كلشان علي

agilshan@yahoo.com

 كركوك محافظة عراقية ذات تركيبة سكانية متنوعة أبرز مكوناتها التركمان والأكراد والعرب فضلا عن مكونات أخرى فهي باقة ورد كما يقول بعض السياسيين اليوم (لو صدقوا...)، غير أن المحافظة أصبحت بسبب ثرواتها وموقعها محل أطماع بعض المكونات العراقية!!.

وقالوا أن مشكلة كركوك ستحل بعد انتخابات 2005 وقد جاءت الانتخابات وذهبت الانتخابات وجاءت حكومة وذهبت حكومة وعشرات الجلسات من المفاوضات وكركوك بلا حل.فما هي أسباب التأخير في حسم قضية كركوك؟ ولماذا لا يتم تجاوزها إن كانت واضحة؟.

قبل الإجابة أود أن أوضح أن المشاكل في المحافظة ذات جذور تمتد إلى عشرات السنين حيث تعرضت المدينة إلى حملات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية حيث سعت الحملات السابقة إلى تغليب العنصر العربي، وتسعى الحملة الحالية إلى تغليب العنصر الكردي وكل ذلك خاضع لأسباب سياسية وطائفية واقتصادية.

ولم يعول التركمان على سقوط النظام وبدء مرحلة جديدة بسبب معرفتهم بما كان يدور من اتصالات وتنسيق بين الأكراد والأحزاب الشيعية من جهة والامريكان من جهة أخرى غير أنهم تأملوا بعض الخير بعد أن أصبحت مصطلحات الديمقراطية والحرية والعدالة ذات صدى واسع في قاموس المرحلة الجديدة.

وباختصار فإن الحكومات المتعاقبة على العراق بعد الاحتلال جميعها لم تقدم شيئا ذا قيمة إلى تركمان العراق حيث لم يشعر هذا المكون بأنه مكون هام وأساسي في التركيبة السكانية للعراق، بل شعر دوما بأنه مهمش ومضيع الحقوق وقد ذهب ضحية السياسات الخاطئة واللامنصفة لتلك الحكومات عدد من الرجال الذين تصدوا لحل المشكلة التركمانية بشكل خاص ومشاكل محافظة كركوك بشكل عام.

إن غلبة الأطماع ولغة المصلحة على الأحزاب الكردية والشيعية في الحكومة – وأقولها بصراحة والواقع يشهد- هي التي تسببت بنشوء تلك المشاكل العالقة.

ومع ان التركمان دخلوا في العملية السياسية وساهموا في بناء العراق الجديد الا أن هناك غصة مما مضى حيث أن العجب العجاب هو أن التزوير في الانتخابات الماضية كان تزويرا واضحا لا غبار عليه فإن لم يكن على المنظمات المحلية اعتماد فأين المنظمات العالمية الخاصة بحقوق الانسان أم أن التركمان العراقيين لا يقعون ضمن اختصاص المنظمات الإنسانية؟.

إنني أعرف أن هناك حراكا سياسيا نحو المصالحة الوطنية الا أننا ولحد الآن لم نكن جزءا من أهداف هذا الحراك لا إعلاميا ولا خلف الأبواب المغلقة – على حد علمي- وبقي على الشرفاء من الساسة التحرك السريع باتجاه هذه المحافظة التي تعاني مشاكل جمة ذات انعكاسات جوهرية على الساحة السياسية والاقتصادية والامنية وحتى الاجتماعية في العراق وعدم حلها يعني ترك جزء كبير من مشاكل العراق دون حل. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com