مهداة إلى حفيدة أخي الشاعر رحيم الغالبي كي لا ينسى أطفالنا مستقبلآ جرائم البعث
...
في الأزمنة السالفة
ولد البعث
وقبل ولادته
لم يكن عفلق غير جنين يجتر اللحم
ويلعق الدم
في رحم أمه
كان البعث محض مقولات دموية
أحراز وطلاسم سادية
مجرد فكرة
فكرة مجمدة
قبل ولادة عزة الدوري
الذي إستنبط من قلب الثلج
محبة القائد الفذ
ما كانت ثمة ضرورة
في تلك الأزمنة الحقيرة
ولا حتى صيرورة
لولادة القائد الرمز
القائد الضرورة
كان ثمة فكرة
فكرة فقط
تشفط الديدان والظلام
تعلك ذاتها بذاتها
وقيحها بصديدها
تعوي حولها الكلاب
تعوي
عو ...عو...عو...عو
الفتح للعين وللواو التسكين
لزمن أكثر حقارة
عو ...عو...عو...عو
لزمن أحقر
زمن يقول لسابقه أنا منك أحقر
كلاب شرسة تعوي
شرسة جائعة للحم البشري
تنقلب على جلدها لكل زمن لعين
عو ... عو ...عو...عو
وع ...وع ... وع...وع
عووووووووووووع
الله أكبر!
أقطار معبأ بالجثث والمحن
هذا الوطن المسكين
عوع عوووع عوووووووووع
عواء ولصوص وسفلة
لكل زمن لعين
كان الظلام مجمدآ في سايلوات ظخمة
و هناك أرض شاسعة تحلم بمقابر تزينها
و عاطلون عن العمل في العالم الاخر
من شغيلة عزرائيل
وأكثر من غوبلز يدبج الكتب الفلسفية
عن مرحلة التطور اللارأسمالي لبلوغ المقبرة الكبرى
وقال قائل من الشياطين
في قلب رأس المال
في قلب الإمبريالية
واشنطن ، لندن ، باريس ، برلين
ليكن هناك
في وادي ميسوبوتيميا
رسول للخراب
سجون شاسعة ومجازر
لتكن هناك مشانق ، سياط
ماكنات لفرم اللحم والشحم والعظم
أجهزة ومعدات حديثة
للقصب والسلخ والقضم
وسمل العيون وقلع الأضافر
توربينات لضخ الرعب
في
عروق
وشرايين
وادي
ميسوبوتيميا
أحواض لحلحلة الجثث
أو تمليحها وتبهيرها
بالأبخرة الكيمياوية والبايلوجية وشيها
معاول، شفلات لحفر المقابر
مواخير عمومية ومنابر
للكلمة الجرباء الملمعة بالعفن
ليكن ...ليكن...ليكن
وكان ما كان
وولد البعث
ولد البعث وفرحت به العشائر
من إنس وشيطان وجان
طفل في فمه ملعقة اليانكي الذهبية
وبطاقم أسنان فولاذية
يجتث بها المجتث
حتى يضرط!
ينبق أو يعفق
بضرطته
أو يخبج أو يزعق!
حتى يشمط!
والبعث بدمنا يوغل منتشيآ
يكرع ، يشفط
بعث يستولد بعث
بعث يرث بعث
كلنتون... بوش... بوش... كلنتون
عفلق... قق قق... قق قق... عفلق!
الله أكبر!
وفي لحظة مولده
مبتسمآ يحيطه الأولاد
إستل خجره
واحتز كعكة الميلاد
فسال منها الدم
ساح
سال الدم...
ساح
سال...