تفكك النظام الايراني يطفو على السطح

 

عبد الكريم عبد الله/ كاتب وصحفي عراقي

abdollah1950@gmail.com

بدات مظاهر التفكك والانحلال تعصف حتى بالطبقة العليا للحلقة الحاكمة في نظام الملالي، فقد تبادل رئيس النظام نجاد، ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) حداد عادل، الاتهامات فيما بينهما، وقد رفض نجاد بشدة الرسالة التي وجهها اليه حداد مطالبا بتنفيذ ثلاث قرارات اصدرها المجلس، باعتبار انها نوع من التطاول على الدستور وصلاحيات الرئيس القانونية، بل وصل الحد بنجاد الى القول انه ليس هناك مبررات اخلاقية تسمح  لرئيس البرلمان، بان يترفع عن اجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس لمناقشة الامر لمدة ثلاث دقائق بدلا من كتابة رسالة، وقال نجاد في رسالة علنية نشرتها الصحف المسموح لها بالعمل  في ايران موجها  كلامه لحداد (الم يكن من الافضل لك ان تقتطع من وقتك ثلاث دقائق وتتصل هاتفيا مع الادارةالقانونية لمكتب الرئيس؟؟) وبالطبع لم يكشف الطرفان موضع الخلافات الثلاث، ويرى بعض المحللين  انها محاولة من نجاد لاكتساب عطف الحلقات الحاكمة باظهار نفسه بمظهر الضحية والمضطهد، وفي محاولة من محاور النظام، للاصطفاف ثانية دون جدوى ولو على الحد الادنى من اثبات الوجود كخط واحد، حيث بدأت مظاهر التفك  التي سبق وان اشرها السيد رجوي في تحليله الاخير للوضع الايراني الراهن، تبرز بوضوح وتطفو على الساحة  ويشاهدها ويلمسها المواطن العادي بسهولة، ومن المؤكد كما يرى المتابعون ان هذا التفكك سيفرز العديد من مشاهد الاقتتال الداخلي على مدى العام الايراني الجديد كما هو متوقع  بل والى حين اجراء الانتخابات الرئاسية القادمة كما نتوقع، ومن يتصفح رسالة السيد مسعود رجوي الى الشعوب الايرانية في العام الايراني الجديد سيلمس ايضا هذا التشخيص الدقيق، وقد انعكس ذلك على مزيد من فقدان الثقة بالنظام الحاكم وحكومته شعبيا، فقد صرح نجاد في الاسبوع الماضي بانه سيقود حربا مشددة على المافيا الاقتصادية، بينما هو يعلم، انه سيخوض حربا خاسرة مقدما، اذا ما كان ينوي فعلا خوضها فهو ايضا احد اقطاب الفساد المالي في النظام،  ذلك الفساد المالي والاقتصادي ينخر في عموم اجهزة الدولة  الايرانية التي  تتولى ادارتها ملاكات الحرس الثوري الايراني، بدءا من البنوك والمصارف ومصادر القرار العليا الى اصغر شعيرات الانفاق والصرف، ولن يخفى على المراقبين ان اول معركة خاضها ضد راس الفساد الاول في النظام سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام  القائد السابق  للحرس الثوري الايراني، الذي ما زالت  شبكاته عاملة في الحرس وفي كل مكان من اجهزة الدولة – الجنرال محسن رضائي–  باءت بالفشل وقد تمت تبرئته على يد رئيس منظمة التفتيش  - محمد نيازي – ورئيس منظمة التسجيل العقاري حسين علي اميري وهم شركاء رضائي وبذلك يكون نجاد قد فشل قبل حتى ان يبدأ المعركة  فالجميع هم اقطاب سلب ونهب ومنهم نجاد نفسه، وقد بدأت مظاهر الفساد تاخذ شكلا علنيا كواحد من اسوأ مظاهر التفكك والاندفاع سريعا الى الهاوية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com