|
لقد بدأ الإنسان يمشي منتصب القامة على هذه الأرض قبل حوالي 4 ملايين سنة(1), وهذا يعني انه قبل ذلك لم يكن منتصب القامة ولم يكُ فكه الأمامي متقدماً على حلقة بهذه الصورة والتي نراها اليوم كأنها اجمل ما تكون وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على عدم معرفة الإنسان بالنطق في ذلك الوقت حين لم يكن منتصباً كما هو الحال هذا اليوم ولم يك الإنسان يعرف النطق أي انه لا يستطيع مع تأخر فكه أن ينطق حروف معجم العين وغيره من المعاجم ذلك أن النطق بحاجة إلى تقدم الفك كما هو الإنسان اليوم إذ أن هناك حروف تعرف على إنها {حلقيه} خارجة من الحلق وحروف خارجه من الشفتين مثل {الباء, الميم,الواو}والحروف الحلقية مثل {العين ,الحاء.....} وبهذا لا نستطيع أن نعرف الإنسان في تلك الفترة على أنه{حيوان ناطق}أوانه متميز عن غيره بالنطق, وبهذا المعنى فأن الإنسان الشرقي والغربي والشمالي والجنوبي كانوا جميعاً يدبون على هذه الأرض وهم ينعمون بخيراتها ولم تك في تلك الفترة من- 4 ملايين إلى ما قبل مليوني سنه- اتجاهات فكريه أو طبقات اجتماعيه أو مذهبيه وهذا لا يتعارض مع الدين فهنالك احتماليه كبرى بأن تكون تلك الفترة هي الفترة المعروفة بالقرآن الكريم بأسم(الفردوس) التي كان يأكل منها أدم وحواء غير تعب أو خوف أومنه من أحد. أما قبل مليوني سنه فقد بدأت تظهر بعض الآثار الدالة على الإنسان الأول المستخدم للأدوات بأشكال بسيطة كما يفعل أو تفعل بعض المخلوقات في العصر الحاضر مثل بعض أنواع{ثعالب البحر}(2) ولكن قبل (3500) خمسة وثلاثون ألف عام قبل الميلاد مع بداية العصر الحجري القديم بدأ الإنسان يستخدم الأدوات بشكل مكنه من دخول {عصر الفن} وصنع الأواني الفخارية من{ أجل الخصوبة}وليس من {أجل الفن} وهي الشعائر الدينية البدائية .وان الإنسان الذي عاش من 3500عام إلى 7000عام قبل الميلاد هو الإنسان المعروف بالإنسان الحجري من هذا المنطق فإن الإنسان يعرف علمياً حسب استخدامه للأدوات فبداية استخدام الحجارة هو انسان العصر الحجري وبداية استخدام البرونز هو إنسان عصر البرونزي وكذلك استخدام الحديد....إلى العصر الحاضر. ولقد عاش الإنسان على وجه الكرة ألا رضيه أكثر من{990ألف سنه}(3) وهو جامعٌ للثمار وصياد ,وأكثر من{990ألف سنة} عاشها الإنسان وهو لا يعرف الزراعة ولا تدجين الحيوانات وبالتالي فإن هذا مؤشر طبيعي على الإنسان الذي عاش ما يقرب {990ألف عام} دون منة"من أحد يأكل من البراري ويصطاد منها أيضا"وبالتالي فان الفروقات الاجتماعية معدومة الشكل والطبقات الاجتماعية معدومة نهائياً وهو ذلك العصر المذكور في الديانات السماوية الشرقية بـ {الفردوس المفقود}أو الفردوس الضائع وهذا مؤشر آخر على عدم التميز بين الإنسان الذكر,والإنسان الأنثى ولكن الاستقرار الاجتماعي كان معدوما" لدرجة عدم معرفة مفهوم العائلة والقبيلة والعشيرة.....الخ. وان أول مفهوم {للعائلة}عرف بسبب الالتقاء المنفعي بين الذكر والأنثى وذلك لتقاسم ما حصلت عليه الأنثى من {ثمار}(4) على اعتبار أنها هي جامعة الثمار ,واقتسام ما حصل عليه الإنسان الذكر من{ صيد} وهذا هو أول تقسيم وظيفي بين المرأة الأنثى والرجل الذكر ,وهذا كله بسبب اختلاف بيولوجي كبير بين المرأة الأنثى والرجل الذكر ,فلأن طبيعة الحوض عند الرجل أضيق منه عند المرأة الأنثى فأنه تفوق عليها بسرعة العدو(5) والهرب بسرعة من الحيوانات المفترسة واعتقد إن هذا هو السبب الذي أدى بالتالي إلى نعومة الأنثى وخشونة الذكر ويرى مؤلف كتـاب { بنو الإنسان } {انه ليس من الحكمة تعرض الإناث للخطر مع صيد الوحوش لأنهن ينجبن الذكور}(6) وبالتالي بقيت المرأه جامعه للثمار لان طبيعة الحوض عندها أوسع من الذكر. ولتدعيم هذا الكلام النظري , فقد جاء في الموسوعة الطبية(7) , أن الإنسان تطور من مشيه انحناء الركبتين إلى مشية الإنسان الحديث الرشقة , وهذا هو الذي أدى إلى تغير شكل الحوض وحلت بالقدم وإبهام الرجل بعض التعديلات , وكذلك تغيرت اليد بحيث اصبح الإنسان قادرا" على الالتقاط بالإبهام والأصابع كما يظهر حاليا" في الشكل رقم(1). وجاء في الموسوعة , أن الشرق الأدنى هو المكان الذي خطا فيه الإنسان خطوته الثانية , حيث سيطر الشرقيون الأوائل على بداية تدجين الحيوانات ,حيث نشأت الزراعة خلال العصر الحجري الحديث ويعود عهد المدن أليها ومنذ ذلك الوقت أخذ سكان العالم بالتزايد(8) . لذلك نستطيع أن نجزم جزماً قاطعاً أن الإنسان لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب , فقد نشأ الإنسان البيولوجي وبعد ذلك تطور عبر مراحل عدة وما يسمى بالانتحاب الطبيعي , وهذا أدى بدوره إلى انتخاب ثقافي وحضاري آخر كما يقول {أر نلد توينبي} في نظريته عن{ التحدي والاستجابة} وبعد ذلك تطور {الإنسان الإيديولوجي} وظهرت الفروقات الاجتماعية بسبب تطور وتقدم وسائل الإنتاج البدائية فلقد استخدم الإنسان{النحاس الأحمر }(9) أولاً ثم طور بعد ذلك مزجه {بالقصدير} لينتج{البرونز} والصناعة البدائية من المعادن هي التي أدت إلى ظهور طبقات اجتماعية مثل { السماك,القناص ,والمحارب ,وجابل الصوان ,والطيان....الخ}(10) فصار الناس ينظرون إلى هذا على أنه سماك , وهذا على أنه محارب , وهذا صياد.......الخ ولكن الفروقات بين الذكر والأنثى لم تك معروفة بعد , وكلما تقدم الانسان علمياً كلما اصبح بينة وبين من لا يتقدمون عليه فوارق اجتماعيه وطبقية وعندما اندثرت حضارة أو عصر {إنسان النيندرتال} نحو {35000}منذ ذلك الوقت تقريباً إلى {10000-7000ق.م} بدأت تظهر بدايات الحضارة العالمية عبر بزوغ نورها من الشرق الأوسط أو قل من الشرق الأدنى وحوض البحر الأبيض المتوسط مهبط الوحي ومهبط الديانات السماوية , حيث بدأ هنا الإنسان يتعاطى بالزراعة ويدجن المواشي ,بدأت الاستقرار , وبسبب تدجين بعض الحبوب الزراعية وبعض الحيوانات، اصبح الانسان يعامل نفسه كما يعاملها من حيث، الاستقرار، وتدجين الإنسان لنفسة .لانه اصبح يلازم المواشي ويلازم المزروعات الزراعية وبذلك اصبح يعمم على نفسة وعلى الآخرين مفهوم الملكية الفردية, وبدأ أول ازدياد سكاني ملحوض في العالم , فقد بلغ عدد سكان الشرق الأدنى عام{10000ق.م}(100)مائة ألف نسمة تقريباً وازداد بعد أربعة آلاف عام بزيادة ملحوظة حيث ارتفع عام{6000ق.م} ليصل إلى (3) ثلاثة ملايين نسمة وهذا أن دل على شيء فأنه يدل على الاستقرار السكاني في الشرق الأدنى(11) , بسبب ظهور الزراعة أو الثورة الزراعية البدائية التي لم تصل في ذلك العصر إلى مستوى فائض الإنتاج. لذلك من الخطأ أن نعتبر إن الثقافة العربية بدأت من قبل الإسلام بمائة عام أو مائتان عام ,ونعمم هذا المفهوم على الثقافة الشرقية متجاهلين دورنا الحضاري الكبير وأثره في العالم القديم . ولربما أن مدن الأموات نشأت قبل مدن الأحياء أوقل أن مدن الأموات بدأت قبل قرى الأحياء فقد عثر في عام (1961م) على قرية في الأناضول أقدم من مدينة(أريحا)(12) بـ (ألف عام) وهي (نيولوثية- العصر الحجري الحديث) والمهم في الموضوع أن بيوتها ملاصقة لبعضها البعض وليس لها أبواب حيث كانوا يدخلونها من السقف ؟ وهذا يشبة في العصر الحاضر بناء القبور وبالتالي فإن الأحياء احترموا الأموات واستقروا إلى جانبهم كما يقول مؤلف كتاب{بنو الإنسان} , وان أول مظاهر الحياة لدينا في الشرق الأدنى تعود إلى سنة(9000ق.م) في جنوب الأردن ,حيث عثر في منطقة البيضاء هنالك على بقايا حبوب مدجنة وبقايا عظام ماعز تعود إلى الفترة نفسها وهي(9000) قبل الميلاد , وتبعتها بذلك أريحا في فلسطين , وجارموا في العراق كل تلك المدن تعود إلى نفس الحقبة التاريخية ,ولا بد أن كل هذا الذي ذكرناه يدل دلالة واضحة على نبض الحياة في الشرق الأدنى من حيث جمع القوت لفترة تمتد نحو (990ألف سنة) استمر الشرقيون يجمعون قوتهم ليس على ما {يشتهون } ولكن على مبدأ{هذا الموجود}وبطبيعة الحال فإن الفروقات الاجتماعية في تلك الفترة معدومة بين الرجل والمرأة وبين الإنسان والإنسان الآخر , ذلك انه لا توجد فوارق اجتماعية في مجتمع جمع القوت ,لان الناس سواسية والعدالة موجودة بسبب ضعف أجهزة التحكم فمنذ (35000) آلف عام قبل الميلاد إلى(10000ق.م) والإنسان يعيش في كهوف ولا يعرف إلا جمع القوت وهذا مؤشر على وجود طبقة اجتماعية واحدة حتى أن مفهوم العائلة في تلك الفترات غير موجود على الإطلاق أوان {الأب الاجتماعي }كان موجوداً بدل الأب البيولوجي بسبب الاتصال المنفعي مع الأنثى جامعة الثمار ويمكن أن يكون هذا هو الشكل البدائي للعائلة وأن عدم معرفة الإنسان في بداية الأمر بـ { النحاس اللين} ومن ثم { البرونز}و{الحديد} أيضاً على عدم وجود طبقة اجتماعية من العمــال أو{اليد العاملة }أو {الصناع} وهذا كلة أدى إلى تأخر ظهور النظام السياسي الطبقي ألا في عصور ليست بالبعيدة عنا , وبالتالي فإن الرجل والمرأه عاشا في مجتمعات جمع القوت جنباً دون ظهور أي فوارق اجتماعية , وهذا الكلام يدغدغ خيال الماركسيين حيث انهم يطالبون أحياناً بالعودة إلى النظام القديم , من حيث تعميم مفهوم المشاعات القروية البدائية وتجاوز مفهوم الملكية الفردية , وأعتقد أن هذا الكلام مستحيل جداً جداً على اعتبار ,أن نمط الحياة القديم كان يخلوا من الصناعة والتجارة , وبطبيعة الحال فإن غياب هذه الأدوات هو الذي عمم مفهوم المسواة بين أفراد المجتمع وذلك عبر غياب طبقة الصناعيين والبنائين والمزارعين والتجارة وانه من البديهي جداً مع غياب هذه الطبقات , أن تكون المسواة بين الرجل والمرأة لازبة الوجود أو واجبة الوجود , لذلك فإن غياب التقدم الزراعي والصناعي والتجاري وغياب نظام الاقتصاد النقدي هو الذي كان يساهم بتأخر ظهور نظام الطبقات الاجتماعية . ولقد اشتركت كافة شعوب الأرض البدائية بأساليب الحياة من حيث التشابه الصناعي الذي عكس مفهوم الطبقة الاجتماعية الناتجة عن نوعية الصناعة وعن الأدوار التي يؤديها أفراد المجتمع ذلك أن صناعة الفخار في بدايتة الصناعية كشف عن{ طبقة الفخاريين}(13) وصناعة الحديد كشفت عن { طبقة الحدادين } وأدوات الصيد هي أيضاً عن { طبقة الصيادين} وهؤلاء الصيادون هم أول من أسس { طبقة المحاربين } أو{ الجيش النظامي } وتحولت بعد ذلك أدوات صيدهم إلى { أدوات حرب} وقتل وتدمير لأغراض السيطرة وتطبيق مفهوم الغالب والمغلوب كما سنرى لاحقاً في ملحمة { ألا ينوما – ايليش- عندما في الأعالي } ويجُب على دارس أي شعب من الشعوب أن يعي بأن الظواهر الاجتماعية تتكرر مثلها مثل الظواهر الجيولوجية والبيولوجية, وان الإنسان الشرقي من حيث وظيفة كل من المراه والرجل لا يختلف عن الإنسان الغربي شريطة توفر أسلوب حياة ومعيشة مشترك فمثلا الانسان الشرقي البدائي لا يختلف عن الانسان البدائي الغربي بمعنى أن صانع الفخار والحداد والصياد لا يختلفون في اسلوب حياتهم عن بعضهم البعض , كما هو معروف اليوم فأن الطبيب أو مهندس الكمبيوتر لا يختلف عن أي مهندس أخر في أي بلد أخر ولكن من الملفت للنظر أن طرائق الحياة وتعددها المتشابه مع أي شعب أخر قد لا يولد نفس الطبقات الاجتماعية وبمعنى أخر أن طبيعة البناء الاجتماعي والفكري لإنسان عاش في الألفية الثالثة قبل الميلاد قد لا يتشابه مع انسان أخر عاش أو يعيش في بقعة أخرى من الأرض وقد تجد أن الاختلاف الفكري أو البناء الاجتماعي للاثنين غير متوازن أو متفق , وهذا ما يسميه علماء الاجتماع بظاهرة {التخلف}(14) كما سنرى لاحقاً في مجتمعاتنا الحديثة . غير أن هذا التعميم لا نجده ألا في المجتمعات سريعة التطور كما هو الحال اليوم أما في مجتمعات ما قبل الميلاد فان الصناعات البدائية واحدة والطبقات الاجتماعية واحدة تمتاز ببطء النمو الديموغرافي وتجد الذكر والأنثى في كافة المجتمعات القديمة ما قبل الميلاد, ذات خصوصية واحدة من حيث المجتمعات الشرقية قبل الميلاد بالاف السنين كانت جميعها من المحيط إلى الخليج تتغذى على { الجذور,والدرنات} ليس في ذلك المجتمع فضلُ لاحدِ على أحد , وهذا بالطبع لا يعود إلى تنظيم اجتماعي محكم بقوانين إدارية وعسكرية ولكن لان الحياة هكذا يعيش الإنسان ويأكل من غير تعب أو خوف أو منة من أحد. كلما تقدمنا تاريخياً في عمر الإنسان على الأرض كلما ازدادت المسألة تعقيداً على تعقيد, وكلما تخلفنا في عمره إلى الوراء كلما ازدادت الحياة وضوحاً وبساطه على وضوح وذلك بسبب قلة وسائل الإنتاج وقلة المتطورات الصناعية وغير الصناعية وهذا مؤشر على أن الإنسان القديم(15) جداً كان يعيش بسلام وطمأنينة اكثر من الإنسان المتحضر فكلما ازداد الإنسان تحضراً كلما ازداد خوفه واضطرابه العاطفي والجسدي, بسبب تعقد الصناعات التي خلفت أنظمة اجتماعية معقدة، فلقد عرفنا بالفصل السابق أن الإنسان الذكر والإنسان الأنثى عاشا جنباً إلى جنب حتى أواخر العصر الحجري الحديث دون أي خرقٍِِ اجتماعي بينهما , ولربما يستغرب القارئ إذا عرف أيضا أن نظام الرق كان من صنع الإنسان المتحضر والمثقف , وليس من صنع الإنسان الحجري القديم كما يقول مؤلف كتاب{ {الرق ماضيه وحاضرة } في مقدمته لطبعته الأولى , فكلما أوغلنا في القدم ازدادت معرفتنا بالإنسان وطرائق تعاملة مع أبناء جنسة. وكلما اتجهنا نحو التقدم كلما ازددنا جهلاً وتعقيداً بالإنسان , وأنها ظاهره لاحظتها منذ بدايات معرفتي بالثقافة الشرقية , ولا ادري لماذا يختار الإنسان التعقيدات وبنفس الوقت يحن إلى الوراء تحسراً على ايام البساطه كما هو الحال اليوم , ولعل هذا المفهوم هو السائد منذ بدايات التكون الثقافي الشرقي وأول تحسر للإنسان الشرقي كان على { الفردوس المفقود } الذي غدا حتى اليوم من أكبر الاحجيات الرمزية أو تحسراً على أيام { الفردوس الدائم} , وهي الأيام التي كان بها الإنسان يعيش في مستوى الاكتفاء الذاتي في الشرق الأدنى أيام كان عدد سكان الشرق الأدنى لا يزيد عن مائة الف نسمة يطارد خلالها الطرائد ويعيش على والجذور والدرنات في بقعة تمتد من رأس البحر الأحمر في العقبة إلى مرتفعات تركيا على الحدود العراقية التركية ومن ثم من حوض البحر الأبيض المتوسط من لبنان وفلسطين إلى الحجاز العربي أو الخليج العربي على أبلغ تقدير , وفي تلك الفترة لم يواجه الإنسان بيئة معاديه في الشرق الأدنى بل بيئة حليفة له منذ نزوله من الكهوف إلى البيوتات الصغيرة وهذا على أقل تقدير منذ(000؛35) قبل الميلاد إلى(000؛10ق.م) لم يتعلم بها الإنسان الحاذق أي طريقة لمواجهة ظروف الحياة ,لذلك نجد الذكر والأنثى في نعيم دائم ليس لأحد فضلا" على أحد , وانه أو قل ربما عاش على وجه الأرض منذ بداياته أكثرمن مائة بليون نسمة يعتقد علماء الإجتماع أن ما نسبته 6% مزارعين و4% عاشوا في مجتمعات صناعية(16) , ويبقى 90% منهم عاشوا على {جمع القوت}أي جمع الثمار وليس إنتاجها, أي أنهم عاشوا في بيئة استهلاكية وغير معادية توفر للإنسان حاجياته من غير تعب , وأن هذه النسب المتفاوتة جدا" تدل على الفترة الطويلة التي عاشها الإنسان مستهلكا للطبيعة في الشرق الأدنى , وان ما نسبته6% كانوا زراعيين هو دليلُ قوي جدا" على تأخر بدايات الثورة الزراعية , إذ أنه ليس بالبعيد جدا" أكتشف الإنسان الزراعة, وهذا يعني أن الحاجة أليها لم تك ذات أهمية نظرا" لتوفر فرص الحياة بكثافة لم يتعرض خلالها الإنسان الشرقي إلى ما يعرف اليوم بـ( تناقص المردود) أو نفاذ المخزون أو ( المحل) , وانه منذ عشرة آلاف سنه قبل الميلاد بدأ الإنسان في الشرق الأدنى يفكر بلاستقرار , ومواجهة الظروف القاسية , ذلك وانه من (12.000-10.000ق.م) بدأت البيئة في الشرق الأدنى تعامل الإنسان الشرقي معامله عدائية وبدأ هو أيضا"الإحساس با لجوع ونقص المردود بسبب التغيرات المناخية والانقلابات المفاجئة وتزايد عدد السكان بسبب مفهوم التدجين والاستقرار على مصادر المياه في كل من ارض الرافدين ( دجله- الفرات) (والنيل) في أفريقيا ولا بد أن الحريات الجنسية والعيش مع أباء اجتماعيين في تلك الفترة ساهم هذا الموضوع إلى حد كبير بزيادة عدد السكان إذ أن مفهوم { التابو} أو المحرمات لم يكن منتشرا" نظرا" لضعف مفهوم الملكية الفردية وضعف تعميمها وبالتالي نستطيع القول:- - أنه بسبب تغير البيئة بدأ الإنسان يفكر بالزراعة. - وبسبب الثورة الزراعية البسيطة جداً بدأ الإنسان في محاولة الاستقرار حول الأرض الزراعية. - وبسبب الاستقرار الزراعي بدأ الإنسان يُدجن الحبوب , زمن ثم يُدجن الحيوانات ألاليفه. - وبهذا اصبح بمقدور الإنسان أن يبدأ ولاول مره في الشرق الأدنى بمحاولة المحافظة على البيئة وتعميم ملكيتها له والذي يدل على ذلك أيضا هو الازدياد الملحوظ لعدد السكان في الشرق الادنى حيث ارتفع ما نسبته مائة ألف في عام ( 10000 ق.م) إلى ثلاثة ملايين نسمة عام (6000 ق.م) وهذا كله بسبب مفهوم الاستقرار الزراعي وبدايات التدجين, ومن الملفت للنظر أيضا" أن عدد السكان لم يك متزايدا" أيام { الفردوس} أي أيام { جمع الثمار} أو{ جمع القوت} وذلك بسبب الهجرات المتكررة بحثا" عن الطرائد لأنها هي أيضا" تهاجر سنويا" , وبسبب هجرة الحيوانات كان الإنسان يهاجر وراءها بحثا" عنها , ولكنه بعد الألفية العاشرة قبل الميلاد بدأ بتربيتها وتدجينها بدل الهجرة وراءها ومطاردتها , حوالي {7000-3000ق.م} وهناك قصة مرسومة على نقش سومري يعود إلى الألفيه الرابعة قبل الميلاد وقبل عصر الكتابة بألف عام تصور رجل وامرأة وبينهما شجرة نخل وخلف المرأة أفعى تهمس للأنثى وهي مادة يدها والرجل ماد يدهُ إلى الشجرة ومن هنا بدأت الحياة تصعب على الرجل الشرقي والمرأة الشرقية , وبدأ الإنسان الشرقي فصلاً مؤلماً جداً من حياته أعطاه فرصةً جديدة ليبدأ أسلوباً جديداً في حياته ؟ يعتمد على التعب والجهد وأيام عمل طويلة , وللتغير الجيولوجي اكبر أثر على الإنسان الشرقي , إذ أنه (12000ق.م-8000 ق.م) انسحب النهر الجليدي(17) وتشكلت ظاهرة الحزام الناقل وهذا أدى إلى تغير مفاجئ في المناخ الشرقي ,أدى إلى تطور أنظمة جديدة تعتمد على التدجين وعلى الإنتاج الزراعي بشقيه , الحيواني والنباتي وللتغيرات هذه خاصية وهي:- انها أولاً :- بطيئة الحركة من حيث تحولاتها الديموغرافيه , وثانياً أنها :- بطيئة الموت والتلاشي من حيث إحلال أنظمة اجتماعية بديلة عنها . وهذه حقيقة ما يميز العصور القديمة عن العصور الحديثة بتناسب عكسي جداً فمثلاً :- تظهر اليوم التغيرات الاجتماعية سريعاً وتظهر في كل يوم أنظمة وابتكارات جديدة سريعة الحركة وسريعة الموت والتلاشي , وهذا يظهر من خلال الحركة السريعة للصناعات والأحداث وهذا ما يشبه فعلاً الدولاب الذي يسير , أسرع... ثم أسرع ... ثم أسرع أسرع لذلك فأن حركة التطور من {12000- ق.م} إلى بداية عصر النهضة والإصلاح الديني في أوروبا بعد الميلاد كانت تمشي ببطء جدا" وهذا يفسر لنا سبب تأخر اكتشاف{ الخبز} في أريحا ومن ثم { الشعير }(18) فقد بدأ في هذا المناخ الذي اصبح جافا" تدجين حبوب القمح والشعير في كل من { أريحا} في فلسطين و{ البيضاء} في جنوب المملكة الأردنية قبل حوالي(5000ق.م) وقد سبق اكتشاف الخبز عصور عديدة مثل الحجري القديم والحجري الحديث , وهذا كله بسبب المناخ الجاف الذي أعطى الإنسان درسا" قاسيا" بعد تعلقه به آلاف السنين يأكل من غير تعب . ومنذ ذلك الوقت ولاول مرة في التاريخ بدا الانسان يشعر بالعبودية للآخر ولكن هذا الآخر لا يتعدى على ان يكون هو (الطبيعة) فقد بدأ الإنسان يشعر بانتمائه لها وبدأت النواحي السيكولوجية تنمو في اطرافه وأحاسيسه , وبدأ يشعر بغلبة الطبيعة عليه , وهكذا بدأ احساسة يتخلى عن مشاعر التحالف مع الطبيعة والصداقة معها وأصبح ينظر إلي نفسة على انه منتمي إلى الطبيعة وليس متميزا" عنها بل أقل منها ,ولاول مرة في التاريخ الشرقي ولاخر مرة اصبحت { المرأة} هي العضو الاكثر فعالية من الرجل , كان هذا في الشرق الأدنى لاول مرة ولاخر مرة منذ بدايات عصر الزراعة قبل الميلاد {9000إلى 4000 ق.م} . وان السبب في ذلك يعود إلى {قلة الإخصاب} وندرة المحاصيل الزراعية والثمار وانحسار مياه الأمطار والتعرض لنقص المردود , وكل هذه العوارض جعلت من الطبيعة تجاه الإنسان معادي يخشى الحذر منه , ولهذا بدأت في الشرق الأدنى أولى {ديانات الخصب} والنماء وقُدست الطبيعة على أنها هي خالق الإنسان بنظر الإنسان القديم , وكان هذا على اعتبار أن الطبيعة هي { واهبة الحياة} وليس أحداُ غيرها من حيث أنها توفر للإنسان كل ما يحتاجه وما يشتهيه, وكل شيء يتعلق بالإنسان من حيث النمو والتكاثر فهي التي تعطي{ القمح- الشعير – الثمر .. الخ} وهي التي تمنعه أيضا عن الإنسان في أعوام القحط والسنين العجاف ، ولقد اشتركت مع شعوب الشرق الأدنى كثيرُ أو قل كل شعوب العالم في هذه الظاهرة , ذلك- وكما أسلفنا- أن الظواهر الاجتماعية تتكرر مع تشابه ظروف الحياة , ولكن لا مجال هنا إلا للإنسان الشرقي. ومن أجل الإسراف في العبادة فقد ظهرت {المرأة الشرقية}(19) بصورة تشبة الطبيعة وبدأت المرأة الشرقية تتميز عن الرجل لأنها تشارك الطبيعة في اخطر وظائفها من حيث : - أولا"- قدرة المرأة على الإنجاب والإخصاب . - ثانيا"- تشابه جميع وظائف المرأة البيولوجية مع وظائف الطبيعة. وأصبحت {المراه الام} أول معبود شرقي في تاريخ الديانات الشرقية وتحول مفهوم{ الجنس}(20) من حاجه {بيولوجية} إلى { عباده سحريه ضرورية} وخصصت لذلك أماكن رسميه تسمى بـ { الهيكل} أي { المعبد} حيث مارس رجل الدين الشرقي الجنس مع المرأة الشرقية بدواعي طقوس عباديه وهو ما يسمى بـ{ السحر التشاكلي} وبعبارة أبسط , أصبح الإنسان الشرقي في أولى الديانات الزراعية يمارس { السحر التشاكي} مع المرأة الام من اجل تجديد ظاهرة الخصب والنماء, على اعتبار أن المرأة الأم هي الطبيعة نفسها وعند ممارسة طقوس الجنس فكأنما تقول – المرأة – للطبيعة :- { هيا أغدقي على الإنسان من خيراتك من مطر وزرع طالما انا المرأة شبيهتك أغدق عليه} والشاهد على ذلك تمثال { ربة الينبوع} الذي يعد أجمل تحفة فنيه تظهر فيه {عشتار} حاملة جره فخارية. وهذه الظاهرة جرت على كل شعوب العالم الذين مروا بمرحلة الديانات الزراعية البدائية , ومع تغير وتلاشي هذه الديانات ألا أنه حتى وقت قريب ما زال الكهان وهم { زعماء القبائل} يمارسون الجنس مع فتيات القبيلة وهذا ما يسمى عند المتقدمين منهم بـ { حق الليلة الأولى} وتقدمت هذه الظاهرة في الأدب الشرقي بقصص رمزية كان يعتقد حتى اليوم أنها قصص{خرافيه}وفي الواقع أنها غير ذلك, فلقد روت الناس حتى وقت قريب قصص عن :{ وحوش} يقدم لهم في كل عام {قمري} فتاة من اجمل فتيات القبيلة ليأكلها الوحش , تكون فدءا" عن أهل المدينة , كما يظهر ذلك في قصص وروايات { حسن الشاطر} الذي دائما" ما تنتهي قصصه ورواياته بتخليص الأنثى وقتل الوحش , ولا يتحقق موضوع الخلاص ألا بتدخل زعيم ذكري له رجولة غير عادية , تتغلب على كل الصعاب حتى الظروف غير الطبيعية. والأكل هنا تعبير رمزي عن { فتك البكارة}ولسوف تبقى هذه الظاهرة ملحه جدا" إلى عصر ولادة المسيح عليه السلام , وهي التي سوف نراها فيما بعد تؤسس مفهوم { الألوهية البشرية } في نهاية كل الديانات الزراعية ,و وفي أوروبا استمرت حتى في وقت قريب من عصر النهضة والإصلاح الديني , حيث كان يأخذ شيخ القبيلة العروس من عاريسها في الليلة الأولى من زواجهما وغير ذلك من العادات . * * * * كل هذا الذي ذكرناه ليس ألا خيطا" رفيعا" بين عدة خيوط امتدت من بلاد الرافدين وربطت باقي الأقاليم المجاورة لها ولا نستطيع أن نحدد تواريخ دقيقة جدا" ذلك أن التغيرات كانت تقاس بمات آو آلاف السنين وهذا يعود كما أسلفت إلى بطء الحركة العمرانية والثقافية والفكرية والسياسية وأن التحولات الديموغرافية بطيئة بعكس سرعتها في العصر الحاضر , وان التجار بعد ذلك أبدو مهارة وخبرة عاليه بنقل الأدوات الصناعية أكثر من نقل الفنون الفكرية(21) لذا كان التأخر طويل المدى ولقد انبثق فجر الحضارة في {سومر} بنفس الوقت الذي انبثقت به حضارة {النيل} القديمة حوالي{3200ق.م} في كل من مصر وبلاد ما بين النهرين , ولقد ساعدت ظروف مناخية على نشوء هاتين الحضارتين , وأقدم ديانة كما قلنا سابقا"هـي { ديانة الخصب} وهي موغلة في القدم منذ بداية العصر الحجري القديم أي عندما بدأ الإنسان يواجه بيئة معادية ومهددة لحياته. واتخذت صفة الآلهه المؤنثة أولى الإلهات عند كل الشعوب الزراعية البدائية في العالم أجمع. وأقوى إلهه أو أقوى الإلهات هي {عشتار} وهي كوكب الزهرة وسن الإله- القمر وشمس- الشمس(22) , وهذه الديانات هيل كلها سبب تأليه القوى الطبيعية والخوف منها، حتى قال أشور –بانيبال: أنى أرهب ألوهيتك،فأمنحني حياة مليئة بالأيام الطوال، فرحة القلب ولاني أعبدك في هيكلك دع قدمي تشيخان(23) : ومن اللازب جداً معرفته هو أن هذه الالهه ارتبطت عبادتها مع نشأة (المدينة) الأولى في التاريخ أو التجمعات القروية الزراعية البدائية, وكان يعتقد حتى وقت قريب أن أول تجمع سكاني في التاريخ كان في مدينة {أريحا} على تله تطل على البحر الميت في فلسطين والأردن , ونشأة هذه المدن بسبب. * التحول الجذري من البحث عن الغذاء إلى الإنتاج الزراعي البدائي {9000-6000ق.م}(24) وقد رافق هذا في ألا ونه ألا خيره تصاعد العدد السكاني من 100 الف الى 3 ملايين نسمه بسبب الاستقرار والتدجين الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وهذا يشكل ثلث أجمالي عدد السكان من ما نسبته 10 ملايين نسمة حسب إحصائية {هكسلي}(25) وكلمة {أريحا} تعني { القمر} أي مدينة القمر التي اصبح فيما بعد عدد سكانها في عام {8000 ق.م} ما يزيد على {2000 نسمه} وهذا العدد التقريبي استنتجه علماء الآثار من خلال الأدوات الزراعية التي وجدت داخل المدينة مثل {المدقات والهاونات} التي استعملها الإنسان في ذلك الوقت لدق الحبوب وأعالة الناس. واسم المدينة يدل دلاله واضحة على عمق الثقافة النسوية في الشرق الأدنى , حيث أن الديانة الزراعية تتجه نحو اعتبار {القمر} رمزا" للأنثى وذلك لسبب خطير جدا" جدا" هو:- - أن المراه تشترك مع الطبيعة في خصائصها , ومع القمر بالذات في دورته الشهرية التي تكتمل مع دورة المراه البيولوجية من 28-يوم إلى 29-30- يوم . واحيانا" كان وما زال { القمر} بالنسبة للأنثى {وصفا" جماليا"} عبر تشبيه المراه الجميلة بصورة البدر أما التشابه البيولوجي بين وظيفة المرأة البيولوجية وخط سير القمر فقد تطور فيما بعد هذا التشابه إلى أفراد القمر محل وظائف المرأة البيولوجية واستوعب كافة صفات المرأة وأولها أخطرها وهي {الولادة- الخلق} . فلأن دورة القمر الشهرية تكتمل مع دورة المرأة الشهرية لتكون المرأة بعدها بوضع جاهز بعد مضي 5أيام على جاهزية تامة لاستقبال الحيوان المنوي, فأن سكان المدن الزراعية اعتبروا أن القمر بعد اكتماله (بدرا) يكون جاهزا مثله في ذلك مثل المرأة الأم , التي تصبح بعد الدورة الشهرية جاهزة للخصب والتكاثر. وقد لاحظت الشعوب القديمة أن المرأة تتعرض في أثناء دورتها الشهرية لكثير من المشاكل (الميكانيزميه) والعصبية ,حتى أن بعض النساء يتوترون لدرجة تثير (الخوف) وهن في تلك الفترة عرضه للاصابه بالامراض النفسية مثل (الآكتئاب الداخلي المنشأ ) أكثر من الرجال . لهذا أرحن النساء أنفسهن من الأعمال المنزلية(26), في أثناء الدورة الشهرية , ونظرا لهذه الأعراض فقد نظرت الشعوب الشرقية الى المرأة على اعتبار أنها (واهبة الحياة) ويجب عليها أن ترتاح من كافة الأعمال المنزلية وعلى رأس هذه الأعمال (الطبخ ) وإشعال النار , وجمع القوت. وحين كان الإنسان ينظر إلى الأعلى بحثا عن الحلقة المفقودة التي أوجدت الإنسان , فقد اتجه ببصره إلى القمر واعتبره واهب الحياة, وهذا هو أول معبود في تاريخ الشرق الأدنى وبما أن المرأة تحيض وتخلق أو ( تلد الإنسان –تنجب الإنسان ) فان القمر مع تشابهه مع وظائف المرأة البيولوجية فأنه لا بد أن يكون خالقا كما هي المرأة ويرتاح من أعمال الخلق في آخر أيام دورته وهذه الظاهرة لم تنتشر في تلك الحقبة , أي حقبة مدينة (أريحا ) مدينة القمر في تلك الفترة التاريخية من (9000-8000 ق . م) ولكن يكفي أن معنى الكلمة هو مدينة القمر . واستمرت هذه الثقافة بالتصاعد لاكثر من خمسة آلاف عام حتى أن الشعب البابلي أقر يوما تعطل به كافة الفعاليات الاجتماعية ودعوا هذه اليوم باسم (اسباثو) أي الراحة وكانوا يريحون أنفسهم كما ترتاح المرأة نفسها مرة واحدة في آخر كل شهر قمري ثم أنهم – أي البابليون – طوروا هذه العادة فأعلنوا عن تعطيل كافة . فآت المجتمع في كل ربع من أرباع الشهر(27) وكان هذا بدايه تأسيس تاريخي لنظام ( العد القمري ) وأول تأسيس تاريخي للسنة القمرية وللعطلة ( الأسبوعية) وكان هذا اليوم يدعى باسم( اسباثو) وقد انتقل هذا اليوم من الأدب البابلي إلى الديانة اليهودية في أثناء فترة السبي الأولى والثانية ونقله اليهود وتعلموه عن البابلين وأسموه بيوم (اسباتو) واعتبروا أن الإله ( يهوى ) خلق الكون كله في ستة أيام ثم ارتاح في اليوم السابع , وما زالت هذه العادة منتشرة من قبل الميلاد إلى اليوم في الديانة اليهودية , وان الدليل على ذلك أن اليهود في هذا اليوم لا يعملون أي عمل , حتى إن اليهود يجهلون أن للمرأة الشرقية علاقة وصله بالموضوع ناتج عن الديانة القمرية وخصوصا المتزمتين والمتشددين منهم . ومن الجدير بالذكر أيضأ أن كلمة (اسباتو) دخلت إلى اللغة العربية بلفظ جديد وهو (السبات) بمعنى النوم العميق إلى أن أصبحت كلمة (السبت) المشتقة من (السباتو) تعني عند كل العرب أول أيام الأسبوع(28) وهذا دليل أيضا على وحدة اللغة والثقافة بين العبرانيين والعرب كما سنلاحظ ذلك لاحقا عند الحديث عن الثقافتين . كل هذه التطورات كانت الديانة الزراعية مصدرها من بداية تأسيس مدينة (أريحا )(29) التي تعني القمر باللغة الكنعانية واللفظ بالكنعانية (ياريح) أو ( ياريخ) غير أن كثيرا من المدن جاءت بعد مدينة (أريحا) ساهمت وعززت هذا المفهوم أكثر وأكثر و من الضروري ذكره أن علماء الآثار وجدوا قرية أردنية في جنوب المملكة الأردنية أقدم من مدينة أريحا بألف عام تقريبا وتدعى (البيضاء) , ووجدوا بها آثار عظم ماعز مطحون وحبوب قمح هجين أو مهجن , مما يدل على بداية الاستقرار الزراعي أولا في الأردن وليس في أريحا , أو أن الاستقرار بدأفي ثلاث مناطق في الشرق الأدنى , في أريحا والبيضاء _أشور, شمال العراق حيث الأمطار والخصب أكثر من أي مكان آخر. واعتقد الأمريكي ( روبرت برايدوون)(30) أن الزراعة من المفترض أنها بدأت في شمال بلاد الرافدين في (أشور) والمعروفة اليوم بأسم ( كردستان ) حيث كانت تسقط أمطار كافية وينبت القمح والشعير , البري وتعيش الاغنام والمعز والأبقار والخنازير بوفرة كافية . فظهور مدينة ( البيضاء) في جنوب الأردن هو الذي عزز من فاعلية وجود مدينة ( أريحا) وأن أريحا لم تك في الآلف التاسع قبل الميلاد , فهناك آراء عده تؤكد أنها في الآلفية الثامنة وهناك أراء تقول أنها في منتصف الآلفية الثامنة قبل الميلاد أي في عام (7500 ق .م) (31). ومن الجدير بالذكر أن كلمة مدينة لا تعني مصطلح ( المدينة الحديثة) المتعارف عليها اليوم , ولا تعني مستوى ( دولة المدينة) في كل من ( أثينا ) و( روما) لكنها تعني بداية العيش بمشترك قروي , ذلك ان مقومات المدينة لم تك معروفة وأبسط أنواع الإدارة مفقودة . وأول اختراع عرفه الشرق أو الشرقيون هو ( الفخار) في العصر الحجري الوسيط( 5000 ق . م) وبعده بفترة بسيطة أخترع (الدولاب) اليدوي وذلك لتسهيل دوران الطين الفخاري . وبما أن المرأة تتشابه مع (قوى الطبيعة) فأنه لا بد أن يكون لهذا الفخار دور في هذا التشابه وكان هذا ممكن فعلا لمعرفتنا أن ( الجره) الفخارية تشبه المرأة من الكتف إلى الردفين . وأول ما استعملت الجرة كان ( لدفن الموتى) على اعتبار أن المرأة هي التي أنجبت الانسان وحين موته لا بد له أن يعود إلى أمه التي أنجبته ولقد عثر في فلسطين والأردن على جرار فخارية كانت تسعتمل لدفن الموتى في ( العصر النطوفي) حيث ظهرت عظام الميت بها بشكل مكور يشبه وضع الجنين في رحم أمه(32) وتشترك المرأة مع الأرض على اعتبار:- * الأرض تحرث وتزرع وتسقى بالماء وتحافظ على بقاء الإنسان من حيث توفير الغذاء , وتوفير الماء, وخروج النبات من باطن الأرض وكذلك المرأة فأنها , تحرث* ( نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) وكذلك المرأة تسقى بماء الرجل وتزرع بها النطفة وتنجب الذكر والأنثى وتحافظ على النوع (32), وأقدم أسم للأرض هو (مامي) و( ننخرساج) وهذا للادلاله الرمزية على تقارب المرأة الأنثى مع كل قوى الطبيعة , وأنه ما زال حتى اليوم تسمى الإناث بأسماء طبيعية مثل ( قمر , خضراء, شمسية ) ومن شدة غيرة الرجل الذكور فأنهم أيدو تنافسا شديدا مع المرأة من حيث هذه المسميات فسموا ذكورهم بأسماء مشابهة مثل ( خضر, شمس, شمسي, ربيع) غير أن الغلبة في هذا للنساء كون اكثر أسماء المدن والدول والعواصم مؤنثة في أكثر صيغها , وأن نقل الصيغة من المؤنث إلى المذكر هو نقل قابل للتبديل في كل عصر مثل ( قمر , قمرية ,قمران) . وذلك راجع إلى طبيعة التفوق والتمايز بين الذكر والأنثى .كل هذا الذي ذكرناه لم يأت على الإنسان في يوم وليلة بل احتاج لما يقارب من 5000 آلاف عام تشكلت من خلاله الثقافة النسوية أو الانثوية أو الطبيعية من ما يقارب من ( 9000إلى 4000أو 3300 ق.م) أي من الفترة الأولى لبدايات الثورة الزراعية إلى بداية تأسيس النواة الحقيقية للثقافة الشرقية وظهور نظام الملكية الخاصة للدولة. مع ما رافقه من أول انتشار للكتابة الصورية واستعمال الأختام الأسطوانية الشكل في (لوركاء). وان الذي شجع أكثر على احترام وتبجيل المرأة ووضعها في مصاف ألالهه, هو الطبيعة من حيث كونها في اغلب الاحيان قاسية ومرعبه ومدمره ومهددة لوجود الإنسان , لذلك فهي تأخذ بنفس الوقت الذي به تعطي, لذلك ظهر نوع جديد في آخر قرون هذه الثقافة الزراعية , وهو موضوع بالغ الخطورة أثر وبقيت آثاره في ذاكرة الديانات الشرقية, وهو موضوع (البعث) الذي سوف نأتي على شرحه وكشف أثاره في الديانة المسيحية والربط بين هذا الموضوع وموضوع بعث المخلص وقيامة المسيح. من هنا نستطيع القول أن عدة مواقع وعدة أماكن ساهمت في تعزيز مفهوم الثقافة الطبيعية مثل مدينة البيضاء في جنوب الأردن , ( وعين الغزال ) في عمان حوالي الألفية الثامنة (8000ق. م) واستمرت بالظهور ما يقرب من ثلاثة الآف عام بسبب توفر المياه, وبلغت مساحتها أربعة أضعاف مساحة أريحا أي ما يعادل (150)دونم وبلغ عدد سكان عين الغزال أكثر من (2000)نسمة ولربما هم الذين ساهموا عبر هجرتهم إلى وسط عمان في ازدهار الحضارات المتتالية . وكل تلك المدن حوالي (9000 ق.م) وأريحا حوالي (8000 ق.م) وحضارة ( حسونه) نسبة إلى تل حسونه في جنوب الموصل, وهؤلاء زرعوا ( قمح, شعير, ذره) ودجنوا ( أغنام وخنازير) وانقرضت هذه الحضارة في أواخر الألف الثامن قبل الميلاد, وظهرت حضارة أخرى ( المريبط) حوالي (7700 ق.م) وهي زراعية وبعدها مباشرة ظهرت مدينة (سامراء) حوالي (6000) وانتهت في آخر هذه الألفية ومما يميز هذه الحضارة هو استعمالهم (للطوب) لبناء البيوت, وهناك من يقول أنها قادمة من (إيران ) حيث أنها امتدت من الموصل جنوب بغداد ومن سفوح راغروس شرقا حتى الفرات غربا, وانتهت حوالي نهاية الألفية السادسة قبل الميلاد . وبعد أكثر من 1500عام ق .م ظهرت حضارة جديدة في سوريا وهي حضارة (تلل حلف) شمال شرق سوريا, ومن الفلفت للنظر أن الزراعة بدأت تتطور فيها , وتنشط الفلاح , وازدادت أنواع الحبوب وبدءوا يستخدمون ( الرصاص) غير أنها لم تدم لاكثر من خمسمائة عام ( 5000,5500 ق .م) وجاءت بعدها حضارة (العبيد) (4000 ق.م) زرعوا الحبوب وصنعوا الفخار وأنهم أول من نطق بكلمة (فلاح) و(محراث) و( راع) واستعارها منهم السومريون لما ظهروا على خشبة المسرح التارخية في عام (3500 ق.م) وكل هذه المعطيات أدت في النهاية إلى ظهور مدينة ( لوركاء) إذ أن هؤلاء أول من مارس الكتابة التصويرية الأولى وكانت تتألف من (2000) إشارة , وذلك بهدف تعزيز ( الملكية الفردية ) أو الخاصة لذلك فأننا نستطيع الفصل الآن بين هذه العصور وعصور ما بعد الكتابة(33). غير أن التغير والتبدل كان لربما بسبب الامراض المعدية وهجرة الناس المتكررة بسبب الآفات المرضية التي تسلطت الطبيعة بها على الإنسان والحيوان , فظهور حضارة تل حسونه والبيضاء وتلاشيهما وظهور حضارة ( المريبط) وتلاشيها أيضا وظهور حضارة سامراء ومن بعدها (تل حلف) إلى (العبيد) ومن ثم (السومريون) ومن بعدهم (لوركاء) كل هذا يدل على ظاهرة صحية في موضوع نشأة المدن والحضارات ذلك أن هذا التنقل يدل أولا على محاولة الإنسان الشرقي فهم الطبيعة وملاحقة الأرض الخصبة ومقاومة الجفاف , وكل ذلك يظهر من خلال المواقع الأثرية التي سكنها الإنسان الشرقي القديم , وللأسف فأنه لا توجد أي علاقة تدل على استعمالهم للكتابة التصويرية لذا فقد اختفت معهم آدابهم إن كان لهم (آداب ) وأصبحت معرفتنا بهم قليلة أما أسماء تلك المدن المشار أليها فأنها أسماء حديثة أطلقت عليها كلا حسب موقعها الذي أكتشفت به. ولطبيعة المناخ المعادي , الذي تحول من 10000 آلاف قبل الميلاد من مناخ حليف إلى مناخ معادي وذلك في نهاية العصر الجليدي الرابع_ لهذا السبب صار الإنسان من هنا وهناك باحث "مستقصيا" عن المناخات المناسبة لتربية وتدجين الحيوانات والحبوب الزراعية وايضا"لملاحقة الطرائد". وان التنقل من منطقة لمنطقة ليس دليلا على عدة ( حضارات) فمن الممكن أن سكان البيضاء في جنوب الاردن _ وأريحا هم نفسهم الذين سكنوا باقي المواقع في الحوض المتوسطي وتنقلوا من هنا وهناك بحثا" عن مواقع الخصب كما كان يحدث بعد الميلاد بوقت ليس بالبعيد عنا من حيث ملاحظتنا للسكان وهجرات القبائل من الجنوب إلى الشمال بحثا" عن (الطرائد) ومواقع الخصب , أو تكون الهجرة بسبب الكوارث الطبيعية . وأنه من الملاحظ أن فترة جمع القوت استمرت 990ألف سنة دون 4% من مجموع سكان الأرض حتى العصر الحديث كانوا صناعيين وان ما نسبته 6% عاشوا في مجتمعات زراعية و90% جامعي ثمار(34) وصيادين بالرغم من وجود ما نسبته 6% فقط زراعيين فان هؤلاء رغم قلة نسبتهم فان ثقافتهم استمرت في السيطرة أكثر من طبقة الصناعيين , وما زالت آثار هذه الطبقة مسيطرة حتى اليوم على ما نسبته أكثر من نصف عدد سكان العالم من حيث أعياد الخصب وقيامة الإله زد على ذلك أن الأعياد المسيحية هي من آثار الديانة الزراعية التي ولدت في الشرق وعاشت وترعرعت وعانت في الغرب ..... الخ . وان ما نسبته 90% من جامعي الثمار والصيادين على ولدوا وأنتجوا ( الإنسان المحارب) وهو الذي طور مفهوم السيطرة على الطبيعة الأم وهو الذي عمل توسيع المدن إلى دول وإمبراطوريات .وان الثلاثة أنواع هذه هي التي ساهمت في تحديد مكانه كل من المرأة والرجل في الشرق الأوسط كافة والعالم بأسره. ولان غالبية سكان العالم هم من الصيادين فانهم سيطروا سيطرة حربية على مراكز قوى الطبيعة , كونهم فرقة معدومة الثقافة إلا ثقافة الصيد ومعدومة الاستقرار , وبعبارة أوضح نريد أن نقول أن عصر ما بعد الكتابة سيطر به على الإنسان ( مجتمع الذكور) دون مجتمع الإناث ذلك أن طبقة الصيادين هم من الرجال, ومن الملاحظ أن أول ملك في التاريخ الشرقي هو ( نرام سين) حفيد القائد العسكري ( سرجون الا كدي) حوالي (2340-2180 ق.م) إذ أنهم بدءوا أول تحول من الهيكل إلى الملوك , وكان شعار نرام سين في إحدى الرسومات قرنين من قرون الثور يظهران فوق رأسة وهو ما عرف بعد بأسم ( تاج الملك) الذي تحول من القرن إلى طوق مصنوع من الذهب ما زالت "سائده" آثاره الى اليوم. ويظهر الملك ( نرام سين) بقرني الثور كتعبير عن القوة والخصوبة وتظهر ( نجمة عشتار) فوق راسه تعبيرا عن حسن الطالع كما يقول مؤلف كتاب ( بنو الإنسان) بينما نحن نراه غير ذلك وهو : محاولة اشتراكه مع عشتار في إدارة شؤون الحياة , ويراها الجدل التاريخي على أنها عشتار كما نراها (نحن) , وفي هذه الفترة من ما يقارب من (3300 ق.م ) إلى بداية العهد الملكي منذ بداية استخدام الذهب وهو المسؤول عن تحديد سعر صرف الأوقية الواحدة من الذهب, وبالتالي فان الشرقيين أول من فتح المصارف ونظام القروض الربوية , وبدأ الإنسان منذ ذلك العصر في الشرق الأدنى يبيع (قوة عمله) للحصول على (قوة غذاءه), وبدأ عهدا جديدا من حياته قائما " على الكسب المشروع وكان رجال ( الهيكل) هم المشرفون على نظام القروض حيث انهم حددوا سعر الفائدة بـ(33% سنويا) وهي فائدة كبيرة إذا ما قيست بسعر الفائدة في العصر الحديث, وهذا السعر للفائدة إذا كانت القروض غلات زراعية مثل ( القمح, الشعير) وهذا يفسر لنا سر استعمال (المكيال بمكيالين) الذي ما زال مثلا " يضرب به في حالة عدم وجود عدالة منصفه, حيث أن الأمر راجع في الاصل إلى نظام قروض الغلاة الزراعية , حيث كان الدائن يكيل بمكيال وفي حالة استداد الدين يكيل بمكيال أوسع وأكبر. وأما إذا كانت القروض (مالا) فأن الفائدة محددة(35) بـ 2% وكانت سعر الفائدة يهبط وينزل حسب سعر الذهب حيث بلغ سعر الاوقية الواحدة من الذهب , تسع اوقيات من ( الفضة )وكان الهيكل هو (المصرف ) ورجل الدين في الهيكل هو ( الصيرفي العصري) وأن سيد الهيكل هو صاحب المصرف, وكان في بعض الاحيان يشرف صيرفي على سعر الفائدة , وذلك بهدف حماية ( المدين) من قسوة المرابي, ومن اللافت للنظر أن هذه التقسيمات في الهيكل والقروض الربوية تفسر لنا سبب اهتمام اليهود بالذهب والصيرفه وسعر الفائدة في الهياكل الدينية أيام المسيح , وكونهم شرقيون قدموا من بلاد الرافدين عبر هجرات متتالية من أرض (أرو) فانهم نقلوا هذه المبادلات التجارية ,وازداد نشاطهم بها أيام استعمار (الهكسوس) لأرض النيل المصرية , ومن ثم نقلوا هذه العلوم إلى كافة أصقاع الأرض , وهذا يفسر لنا أيضا سبب تعامل اليهود مع الربى والمصارف الربوية , حتى أن اليهود هم أول من اخترع نظام ( تحرير راس المال من عبء القيود الداخلية) وذلك أنهم في كل سبع سنوات كان اليهود يسامح بعضهم بعضا من سعر الفائدة ويحرون ( عبيدهم) إذا كانوا من اليهود ,وذلك بهدف إطلاق الحرية من جديد للحركة التجارية والمالية , إذ أن اليهود تنبهوا إلى عواقب وخطورة إغراق كافة فآت المجتمع من الطبقات العاملة بالمشاريع الربوية إذا استمرت هذه المشاريع وأدت إلى (شل ) ( حركة الإنتاج ) . لهذا فان الذل والعبودية بدأ نتيجة كل هذه الأسباب وكان المدين يأخذ إلى الهيكل بموجب قرار ديني إذا عجز عن تسديد ديونه ليعمل في الأراضي الإقطاعية , التابعة للهيكل ومن أجل الذهب والمال شنت الحملات العسكرية وبدأ تأسيس أول جيش نظامي في التاريخ من طبقة (الصيادين) على اعتبار أنهم الأكثر والأشد مهارة في الصيد, إذ تحول الصياد من صياد الحيوان إلى صياد أخيه الإنسان وابتلاع أرضه بالقوة وضمها إلى أراض الهياكل الدينية وبعدها مع بداية تدجين الحصان وإنتشار اسلوب الحياة الرعوية , بدأ تأسيس الجيوش من طبقة الرعاة والبدو وذلك لخشونتهم وعدوانيتهم ومنذ تلك اللحظة بدأ النظام الأمومي أيام الإحساس بالتبعية للطبيعة بالانحدار تدريجيا" إلى يومنا هذا, وان المراحل التي تلت ذلك باتت حنينا" وحلما مستحيلا بالعودة إليه, فمنذ أن انسحب النهر الجليدي وانتهى العصر الجليدي الرابع والإنسان ما زال يشعر بخسارة مشروعه الدائم وهو ( الفردوس) الذي كان يأكل ويشرب منه دونما تعب, ومنذ أن بدأ الإنسان بالزراعة أصبح يشعر بالتبعية الزائدة للأرض الأم , وللطبيعة معا من حيث إشراك الأم الأنثى مع وظائف الطبيعة , وبقيت وما زالت لهذه الفترة آثار موغلة في القدم وحتى أن أول مؤرخ شرقي كان قد أخبرنا عنه (فيلو الجبلي) (حوالي 100 ب.م) هو المؤرخ( سكن يتن)(36) أو (سانخونياتن) ولفظ اسمه هنا متعدد الأصوات حسب تقارب مخارج الحروف , وعاش هذا الكاتب المؤرخ حوالي (300 ق. م) إذ قال وتنبه إلى ظاهرة الطبيعة وأثرها في الإنسان الشرقي إذ قال :- (أن الإنسان الشرقي ولا ينظر إلى الطبيعة على أنها متميزة عنه, بل على أنها تشاركه خصائصه )(37) (38) ويبدو أن أستنتاج (سانكن يتن) ناتج من خلال دراسته وقراءته للأساطير الرافدية والكنعانية وخصوصا قراءة أكبر ملحمتين أدبيتين وهما (ملحمة جلجا مش )و(عندما في الأعالي) أو اسمها الحقيقي (اينوما ايليش), غير أن (سانخونياتن ) لم ينتبه إلى أن الإنسان الشرقي قد تعدى هذه المرحلة بعد محاولاته الطويله في السيطرة على مصادر الطبيعة ودخول عصر الاقتصاد النقدي , الذي فرض على المرأة والرجل معا قيما جديده, وهذا بدأ تاريخيا " منذ نشأة مدينة بابل , وحول هذه الظاهرة حب السيطرة على الطبيعة يقول مؤلف كتاب , ( كيف يحيى الإنسان)(39) معلقا بذلك على قصة ( الفردوس المفقود) يقول: ( أحيانا يتمثل الإنسان حب الانسجام مع الطبيعة واحيانا حب السيطرة عليها والاستفادة منها....) وتعليق الكاتب ما هو الا مراحل حقيقية واقتصادية مر بها الإنسان عبر سنين تطوره الفكري والمادي من مرحلة جمع القوت والصيد وهي (الفردوس) إلى مرحلة إنتاج القوت وهي المرحلة الأكثر انسجاما مع الطبيعة المتمثلة ببداية الزراعة واستئناس الحيوان ,إلى مرحلة بداية السيطرة على الطبيعة التي أصبحت مزعجة جدا من حيث سنين القحط ومواسم الجفاف والفيظان غير المنظم , وهذا العامل الأخير أدى إلى ظهور (دولة بابل ) التي عملت على استحداث أنظمة زراعية من أنظمة زراعية تعتمد على الصدفه , إلى أنظمة الري الصناعي التي امتدت من بغداد إلى سواحل الخليج في الجنوب , حيث تسقط بها الأمطار في نهاية الخريف وفي الشتاء , بسبب انتهاء العصر الجليدي الرابع, الذي أحدث هو الأخر كل هذه التغيرات. والمهم في كل هذه التغيرات هو أنها تحكمت بشكل العائلة وشكل الإنتاج الذي عن طريقة تحددت علاقة الذكر بالأنثى وعلاقة الأنثى بالذكر وهذه المرحلة الأخيرة ما زالت قائمة حتى اليوم وهي المرحلة التي سيطر بها الذكر الصياد على قوى الطبيعة وتحول من منتمى للطبيعة الأم إلى مثقف ومسيطر ومتميز عن الطبيعة وذلك بسبب خبرته التي وظفها للسيطرة على مصادر الطبيعة . وهذا يظهر من خلال الحركات الأخيرة التي أحدثت انقلاباَ نوعياَ في حياة الإنسان الشرقي حيث دخل ولاول مرة في التاريخ , الثقافة من أوسع ابوابها , وبدأ تدوين أولى انتصاراته على الطبيعة. من هنا نستطيع القول أن المرحلة الأولى من حياة الشرقي هي جمع القوت المعروفة باسم الفردوس الدائم ومن ثم إنتاج القوت والمعروفة بأسم الثورة الزراعية الأولى حيث كان يشعر الإنسان بها إلى منتمى إلى الطبيعة وليس متميزاَ عنها والمرحلة الأخيرة وهي مرحلة دخول عصر اقتصاد يشبة اقتصاد السوق يعتمد على حجم المبادلات والمقايضة , واعتماد الفضة والذهب لتغطية باقي السلع , وتأسيس أول جيش في التاريخ شبه نظامي في كل من بلاد الرافدين ونهر النيل في مصر أبان عهد ( رعمسيس الثاني 1314 ق. م ) وهذا الجيش هو الذي استطاع تسخير ما يقرب من مائة ألف عامل واكثر لبناء هرم واحد يبلغ طوله 150 م ووزن كل حجر من أحجاره 2,5 طن وعدد أحجار هرم (خوفو) مليون وثلاثمائة ألف حجر وأستمر بنائه ما يقرب من عشرين عام . وقام بمقابل ذلك سرجون الاكدي الأول مؤسس الدولة الأكدية( 2039-2181ق. م ) ببناء السدود والسيطرة الفعلية على الفيضان غير المنظم وحملت دولته لوائح جديدة ثقافية منظمة تهدف إلى السيطرة وفي عام (1800ق . م) ظهر المشرع الأول في التاريخ وهو حمورابي ووحد دولة كل من ( ايسن ولارسن)(40) وجعل ( بابل_ الحله) عاصمة لها وأعترف بأخطر قرار ديني وسياسي وهو الاعتراف بالإله (مردوك) ألهاَ رسمياَ للمدينة. وحكم بابل ما يقارب من 43 سنة عمم خلالها قوانين نظامية تهدف إلى ترويض الإنسان عليها بعد أن كان يعيش آلاف السنين دون ضوابط تحكمه, ولأن الذكر هو الغالب والمنتصر فقد اجبر المرأة الأنثى التي عاشت آلاف السنين على قبول وصاياه وانتصاره كما انتصر إلهه مرودك الأب على الآلهة ( تعامه الأم ) وهذا هو نتيجة أول انتصار تاريخي على الطبيعة ولا يمكن العودة عن هذا الانتصار , لذلك ولهذا السبب تقول إحدى خبيرات علم الأناسه ( أن النساء معرفات بالطبيعة أو مرتبطات بها بشكل رمزي , إذا ما قورن بالرجال المعرفين بالثقافة على أساس تفوق الثقافة على الطبيعة وليس تميزها عنها , أما هذا الشعور بالتميز والتفوق فيعود بشكل رئيسي إلى قدرة الثقافة على تغيير الطبيعة وذلك بتهيئتها اجتماعيا ثم تثقيفها )(41). وهذا التعريف لا يكون خاصا بالمرأة الشرقية لوحدها أو الغربية أو انه ميزه تميز امرأة عن امرأة ولكنة يعمم على كل منتمى إلى الطبيعة وكل متميز عنها , لذلك صدقوا الشعراء حين قالوا (إن من لم يعشقق امرأة لا يمكن أن يعشق أرض ) وهذا هو سر المرأة والطبيعة , الأولى تعشق والثانية تعشق .ورافق حكم حمورابي (1792-1750ق .م) تدوين وانتشار آداب جديدة تعم مفهوم محاولة سيطرته على المناطق المجاورة( للحلة –بابل) حيث قضى مدة حكمه وهو يحاربها ويحاول إخضاعها لأكثر من ثلاثين عام من أصل أربعين عاماَ من مدة حكمه . وأكثر هذه الآداب انتشاراَ هي (ألا ينوما ايليش- عندما في الأعالي)(42) صورة حمورابي لا بد أن انتصار الإله (مردوك ) على الآلهة ( تعامه) لا بد أن هذا تجسيد لانتصار حمورابي (1792ق .م –1750ق.م) على آله المدن المجاورة لها(43) وإخضاعها للثقافة الجديدة ثقافة الطبقات الاجتماعية وثقافة ( الأدنون والأعلون) . * * * * * * * في عام 1802ب.م , كان قد توصل العالم (جرو تفند) في تحليل(45) أول أو بدايات اللغة المسمارية التي كتبت بها ملحمة الخلق البابلي ألا ينوما ايليش أي ( عندما في الأعالي) و(ملحمة جلشامش ) وبعد ما يقارب من عشرين عام , استطاع العالم الفرنسي (فرانسو شامبليون) فك رموز الهيلوغروفية , عن طريق حجر ( رشيد) الذي عثر علية الجنود الفرنسيون وعلية عبارة بالهلوغروفية , وتحتها عبارة أخرى مترجمة باللاتينية , وهذا فتح الطريق لمعرفة المسمارية وتفكيك رموزها نهائيا سنة (1875 بعد الميلاد) . وفي عام (1872 بعد الميلاد) أعلن عالم الآثار البريطاني (جورج سميث)(46) عن توصله لحل رموز إحدى ألواح مكتبة ( با نيبال ) وكان نصاَ يتحدث عن الطوفان التوراتي , وبعد ذلك عثر على باق الألواح التي تبين فيما بعد أنها أي : الالواح ما هي الأ ( ملحمة جلجامش ) ومنذ ذلك الحين تبين أن هناك تزوير تاريخي في التوراة وسرقة جريئة من مؤلفيه لقصة الطوفان, التي اقلقوا العالم بها لاكثر من ثلاثة آلف عام تقريبا , وكان هذا الرأي عائد لكل أصحاب المواقف الحركية من الصهيونية , أما رأي البحث العلمي فانه يعتبر أن ثقافة التوراة جزء من ثقافة المنطقة يجري عليها مثل ما يجري على ثقافات كافة شرائح مجتمع الشرق الأدنى , وفي هذه التوراة كما في ملحمة الخلق البابلي وملحمة جلجامش , فيها اغتصاب وقهر ثقافة الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان , من ماء وأرض وهواء ومعادن .وفيها صراع القديم والحديث أو الاصالة والمعاصرة في ذلك الوقت , وهي أيضا تخبرنا عن اختراعات ذلك العصر من خلال الاسلحة التقليدية البدائية التي كان يتسلح بها مردوك البطل , فاتح الثقافات الحديثة وفي الواقع أن هذه الملحمة تعبر عن بداية انحطاط عصر الأنثى إلى هذا اليوم , وهي التي أسست مفاهيم دينية حديثة , ولان الملحمة طويلة فأننا لن نستطيع ذكرها بالكامل الا أن نورد حكاية مردوك و(تعامه) الأم , لنبين بدايات الصراع الثقافي بين القديم والحديث أو بين ثورة الأبناء على عقول الأباء أو ثورة الذكر على الأنثى :- ولقد بدأ تدوين هذه الملحمة الادبية أبان سيطرة مدينة بابل على بابل وعلى ما حولها من تجمعات زراعية لذا فأنها استمدت قوتها من قوة العسكري المحترف وجاءت هي انعكاسا لهذه الانتصارات العسكرية التي حققها حمورابي انعكاسا من الثقافة الجديدة , بل أن الثقافة الجديدة هي التي انعكست عن الانتصارات العسكرية لمدينة بابل , وتقول الملحمة :- أن الآلهة ضاقت صبرا من تصرفات الآلهة الأبناء لذا وجب على الكبار أن يضعوا حدا لتصرفات الصغار , فذهب (آبسو) الذي ينتمي إلى جيل الأباء الكبار , إلى (تعامه) وهي الآلهة الأم , فأخبرها ومعه (ممو) وزيره الذي يفرح له قلبه , وفتح (آبسو ) فمه قائلا –لتعامة الأم :- {{{لقد غدا سلوكهم مؤلما لي في النهار لا أستطيع راحة, وفي الليل لا يحلو لي رقاد لأدمرنهم , واضع حدا لفعالهم , فيخيم الصمت ونخلد للنوم }}}(47) ولكن الآلهه الأم تأخذها رأفة الأم الحنون بأبنائها فتقول _ لآبسو الأب :- { لماذا ندمر من وهبناهم نحن الحياة؟ إن سلوكهم لمؤلم حقاَ , ولكن دعونا نتصرف بلين وروية } غير إن الأب آبسو , لم يعر تعامه اهتماما , واستمع إلى نصائح شريرة من ابنه {ممو} الذي ينتمي هذا أيضا إلى الجيل الأول جيل الأباء الكبار , ويتعانقا ويتصافحا على الشر والغدر بأبناء { تعامه} الأم . وفي نفس اللحظة يشتم {ايا} الحكيم خطط المتآمرين , فيعمد إلى أبسو الأب ليلا فيقتله ويسجن وزيره {ممو} ويسكن{ايا} في مسكن {أبسو} هو وزوجته {دومكينا} ويرزقا هناك بأبن اسمه {مردوك} وكانت آذانه أربع وعيونه أربع . وكان { مردوك } كثير الحركة فانزعج منه الكبار وذهبوا إلى الأم قائلين :- {{{عندما قتلوا زوجك آبسو, لبثت هادئة , دون أن تمدي له يدا وعندما خلق (آنو) الرياح الأربعه, اضطربت أعماقك وغابت عنا الراحة تذكري آبسوا زوجك. تذكري (ممو) المقهور , وأندبي وحدتك لم تعودي أما لنا , تهيمين على غير هدى حرمتنا عطفك وحنانك , عيوننا ثقيلة دعينا ننام دون إزعاج واجعليهم نهبا للرياح }}}. وبعد ذلك تثور {الأم تعامه} وتعلن مع الجيل الاول من الأباء دخول الحرب ضد الاجيال الشابة وتأتي تعامه الأم باسلحة قديمة جدأ من صنع وابتكار الطبيعة مثل :- {... أفاع هائلة , حادة أسنانها , مريعة أنيابها , ملئت جسدها بدل الدم سما , أتت بتنانين ضاريه تبعث الهلع , توجتها بهالة من الرعب وألبستها جلالة الآلهه يموت الناظر إليها فرقا, حتى إذا انتصبت لم تخنع ولم تدبر .......الخ} وتعدد في الملحمة أنواع أخرى من الأسلحة , أسود , كلاب مسعورة , وعقارب وعفاريت , والبيسون ....الخ . وقد وصلت هذه الاستعدادات الحربية إلى {أيا } وإلى أبيه { أنشار} وهو منتمي إلى الجيل الثالث من الأباء , فيقول له {آيا} مخاطبا: { أي أبتاه, أن تعامه التي حملت بنا تكرهنا } ويعدد آيا أمام أنشار كل أسلحة تعامه, ولما عرف أنشار نية تعامه عض على شفتيه , وقال قم – أنت يا قاتل آبسوا وقاتل , فيعتذر عن ملاقاة تعامه , فيبعث {أنشار} ابنه {آنو} وعندما يذهب {آنو} يعود معبرا عن عدم مقدرته على مواجهة الأم تعامة ,وعلى الفور قام {أنشار}باستدعاء {مردوك} البطل وقال له : ((أمض أمام أنشار في عدة الحرب الكاملة قف أمامه منتصبا بينما تكلمه, فتهدأ خواطره)) وعندما رآه أنشار بهذه الحالة , قام أليه وقبله , فقال له مردوك (( أي الرجال قد أشهر سلاحة ضدك أم تراها تعامه , وهي أنثى , قد فعلت ذلك ؟ )) ويعد مردوك {أنشار} انه قريبا جدا سيطىء عنق الألهه تعامه , شريطة تنفيذ مطالبة السياسية وهي : أولا : - أن يعلن الجميع في اجتماع رسمي اقتداره على دخول المعركة. ثانياً : أن يجعلوا من كلمته، قوة "تقرير المصير بدل" ويوافق أتثار على هذه المطالب، ويقوم باستدعاء باقي الالهة إلى مأدبته ليأكلوا } خبزاًَ وخمراً{ ويتنازلوا عن قدراتهم إلى } مردوك{ ويعلمهم أن }تعامه التي حملت بنا تكرهنا { ويجتمع الالهة ويعطوا مردوك القوه، ولهذا السبب احضروا ثوباً لاختبار قوة } كلمته{ ويأمر الثوب بالارتداد والانثناء، والثوب في حالة استجابة لكلمة مردوك القوية، عندها يرفع الجميع صوته قائلون: }مردوك ملكاً{ وبادر مردوك على الفور بخطه التسليح وشرع بصناعة }القوس{ و}سهاماً، وهراوة{ ثم أرسل البرق أمامه، تعبيراً عن سرعته وبطشه ثم صنع } شبكه، ودرع{ تلك الأسلحة في هذه الملحمة تظهر الفرق بين أسلحة الأجيال الحديثة والتي هي من صنع التقدم والحضارة ومجتمع ما بعد الكتابة والعلم بأكثر من 1500 بعد الكتابة وبين أسلحة الأم تعامه وهي من }خلق الطبيعة{ مثل الأفاعي والبيسون والعقارب، التي هي ايضاً أسلحة ما قبل الكتابة بثلاث آلاف عام أي تحت }3200 ق.م{ وهنا موقف جد مؤثر حين يلتقي الابن وبنيته القضاء على (الأم تعامه) فلنستمع لخطاب مردوك حين يلتقيان قبل بدأ الالتحام البطولي صارخاً في وجه الأم : ( كفى ما رأينا من عجرفتك وتكبرك لقد شحنت البغضاء قلبك فحرضت على القتال، وأوقعت بين الآباء والأبناء فنسيت حب من أنجبت أعليت (كنغو) وجعلتيه زوجا لك واعطيته منزلة انو دونما حق ضد انتشار ملك الالهه كشفت سوء طويتك فلتتركي الان حشدك يتجهز بكل ما عنده من سلاح ولتتقدمي اليَّ وحيدة في معركة ثنائية ) فلما سمعت تعامه هذا الخطاب اهتاجت صراخا وارتجفت ساقاها معا وتلت تعويده ضد شر مردوك وتقدما من بعضهما والتحما في صراع دموي، انتهى بقتل الأم تعامه على يد مردوك البطل واسقط معها كل اسلحتها، وتفرغ بعدها الإله مردوك لخلق (لالو) وهو الانسان، وفي نهاية الملحمة تعداد لاسماء مردوك الخمسين، ولقد درسنا في الاطروحات الادبية، المترامية عند كل شعوب الارض ما يسمى بـ(بيت القصيد) الذي من خلاله نتعرف على الهدف الاسمى من كتابة القصيدة أو ما تعنيه القصيدة من خلال بيت واحد أو اكثر وفي ملحمة الخلق البابلي يبدو أن بيت القصيد هو اظهار قوة مردوك وبطثه، وان البناء الملحمي (ليس من اجل الفن) بمعنى (ان الفن ليس للفن) وانما لتأسيس بناء اجتماعي قائم على سلطة السلوك الذكري ولتعزيز الدور الاجتماعي الذكري من خلال اظهار قوة الاله مردوك الذكر، واظهار الآلهه الأم تعامه ومنذ تلك الحقبة أخذ مفهوم الرجل الذكر ينتشر إنتشارا واسعا منذ بداية الكتابة التصويرية في كل من (سومر) و(مصر) حوالي 3200 ق.م الى ما يقرب من بداية دخول عصر الذهب والفضه وتأسيس الجيوش الشبه نظامية العائدة الى حاجة (رأس المال) لجيش نظامي يحميه كما يقول (الصادق النيهوم) في احدى مقالاته المعروفة باسم (اين خسرنا ولماذا)؟ ولأن الرجل الذكر انتخب نفسه أنتخابا طبيعيا للصيد والقنص والرمانية فقد ظل يعيش حياة شبه حرب طويله الامد مع الحيوانات المفترسة ولما ظهر نظام (الاقتصاد النقدي) فقد تحول من صائد حيوانات مفترسة الى محارب عسكري يهدف الى تسخير كل شيء لخدمته ومصلحته عن طريق (الذهب والفضة) وتحول الذكر الصياد الى مسلح في جيش نظامي يقوم بحماية رأس المال من اللصوص والطامعين بأملاك (الهيكل) الذي تحول هذا الهيكل فيما بعد الى أول محل (صرافة) في العالم وكان هذا في الشرق الأدنى على الاطلاق. ولأن المرأة منعزلة في المنزل تجمع الثمار فقد تحولت في عصر بداية الثورة الزراعية وتأسيس المدن الى مسيطرة نهائية على كل شيء بسبب التقارب البيولوجي الوظيفي بين السلوك الانثوي والسلوك الطبيعي للطبيعه ولما كانت الطبيعه مخفية جداً بسبب الكوارث الطبيعية من حيث الزلازل والفيضانات غير المنتظمة فقد أدى هذا التخوف الى الخوف من المرأة حليفة الطبيعه، ولكن حدث ما بعد عصر الكتابة التصويرية (3200ق.م) حدث انقلاباً جديداً في تاريخ الشرق الادنى أدى الى بداية عصر السيطرة على الطبيعة، وتنظيم مياه الري، والاستعدادات التامة لمواجهة الجفاف وتقدمت وسائل الانتاج وبدأ نظام العد القمري في بلاد الرافدين ونظام العد الشمسي في مصر، نظرا لفيضان النيل المنتظم بعكس الفرات غير المنتظم، فقد بدأ المصريون يعدون شروق الشمس وغروبها، وحسبوا بذلك عدد الشروق والغروب كي يواجهوا فيضان النيل، كل تلك الاسباب مع تقدم ادوات الانتاج ادت الى قهر الطبيعه على يد الانسان الذي نظر ايضا الى المرآة حليفة الطبيعه على أنها (مخلوق مهزوم) بفضل التقدم العلمي، لذلك ومن هذا المنطلق فاننا اذا ما عدنا الى (ملحمة الخلق البابلي) وقمنا بعد واحصاء اسلحة الذكر الصياد الاله المنتصر فاننا سوف نجدها كلها من صنع وابتكار الانسان(48) وان اسلحة الام الاله تعامه كلها من صنع عصر ما قبل التقدم وهي اسلحة طبيعية كما يظهر في هذا الشكل المغزى من ذلك أسلحة الذكر مردوك أسلحة الأم تعامه الانثى - انتصار الجديد على القديم - بداية عصر التمايز بين الجديد الذكر، والقديم الانثى من خلال الاسلحة. - رمح - قوس - هراوة - شبكة ...الخ - أفاعي - كلاب مسعورة - ثيران هائجة - أسد - أحد عشر نوعا من العفاريت ... الخ وأن هذا الصراع في الملحمة هو صراع بين العصر الجديد والعصر القديم، وهو عصر التمايز بين الانسان وباقي المخلوقات تحت سلطة جديدة من سلطة الرجل الذكر، وهو أول تأسيس تاريخي لفكره (الذكر الخالق) التي لم تك معروفة من قبل اذ كان الخلق فقط بواسطة رحم المرأة ولكن مردوك بعد انتصاره على الام اصبح ينافسها في كل الميادين وبلغت به (الوقاحه) لان يخلق بـ(الكلمة) بدل الخلق بفعل (الرحم – رحم المرأة) اذ أنه في اثناء الاستعراض العسكري لقوته الجديدة، احضر له ثوبا وطلب من الثوب ان ينثني فانثنى ثم طلب منه ان يعود الى حالته الطبيعية فعاد، وهنا يجب ان نتوقف قليلا عند هذه النقطة لنلاحظ كيف اثرت هذه الفكرة واسست بذور الديانة العبرية الأولى في تاريخ الشرق الادنى، وكيف ولد المسيح فيما بعد بـ(الكلمة) الخالقة وكيف خلقت هذه الكلمة نزاعا جدليا في القرن الرابع الهجري ومحنه عظيمة للامام (احمد بن حنبل) الذي رفض بدوره ان تحل الكلمة محل الخلق اذ ان هذا الامام العبقري رفض ان يكون القرآن الكريم مخلوقا لمجرد انه كلمة من الله سبحانه وتعالى واعتبر الموضوع دخيل على الثقافة الاسلامية من الثقافة المسيحية، والفارسية، وسكت عن موضوع خطير كان قد سكت عنه رسول الله (ص) وكان هذا الامام اول من لاحظ ان هنالك ثقافة اسلامية وثقافة عربية . ومن ناحية اكثر خطورة وهي ان الحرب والقتال والعسكرية تؤكدها هذه الملحمة على انها من وظائف الرجل الذكر وليست من وظائف المرأة الانثى على اعتبار ان هنالك فروق بيولوجية بين المرأة الانثى وبين الرجل الذكر، منها مثلا ما ذكره مؤلف كتاب (بنو الانسان) اتساع الحوض عند المرأة أدى الى تخليها عن ممارسة ( الصيد) وذلك لبطئها في الحركة، وإن ضيق الحوض عند الرجل جعل منه صيادا ماهراً لذلك اكتسب الرجل قوة عضلية وخشونة في الوقت الذي اكتسبت به المراة نعومة وطراوة لقعودها عن الصيد والحرب . ولقد كاد ان يقول الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة نوبل في كتابة (الانسان ذلك المجهول ) قال : (كل خلية في المراة تنطق بانها انثى)(49) لهذا فان انتصار مردوك الذكر هو من موقع التاكيد على التفوق والتمايز بين الرجل وبين المراة، فلطالما ان (كل خلية فيها تنطق بانها انثى) طالما ايضا ان ( كل خلية في الرجل تنطق بانه ذكر) والملحمة هنا تؤكد على اهمية قيادة الرجل للمجتمع بدل المرأة الانثى بدليل قتل الام تعامه، ولو كان ذلك رمزيا لاظهار دورها الضعيف ودور الرجل القوي، ومن ملاحظات العلم الحديث انحناء العمود الفقري عند المراة اكثر من الرجل لذا فانها تشيخ اسرع من الرجل، ولدى جسمها قابلية اكثر لتخزين الشحوم، بينما يتجمع الدهن عند الرجل في البطن والردفين وان عضلات المراة تقل(50) عن عضلات الرجل بنسبة 25%* لذلك فان الانسان الشرقي حين انتقل من مجتمع البدايات الزراعية الى مجتمع الذهب والفضة واقتصاد السوق فانه لاحظ هذه الفروق واحس بها منذ بداية العطلة السبتية الى بداية تأسيس الجيوش النظامية التي لا مجال للمرأة بها لضعيف قوتها . من هنا ومن موقف القوة والضعف بدا نظام الاقطاع واخذ الرجل المحارب ارضاً له حرية التصرف بها لهذا فقد شاعت حق ملكية الرجل للارض وللمراة ولاولادها مع منحه رتبة جديدة وهي حرية التصرف ولان الصيد مهنة شاقة فانه استصعب على المراة المسكينة في الشرق الادنى طوال الاف السنين الامر الذي اكسب الرجل قوة بدنية في الشرق الادنى اكثر من المراة(51) لهذا كان تفوق (مردوك) في تلك الملحمة تفوقاً عضلياً وليس عقلياً وهذا لا يعود لطبيعة خلق المراة كما يقول اصحاب المواقف الحركية بل الى (الانتخاب الطبيعي) وعلى مبدا (العضو الذي لا يستعمل يضمر ثم يموت)** أي بمعنى ان المراة الشرقية قد ظلمت بسبب وضعها الاقتصادي والمهني وسيطرة الرجل الصياد على الذهب والفضه والسلاح وملكية الارض ومن ثم ملكية الانسان والعائلة وظهور نظام او اقتصاد العبيد في المجتمعات المتقدمة عسكريا وهذا هو العصر الذكوري الأبوي الذي رافق عصر الحديد ونهاية العصر البرونزي، ويعرف بالعصر (الأبوي). ويذكر الاستاذ (علي القاضي) مؤلف كتاب (وظيفة المرأة في المجتمع الانساني) يذكر هذا الكاتب عشرات الفروق بين الذكر والانثى وقال ايضا ان حجم الدماغ عند الرجل اكبر او اوسع من حجم دماغ المراه وهو يدل على قوة عقل الرجل ، وان الرجال بهذا اذكى من التساء، واعتقد ان الذكاء ليس ب(كبر الرؤوس) بدليل ان اكبر حجم دماغ انساني هو دماغ الكاتب الروسي(52) المشهور (ايفان نور جنيف) حيث بلغ وزن دماغه اربعة ارطال وسبعة اوقيات، وان اصغر حجم دماغ هو دماغ الكاتب الروسي (اناتول فرانس) وقد عاشا الكاتبان في القرن التاسع عشر وهو لا يقل شهرة عن نظيره ايفان اذ بلغ حجم دماغ اناتول رطلين واربعة اوقيات ولو كانت المسالة ب(كبر الرؤوس) لوجدنا ان هنالك فروقا بين الكاتبين برغم من انني اتفق علمياً مع الكاتب في بعض المسائل العلمية والفروقات البيولوجية بين الرجل والمراة وان الذي ادى الى ذلك هو ظهور النظام الاقتصادي الجديد بعد عصر الكتابة في الشرق الادنى واعتماد الذهب والفضة لتغطية باقي السلع وانتشار الملكية الفردية للأرض والانسان وتعزيز مراكز القوى الدينية وتاكيد مفهوم الولاء للذكر الاب والاخلاص له والعمل بجد ونشاط في ارضه حتى يكثر ويتنامى راس المال لديه. وقد ادى هذا الوضع الى استدعاء عناصر جديدة للعمل عند اصحاب رؤوس الاموال وقد تم استدعاء هؤلاء العمال كلهم من طريق اقراضهم ذهبا وفضة واغراقهم بالديون وتوريطهم اكثر واكثر حتى يتبين عجزهم وضعفهم عن السداد وفي هذه الحالة اصبح الانسان يبيع قوة عمله ومجهوده العضلي للدائن حتى يوفي مداد دينه من هنا بدا نظام الرق ليس للمراة وانما للرجل وللمرأة وللرجل وللأطفال ولا بد أن هنالك ملاحظة هامة وهي ان مجتمعات جمع القوت في العصور المتأخرة جدا لاكثر من 35 الف قبل الميلاد لم تك تعرف هذه المجتمعات نظام الرق والعبودية وفي مجتمعات بدايات تأسيس المدن في الشرق الادنى حوالي 9000 – 7000ق.م لم تك تعرف هذه المشاعات البدائية نظام الرق والعبودية ولكن في العصور الاخيرة من عصر بداية الكتابة التصويرية 3200 ق.م الى بداية تجزأ هذا النظام وذلك لاسباب عدة من بينها : أولا : لإصلاح الأراضي وزراعتها ثانياً : لزيادة حجم الانتاثالثا : لمحاولة الوصول الى ما يعرف اليوم بـ فائض الانتاج رابعاً : للسيطرة على الماء وموارد الطبيعه . وإن دخول عصر اقتصاد السوق خلق انظمة جديدة وفوضه عارمة وان كتابة هذه الملحمة الادبية (الإينوما- إيليش) تزامن مع احداث عالمية هامة في الشرق الاوسط وفي اسيا وافريقيا منها : ان الملحمة دونت في بداية الربع الاول من الالفية الثانية قبل الميلاد وهي الفترة التي قضاها (حمورابي)(53) يسن قوانينه المعروفة وقد امضى حمورابي من قترة حكمة الاربعون سنة تقريبا قضاها حربا استمرت اكثر من ثلاثين عاما من حكمه وهو يحاول اخضاع الاقاليم المجاورة لبابل وهي الحلة لحكمه تقريبا حوالي (1792ق.م – 1750 ق.م) وذلك عبر تحطيم وحدة الهدف للاقاليم المجاورة وما كان هذا يتحقق لـ حمورابي الا بالسيطرة العسكرية والاقتصادية واستعباد المغلوب واستعلاء الغالب وتاكيد مفهوم الغالب والمغلوب كل هذا ترمز اليه ملحمة الخلق البابلي وذلك ان(54) مردوك هو اله بابل ولان حمورابي انتصر فقد انتصر معه الهه مردوك لذلك لم تكن تعامه الأم هي المقصود وانما طبقة المغلوبين على امرهم من رجال ونساء واطفال من اهل المدن الاشورية المجاورة والبعيدة على الحدود التركية وفترة حكم حمورابي عرفت عند كل المؤرخين بطبائعها القاسية على الانسان مع بداية نهاية العصر البرونزي ودخول عصر الحديد الذي إتسم بالصرعات الاموية . وفي هذه الفترة ايضا او بعدها بمائة عام حوالي (1700ق.م ) كان في الجهة المقابلة من بلاد الرافدين كانت مصر الفراعنه تؤكد مفهوم بداية اول مسيطر على الماء في عهد مينا الذي هو اول من بنى السدود ووحد مصر بفضل ما عنده من ذهب وفضة الذي ادخلهم الى نظام اقتصاد السوق وشراء الولاآت العسكرية والمدينة وشراء قوة الرجال العضلية بفضل الذهب والفضة وتأسيس الجيوش شبة النظامية ولطبيعة ما تخلفة هذه الانظمة الاقتصادية من فوضى اجتماعية واطماع مادية , فقد ضعفت سلالة مينا واجتاحت مصر قبائل غريبة ما زالت مجهولة حتى اليوم حوالي (1650-1560ق. م) تعتمد على اقتصاد النهب والسطو المسلح وتعتمد عسكريا على ركوب الخيل (تدجين الحصان) وهؤلاء هم (الهكسوس)* واستعمر هؤلاء مصرما يقارب من 150 عام واكثر وقد دخل اليهود الى مصر اثناء فترة حكم الهكسوس لها لذا فانه من الملاحظ جدا لمن يقرأ سورة يوسف في القرآن انه لا يوجد لفظ واحد يدل على اسم فرعون كما هو في سورة موسى وانما هناك لفظ ملك وعزيز مصر بمعنى الوزير ولقد خرج اليهود من ارض اورمع خروج (ابرا) أي إبراهيم حوالي (1900ق.م ) ودخلوا مصر مع دخول الهكسوس لها لمعرفتهم جدا بالذهب والفضة وعلو في مصر علوا كبيرا جدا ولكنهم سقطوا مع سقوط الهكسوس في اول معركة تاريخية لليهود مع المصريين وهزموهم في معركة (مجيدو) وتم طردهم الى منطقة العريش وتم اخضاع بلاد كنعان لحكم الفراعنه في عهد (تحتمس)(55) واخضعوا سوريا والاردن وبما انهم اخضعوا سوريا والاردن فانه من المحتمل ان جيش الهكسوس المدعم بقوة الحصان فانه من المحتمل انه قدم من شمال الاردن وبهذا يكون الاردنيون هم اول من دجن الحصان , كل هذه الاحداث من 1900ق.م الى بداية مولد المسيح كل تلك الاحداث عملت على صناعة الثقافة الشرقية القديمة التي ما زالت افكارها راسخة في اذهان الشرقيين من خروج ابراهيم من ارض (اور) الى بداية مولد المسيح وبالعودة لى الملحمة البابلية (الاينوما ايليش) أي عندما في الاعالي ونقرأ مظمونها فإننا نستنتج من الاسماء الخمسين للأله مردوك ان بداية الديانات التوحيدية قد بدأت من بابل وبما ان ابراهيم ابو الانبياء قد خرج من (اور الكلدانية ) حوالي 1900-1800 ق.م فانه من المحتمل جدا انه خرج مع قوم موحدين لاله واحد قادر على استيعاب صفات من حوله من الالهه والثقافات وهناك اختلاف كبير بين العلماء عن هجرة القبائل فمنهم من يرى ان الكلمات المختصة بالسهول والزراعة كلها مشتركة بين جميع الغات السامية لذلك يرى بعض العلماء ان القبائل التي تحدثت بهذه اللغات جميعها قدمت من مكان وافر المياه وكان يرجح حتى وقت قريب ان العراق هو موقع انطلاقة الهجرة وهناك آراء تقول عكس ذلك فهنالك آثار مكتشفة تدل على وجود بحيرات في صحراء الربع الخالي عند منخفض ( ابي بحر)(56) وآثار نباتات وحيوانات في جبل (عترا) ووداي ( الرمة) ما زال مليئا بالصخور الرسوبية والحصى مما يدل على وجود نهر قديم في تلك المنطقة وكانت الفيله تعيش في سوريا والاردن حوالي 2000ق,م واول ذكر للعرب يرجع الى نقش يعود الى عهد (شلمنصر الثالث ) حوالي (854ق.م) وقبل ذلك لم يك أي ذكر للعرب . وكان يعتقد حتى وقت قريب , أن التجمعات السكانية كانت فقط في بلاد الرافدين واريحا , ولكن المكتشفات الحديثة اثبتت ان صحراء الربع الخالي كانت تعج بالمياه والسكان وان منطقة (عين الغزال)(57) في الاردن كانت تزيد على اكثر من 200 نسمة حوالي 7000-8000 ق.م ولكن التغيرات المناخية هي التي ادت الى الهجرة من الصحراء العربية بسبب جفاف الانهر والينابيع حيث هاجرت القبائل الى بلاد الرافدين ومصر طلبا للماء والقوت , وهذا يعني عكس التوقعات العلمية التي قالت ان القبائل العربية هاجرت من (اور) الكلدانية , ويمكن ان يكون هذا الكلام صحيحا اذا اعتبرنا ان هذه الهجرة هي الهجرة الثانية , وهذه الهجرة الثانية نقلت معها الثقافة والدين من ارض اور وامتزجت بالثقافات الاخرى مع ظهور عصر الذهب والفضة , وبدأت تتشكل معها ثقافة التوراة , وهي بمثابة عصر الآداب الشرقي الثاني بعد ( الاينوما ايليش ) أي ( عندما في الأعالي) وقد استوعب الاله ( يهوى , يهوه, يهو) كل صفات الاله مردوك من حيث قدرته على الخلق والابداع وقهر اعداء بني اسرائيل كما فعل مردوك باعداء بابل وخلق ( يهوى ) الانسان كما خلق مردوك (لالو) وهذا مؤشر طبيعي على انتشار الثقافات الجديدة ومركزها (الرجل)مع وجود ثقافة اخرى مركزها ( المرأة ) غير انها تابعة ومهزومة بدليل ان كافة صفات الاله مردوك مذكرة مثل اسمه المذكر وايضا الاله يهوى اله اليهود مذكر وليس مؤنث. وقد سادت هذه الثقافة وانتشرت في صحراء النفود وهي معروفة اليوم باسم بادية الشام وصحراء الجنوب هي الربع الخالي الى البحر الاحمر ثم غربا باتجاه الشمال حتى البحر الابيض المتوسط واول مزج ثقافي كان بسبب اختلاط الساميين بالسومريين حوالي (3500ق.م)(58) اذ هاجر الساميون وهم في حالة بداوة وتخلف بعكس السومريين العارفين بالحروف والكتابة لذا اكتسب الساميون من السومريين الكتابة وبدل ان ينتصر السومريون فقد اختلطت الثقافة السومرية الزراعية الامومية بالبداوة والخشونة نتج عن ذلك شعب جديد عرف فيما بعد بالشعب البابلي وقد اخترع البابليون هندسة القناطر الاقبية والعربة ذات العجلات ونظام المقاييس والموازين وكل ذلك ادى على يد البابلين الى قتل الروح القديمة للثقافة السومرية وادى الى ولادة عصر جديد يعتمد على المشاهدة والخبرة في قهر الطبيعة والتفنن في السيطرة عليها وفي منتصف الالف الثالث قبل الميلاد حدثت هجرة اخرى وهي هجرة الكنعانيين وقد نزلوا هؤولاء غرب الشام وفلسطين بعد (2500) قبل الميلاد وقد اخترع الفنيقيون اعظم اختراع عرفته البشرية وهو ( الحروف الهجائية ) وعددها (22) حرفا كانت هذه الحروف فيما بعد اساسا لكل الحروف وبين (1500-1200ق.م) تسرب العبرانيون الى جنوب الشام وفلسطين والاراميون السريان الى شمال سهل البقاع جوف سوريا , والعبرانيون اول من اكتشف ديانة التوحيد بنظر اكثر المهتمين بالثقافة الشرقية والديانات السماوية الشرقية النشئة والمولد ,وارى ان البابلين وهم من اصول سامية هم اول من دل على ديانه التوحيد حين استوعب مردوك صفات الاله المجاورة لبابل وهي خمسون اسما وصفة تدل دلالة واضحة على بسط سيطرة الثقافة الجديدة محل الثقافة القديمة وبهذا فان الافكار القومية بدأت تنموا وتتطور عبر ديانات التوحيد التي هي اصلا بداية البذرة الاولى للأفكار القومية اذ ان قتل مردوك للأم تعامه واعلان سلطته الوحيدة هو دليل على نشأت الفكر الواحدي والثقافة الموحدة التي تهدف الى توحيد شعوب الشرق الادنى تحت امرة رجل واحد وكتاب واحد ودولة مركزية واحدة وهذا فعلا ما فعله حمورابي حين وحد الاقاليم المجاورة وهو ليس حبا للسلطة لقدر ما هو وضع اليد على انتاج الانسان وتوزيعه بشكل عادل ومرض او بشكل غير عادل وهو توزيع حصة الاسد الكبرى على من بيدهم الصولجان والقوة واول شعب في العالم توصل الى موضوع فائض الانتاج هو الشعب السومري ولكنه ليس الفائض المعروف اليوم انما فائض بسيط ادى الى من بيدهم القوة ان يعيشوا في مدن بدائية على (فائض إنتاج)(59) الفقراء والمعذبين في الارض لذلك شنت الحروب الذكورية من اجل الحصول على مصادر الطبيعة، والسيطرة على إنتاج الغذاء , وتم بسبب ذلك المزج بين الغالب والمغلوب , وكانت بعض الفئات الاجتماعية تنتصر ثقافيا وعسكريا وفي أغلب الاحيان تهزم عسكريا وثقافياً كما هو الحال اليوم عند أغلب الشعوب الآسيوية والإفريقية وأحيانا تنتصر الشعوب ثقافيا بنفس الوقت الذي تهزم به عسكريا كما فعلت الثقافة المسيحية أو الديانة المسيحية مع (روما ) في عهد (بولص ) الرسول , في البديات الأولى للميلاد . وكان من نتائج استعباد المصريين لبني اسرائيل , انه نتج عن هذا الاستعباد إلصاق الثقافة الفرعونية بالثقافة السامية , ولاول مرة خرج بني اسرائيل من مصر وهم يحملون معهم صفات الإله (آتون ) المصري زمن ثم إلصاقها باله بني إسرائيل (يهوى , الحياة ) أو (الحياة ) معناه (واهب الحياة)(60) وكان هذا لعد عصر تدجين الحصان في السهول الأوراسية وبداية عصر البداوة بـ(200 عام) تقريبا , إذ بدأ تدجين الحصان حوالي( 1800 ق.م) واحتل الهكسوس مصر حوالي (1674ق.م)* ولربما كان تعامل اليهود مع الهكسوس بهذه القوة راجع إلى طبيعة الوحده الثقافية بين الاثنين على اعتبار أن بني إسرائيل والهكسوس ينتمون إلى بقعة جغرافية واحده مما سهل طبيعة التفاهم بين الشعبين , ولما حررت مصر قبض على اليهود بتهمة خيانه الدولة والنظام وفرضت عليهم الحكومات الجديدة المصرية , انظمة شاقة ومهينه ودنيئة مثل استعباد الذكور واستحياء النساء ولربما ان الهكسوس هم نفسهم العبرانيون المهاجرون والعابرون. وفي بداية الأمر قام حكام مصر, بقتل جميع الذكور من بني اسرائيل بعد تحريرها من استعمار الهكسوس لهم, وكان العقلاء من البلاط الفرعوني قد اقترحوا على الفراعنه , أن يقتلوا عاما ويعتقوا عاما وان تستحيا النساء الجميلات من بني اسرائيل وبهذا دفع اليهود ثمن تعلمهم سياسة اقتصاد الذهب والفضة ثمنا أخلاقيا باهظاً وانتقاماً اجتماعياً رذيلاً وذلك عبر جعلهم :- البناء التحتي للمجتمعات الحديثة التي تعيش على فائض إنتاج الطبقات الدنيا والتسري بأجمل ما لديهم من المتع الجنسية كما يحدث اليوم للطبقات الفقيرة, وبهذا ساهم اليهود ببناء الأهرامات بما لديهم من عبيد , وساهموا أيضا ببناء الشهوات بما لديهم من جنس ناعم وبذلك يشير القران الكريم (وإذا نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ,يذبحون أبنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذلك بلاء لكم من ربكم عظيم)(61) وهذا من ابرز سمات الحضارة أن تعيش طبقة على حساب طبقة , وان تتصارع الطبقة المغلوبة مع الطبقة الغالبة وذلك بهدف الصعود للاعلى وإسقاط الأعلى للاسفل , وان التمايز الطبقي من ابرو سمات الحضارة الذي لولاه ما بنيت الأهرامات في مصر ولا ناطحات السحاب في أمريكا والدول المتقدمة اليوم, حتى مدينة بابل بعد وفاة حمورابي انتقل ميزان القوى منها إلى الآشورين في شمال العراق , وقام (آشور بانيبال) بتخريب بابل وطمس حضارتها واعتلائه على أكتافها وذلك عبر تحويل مجرى نهر الفرات عليها وقام آشوربنيبال باستغلال كل خيرات بابل لصالح عاصمته الجديدة ( نينوى ) وهي مدينة الموصل اليوم, وبهذا اعتلى الشعب الآشوري المقهور فوق الشعب البابلي القاهر وتحويله من غالب إلى مغلوب واستعباده والعيش على فائض إنتاج البابلي المغلوب وبناء القصور الآشورية من عرق الشعب البابلي الذي بقى مقهورا زهاء اكثر من خمسمائة عام(62). وهذا هو السبب الذي حدى بالأنسان الشرقي للتركيز على مفهوم الوحدة الدينية والثقافية والسياسية الواحدة , وذلك بهدف الاعتلاء وتحقيق مفهوم الغالب والمغلوب , لذلك بحث الشرقيون عن الوحدة الاجتماعية لمواجهة تصرفات المحتل , وان حمورابي والاله مردوك وبني اسرائيل هم اول من عزز مفهوم الاله الواحد والدولة الواحدة والكتاب الواحد وبهذا فإننا نحن الشرقين نتميز عن غيرنا بالتركيز على مفهوم القومية والتوحيد والأديان التوحيدية. وبالعودة للوراء نجد أن أمراء طيبة طردوا من مصر في معركة (مجيدو) الشعوب الهكسوسية المهاجرة على يد (تحتمس) ونجد أن تحتمس هو أول غريب يتدخل في الشؤون الآسيوية ويخضع الأردن وسوريا وفلسطين لحكمه وبالتالي فان الاستعباد لم يكن لبني إسرائيل لوحدهم. ويؤكد على مفهوم الغالب والمغلوب عبر الاستعباد كل من الساميين من العراق إلى فلسطين وبهذا تعلم (الكلدانيون) من جيرانهم المصريون وتحالفوا مع (الميديين ) عام (612 ق.م) وغزوا نينوى عاصمة الآشوريين وهي (الموصل) اليوم وخربوها وبعد مائة عام قام( بنوحذ نصر ) بتخريب (أور-شاليم) وسبي يهود عام (568ق.م) وهذا يفسر لنا طبيعة النظام الاقتصادي الذي تعيش به طبقة على حساب طبقه أخرى ،وكيف تتم عملية الجلاد والمجلود إذ أن المرأة والرجل والطفل والكبير والصغير يوضع تحت وصاية الجلاد الذي لا يرحم صوطه أحد ، وإن طبقات اجتماعيه كاملة توضع تحت وصاية المنتصر الذي يملك أدوات القوه التي تتحكم بالمنتج سواء أكان امرأة أو رجل وبهذا فإن خروج (موسى) ببني إسرائيل من مصر ، كان بهدف تحريرهم من الطبقات العليا التي تعيش على فائض إنتاجهم من السلع ومن القوى البشرية التي تحولت إلى طبقة عبيد من جنس الذكور وإماء ومومسات من جنس الإناث . وهذا يفسر لنا كره الشرقيين للإناث عند ولادتهن ذلك أن هتك عرض المغلوب ضرورة حتمية لتأكيد مفهوم الغالب والمغلوب وهذا دائما ما يتمثل بالتمثيل الجنسي بالنساء سواء أكان أخذهن غصبا أو عن طيب خاطر كما يتم اليوم اخذ النساء الجميلات من الدول الفقيرة والمغلوبة إلى الدول الغنية ,ولقد افتخر في الماضي (تحوتمس) الثالث بعد تحريره مصر من أيدي الهكسوس أفتخر هذا كثيرا بما جلبه من ارض كنعان مثل العاج والتماثيل الذهبية والأبانوس وربما النساء السبايا وكان هذا لكل شعوب المنطقة من البحر إلى النهر ، وإن خروج موسى ببني إسرائيل من ارض مصر إلى فلسطين كان خروجا واختيارا صحيحا ذلك ان لشعب الاسرئيلي كان يشترك بمأساته مع كافة شعوب المنطقة التي خضعت للمنتصر ، وفلسطين هي جزء من الهلال الخصيب ولدت بها اكبر ديانتين متصارعتين حتى اليوم ويرى بعض المختصين بالثقافة الشرقية ان فلسطين* قد ظهرت على خشبة المسرح بعد ظهور عصر الكتابة في سومر (3200ق.م) وذلك عبر الهجرات المتتالية للكنعانيين من جنوب الجزيرة العربية و(كنعان) وهو ابن (حام بن نوح )نزل ارض ميعاده في الساحل واقاموا مدنا بأسمائهم وهم(63) 1_الصيدونيون 2_الحثيون 3_اليبوسيون 4_الأراديون 5_الجرجاشيون 6_ الحويون 7_العرقيون 8_الاموريون 9-الصماريون وهم الحمايتون ..... الخ وترى اغلب المصادر ان كنعان هو اخ حام وليس ابنه وكلمة كنعان تعني :- ( الصبغ ) الذي كانوا يصنعونه بمعنى الصباغون بدل كلمة الكنعانيون وأول اسم أطلق على فلسطين هو (مريام) أو اموريا الشمالية ومن الكنعانيين ايضا (سالم البيوسي ) الذي بنى مدينة 0(اور_سالم) او (اور-شاليم) وهي مدينة القدس اليوم وهناك من يتحامل كثيرا على بني إسرائيل وعلى الثقافة العبرية وكأنها ليست من مواليد الشرق وهذا كله بسبب المواقف الحركية من القضية الإسرائيلية وشرعية وجودها في العصر الحاضر،اذ ان كل ما كتب عن بني اسرائيل هو وليد العصر الحديث أي قبل مائة عام من كتابة هذا الكتاب وبالتالي لاتوجد اراء علميه بحته عن هذا الشعب الاالقليل والنادر الذكر بسبب طبيعة العداء العربي لاسرائيل والاسرائيلي العربي ويرى اكثر الباحثين ان كل فصول واسفا ر التوراة مسروقه عن الاداب البابليه :- مثل اسطورة الخلق البابلي واسطورة خلق الله للعاالم في ستة ايام واسطورة الطوفان طوفان نوح وطوفان (أوبنثتايم) في ملحمة الملك كلكامش ، وجميع فصول التوراة متشا بهه مع الاداب البابليه القديمه ، ولا ارى في هذا سرقة وانما نمطا انتاجيا واحدا لثقافة واحده لثقافه واحده وفي فتره او في (عصر التسلل) تسلل القبائل الساميه الى مصر المعروفه باسم الهكسوس لم تك خاصه ببني اسرائيل بل كانت تجمع في هجرتها تاكل القبائل من غرب الاردن وشرقه ،ولما وقع الاضطهاد المصري على القبائل المهاجره لم يك هذا الاضطهاد خاصا ببني اسرائيل بل كان خاصا بكل القبائل المهاجره والمتسلله ، وجاء في سفر الخروج(... وقال لهما اذا استولدتما العبرانيات فانتظر عند الكرسي ، فان كان ذكرا فاقتلاه وان كانت انثى فاستبقياه ، الإصحاح الأول سفر الخروج ) وهذا يفسر لنا طبيعة الموقف من المرأة والرجل فاستبقاء المرأة هو فقط من اجل التمتع بها ، ولقد عثر العالم المصري ( سليم الحسن ) المختص بالاثار المصريه على رسالتين في تل العمارنه يذكر فيها شعبا متسللا باسم :- ( الخابيرو) ومن العبرانيه وهذا اقدم ذكر للعبرانين باسم (الخاييرو ) مع ابدال حرف الخاء عينا والعين خاء والرسالتان عائدتان الى عصر انهزام الهكسوس 1400ق.م وهذا نصها:- ( استرضاء لسيدي اتممت امره ، الذي انفذه الي قائلا اعطِ الجنود قوتهم واعط ايضا ( العبريون ) الذين ينقولون الحجاره لبناء الملك رعمسيس ومريمانا خليل العدل والذي وكل امره الى رئيس الشرطه (عيتمان ) فانا آجرين عليهم رزقهم في كل شهر بمقتضى الاوامر الساميه التي أنفذها الي سيدي )(64)* وهذا نص الرسالة الثانية :(أطعت ما أمرني به سيدي قائلا أعط الجنود أرزاقهم و(العبريو)أيضا الذين ينقلون الحجارة هيكل الشمس الذي انصرفت اليه عناية رمسيس مريمانا في جنوب منف) وهاتان الرسالتان تحتويان عدة دلالات أهمهما ذكر الشعب العبري من بني إسرائيل ,وثانيا تدل على استعباد مصر للشعب الأسيوي الذي وقع تحت رحمة الفراعنة وليس هنا لك رحمة وثالثا : تدل الرسالتان على أن بني إسرائيل والعبريون هم الذين قاموا بناء الاهرامات بجهودهم وعرقهم وتدل هاتان الرسالتان رابعا على الجذور الأولى لكلمة (خليل)إذ كان يقول المصريون واصفين ملكهم :ب(خليل +العدل )الذي إنتقلت صفاته مع بداية كتابة التوراه إلى (إبرا العبري)الذي لقبه بنو إسرائيل فيما بعد بلقب (خليل الرحمن),وهذا كله بسبب سياسة الأقتصاد الحديث الذي وضع المرأة والرجل معا موضعا دنيئا وبرغم كل جهود الأنبياء والسياسيين والمثقفين فان التوصل إلى حلول عادلة وشاملة ما زال حتى اليوم حلما (يوتوبيا) خياليا مستحيلا فالطالما أن النظام الأبوي قائما طالما ان هنالك تميزا طبقيا وتمايزا ثقافيا ,وإن قضية المرأة الشرقية والرجل الشرقي هي قضية اقتصادي قائم على سلطة الأقوى الذي يهدف لأن يعيش اشخاص في جزر شبه معزولة عن باقي الطبقات الأجتماعية على فائض إنتاج المغلوب من الفقراء. وهذا النظام الاقتصادي الذي يخلق طبقتين إجتماعيتين ليس خاصاً بشعب معين بل أن كل شعوب العالم تعاني منه منذ بداية النظام الاقتصادي النقدي الذي يعتمد على فائض إنتاج المزارعين من منتجي السلع ,وهذا الفائض في الإنتاج الاقتصادي أدى لأن تعيش فآت اجتماعية في مدن شبه معزولة عن طبقة المنتجين الحقيقيين للسلع وإن سيطرة الطبقة العليا بتغلبها على الطبقة الأدنى , خلقت نظاما ثقافيا دينيا جديدا يعتمد على الحكمة والصبر وغنى النفس وأشاعته بين الناس مع فكرة اكثر قبولا وهي الجنة والآخرة والسعادة الحقيقية هي بالصبر على المكروهات لا بالتمتع بالمتع الحقيقية ,وبسبب إحساس الفقراء والمعدمين بالجوع والفاقة فإنهم رسموا بأخيلتهم (أحلام يقظة) مثل : العدل والحرية والمساواة بين فآت مجتمع يعتمدون على التمايز الطبقي, وبالتالي ظهر ملوك وحكام على خشبة المسرح ينادون بالعدل مثل (رعمسيس خليل العدل) الذي إمتزج مع صفـــات (إبرا العبري) او(عبرا العبري ) الذي سماه بني إسرائيل فيما بعد ب(خليل الرحمن) وهذه المزايا والفروقات شاعت في المواقع الزراعية المنتجة للسلع وفائض الإنتاج. * * * * * * * * أقدم مفهوم للثقافة العربية كثقافة نوعية مستقلة بذاتها أو أقدم جذور لها هي الثقافة (العبرية ) على إعتبار أن مصادر التوراة والقران واحدة ,وقد بدأت هذه الثقافة تتشكل من خلال مصدرين هامين وهما : البابلية القديمة والفرعونية , أما الأولى فقد ترسبت في أذهان العبريين من خلال الوحدة الجغرافية والقبلية على إعتبار أن العبريين هم من القبائل المهاجرة من بلاد الرافدين إذ هاجر (إبراهيم سنة 1900ق.م) مع قومه من (أور) ونقلوا معهم كل فنون الثقافة الرافدية, فالفضل في ديانة التوحيد يعود إلى ان العبرانيين الذين نقلوا صفات الألة (مردوك)(65) إلى يهوى ,من ثم نقلوا فكرة خلق العالم في ستة أيام مع العطلة السبتية التي نقلوها عن المرأة الحائظ التي تعفى في أيام الحيض من كافة الأعمال المنزلية والتي تحدثنا عنها في الصفحات الماضية, إذ إعتقد البابليون أن الآلهة عشتار تكتمل دورتها الشهرية في إكتمال الشهر القمري، لذا عطل البابليون مرة واحدة في أخر كل شهر قمري ثم في كل ربع من ارباع الشهر وأطلقوا على هذا اليوم إسم (إسباتوا)* ثم نقله العبرانيون إلى ديانتهم التوحيديه واسمو (إسباتو )وعرفه العرب بإسم (السبت) أو السبات بمعنى الراحة والنوم العميق,لذا فإن الثقافة العبرية هي مولودة النشأة في الشرق الأدنى ,وحصل مع الثقافة العبرية ما حصل مع كافة الثقافات التي تأثرت بسطوة الرجل على المرآة مع ظهور الاله (يهوى) الإله الذكر صاحب القوة الذكورية وهذا بسبب إنتشار الأنظمة الأقتصادية الحديثة التي تعتمد على (رأس المال ) الذي يوفر تجنيد الجيوش النظامية لحماية الممتلكات الرأس مالية ,وهذه الأنظمة ظهرت أولا في بلاد ما بين النهرين وبلاد النيل (مصر القديمة )لذلك إنتقلت هذه الشعوب من نظام ليس به مسيطر إلى نظام حب السيطرة والتملك , وأعظم حظارة قديمة تعاملت مع هذا النظام الأقتصادي كانت مصر القديمة. لذلك بدأت تظهر حركة الانزياح السكاني او كما يسميها بعض المؤرخين ب( حركة التسلل ) وهي حركة قبائل ( الهكسوس ) إلى الأرض المصرية ذات الاقتصاد القوي حوالي ( 1750ق.م) وهذه الحركة جاءت بعد الهجرة ( إبراهيم 1900ق.م) بمائتين عام تقريبا ، لذلك سمو أو اتصفت القبائل المها جره بصفة (العبرية ) وذلك لكثرة عبورهم من موقع الى موقع وقيل لعبور ابر أهيم الفرات وانهر أخرى(66) وهكذا ظلت حالهم إلي إن استقروا في ارض كنعان فكرهوا ان يقال لهم (عبريو) فاصبحوا يؤثرون ان تعرفهم الناس ب( بني إسرائيل ) لذلك فهم العبريون خلال فترة تنقلهم من موقع لموقع وكما جاء أيضا في رسائل تل العمارنة السالفة الذكر إذا يطلق عليهم لفظ (عبريوخبيرو) وأطلق عليهم لفظ (اليهود ) لعدة أسباب أهمها حين سقطت مملكة (يهودا ) على يد(بختنصر586ق.م)وساقهم سبايا الى مدينة (بابل ) فقيل لهم (اليهود) وللواحد منهم( يهودي )، وقيل سمو باليهود لتحركهم كثيرا عند قراءة التوراة ، وقيل نسبه لابن يعقوب الرابع يهوذى(67) وقيل سمو يهود لما تابوا عن عبادة العجل وجاء في لسان العرب تعريف :-الهود_ بالتوبة ) لقوله تعالى (وأكتب لنا في هذه الدنيا حسنه وفي الاخره أنا هدنا إليك )(68) والمهم والاهم ان العبريين هم اول من وضع أسس الثقافة الدينية وخلطوها بالتراث البابلي والمصري ونقلوا كافة العلوم الشرائعيه من هنا وهناك وهم الذين نقلوا الاهله ( إناث أو إناثا) المشتق منها اسم (الأنثى) وهي ابنة الإله(بعل الفينيقي) وإناثا هي الهة المحا صيل العذراء نقلها ( العبريون) الى مصر اثناء فترة التسلل الهكسوسي إلى مصر ولقبها ( قادش ) او( القديشه)(69) ويرى ( عباس محمود العقاد ) في كتابه ( ابليس ) ان كلمة القديس والقديسات كانتا تطلق عند البابليين والكنعانيين على الذكور والإناث الذين يمارسون ( البغاء المقدس) في هيكل الره (عشتروت) وقد ترجمت هذه الكلمات في العهد القديم بـالمابونين والزانيات وهي في الأصل من لفظ ( القد يش) ويقال ان الريه نفسها كافي خليله لكل لأرباب(70) والعبرانيون هم أول من أشاع قصة خروج آدم وحواء من الجنه وعمموا بذلك مفهوم الشيطان على كل الثقافات الشر قيه اذ اعتبروا ان الشيطان تمثل لادم في صورة الحية حين أغراه بأكل الثمره المحرمه لذلك انتثرت هذه الثقافه عند العرب اذ كان العرب يسمون الافعى الكبيرة والضخمه بالشيطان وهذا يفسر لنا قوله تعالى (طلعها كانه رءوس الشياطين )* وهذا كله بسبب تعميم بني اسرائيل لثقافتهم الجديده ، ولسبب ان بني اسرائيل امه كتابيه فقد عادوا العبادات والديانات الوضعيه واعتبروا ان ( بعل ومردوك) هما ديانه وضعيه من صنع البثر ولهذا السبب عمموا مفهوم عبادة لاله (يهوى) و(إيل) ووضعوا الشيطان بمقابل ذلك كموسوس ونقيض لافكارهم والدال على ذلك كلمة الشيطان إذ انها عبرية الاصل ومعناهـا ( الضد والعدو ) . وإحتقروا (بعل زبوب) ووصفوه أنه (رب الزبالة) لذلك عممت شعوب الشرق الأدنى صفة (زبال) على الإله بعل، وما زال هذا اللقب منتشرا حتى اليوم عند فلاحي الأردن وفلسطين وأنزلوا بعل من مرتبته العليا إلى مرتبة الزبالة و(الزبالة) التي تعني عند الفلاحين وسخ الماعز الذي (تزبل) به الأرض، وقالوا ايضا أن المزروعات البعلية –نسبة إلى بعل- تسقى بالأمطار مثل : (البندورة البعلية) وهذا كله بسبب تنافس الأقطاب بين الثقافتين المذكورتين ثقافة بعل وثقافة يهوى و(أيل) وإن نزول بعل وثقافة الإلهة عشتار فقد الصقوا صفات عشتار بالبهائم لذلك قالوا ومازالوا حتى اليوم يلصقون صفة (معشرة) بالأبقار والحيوانات، ومع كل هذا العداء فما زال حتى اليوم يوصف الرجل الزوج بـ(البعل) رغم إلصاقهم هذه الصفة بالذكر الفحل (البغل) وكان من شعارات بني إسرائيل حين ظهر المسيح : أن المسيح يشفي المرض بمساعدة الإله (بعل زبول) وذلك حتى ينفر منه أهل بيت المقدس وبيت لحم والناصرة(71) وبعل إله بابلي ومن اسمه ايضا أشتق اسم مدينة (بعبلك) اللبنانية وأول ما ظهر عند البابليين ظهر باسم (بل)(72) وكلمة (بل) تعني عند الكنعانين (السيد) أي (الزوج) وجمعها عندهم (بعليم) وهو نفسه (مردوك) الذي قضى على الالهه (تعامه) في معركة (الأينوما-إيليش) وهي ملحمة الخلق البابلي ولكن الثقافة العبرية انتقمت للآلهة تعامه وقضت على عبادة (بعل – بعليم) ولكنها في نفس الوقت لم ترجع عبادة الأم تعامه لتقيم ديانة زراعية تعتمد على المرأة الأم الأنثى التي تشترك مع الطبيعة في خصائصها ولكنها رجحت عبادة اله ذكر هو (يهوى) و(ايل) الذان يشتركان مع الثقافة والعلم في كل خصائصهما مثل : النظام الاقتصادي الحديث الذي يعتمد على الذهب والفضة وعلى حب السيطرة على كل شيء وعلى حب التملك للأرض والإنسان معا، لذلك أقام اليهود مملكتهم الجديدة على نهج مملكة مصر القديمة صاحبة فكرة اعتماد الذهب والفضة لتغطية كل السلع، لذلك فأنه من الخطأ الجازم أن نقول أن الدولة الفارسية هي التي قضت على الثقافة الرافدية والمصرية مع أنها ساعدت وقضت نهائيا على الوجود العسكري للدولة البابلية والمصرية، أما الانهزام الثقافي فقد فعله العبرانيون على يد ألههم يهوى وأيل، ويهوى أصلا اله غريب أحضره العبريون معهم من مصر ذهنيا أي انه لم يكن له شكل (ناسوتي) أي أنه ليس وثنا أو صنما ولكنه صفة جميلة ومحببة من صفات (اتون) ومعنى هذه الصفة (يهوى- واهب الحياة)(73) أو (الحياة) ولأن صفاته لاهوتية فقد عبده العبرانيون عبادة غيبية بخلاف العبادات المنتشرة في منطقة الشرق الأدنى، أما الإله (إيل)(74) فقد عرفه عرب الشمال بـ( إل إل إل إل) ويقول أكثر الباحثين أن أل (إل إل إل) عند العرب الشمال، هو حرف تعريف ويرى المختصين بذلك أن عرب الشمال والعبرانيين كان يعتبرون أن لفظ اسم الإله أعضم من أن يذكر على ألسنة البشر لذلك تحرجوا من ذكره وأشاروا إليه إشارة بـ(إل) التعريف وبعد ذلك أدغمدت اللآت في بعضها البعض وتحول اللفظ من (أل أل أل – إلى – أل الله) وهذا هو الجذر اللغوي لكلمة (الله) ويرى ابن (خالوية) في كتابه (اعراب ثلاثين سورة من القرآن) أن الأصل في كلمة (الله) هو (الإله) ويرى أن لفظ الإله أسبق من لفظ (الله) والشاهد على كلامه قول عبد الله بن رواحه: باسم الإله ويد بدينا ولو عبدنا غيره شقينا وحبذا رباً وحب دينا وقال معلقاً على هذا (حذفت الهمزة اختصارا وأدغمت اللام في اللام ولم تنون لدخول الألف واللام ونقل عن ابي علي النحوي ان الله من (تأله الخلق) اليه أي فقرهم وحاجتهم اليه، أي أنهم يتولهون به*، وكلام ابن خالوية يعزز النظريات الحديثة ولا يخالفها فلو أدرك ابن خالوية المكتشفات الحديثة لقال ايضا: أن أصل كلمة الاله هو اصل الاله الكنعاني (إل) ويقول الدكتــــــور > : (أن هنالك اسماً واحداً مشتركاً بين اسماء الألهه العرب يجب ان نذكره وهو (إل) أو (الإله) بمعنى (الله) -------------------------------------------------------------------------------- (1) ولديمار جانسون ، هو رست، تاريخ الفن، ترجمة عصام التل ورنده قاقيش ، شركة الكرمل للاعلان ط1-ص11 (2) فارب، بيتر بنو الانسان، مجلة عالم المعرفة ترجمة زهير الكرمي، عدد 67/1983 ص7+8 (3) فارب ،بيتر بنو الانسان – المرجع السابق – ص52 (4) فارب ، بيتر، بنو الانسان – المرجع السابق – ص47+48 (5) فارب، بيتر، بنو الانسان – المرجع السابق – ص46+47 (6) فارب ، بيتر، بنو الانسان – المرجع السابق – ص46+47 (7) الموسوعة الطبية هذا الانسان ج2-ط2 بهجة المعرفة ص24+25 موسوعة علمية مصورة . (8) الموسوعة الطبية هذا الانسان ص39- نفس المصدر (9) الباش، حسن، الميثولوجيا الكنعانية، والاغتصاب التوراتي دار الجيل دمشق 1988م، ط1، ص20+21 (10) داروين، تشارلز، اصل الانواع، ترجمة اسماعيل مظهر، مكتبة النهضة بيروت 1973، ص مقدمة المترجم * انسان النيندرتال، هو نسبة الى الكهف الذي عثر به على بقايا هيكلة العظمي. (11) راجع حول ذلك :- - فارب ، بيتر، بنو الانسان ، المرجع السابق ص89 - الموسوعه الطبية هذا الانسان ، المرجع السابق(12) ولديمار ، جانسون، هو رست، عصر الفن، ترجمة عصام التل ورنده قاقيش ج1 * شركة الكرمل للاعلان 1995 (13) داروين، تشارلز اصل الانواع –المرجع السابق- ص مقدمة المترجم (14) النوري، قيس، البطل في التراث –ط1 – 1988- هيئة كتابة التاريخ (15) الترماني، عبد السلام، الرق ماضية وحاضره، عالم المعرفة عدد 23. (16) فارب، بيتر، بنو الانسان، المصدر السابق، ص52 (17) ساكز، هاري – عظمة بابل – ترجمة عامر سليمان- ط2- 1979م ص26-27 - خياطة- محمد وحيد- فجر الحضارة في سومر- دار الحوار- سوريا اللاذقية ص1- هوك- ديانة بابل وأشور- العربي للطباعة والنشر – ط1- 1987 ص31 ترجمة نهاد خياطة - الأحمد – سامي سعيد- المعتقدات الدينية في العراق القديم – ط1- 1988- وزارة الثقافة العراقية ص9 (18) فارب – بيتر – المصدر السابق ص76. (19) السواح ، فراس، لغز عشتار، - الالوهه المؤنثة واصل الدين والاسطورة- دار الكندي للترجمة والنشر ط3- 1988. 20) الربيعو، تركي علي، العنف والمقدس والجنس، المركز الثقافي العربي- بيروت 1994- ص152 (21) تاريخ الحضارات العام، موسوعة في سبع مجلدات، باشراف موريس كوزية، الجزء الاول الشرق واليونان القديمة لـ أندرية ايمار- رجانين او بوابة، منشورات عويدات – بيروت – باريس – 1993م ص29 (22) تاريخ الحضارات، المرجع السابق 164- 165 (23) قمحاوي، وليد، تنظيم النسل دار العلم للملايين- بيروت- 1954 ص82-83 (24) الطعان –عبد الرضا- الفكر السياسي في العراق القديم- دار المهد ص30-32 (25) قمحاوي ، وليد، تنظيم النسل دار العلم للملايين، بيروت، 1954 ص13 (26) السواح، فراس، لغز عشتار، الالوهه المؤنثه واصل الدين والاسطورة – دار الكندي للترجمة والنشر ط3 (27) السواح، فراس، لغز عشتار – المصدر السابق (28) السواح، فراس، لغز عشتار – المصدر السابق (29) الباشا، حسن، الميثولوجيا الكنعانية، ص16-17-18 (30) مرعي، عيد، التاريخ القديم، مطبعة الاتحاد، دمشق 1991 ص16-17 (31) سوسة، احمد، حضارة وادي الرافدين- منشورات وزارة الثقافة، 1980- سلسلة دراسات عدد رقم (214) ص68 (32) السواح، فراس، لغز عشتار، المصدر السابق * راجع حول هذه الاية تفسير القران الكريم راجع حول ذلك المراجع السابقة * * صحيفة الرأي عدد 12572- الاثنين 2005 ميلادي عمان – الاردن (33) مرعي، عيد، التاريخ القديم مطبعة الاتحاد دمشق 1991 ص21 (34) فارب، بيتر، بنو الانسان، المرجع السابق ص52 (35) تاريخ الحضارة العام، موسوعة فرنسية، المصدر السابق ص159 (36) عبد الحكيم، شوقي، مدخل لدراسة الفلكلور والأساطير العربية دار ابن خلدون بيروت – ط1- 1978م ص44 (37) الطعان ، عبد الرضا ، المصدر السابق ص37 (38) الحوراني، يوسف، البنية الذهنية الحضارية في الشرق المتوسط الآسيوي القديم دار النهار بيروت 1978م ص26، اطروحة دكتوراه . (39) يوتانج، لين ، كيف يحيا الانسان، دار الكتاب العربي بيروت ط1، 1967، ص376 (40) النجار، منيرة، موسوعة احداث العالم المصورة منذ بدئ الحضارات الى اوائل 2003م، ط1 2003 م دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان (41) الربيعو، تركي، العنف والمقدس والجنس، المركز الثقافي بيروت 1994 ص152 (42) الطعان، عبد الرضا، المصدر السابق ص426-427 (43) كييرا، ادرارد، كتبوا على الطين ترجمة محمود امين دار المتنبي بغداد 1964 ص93 (44) فارب ، بيتر، بنو الانسان ترجمة زهير الكرمي، المصدر السابق ص76 (45) مرعي، عيد، التاريخ القديم، المرجع السابق (46) السواح، فراس، مغامرة العقل الاولى ط العاشرة – دار علاء الدينء دمشق ص161 (47) السواح، فراس مغامرة العقل الاولى، المصدر السابق ص57 (48) الربيعو ، تركي علي، المصدر السابق ص152 (49) القاضي، علي، وظيفة المرأة في المجتمع الانساني ص3 مؤسسة الشرق للعلاقات العامة للنشر والترجمة عمان- الاردن- 1984م ط1 (50) القاضي، علي، المصدر السابق، ص18 * يذكر علي القاضي فروقا عديدة وهي صحيحة من ناحية علمية ولكنها لا تستدعي الى اتخاذ موقف تحيزي ولسوف نناقشها فيما بعد. (51) مناع، ليلى ، المرأة في التاريخ العربي ص54 وزارة الثقافة دمشق 1975م ** هنالك قبائل في العالم ما زالت حتى اليوم المرأة فيها قوية عقلياً وجسمياً والرجل ناعم ولطيف وطري العضلات ، مثال ذلك (التبت) (52) فارب، بيتر، بنو الانسان المصدر السابق ص21 (53) الطعان، عبد الرضا، المصدر السابق ص426،427 (54) كيرا ادوارد، كتبوا على الطين، ترجمة محمود الامين دار المتنبي – بغداد 1964م ص93. * لا يوجد شعب اسمه الهكسوس، حسب رأي التوراة، ولكن نسبة هجرة القبائل من الأردن وأرص كنعان التي وصفت ب (Exodus) وحين نقلت الكلمة العربية أبدلت – E – بحرف الهاء ويقال ان المصريين إسموهم هكسوس، وتعني الأمراء البدو سنة (1788-1573 ق.م) (55) النجار، منيرة، موسوعة احداث العالم، المصدر السابق . (56) العلي، صالح احمد، تاريخ العرب القديم، والبعثة النبوية ص12، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت لبنان. (57) صحيفة الرأي، عدد 12572 الاثنين 2005م (58) احمد، مصطفى أبو ضيف ، تاريخ العرب ، ص16 ط3، 1986م دار المعارف (59) تويبني، آرنلد، تاريخ البشرية، الجزء الاول ترجمة نقولا زيادة ص 63 الاهلية للنشر والتوزيع بيروت 1981م (60) لونتبي، ارند، تاريخ البشرية، المصدر السابق ص115 * يجب التنويه الى تضارب الأرقام بين المؤرخين وانها تختلف من مصدر الى مصدر (61) القران الكريم (62) النجار، منيره موسوعه احداث العالم المصورة ص21 المصدر السابق * هنالك آراء تقول ان الفلسطنيين قدموا من جزر اليونان وايطاليا وكانوا يدعون : [فلست] أو [ابلاست] وجمعهم فلستينيون وابلاستيون ثم قلبت التاء طاء فصارت فلسطينيون . (63) الباش، حسن، الميثولوجيا الكنعانية والاغتصاب التوراتي المصدر السابق ص14 (64) دروزة ، محمد تاريخ بني اسرائيل ص31+32 المطبعة العصرية طبعة جديدة ، صيدا – بيروت 1969م * راجع حول هذا المفهوم كتاب جودت السعد، أوهام التاريخ اليهودي، الأهلية للنشر والتوزيع- عمان الاردن ط1- 1998م ويرى جودت السعد أن لفظ (خيرو) كان معروفاً سنة 207ق.م وكان يطلق على المحاربين في حيث (غرام سين) ص65-66 (65) سالم، عبد العزيز، تاريخ العرب في عصر الجاهلية ص475، دار النهضة بيروت 1971 * يقول البيروني، أن العرب تبدل بالحروف حين تنقل الكلام من لغة للغة ومن لهجة للهجة، حسب تقارب المخارج الصوتية مثل : الالف والعين والتاء والطاء. (66) الطنطاوي، محمد سيد، بنو اسرائيل ص4+5، الناشر المؤلف وجامعة البصرة بغداد 1968م (67) الطنطاوي، محمد سيد، بنو اسرائيل المصدر السابق 7+8 (68) القران الكريم (69) عبد الحكيم ، شوقي، مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية، ص49 دار ابن خلدون- بيروت- ط1- 1978م (70) العقاد، عباس محمود، ابليس، ص33 + 40، ط2- بيروت- دار الكتاب العربي 1969. * القرآن الكريم (71) العقاد، عباس محمود، ابليس، ص61-62 المصدر السابق (72) عبد الحكيم، شوقي، مدخل لدراسة الفولكلور ص32 المصدر السابق راجع ايضا : - موسوعة تاريخ الحضارات العالم ص167 موسوعة في سبع مجلدات باشراف موريس كروزية ج1- الشرق اليونان القديمة /أندريه ايمار وجانت او بواية- منشورات عويدات بيروت باريس 1993 (73) توينبي، ارنلد، تاريخ البشرية، ص115، ترجمة نقولا زيادة ، الأهلية للنشر والتوزيع . (74) الهدروسي، ساللم، الطقسية الاسطورية في عينية ابي ذؤيب الهذلي- مجلة ابحاث اليرموك مجلد 2 عدد 2/2004م ص291. * هو ابو عبد الله الحسين بن احمد المعروف بابن خالوية والمتوفي في سنة 370هـ، حققته دار التربية للطباعه والنشر عن كتاب العرب واليهود لأحمد سومه ص69
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |