|
يقول رئيس وزراء العراق نوري المالكي معترفا بتدخل دول الجوار في العراق وفي احداث البصرة تحديدا: " لن أسمي دولة بالاسم ولكني أستطيع القول أن من يتدخل في البصرة أكثر من دولة واحدة. لقد أبلغنا هذه الدول... وطلبنا إلى دول صديقة أن تعطي الأدلة على تورط الشخصية الفلانية في هذه الدولة والشخصية الفلانية في تلك، كما طلبنا إلى دولة كبرى صديقة المساعدة على الكف عن التدخل في شؤوننا !!! نعم في محافظة البصرة صراع أجندات إقليمية." ويمضي المالكي الى القول: "أن لدينا تفكير استراتيجي للتعامل مع هذه التحديات، وربما يكون ملتقى دول الجوار المقبل في الكويت، مناسبة للحديث الصريح من جانبنا، لأن هذه الدول حين تجتمع، ترفع شعار دعم العراق والعملية الأمنية، لكن الكثير من هذه الدول تتدخل في الشأن العراقي وتتدخل أمنيا وتتصدى للدولة وللحكومة المنتخبة، لذلك بدأنا نشعر أن لا فائدة من هذا المؤتمر، حين تكون الدول التي تشترك فيه هي ذاتها التي تتدخل بالشأن العراقي، وسيكون لدينا حديث صريح معهم، وربما نخرج إلى مرحلة العلن لمواجهة هذه التحديات، وينبغي ألا نسكت، وإن كانت لديهم صراعات فلتكن على أراضيهم.". ومن يسمع حديث المالكي هذا ربما سيصدق ان المالكي سيفعل ذلك غدا وسيتحدث بالاسم عن الدولة التي اشعلت حرب البصرة ، وانه سيستغل مؤتمر دول الجوار القادم فعلا ليفعل ذلك ؟؟ ونحن نقول – ولو بعد خراب البصرة - لقد عقد اكثر من مؤتمر لدول الجوار وحضره ممثلون عن الحكومة العراقية ومسؤولون امنيون عراقيون ، وهم على بينة ولديهم الوثائق الموثقة والادلة التي لا تقبل الجددل على تدخل هذه الدولة او تلك ، ولكن احدا منهم لم يجرؤ على الحديث صراحة عن اسماء هذه الدول والشخصيات التي بدأ المالكي يلمح اليها ويشير مواربا الى انه سيكشفها. نحن مقدما نقولها وبكل اسف، اننا لا نتوقع ان يفعل المالكي ذلك وانه اذ يذكر جملة دول في الوقت نفسه فقد اعطى التغطية مقدما لدولة هي الاكثر والاول بل يمكننا القول انها الاوحد تدخلا في شؤون عموم العراق والبصرة في المقدمة وقد اشر الى ذلك كتاب عراقيون متابعون ومحللون استراتيجيون تحدثوا عن البصرة التي باتت جسرا للضفة الغربية من الخليج لدولة النظام الايراني الحاكم وتوقعوا ان تنفجر الاحداث فيها قبل عام من الان بعد ان يستلم الملف الامني فيها العراقيون من البريطانيين الذين كانوا على بينة من مستقبل الاحداث في المدينة، وهو ما حدث فعلا، لكن ما نود قوله هنا هو اننا نريد تنبيه المالكي نفسه، الى انه اذا لم يفعل، وهو لن يفعل بالتاكيد، فكلمة (ربما) التي ادرجها في حديثه عن المصارحة ابانت مقدما انه لن يقدم على مثل هذه الخطوة، ويحدد ايران ونظامها كخطر محدق ليس بالبصرة وحدها بل بالعراق كله، نكر انه اذا لم يفعل ، فانه انما يرتكب مخالفة دستورية حين يحجب الحقيقة عن الشعب العراقي، وهي اقل المخالفات التي يمكننا ذكرها هنا، ةلكنها في الوقت نفسه ترتفع عن مستوى كونها مخالفة الى حد ان تصبح في ظرفها المثالي الذي يدفع العراقيون فيه ثمنها دما جريمة تستر على المجرم وهي بذلك تكون مشاركة له في جريمته.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |