|
بعد أكثر من عشرين عاما أصبح الملف النووي الإيراني الذي كان في بداياته مشروعا سريا مشروعا علنيا اثأر العديد من المشكلات الدولية والإقليمية والداخلية وصارت الحرب علنية والجبهات مفتوحة بين النظام المللي والمجتمع الدولي لاسيما بعد إصرار هذا النظام على الاستمرار في تطوير مشروعه ورفضه لحزمة الإغراءات الدولية التي قدمت من المجتمع الدولي إلى هذا النظام من اجل التخلي عن برامجه تلك. لم يلتفت المجتمع الدولي في العقود الأخيرة من القرن الماضي إلى المشروع النووي الإيراني والذي بدا التفكير به مع استلام الملالي للسلطة في إيران وانيطت المهمة منذ البداية بالحرس الإيراني باعتباره الجهة التنفيذية والقريبة من الولي الفقيه والقادرة على تنفيذ المشاريع الإستراتيجية المتعلقة باستمرار وقوة الدولة وهو القادر على قمع كل الأصوات التي قد تعارض هذه التوجهات وجرى العمل عليه بشكل سري وامتاز بالكتمان العالي ولم تنفع سياسية الاحتواء المزدوج التي تبنتها الولايات المتحدة في التعامل مع العراق وإيران والتي أدت إلى شل البرنامج النووي العراقي في بداية الحرب الإيرانية العراقية عن طريق الطيران الإسرائيلي الذي قام بقصف مفاعل تموز العراقي. فقد نجحت سياسة الإخفاء والتضليل التي يعتمدها نظام الملالي في طهران في استمرار العمل بهذا المشروع السري حتى تمكنت المقاومة الإيرانية من كشفه وكشف الأهداف الكامنة وراء مساعي النظام لامتلاك السلاح النووي وهي أهداف سياسية للهيمنة على المنطقة بشكل عام وإرهاب أنظمتها وشعوبها للخضوع إلى سياسة هذا النظام الظلامية وذلك عن طريق إثارة المشاكل في تلك البلدان أو التدخل في شؤونها أو من خلال دعم منظمات إرهابية متطرفة في تلك البلدان التي يراد التدخل فيها. بعد كشف هذا البرنامج وما أثير من حوله من تحليلات ومداخلات وصدرت قرارات دولية لتقييد هذا الملف انقسمت تحليلات ومناقشات المثقفين العرب حول هذا الملف فهناك فريق من المثقفين العرب يؤيد امتلاك إيران للسلاح النووي وان تكون دولة نووية وتصبح قوى عظمى وفريق آخر يعارض تماما هذه الفكرة والأطروحات لأنه يخشى سوء استخدام هذا السلاح الخطير. لابد من القول هنا للطرف المؤيد لامتلاك إيران للسلاح النووي أنهم على خطا كبير في هذا التصور وهم يذهبون بعيدا في تصديق الخطاب الإيراني المضلل وتصديقهم للتضليل الذي يبثه الملالي عبر أجهزة الدعاية الإيرانية على إن هذا المشروع هو للإغراض السلمية ولتوفير الطاقة فإذا نظر هذا الفريق إلى ماحوله من إحداث تجري في العراق ولبنان وفلسطين والقرن الإفريقي والى أطروحات وعنتريات الحرسي نجاد التي تكشف النوايا القائمة للهيمنة على تلك المناطق وتوفير الغطاء النووي هو العنصر الساند والداعم للهيمنة وإرهاب تلك الدول الضعيفة لتدور في فلك النظام ألمللي المتطرف من هذه الزاوية تكمن خطورة التوجهات النووية للنظام الإيراني والتي لابد من الوقوف بوجهها والحد من طموحاتها بغية الحد من خطورتها على المنطقة إذ إن هذه المنطقة غير مستعدة لتحمل مخاطر وويلات حروب جديدة لا تغني ولا تسمن وإنما تفقر هذه المنطقة من خيراتها وثرواتها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |