|
هذا العنوان ليس بالشئ الجديد فكثيرا ما يتردد في مقالات الكتاب العرب في الكتابة عن السياسية الأمريكية وطريقة تعاملها مع القضايا العربية والتي دائما ما تنظر لها بمعايير مزدوجة تثير الشكوك والقلق لدى الحكومات والشعوب في إن واحد بحيث يمكن للنص إن يقرا بعدة قراءات من قبل الآخر في حين لدى المشرع الأمريكي قراءة واحدة في ذهنه. لكني هنا لا اتعرض إلى قضية عربية وإنما إلى قضية أخرى نظرت ولازالت تنظر فيها الإدارة الأمريكية نفس النظرة للحاكم والمقاوم لسياسات الحاكم الظلامية والتي بنيت قراراتها في السنتين الأخيرتين من القرن الماضي الى ترضيات لنظام الملالي في طهران من اجل الحصول على بعض المكاسب السياسية أو الاقتصادية إلا إن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون فرضت وضع منظمة مجاهدي خلق في قائمة وزارة الخارجية للمنظمات المحظورة وهي ترضية شخصية من كلينتون إلى خاتمي في ذلك الوقت. وساعدت إيران الولايات المتحدة الأمريكية في احتلال العراق وهذا أمر ليس بخاف للمتابع للشأن وأعلن رسميا على لسان أكثر من مسئول في النظام الإيراني وكانت هذه المساعدة بغية اقتسام الكعكة العراقية ولكن شهر العسل الأمريكي الإيراني لم يدم طويلاً إذ سرعان ما تأزمت الأمور بينهما بعد ازداد النفوذ الإيراني في العراق وتمكنه من السيطرة على سلطة القرار وشكل مصدر قلق وتهديد لسلامة الجيش الأمريكي في العراق وازدياد قوة ونفوذ ونشاط الحرس الإيراني وتمادي نظام الملالي في أحلامه النووي وتقدم المقاومة الإيرانية خطوات كبيرة في تحقيق انتصاراتها السياسية على الجبهة الدولية الخارجية والجبهة الشعبية الداخلية أصدرت الإدارة الأمريكية قرارها الصحيح في اعتبار الحرس الإيراني منظمة إرهابية وتجميد أرصدة هذه المنظمة التي تمسك بالمشروع النووي والتدخل في شؤون المنطقة بشكل مباشر. هنا كان لابد إن تقف الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي وقفة جادة إمام تصنيفات وزارة الخارجية للمنظمات أو الأشخاص المحظورة نشاطاتهم ومعالجة وحذف وتحديث القائمة حسب المستجدات الدولية لا يتساوى الظالم والمظلوم في قائمة الخارجية الأمريكية هذه والتي شعر مؤخراً الكونغرس الأمريكي بالخجل حين وجد إن نيلسون مانديلا لازال اسمه محفورا في هذه القائمة التي لابد إن يعاد النظر بها وان لا تكون عصا موسى كما يقال وان تعيد الخارجية الأمريكية قرارها بشان مجاهدي خلق وتسارع إلى رفع الاسم من القائمة بعد إن قال القضاء الأوربي كلمة الفصل في هذا الموضوع.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |