|
كيف سيتعامل الإمام المهدي عليه السلام مع الحالة الفرعونية في مواجه القوى الكبرى لاشك أن الدول الكبرى هذا اليوم وبالأمس وغدا ودائما تتصرف بالأسلوب الذي يخدم مصالحها ويعزز من مكانتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية باعتبار القوة التي تمتلكها والقدرة التي تتمتع بها ، وهذه القوى ترى نفسها بأنها يجب أن تستغل كل طاقات المخلوقات المادية والبشرية لتسخرها لخدمة نفسها، ولفرض هيمنتها، ولأجل ان لايشاركها احد في الحكم والسيطرة إلا بالقدر الذي توزع عليها ذلك القدر المحدود الذي يؤمن مصالحها ويمنع عنها أية أخطار مستقبلية. وهذه القوى الكبرى عادة تشعر بجبروتها وأنها قادرة على أن تدير كل شئ بما تملكه من الطاقات العسكرية والعلمية والكفاءة ، لأنها تعودت أن تأخذ كل شئ ، وتنظم كل شئ، وقد وضعت لنفسها ولشعوب العالم مفاهيم خاصة حول العدل والحرية والأخلاق والسعادة، كما وضعت قوانين على نفسها وعلى جميع الشعوب حيث ترى إن ماوضعته هو الصحيح والأمثل، لايمكن لأحد أن ينازعها هذا الشأن فالأبيض في نظرها ، غير الأبيض في نظر الغير، والأسود في نظرها غير الأسود في نظر الغير. المشروع الاصلاحي الذي يحمله الإمام عليه السلام سيهد الإمبراطوريات الفرعونية الطاغية والمتجبرة إذن فالقوى الكبرى لايمكن ان تغير نفسها، ولايمكن لأحد ان يغيرها كما يشاء بحسب وجهة نظرهم، وعليه فإننا نقول إن القوة الوحيدة القادرة على التغيير لابد أن تكون قوة اكبر بكثير من القوة التي يمتلكونها من حيث التقنية والقدرة والإمكانية والكفاءة والعلم وبحيث تحمل مشروع إصلاحي كبير يصحح الأوضاع ويجدد مفاهيم العدل والأخلاق والقيم، ويضع قوانين أكثر عمقا وحكمة وصوابا، وهي القوة الوحيدة التي تضمن التغيير وتفرضه على القوة المتجبرة المغرورة وتفرض عليها التصحيح. في مواجهة العالم الشرق أوسطي يتميز العالم الشرق أوسطي بعقلية فرعونية جبروتية طغيانية لاتختلف في نظرتها عن نظرة وتوجه الدول الكبرى في حب فرض هيمنتهاعلى شعوبها، وان كانت الدول الكبرى تعمل لأجل سعادة شعوبها وتهئ لها أعظم فرص من العدل على حساب الدول الضعيفة لكن الدول الشرق أوسطية تعمل في سبيل فرض هيمنتها على تلك الشعوب بحيث تتلاقى مصالح الدول الكبرى مع حكام تلك الدول الضعيفة. دولة الامام المهدي عليه السلام لاطائفية ولاعنصرية بل رسالية تهتدي بهدي الانبياء وان كنا نتحدث عن الحالة المنظورة والمحسوسة فإننا نقول أن الدول التي تحكم منطقة الشرق الأوسط تحكم باسم الإسلام ولكن على طريقتها الخاصة بحيث تقسم المسلمين إلى سنة وشيعة وتستضعف إرادة هذا القسم أو ذاك وتصنفهم ضمن خانة الأعداء الذين يجب أن تتخلص منهم او تلغيهم أو أن تحاربهم بشتى الطرق، وقد تحكم باسم القومية وتصنف القوميات حسب مزاجها لابحسب دينها الذي يدعو للتقوى ويدعو إلى الإنصاف والعدل وبذلك الشعور فهي تحرم الطبقة المستضعفة من المسلمين لتكون هي الإمبراطورية الحاكمة وتمنع عنهم الثروات والمشاركة في السلطة . في مواجهة السفياني والدجال \\ خطة المهدي عليه السلام للقضاء على العنف وخداع الجماهير الأحاديث الواردة بشان المهدي عليه السلام تتعرض الى شخصيتين مهمتين هما شخصية السفياني، وشخصية الدجال، ولعل المراد بهما الشخص وقد يراد بهما الحالة، ونقصد بذلك إن الحالة السفيانية هي حالة طاغوتية جبروتية فرعونية تتصف بهما جماعة تتميز بالعنف والقسوة وتتخذ إلى سبيل هدفها السبيل الباطل، وبالنسبة الى الحالة الدجالية هي الحالة التي تتصف بالدجل والحيل والمكر والخديعة وخداع الجماهير وتتصف بها جمهرة من الناس وفي كلا الوجهين فان الحالتين الشخصية أو الجماعتية هي حالة سيئة تمثل ظلمة الإنسان المستبد والظلم الذي يفرضه على الناس. المهدي عليه السلام .. الامل المنشود الذي تترقبه البشرية ومن الطبيعي أن تمتلك مثل هاتين القوتين إمكانيات التفوق المادي والبشري كالتفوق العسكري والعلمي بحيث تسخر تلك الإمكانيات إلى فرض هيمنتها وقوتها على من تكره وتغدق الأموال وتوزع السلطة على من تحب، وتحتاج مثل هذه السلطة إلى من يلوي ذراعها ويمنعها من غيها ويوقفها عن السير في طريق الشر وليس لمثل هذا الدور إلا المهدي عليه السلام الذي لابد من أن تكون له القدرة والإمكانية على تصحيح كل الأوضاع الفاسدة. المهدي عليه السلام في مواجهة الفساد الخلقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقضائي والإداري بشتى أشكاله وصوره إن علة خروج المهدي عليه السلام هو انتشار الباطل وطغيان الحالة الفرعونية والجبروتية، وانتشار الظلم والفساد بالشكل الذي لايجعل هنالك مجالا للصبر، ولابد والحالة هذه من إظهار الحق وإخلاء الأرض من كل ظلم وكل فساد مهما كبر شانه أو صغر.. وفي هذه الحالة لابد أن يمتلك الإمام كل مقومات القوة والقدرة والإمكانية والكفاءة وباعتبار عمره الطويل فقد تزود بالخبرة الكبيرة إضافة إلى التسديد الإلهي الذي يعضد دوره من تأييد جبرئيل الملك عليه السلام وتأييد كل من الخضر العالم وعيسى النبي عليهما السلام.. كما ان هناك طبقة مهمة ستظهر من معظم بلاد العالم الحديث من ناصرين ومؤيدين وقادة من ذوي الخبرة والكفاءة والقدرة والحكمة والالتزام بالخطة لحكم الأرض بالحق والعدل وتحقيق كرامة الإنسان والحفاظ عليها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |