ ٍ بما اغتصَبا
ما حَـنَّ قلبُك َ يـوماً والعـراقُ دمٌ
وكان شـِعـرُكَ ناراً تأكلُ الحَطَبـا
بالأمس ِ كنتَ تعدُّ الذبحَ مرجلة ً
صوناً لأعوجَ مسرور ٍ بما صَلبَا
واليومَ تصرخُ: يا أهلي ويا بلدي
وأيُّ عذر ٍ يُغطّي الجُبن َ والهَرَبا
إنَّ المصائبَ والإرهابَ في وطني
والله ِ مـِنْ كفِّ بعثيّ ٍ وما نَصَبـا
هذي دموعي على الخَدّيْنِ ما نَشِفَتْ
لأخْوَة ٍ أ ُعـْدِموا لا ذَنْباً ولا سَبَبا
قد نلتَ من جُثَثِ الأطفالِ أوْسِمَة ً
يا وَيحَ نَظْمكَ ما أرْدى وما كَسَبا
يا طبلة َ الموت ِ إنّ القادسيّة َ قـد
هامتْ بعزفِكَ إعجابا ً بـِمـا نَعَبــا
قد كان َ أجدرَ أنْ تُرمى بمَحْرَقـَة ٍ
لا أنْ تُعافَ بأرضِ الشام ِ مُغتر ِبا
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com