ماينتظره البصريون من الحكومة

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

بعد طول انتظار وصبر وجلد لايتحمله الآخرون أستبشر أهل البصرة ، المظلومون طوال عقود متتالية، خيرا كثيرا حين قدمت القوات الأمنية العراقية وعلى راسها السيد رئيس الوزراء المالكي نفسه وبمعيته رجال شجعان مجربون. وحين أبت القيادة العراقية التراجع أمام القوى الغاشمة من رجال عصابات قتلة ومافيات تهريب وقتل وأختطاف وأستهداف للكفاءات الوطنية كانت النتائج رائعة، فالأبتسامة عادت الى الى شفاه البصريين الذابلة بعد أن عاث العديد من المنتسبين الى التيارات الدينية (المتنفذة سابقا!!) الفساد في الأرض وأشاعوا الخراب والدمار في هذه المدينة المشهورة بهدوئها وطيبة أهلها وسمو أخلاقهم.

اليوم أنكشفت الأوراق تماما وأميط اللثام عن المستور الذي ظل جاثما لسنين طوال: فهاهي الأحزاب التي حملت لفظ الجلالة (الله) تكشف عن نوازعها ومخططاتها ليدرك من كان يشك في السابق أنها بالفعل لاتعدو أكثر من كونها عصابات متنافرة تجمعت من أجل هدف واحد ألا وهو تنفيذ المخططات الأجرامية لدول الجوار العراقي المجرمة بحق العراقيين. كما أن الهزيمة المنكرة لحاملي الأسلحة أعادت المدينة الخالدة الى الأيام التي عرفت بها سابقا ليشعر الأنسان البصري أنه مرة أخرى وبعد عقود من السنين ، في أعقاب سقوط الصنم الصدامي البغيض وأنكفاء قوى الظلام التي تسلطت على الرقاب بعد عام  2003 ، أصبح ذلك المخلوق المحب للخير والثقافة والفن والمتطلع الى مستقبل زاهر.

وفي أطار مستوى الواقع الفعلي المتدهور لمدينة البصرة فأن المواطنين البصريين يطالبون الحكومة المركزية ببذل المزيد من الجهود الخاصة والمتواصلة لأنقاذهم من الأهمال والتدمير المتعمد الذي شهدته المدينة الهامة في الفترة الماضية. ولابد من كلمة حق صريحة هنا ، فقد عانى الناس الأمرّين في فترة تولي مجلس محافظة البصرة الحالي أمور المدينة بسبب ضعف أعضاءه وأنصراف العديد منهم الى شؤونهم الخاصة وجمع الأموال بالطرق المعروفة وترك الأمور العامة سائبة دون أهتمام يذكر ، هذا فضلا عن الفساد الأداري والمالي الرهيب الذي أستشرى في الدوائر الرئيسية في المحافظة من حيث أنغماس المسؤولين الكبار في لعبة الفساد (التنسيق بشأن المشاريع الشكلية المنفذة والأيفادات غير العادلة أبدا).

مطلوب من الحكومة المركزية وعلى رأسها دولة السيد رئيس الوزراء المالكي تولي أمور البصرة للفترة القادمة لتعويض الظلم الكبير الذي لحق بالمدينة وأهلها والعمل على متابعة المجرمين  والفاسدين مهما كان شأنهم ودفع عملية البناء والأعمار بقوة الى أمام وأيجاد الفرص المناسبة للعاطلين. لكن الأهم من كل ذلك أعادة الطابع الثقافي لهذه المدينة المعطاء . وهنا نعيد الى الأذهان ماسبق أن طرحناه سابقا من ضرورة تشييد مجمع ثقافي ضخم في وسط المدينة وعلى ضفاف شط العرب الخالد يضم قاعات متخصصة وغرف أستقبال وقاعات عرض متطورة مزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية لتنشيط الحراك الثقافي في المدينة بعد التلكؤ الذي طالها طوال السنوات الخمس العجاف الماضية.

أن الأهتمام الأستثنائي بالبصرة سوف يجعل منها منارة مشعة مرة أخرى وقبلة لأهل الخليج وغيرهم ومشتى جميل لأهل البلاد. والمدينة فضلا عن ذلك تحتاج الى لمسات محافظ مثقف معماري صاحب ذائقة مرهفة للأخذ بالمدينة الى آفاق السياحة الرحبة حيث العشرات من الأنهار الجميلة وملايين النخيل الباسقة وأمتداد شط العرب الأسطوري عبر الفيافي والخضرة النضرة وحيث الأهوار الجميلة الممتدة بأسترخاء عجيب على مئات الكيلومترات.

فهل من ألتفاتة نورانية أخرى تعقب (صولة الفرسان) الرائعة في مدينة البصرة ، مدينة الخير الوفير والجمال الآخاذ والناس الطيبين؟!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com