|
ساهر عريبي صرح السيد سامي العسكري عضو مجلس النواب المنتخب بأمر المرجعية , بان المملكة العربية السعودية تمول الأرهاب في العراق, ويتزامن هذا التصريح مع إنتهاء مؤتمر جوار العراق والذي عقد في العاصمة الكويتية ولم تغب عنه المملكة العربية السعودية التي شاركت فيه وبكل فاعلية. وبما أن السيد العسكري هو الناطق غير المعلن بإسم رئيس الوزراء والمخول بقول ما لا يجرؤ رئيس الوزراء على قوله لأعتبارات دبلوماسية , فإن هذه التصريحات تعبر عن نظرة رئيس الوزراء العراقي الغير متوازنة والضبابية للمملكة العربية السعودية. فرئيس الوزراء لم يستطع ولهذه اللحظة التفريق بين سياسة الحكومة السعودية وبين نشاط بعض الجماعات الدينية السعودية التي تمول الأرهاب الدولي بشكل أو بأخر , إذ لايمكن سحب موقف هذه الجماعات وإسقاطه على موقف الحكومة السعودية. فالمملكة العربية السعودية وكما يعلم القاصي والداني هي ضحية من ضحايا الأرهاب ولقد كانت المنشأت والمؤسسات السعودية هدفا لهجمات الجماعات الأرهابية طيلة السنوات الماضية. ولذا فإن الحكومة السعودية تمتلك ما يكفي من الحكمة التي لاتسمح لها بدعم هذه الجماعات في العراق لأن أي قوة لهذه الجماعات ستنعكس سلبا على المملكة. ولذا فإن الأجراءات التي إتخذتها المملكة وطيلة السنوات الماضية لكبح جماح الجماعات الإرهابية ولتجفيف منابع الأرهاب قد فاقت كل التوقعات وبشهادة المجتمع الدولي. فالمملكة تعلم حجم الثقل الذي تتمتع به في العالم بإعتبارها واحدة من اكبر الدول المنتجة للنفط , تلك المادة الحساسة التي تمثل شريان الأقتصاد العالمي , ولذا فإن إستقرار المملكة والمنطقة المحيطة بها يعتبر واحدا من اهم أولويات الحكومة السعودية. ولذا فلم تدخر حكومة المملكة جهدا في طريق إحلال الأستقرار في العراق سواء عن طريق التضييق على الجماعات الدينية المتطرفة داخل المملكة او على صعيد بذل الجهود لتحقيق مصالحة وطنية في العراق.وما مؤتمر مكة المكرمة الذي جمع الفرقاء العراقيين على مختلف مشاربهم إلا خطوة في ذلك الطريق. كما وإن إنفتاح المملكة على مختلف القوى السياسية العراقية وبغض النظر عن توجهاتها وخلفياتها الأثنية والفكرية قد ساهم والى حد كبير في تضييق الهوة بين هذه القوى بالشكل الذي إنعكس على إستقرار العراق. ولذا فلم يجانب المستشار الأمني العراقي الدكتور الربيعي الصواب بقوله بان المملكة تلعب دورا كبيرا في تحقيق الأستقرار في العراق. وهذا ما أكده أيضا وزير الخارجية البريطاني يوم امس عندما أثنى على الخطوات الفعالة التي خطتها المملكة في طريق مكافحة الأرهاب الدولي . وهنا يقف المرء حائرا في تفسير تصريحات العسكري التي تنطوي على تكذيب حكومتة العراقية ممثلة بمستشارها الأمني وكذلك تكذيبه لحكومته البريطانية )بإعتباره يحمل الجنسية البريطانية) ممثلة بوزير خارجيتها. وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب ! إن الهدف من ذلك هي محاولة العسكري التنصل من تهمة تأسيس الأرهاب , فالأرهاب العالمي اليوم قد ساهم بتأسيسه حزب العسكري السابق وحزب رئيسه الحالي منذ ان قاموا بتنفيذ اول عملية إنتحارية في منطقة الشرق الوسط وذلك في مدينة بيروت بداية الثمانينيات من القرن الماضي!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |