العراق في شباك التحديات

 

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا/

رئيس جماعة علماء العراق

فرع الجنوب

بعد خمس سنوات من التغيير الذي جرى في العراق يدفعنا الحديث ان نرجع الى الوراء قليلا لغرض العظة والاعتبار فحسب.

  لنقول: بعد كل ذالك ان العراق بين ماض وحاضر ومستقبل . بين ماض حمل في طياته الكثير من الماسي والحروب والنكبات وعمليات القتل والتهجير بسبب سياسات النظام السابق سيما تلك الحروب التي اكلت الاخضر واليابس فذهبت زهره شباب العراق وقودا لهذه الحروب الطاحنة,وهنا استطيع ان اقول ان النظام السابق كان ضعيفا في علاقاته الخارجية والداخلية,فعلاقته الخارجية مع دول العالم والمحيط العربي والاقليمي كان يعالجه اذا ما طرأت مشكلات هنا وهناك بالحروب المدمره وهذا ما حدث مع جمهوريه ايران الاسلامية او دولة الكويت.بعبارة اوضح كل المحيط الذي يحيط بنا كانت لدينا مشكلة معه, اي مشكلة مع الكويت,و مشكلة مع ايران ,ومشكلةمع السعودية,ومشكلة مع سوريا,ومشكلة مع تركيا,اضف الى ذلك مشكلتنا مع العالم كله ذلك بسبب غزو الكويت وما انتجه من ثمار سيئه للبلد والامه.

فهل لنا مكان في العالم عبرتعكر هذه  العلاقات مع دول العالم ؟اما علاقته الداخليه مع ابناء شعبه  فكانت هي الاخرى ضعيفة  منهمكة مهشمة حيث السجون قد ملئت بالعراقيين وبتهم شتى والارض قد طوت في احضانها مئات من المقابر الجماعية ماجعل الكثير من العراقيين ينفرون بلادهم ليهاجروا خوفا من بطش النظام وقسوته  التي لم يسلم منها حتى اقرب الناس اليه وهم ارحامه واقاربه, اضافة  الى هدم النفسية العراقية التي تأثرت بعقود من السنين قضتها في هذا الجو المشحون حتى اصبح العراقي يحمل نفسية معقدة  وشائكة مزدوجة  بسبب الافرازات والارهاصات التي تعرضت لها تلك النفس والازدواجية التي عاشتها بل فرضت عليها في العراق, والا بماذا نفسر ان يجرء  الاب على قتل ولده وثمرة فؤاده وهو يدعي ان ابنه فر من ساحه القتال....؟,ولربما لم يقتنع ذلك الشاب بهذه المعركة البربرية فأراد ان يعرض عن القتال.أو بزوجة تشتكي زوجها أو ولدها وهكذا تقطعت اواصر المجتمع بسبب النفاق والتقارير التي بسببها سجن اناس واعدم اخرون... ماذا عسانا ان نتحدث عن الحاله الاجتماعيه العراقيه..هل اتحدث عن الوف الارامل اللواتي فقدن ازواجهن للظروف التي ذكرتها انفا..ام اتحدث عن الوف من الايتام الذين فتحوا اعينهم ولم يجدوا ابائهم ام اتحدث عن مأسات المهاجرين الذين ارغموا على هجره بلادهم بتهمة  ابتدعها  النظام السابق  واسماها بالتبعية وهنا لا بد ان اقف لأبين تخبط النظام. فالعوائل العراقية التي عاشت مئات من السنين وهي تملك المال والتجارة والعقول المثقفة هذه العوائل يلقى بها على الحدود بملابسهم وينتزع منهم كل شي حتى  اولادهم (الذين كانوا يسجنون في نكره السلمان وسجون اخرى) بتهمه التبعيه ...امالعوائل الايرانيه التي عاشت في بلادها وقدر الله لها ان تكون على حدود العراق وبسبب الحرب ودخول الجيش العراقي الى بعض الاراضي الايرانية هذه العوائل يؤتى بها الى العراق اجبارا وتمنح الجنسية العراقيه فأي تخبط هذا الذي كنا نعيشه في ماض سحيق. اما الحديث عن الجانب الاقتصادي فهناك المليارات من الديون التي ركبت برأس العراقيين حتى اصبح العراق غارقا في بحر من الديون والمشاكل الاقتصاديه. فألأقتصاد عصب الحياة وقد قطع هذا العصب بسبب سياسة النظام السابق فبلادنا من اغنى بلدان المنطقة حيث الثروات المتعدده من النفط والماء والنخيل و المعادن وغيرها؟  ولكن النظام انفق المليارات لتسلحه وحفظ نظامه الذي سرعان ما انهار هذا النظام وانتهى وأنا أسألكم بالله... لو انفقت هذه المليارات لأجل بناء العراق وتوسيع موانئه وتطوير اباره وتنظيم وحدات سكنية كافية للشعب اما كان اجدىوانفع  من تلك الصواريخ التي لم تنفعه هو شخصيا واذن  بعد تلك الخلاصة المره لا ينبغي ان نتباكى على نظام احدث كل هذا بل نبكي على انفسنا لأننا تأخرنا قرونا من الزمن بالنسبة للمحيط الذي يحيط بنا .

اما عراق الحاضر فقد تغيرت صورته تماما نعم هناك اخطاء نعترف بها جميعا ولكن حجم العقبات كان اكبر واعظم .

عقبات خارجية لم ترد لهذا البلد واهله  ان يتعافى وينشط فبعثوا بالاف من الاشخاص المجرميين الارهابيين التكفيريين و الذين لم يعرفوا للحياة الا القتل ..! والذبح..! والتهجير  ..! وهم يحملون اسماء اسلامية للأسف الشديد وقد عبثوا بالعراق على مدى اربع سنوات وهم يذبحون بالعراقيين بصمت مقيت  من كثير من الناس  وخاصة من بعض العلماء ,مما اخر عمليه البناء وافرز حالات لا تتناسب مع الوضع العراقي وجعل بعض الجماعات المسلحه تنشط بحجة الدفاع عن انفسهم وعقائدهم ولهم في ذلك عذر .

واذن  حتى الميليشيات التي نتحدث اليوم عنها جميعنا هي نشطت بسبب عنف القاعده والتكفيريين  ضدهم حيث لم تفرق بين احد من العراقين  فقتلت الجميع على حد سواء .

ونحن نرى ان الحكومه العراقية تسعى جاهدة لبسط الامن وسلطة القانون وان ينتزع السلاح من المواطن ليكون بيد الدولة نعم ان يكون بيد اناس مهنيين وان لا  يوجه للأبرياء ولكي يكون حاميا للعراقيين من المخاطر التي تهددهم واذا تحقق الامن استطاع الشعب ان يعيش مستقبلا زاهرا امنا يعمل فيه الجميع ويأكل منه الجميع وباستطاعتنا بعد ذلك ان ننتقد الحكومة اذا ما قصرت في حقنا.

ومن هنا ادعوا جميع العراقيين ان يدعموا سلطه القانون وبسط الامن ونزع السلاح والحفاظ على هيبة الدوله وامنها واستقرارها .....................

فيا أخوة العراق؟ أعدائنا يتربصون بنا الدوائر ويتمنون شامتين بنا كي نتذابح فيما بيننا بعد ان فشلوا بدفعنا الى طائفيه .فهم خططوا اليوم لأجل ان تتذابح الطائفة الواحدة بين ابنائها ,أدعوكم ايها العراقيون الشرفاء النجباء ان تحافظوا على عراقكم وان توقفوا سيل الدم الذي يجري من جسدكم .

حفظ الله العراق واهله والى مستقبل زاهر ان شاء الله

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com