|
الصراع بين الدول يختلف عن المنازعات الفردية وفق أحكام القوانين الوطنية والدولية وغالبا ما يبتعد عن القواعد القانونية التي ترسم الأطر العامة للعلاقات الدولية المبنية على أسس التكافؤ والاحترام المتبادل وحل المنازعات بالطرق السلمية إلا إن بعض الدول تتجاهل هذه المبادئ ويغلب عليها طابع الخروج عن تلك التقاليد لاعتبارات اقتصادية او سياسية او طائفية ما يؤدي الى تأزم العلاقات ونشوب الحروب غير المبررة بين الدول وبالنتيجة تصبح الشعوب هي الضحية . إن الحكومات الضعيفة او غير المتوازنة تتسبب عادة باستقطاب عناصر النزاع الدولي على أراضيها أما أن تكون متواطئة او تعبير فطري عن عجزها في مواكبة المستجدات وانكماش القدرة لمواجهة الأقوى ما يدفعها الى جعل بلدها مرتعا خصبا للمنازلة بين الأقوياء كما هو حال الحكومة العراقية التي أضعفت نفسها عن عمد بموجب النصوص الدستورية المشكوك بأمر صحتها حسب الاستفتاء سيئ الصيت حيث وزعت الصلاحيات المركزية كصدقات الى ما يسمى بالأقاليم والمحافظات غير المنظمة بإقليم تحت الحجة الواهية بالديمقراطية الأمريكية المسلفنة والمستوردة خصيصا مع الغزو والاحتلال او ( التحرير ) كما يحلو للرئيس الطالباني تسميته رغم المقاومة العنيفة له ولعرابيه المحتلين . رئيس دولة عدد سكانها سبعة وعشرين مليون يصف الغزو الأمريكي بالتحرير خلافا لإرادة شعبه ورغم علمه بأسباب الفوضى التي يتربع على عرشها فخامة الرئيس بأنها مقاومة تحررية بكل المعاني القانونية والأخلاقية . ولم يتحدث فخامته عن الاحتلال الإيراني ولم يطلق عليه أي وصف وما يثير مخاوفنا أن الرئيس يصفه بالمبارك من اجل تقسيم العراق الى فدراليات ومن ثم لدويلات حقيرة حتى تنعم دولة كردستان بالاستقلالية التامة في ظل التحرير المنشود طالبانيا وكرديا وتبا بالاستقلال وبالعراق وأهله وأهلا بالماسونية وعرابيها الخونة . ولهذا التحالف مع الأحزاب الدينية إيرانية المنشأ لا من اجل خدمة الشعب بل لتحقيق الأهداف الكبرى في التقسيم والتجزئة وديمومة الاحتلال الأمريكي حتى تتم عملية حسم الصراع لصالح المشروع النووي لكي يهيمن نظام الدجالين على الساحة العراقية بغية إنهاء صراعه مع الممثلين الشرعيين للشعب الإيراني الممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الذي يضم في صفوفه كل مكونات الشعب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية والقومية . هذه مختصرات من الحقائق والوقائع على الأرض العراقية الغارقة حتى أذنيها بالصراعات من اجل المصالح والبقاء والخدمة الكبيرة للأهداف الاستعمارية . أما الشكل الأخر من المنازلة بين المقاومة الإيرانية ونظام الحكم القابع في طهران ومعه أحزابه ومليشياته فهو المفصل المحوري لكل أشكال تصفية الحسابات على الساحة العراقية ولهذا نرى المجلس الوطني للمقاومة رفع شعاره الكبير بأن يكون عام 2008 عام الحسم مع نظام الفاشية الدينية فأما أن يكون او لا يكون وقد استندت المعارضة الإيرانية المشروعة والمدعومة من الشعب و القوانين والمعاهدات الدولية على أرضية صلبة مفادها أن النظام اخذ يغرق بالوحل العراقي كما هو حال القوات الأمريكية المتحالفة معه بعد رفض الشعب العراقي للتدخل الإيراني عن طريق الأحزاب والمليشيات التابعة له . إذن وحدة الحسم الاستراتيجي سوف تكون الساحة العراقية بين نقيضين احدهما يمثل الدجل والشعوذة والإطماع التوسعية والنزعة الطائفية والأخر يحمل تطلعات الشعب الإيراني في التحرر والحرية والإسلام المسالم المتجدد إضافة الى طموحات شعوب الأرض قاطبة بالتعايش السلمي واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان ومنح المرأة حقها في الحياة الحرة الكريمة . من هنا نجد أن المحصلة النهائية للفوز سوف تكون حتما لأصحاب المبادئ والمثل التحررية كونها تعبر عن إرادة الشعب الإيراني . إن القيمة الحقيقة للنصر لا تنحصر بشخوصها بل بالأهداف النبيلة بعيدة المدى التي تخدم المصالح القومية للشعب على مر العصور وان تبقى شاخصة الى الحدود غير المنظورة كونها حققت طموحات الأمة وأفلحت في الخلاص من العبودية والفاشية والظلام والخرافة المدمرة لأصل وجوهر الدين والمذهب من هنا نقول أن الساحة العراقية تبقى ساحة فصل بين الحق والباطل؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |