جمعة اللامي

Juma_allami@yahoo.com

فقلت له: إنَّ الشَّجا يَبْعثُ الشَّجا

فَدعْني، فهذا كلّه تَبْرُ مالكِ

(مُتَمِّم بن نُوَيْرة)

مُتمّم بن نويرة، الشاعر الذي من بني يربوع، وهو شقيق مالك بن نويرة، الذي قتله ضرار بن الأزور، بأمر من سيف الإسلام خالد بن الوليد.

أقول: متمّم هذا، جعل من حزنه على أخيه قناعاً على وجهه، وصيَّر دموعه على وجهه الحزين، قناعاً على قناع.

نعم، هذه فرضيّة وتأويل.

نعم، الحزن عندما يبلغ مداه عند أحد من بني البشر، يصح فيه القول إنه قناع. ولكن اقرأ - رعاك الله - هذا البيت، ثم تعال نتطارح الأفكار:

لقد لامني عند القبور على البُكا

ديقي لتذراف الدموع السَّوافكِ

والقبر، بتأويل ما، قناع، ولعل صورة هذا القناع، وصورة المقنّع بن نويرة، كالشمس في رابعة النهار، وهذا هو الميزان.

فقال أتبكي كل قَبْر رأيته

لقبْرٍ ثوى بين النَّوى فالدكادِكِ؟

فقلت له: إن الشَّجا يبعثُ الشَّجا

فَدعْني، فهذا كلّهُ قبْرٌ مالك!

فكيف بكاتب مسرحي مجيد، اذا ما هو انتوى الاقتراب من حكاية حزن هذا الرجل العربي، ليجعل من صورة المحزونين كلهم في عالمنا العربي والإسلامي، في احوالنا المعاصرة؟

وكيف يخرج مسرحي، فنان ومجيد، اذا ما تصدى لذلك العمل، أو لمثيله ولكن من طينة أخرى؟ لا شك في أنه سوف يبدع، لأنه بالأساس يعرف حكاية متمم ومالك، وقصة قتل الأخير.

روى الأصمعي، ان متمم بن نويرة، “قدم العراق، فأقبل لا يرى قبراً، إلا بكى عليه، فقيل له: يموت أخوك بالملا، وانت تبكي على قبر بالعراق؟”.

فدعني، فهذا كله قبر مالك.

فدعني، فهذا الماء، كل الماء، قبر قلقامش.

هنا يكون استخدام القناع، امتداداً للمسرح الاغريقي، والمسرح الروماني، والمسرح الياباني، والمسرح الصيني، مثلما هو استحضار لفكرة القناع في قصص العرب وحكاياتهم، قبل الإسلام وبعده، وهي كثيرة.

ولا بأس من القول، إنه استقدام للقناع الأفريقي.

ولا بأس من القول، إنه ذهاب المسرح عند شريكنا المتوسطي: فرنسا، حيث القناع ثقافة معلنة، في تاريخها وحيث “جان جينيه” في مسرحيته الراقية، “السود”.

لكن “الحاجب” غير “الفنان” قطعا

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com