التائه والتوّاب والبعثي المرتد
محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl
هوليود لا تتحسس من خطايا السياسة الأميركية، فهي من باب أولى أن تفيد المشاهد بعرضها خطايا ماضي هذه السياسة التي إقترفتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على البيت الأبيض الأميركي في واشنطن قطب عالم اليوم الأوحد، كما تستفيد(هوليود) من خطايا وبلايا هذا العالم الذي حولته تقنية الإتصالات الى قرية تصغر بإضطراد طردي مع تواتر سرعة تطور العلم والعولمة وإعلان وزير التعليم العراقي د . خضير الخزاعي لصحيفة"الشرق الأوسط" السعودية اللندنية، بعددها الصادر في 23 نيسان 2008م، بأن ثلث العراقيين البالغين الآن لا يجيدون القراءة، في آن معا!. في عراق ليالي هرير هزيع الربع الأخير من القرن الماضي، كان لانظام عبث البعث الهدمي العدمي المسخ، يوحي لمن أطلق عليهم بعد فراره في ذكرى مولده نيسان 2003م((بالمرتدين))، بأن لا يكونوا تائهين مثلهم مثل العراقيين الذين لم ينتموا لتنظيمه الإجرامي(من لم يهتد للبعث فهو ضال تأمل!)، ليلبسهم جميعا لبوس جرم عصابة صدام المدان عالميا، والذي كان يصف في قول نافل له، بأن العراقيين جميعا "بعثيين"(كذا!) وإن لم ينتم الطفيليون الذين تخلص البعث الرث المترهل من عددهم الغث!، وبات اليوم رشيقا صحيحا صحيا معافى لا يرتبط به أي (أ)جرب من عامة العرب. لقد تبخر البعث الغث ليسمن المسخ The Metamorphoses الذي ولد من مخاض أقسى الشهور نيسان 2003م، ومن فلول((التوابين))،أب آيب في مغيب العمر المتشح باللبس، بعد أن شب على حرائق فارسه الفار في فجر السمسار والتاجر الفاجر، تاب وآب في زمن تفجير تفكير التكفير،
فتغول وتهول، تماما بهذا التصوير البهيمي Animalimagery؛ حزب ذات أربع وأربعين Centipede، حزب صرصور Cockroach، حزب خنفساء الروث Duug-beede، حزب حشرة Metaphoric، حزب طفيل ييستحثه ويستثيره الدم نسميه في العراق بقة فراش Bed bug، مع عدم الإعتذار لغريغور بطل رواية النمساوي Frans Kafka (صفـ 384ـحة)، لأن براءة الإختراع غير مسجلة بإسمه!، ولا لفيلم هوليود "التائه" الذي سبر غور النفس الآدمية عبر التعبير عن تبكيت الضمير في"صحوة" البطل الموحية بصحوات الموات في عراق اليوم وقد اعتمد الممثل الذي عاش في هوليود واشتهر بمشاركته في عدة أفلام أميركية، "بيتر لوره" في تقنية الإخراج المتقنة لعبقرية المخرج الألماني"فريتز لانج"، على خبرته السابقة في فيلم"M – مدينة تبحث عن قاتل"، الذي قام ببطولته مطلع ثلاثينات القرن الماضي، السبب الرئيس في شهرته. ذاك الفيلم الذي حمل تفاصيل حياة شخص حمل الشعور بالذنب، وإن لم ينتم للنظام النازي. التائه.
الفيلم الوحيد الذي أخرجه"لوره" عام 1951م، كأحد الأمثلة القليلة المتميزة على صدق جلد الذات السادية بمازوخية. أخذ فيه دور عالم الأحياء(دكتور كارل روته). يبدأ الفيلم بعد الحرب العالمية الثانية، في أحد معسكرات اللاجئين، حيث يتقابل دكتور روته مع غريمه، وزميله القديم، هوش عالم الأحياء . كان دكتور كارل روته يقوم بأبحاث علمية هامة لحساب النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، بيد أنه فوجئ ذات يوم بخطيبته تعطي أسرار أبحاثه لأقرب زملائه. عندها قتل خطيبته الخائنة!، كما اكتشفت وزارة العدل الأميركية خيانة المواطن الأميركي الذي يعمل في قاعدة مدينة دوفر بولاية"جرسي" الجديدة، ويدعى"بن عمي كديش"(في العبرية أسماء من قبيل إسم"رعنان" أيضا)سلم السفارة الإسرائيلية معلومات سرية، عندما أفلح في ولوج منشآت عسكرية أميركية، إلا أن النازيين علقوا هذي النازلة، كما جمد النظام العراقي البرجماتي(بحكم إضطرار غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه)، لنصف عقد من الزمن الردىء، مذكرة إعتقال(الفتى مقتدى)، قاتل نجل مرجع راحل(السيد الخوئي)، تعاون مع السيد الأعلى الأميركي، ليستكمل العلامة اليائس(دكتور روته) الأبحاث التي بدأها، متمنيا أن يعاقب على جرمه، إذ لم يتحمل ذكرياته التي قضت مضجعه لسنوات، فلجأ كما يفعل الإنتحاريون، أو على رأي(الولي الفقيه)"الخميني" الراحل، في نهاية المطاف الى كأس الانتحار!.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب