العراقي وغياب الهوية في أوربا

 

زينب بابان/ السويد

أغلب أحاديث الشباب العراقي في بلدي السفر والهجرة والعيش في أمان بالغربة وبأحدى الدول الاوربية بعيدا عن التفجيرات اليومية واللاأمان.. ياتي حاملا أفكاره وطموحاته ليحققها في ارض الغربة ... ففي العراق لايستطيع تحقيقها لكثرة الأغتيالات والتفجيرات في بلدي المنكوب .. الذي اجتمعت دول العالم على تمزيقه بدل أن تجتمع لأنشاء المشاريع وبناء ماهدمته الحرب وتشغيل الشباب وتوفير احتياجاتهم والعيش بسلام والأمان الذي فقدناه منذ سقوط النظام ... فمن يخرج لعمله ليوفر ابسط حاجيات أسرته لايظمن انه سيعود سالما لأسرته نهار يومه أو سياتي محمولا على الاكتاف بجنازة أن وجدوا له من اثر .. أغلب شبابنا وجدوا الملاذ في اوربا بعد ان أبت أغلب الدول العربية أستقبالهم أو توفير العمل والعيش الملائم لهم وباتوا يتحذرون من العراقي .. ما ذنبه لانعلم...

يأتي الى هنا لحالة الضياع لارقيب ولاحسيب هائما على وجهه يتساوى أصحاب الشهادات مع الذي لايحمل شهادة في اللهاث وراء الفتيات الاوربيات فقط لاشباع نزوة فارغة ... أه من يوم السبت كم بت اكرهه .. ففيه يتجمع أغلب اللاجئين من شتى الجنسيات للذهاب الى الديسكو تجد الشاب يتعطر ويتزين ويتجمل الى اين ذاهب لصلاة تعبد بها ربك وتناجيه ليلطف بحالك وتحمده انك تعيش بامان .. ام لتذهب للعربدة والفجور وليمارسوا الفسوق .. يالتفاهتهم وضياعهم .. صدقوني أحزن لحالهم هل سيرضى عن حاله أن شاهده والده الذي وثق بارساله ليحميه من التصفية والموت .. أو ليضع منظر أطفاله أمامه وهم ينتظرون والدهم الجليل يحمل لهم بشارة لم شملهم وأجتماعهم .. ماذا سيقول لربه أن أخذ امانته بتلك اللحظة ؟ ماذا سيبرر له ؟؟... والله ياربي لأنفه عن نفسي بالحرام .. وكم من شاب الان يفدي نفسه لتحرير العراق ... ربي أهدي شبابنا وساعدهم للعودة لأحضانك...

أتي للمرأة العراقية الأصيلة الصابرة الماجدة كما كانوا يسمونها لكثرة تحملها المأسي والمصاعب .. وخرجت من كل ازمة مرفوعة الرأس .. ولم تنحني أمام المغريات .. رغم غياب الزوج منذ الثمانينات وللان العراق في حروب ومطاحن .. تجد المراة العراقية المحتسبة أمرها لله هذه المهندسة وتلك المعلمة وهذه الفنانة التي حملت اسم العراق بشتى المسلسلات والمسرحيات .. ويالروعة الطبيبة وحنيتها على المرضى ..

لكن ... لم كل هذا الضياع الاخلاقي في أرض الغربة ؟؟.... هل فعلا الكبت يولد الانفجار !!! تجد نفسها مكبوته في العراق وعندما تعلم بقوانين اوربا الطفل اولا ثم المراة ثانيا بالحقوق تجدها تنسى اصلها واخلاقها وتتمرد على واقعها وتريد ان تعيش كالمرأة الاوربية ..بانحلالها وفسقها لا بتحرر فكر المراة الاوربية وصدقها وطيبة تعاملها .. ماسمعته وشاهدته والله يشيب الرأس.. صورة بشعة تعطيها للغرب لانها لاتعرف أن تلبس ثوبها العراقي فتجدها أكثر أنحلالا من الأوربية نفسها لا اعرف باي منطق وباي دين سماوي يسمح للمرأة التي غاب عنها زوجها أن تعيش الفسق والانحلال بغيابه .. أعطوني نص قرأني يحلل ذلك .. الزوج الغافل الذي ينتظر الأجتماع بزوجته .. ماذا ستقول له ؟.. والله لم أصبر على بعادك ولم أتحمل غيابك فكتبت عقدا شفويا وقضيت وطرها من هذا ليلة ومن ذاك ليلة ... ألاتخجل من ربها.. وعلى من تضحك سوى على نفسها المنحلة .. أحداهن أتت مع اطفالها وزوجها المغفل باحدى الدول العربية ينتظر لم شمله مع اسرته .. كانت ملتزمة وترتدي الحجاب أول دخولها ارض الغربة تركت ألتزامها وقالت لابنائها ساكون امرأة اوربية .. والمصيبة ياريت على ملبسها المنحل بل باتت تعيش حياة الغرب بانحلالهم الخلقي .. وعندما سالتها لم كل هذا ؟ أنتظري أجتماع شملك بزوجك الذي أمنك على بيته وأطفاله .. تجيبني مدى بلاهتها الاتعلمي اني طلقت منه !! ولكن ساسعى بمجيئه هنا ليكون قرب اطفاله واعيش حياتي كما أريد بعيدا عنه ؟

تعرفون أشد على يد المالكي بحرصه على أعادة شبابنا ونسائنا للعراق والأستفادة من الكفاءات العلمية في بلدنا .. لأن شبابنا وبناتنا لايعرفون معنى الحرية ولايفهمونها بالشكل الصحيح .. يعجبني احد المهندسين العراقيين نوار ويامحلى اسمه جعل الله حياته نورا بنور .. متزوج حديثا لم يصطبر على مشاهدة الحرام وانحلال البنات رغم أنه أكثر الشباب أستحقاقا بالعيش هنا لكونه مهدد بالعراق ومطارد .. أعلن تمرده على الحال وعاد لأحضان زوجته وأسرته والعيش بالعراق والان يعمل في كردستان العراق مرفوع الرأس ومرتاح البال ..

فجميعنا ننتظر زيارتك يامالكي لتضع النقاط على الحروف وتعطي كل ذي حق حقه ... فاالعراق بحاجة لرجاله ونساءه الماجدات....

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com