|
صارت قضية طرد السفير الإيراني في بغداد مطلباً وطنياً ملحاً وذلك لكثرة تدخلاته في الشأن العراقي وهذا ليس بالأمر الجديد على ساسة العراق الجدد والذين يرمون إلى تطبيق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين ولكن هذه الدعوات دائما ما تلاقي إذاناً صماء لا تستجيب لهذه الدعوات أو الصرخات العراقية العالية التي يسمعها القاصي والداني إما عدم سماع الحكومة لهذه الصرخات فان لذلك أسباب معروفة. تدخلات السفارة الإيرانية ومنذ بداية الغزو الأمريكي للعراق أدت إلى نتائج ايجابية بالنسبة لنظام الملالي في طهران وأدت إلى تمكن عملائها في الداخل من السيطرة على مصادر القرار والتمكن من إدارة السلطة السياسية التنفيذية والتشريعية والقضائية وهو أمر لم تكن تحلم به إيران منذ قرون بعيدة فقد صار العراق بفضل الغزو الأمريكي وتواجد عملائها ساحة مفتوحة للنظام الإيراني من خلال عناصر الحرس واطلاعات يلعب فيها هذا النظام على هواه وفي الوقت الذي يشاء. فقد تمكن هذا النظام من التدخل في أول انتخابات جرت مطلع عام 2005 وتمكن من خلال المال السياسي المبذول في هذه الانتخابات واستغلال المرجعية الدينية وتجير صوتها لصالح قائمة معينة بحد ذاتها هي قائمة الائتلاف أو الشمعة أو 555 إن تحقق تقدماً مشكوكاً بنزاهته الانتخابية حتى من قبل الإطراف التي شاركت في العملية الانتخابية الأولى وأفرزت تلك الممارسات واقعاً سياسياً خاطئاً ومنقوصاً وادى إلى تشتت الواقع السياسي واضطرابه من خلال انفراد مكون على حساب مكونات أخرى وراح يخطط ويرسم الواقع السياسي على هواه وهو ما يتناغم مع هوى الملالي في طهران وهو الامر الذي انتبهت له الإدارة الأمريكية مؤخراً وأرادت معالجته بعدة إشكال وطرق بالاتفاق مع شخصيات ومكونات رافضة للهيمنة والاحتلال الإيراني للعراق لكن هذه الانتباهة جاءت متأخرة بعض الشئ وذلك لتمكن الأجنحة الموالية لنظام الملالي من السيطرة والتمدد والانتشار وخلق قاعدة شعبية تحت مسميات عديدة وراحت تفصل القرارات السياسية حسب ما يتناسب وطموحاتها وتوجهاتها حتى أنها صارت قوة على الأرض وهي لا تتردد في مواجهة القوات الأمريكية في العراق لصالح النظام الإيراني وذلك لوجود مصالح مشتركة بين الطرفين لاسيما وان هذه المصالح تم تقويتها وتغذيتها بعد إن جرب نفر من الساسة حلاوة السلطة والنفوذ والجاه الذي لم يكن يحلم به في يوم من الأيام. إن إدراك بعض الساسة العراقيين لخطورة دور السفير الإيراني في العراق وهو من القيادات الحرسية في النظام الإيراني لم يأتي من فراغ وإنما لأنهم ذاقوا مرارة هذه التدخلات وأدركوا انه يمسك بكل الخيوط التي تدير المؤسسة السياسية العراقية والا بأي حق يتدخل ويقترح الشكل الانتخابي الذي يجب إن تكون عليه الانتخابات المقبلة وماذا تخطط السفارة الإيرانية في بغداد لهذه الانتخابات وما النتائج التي ترمي إلى تحقيقها من وراء هذه الانتخابات وعلى ماذا تراهن هذه الأسئلة وأخرى غيرها لابد إن يجيب عليها الساسة والحكومة حتى يكون المواطن على بينة من الأمور إذا كانوا حقا يؤمنون بالشفافية الحقيقة وليست شفافية التصريح الصحفي ونفيه بعد دقائق كما دأب البعض ممن مارسوا هواية التصريحات الصحفية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |