كان العراق ولا يزال بلد الأزمات والمشاكل،وعانى العراقيون في العهد المقبور ما عانوا من المصاعب والويلات، ولكنهم تجاوزوا الصعوبات وظلوا أحياء رغم كيد الكائدين،وبعد انهيار النظام ألصدامي تفاقمت الأزمات وتعددت أوجهها،حتى ناء بها المواطن،وأنسته ما حدث من تغيير رغم أهميته،ولم نجد في الحكومات المتعاقبة ما ينبيء عن قدرتها على حسم المشاكل وإيجاد الحلول الناجعة لها،وأصبح العراق غارقا في فوضى من الأزمات والمشاكل لا يعلم مداها ألا الله،فالمشتقات النفطية،والبطاقة التموينية،والكهرباء والخدمات،وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية،أصبحت من الكماليات التي يجب أن لا يفكر فيها المواطن البسيط،وعلينا شد الأحزمة والصبر،فالفرج قريب كما يقول أكثر المسؤولين،ولا ندري من أين يأتي الفرج؟هل يأتي من الوزارات الغارقة في الفساد المالي والإداري حتى أذنيها؟ ولم يلوح في الأفق ما يشير إلى وجود جدية في التعامل معه؟ أم يأتي من أنصاف المتعلمين الذين هيمنوا على المفاصل الحيوية للدولة العراقية الجديدة؟وترك المتخصصون عرضة للقتل والاختطاف والتهميش والإقصاء، وهل يظن القوامون على الأمور بأن معجزة من السماء ستنقذ الناس؟ أن عصر المعجزات قد ولى،وهذا عصر العمل المستند إلى الدراسة العلمية،والتخطيط المنهجي،لا التخبط والعشوائية في معالجات آنية تزيد من تفاقم المشاكل وتعقيداتها.

قد يتصور القاريء الكريم أني بصدد طرح مشكلة يتطلب حلها جلسات مكثفة لمجلس الوزراء،أو دوائر التخطيط والدراسات،ولكنها مشكلة لا تستحق أن يزعج المسؤولون أنفسهم في النظر إليها ،لأنها لا تعنيهم من قريب أو بعيد، فهم بمنأى عما يترتب عليها من أضرار ينوء لها كاهل المواطن البسيط، أن هذه المشكلة سادتي الكرام،هي الغلاء وتصاعد الأسعار بشكل جنوني ،والذي أثر بشكل كبير على ذوي الدخل المحدود،وأعادهم إلى الوراء،بعد أن لاح في الأفق ما يشير إلى أنهم قد تخطوا حاجز الفقر،وتسلقوا أول السلالم في الرقي إلى مستوى الإنسان.

لقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية عشرات المرات أن لم أقل المئات،وأصبح الموظف والعامل وغيره من ذوي الدخول الواطئة،لا يستطيع مواجهة هذا الغول الخارق،والديناصور العجيب،الذي أكتسح كل ما أمامه وأحاله إلى عصف مأكول،ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى معالجة لهذه المشكلة وحلها في القريب العاجل،فالإرهاب شماعة كبيرة تتحمل كافة الإخفاقات التي نعاني منها،والرأي العام في العراق رغم الحريات الممنوحة له في الدستور،لا يستطيع التعامل مع هذه الإخفاقات بالطرق المألوفة،لأن السلطات المحلية حرمت التظاهر ،ومنعت الإضراب، وألغت الاعتصام،وليس لمن له حق الاعتراض ألا الهمهمات أمام زملاءه أو عائلته،أو مواجهة الأوضاع بالتذمر الصامت الذي لا يغني عن جوع،في ظل انعدام القوى الواعية القادرة على التغيير والتحريك لتنامي ،الفكر الهامشي وهيمنته على مختلف المجالات.

أن الحكومة الحالية مسئولة أمام الله والوطن ،وأمام الجماهير التي انتخبتها وأوصلتها إلى سدة الحكم،وعليها أيجاد الحلول الناجعة للمشاكل والأزمات التي تعاني منها وإذا كانت عاجزة ،عليها ترك الساحة لكتل أخرى قادرة على الإدارة،أو تشكيل حكومة تكنوقراط تأخذ على عاتقها إنقاذ البلاد بعيدا عن الو لآت الحزبية،والمحاصصة الطائفية التي أوصلت العراق إلى حافة الحرب الأهلية،وألا كيف نتصور أن سعر الباذنجان قد أصبح2500 دينار والطماطم الفي دينار والأعناب 1250دينار والبصل 1000 والموز المستورد عبر القارات 750 دينار والماش العراقي 4000دينار والعدس المستورد750دينار وتطول القائمة:

وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

وعندما تتسائل لماذا نستورد من خارج القطر الفواكه والخضر والملابس والسيارات والطائرات والأسلحة التي نتقاتل بها،هل يفتقر العراق الى الأيدي العاملة،أم لا تتوفر فيه المياه،أو لا توجد فيه الأراضي الصالحة للزراعة أو الى آخر القائمة وتأتيك الأجوبة من كل حدب وصوب وكل يلقي بالتهم ويحمل المسئولية الآخرين فالفلاح يتحجج بغلاء البذور والسماد والكراب والصخام واللطام،وأن وزارة الزراعة لا تقدم الدعم للمزارعين والمحللين السترتيجيين يقولون أن الفلاح العراقي قد ارسل بابنائه للعمل في الجيش والشرطة،ويستلمون رواتب مغرية،فتحول الفلاح من منتج الى مستهلك ويحتاج الى القيادة الستالينية التي تجعله يعمل في أرضه بدلا من الزواج من أربعة،أو شراء بندقية ليقتل هذا أو ذاك ويدفع الدية،وكل يبرر بما يوافق هواه،أما رفيقي وصديقي وحبيبي (سوادي الناطورالعراقي) الأمين لمصالح الشعب،والذي لو قيض له استلام المسؤولية لعالجها بحكمته ونزاهته وخبراته المكتسبة في حماية الناس عندما كان حارسا للمواطن أيام زمان،فقال لي وقد قدح الشرر من عينيه الدامعتين:

(تريد الصدگ،لو ضاله عليه ما أفك حلكي بحچايه لو شما يصير،ولو أرد عله خبز "الطابگ"،لني خايف من الشماتة....شماتة العدو اللي عينه تلصلص علينه وتترصد أخطاءنه وزلاتنه،حتى يگولون شوف العراگيين ما يرهم وياهم العيني وآغاتي وما يجيبهم للطريق غير العين ألحمره،لكن يا أخوان شويه أنصاف وأكلوا من جدامكم،تره وصلت حدها،وبعد ما ينسكت عليها،....ولكم البيذنجان الأسود اللي يسموه "وحش الطاوة"من كثر ما ملته الوادم،الچان سعره عشر دنانير يصير بألف وربع،لو نصرفهن حديد چا صارن أثگل من البيذنجان،.....والبصيل الجايف أبو ريحة الغبرة يصير بألف وأغله من الشكر،ولكم صاير ه دايره عگب ما چنه ننطيه علف للحلال صار حسره علينه،باچر شتگولون لربكم،سيبتوا الأمور وسويتوها هوسه وما"ينعرف رجلها من حماها"وعفتوا أهل الفهم...وجبتوا الغمان اللي ما نجحوا بالابتدائية،وطول عمرهم ما يعرفون التيه من البيه،وتردوهم يوصلون السفينة البر الأمان،أحسبوها زين...وحطوا الرجل المناسب بالمكان المناسب،وآنه عمكم سوادي درست بالأمية وهسه أقره أكبر كتاب،وأهل الشهادات الجدد ما يعرفون يكتبون أسمهم...ونتراهن.......،وأرد أشاوركم حتى محد يسمع، تره هاي الشهايد ألعدهم من سوگ مريدي....وعمر مريدي ما بناله بيت.....ذاكه هوه گاعد بالأجار!!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com