|
هل يمكن تخيل الكرة الارضية من دون الجغرافيا الايرانية؟؟ بالتاكيد ليس هذا ممكنا، وهو سؤال غريب جدا وليس واقعيا، مع اننا في عصر بات فيه التهديد بشطب الامم وحذف الدول وازالتها من اطلس الجغرافيا السياسية قولا وفعلا واردا فقد تغيرت وتمددت وانكمشت دول وامم وقامت دول وانهارت وامحت اخرى، لكن الامم العريقة مثل ايران لايمكن ان تخضع لمثل هذه المؤثرات ولا حتى قوانينها فلها جدلية كينونتها غير القابلة الا للثبات الابدي، انما يمكن الحديث عن قيام نظام وزوال آخر في مثل هذه الامم وهو المقصود من حديثنا هنا، والا فهل يجرؤ احد على شطب ايران مهما كانت قدراته من اطلس الجغرافيا السياسية العالمية؟؟ وبخاصة في حضور قوى المقاومة الايرانية التي ترسخ وجود الامة الايرانية الحضاري يوما بعد آخر؟؟ ما يمكن الحديث عن زواله اذن هو نظام الحكم القائم الان بسبب عناصر فنائه الفاعلة فيه ـ وعناصر فنائه المتمثلة بالمقاومة الايرانية التي تنتهج سبل التحرر والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وهي مفردات العصر الانساني الحديث التي تناضل لترسيخها كل شعوب العالم، ومن هذا المنطلق تاتي عملية فتح الابواب امام المقاومة الايرانية لقول كلمتها في المجتمعات الدولية، كما هو الحال في جلسات البرلمان الاوربي التي عقدت مؤخرًا في ستراسبورغى ودعيت اليها رئيسة جمهورية ايران المنتخبة من قبل المعارضة الايرانية ورئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لحضورها والتحدث فيها امام الملأ المنتخب من ممثلي عموم شعوب اوربا، والتي قوبلت فيها بترحاب حار من عموم اعضاء مجلس البرلمان الاوربي، برغم كل محاولات نظام الكهنة الايراني منع وصولها والقائها كلمة في المحفل الاوربي الاكثر تاثيرا في السياسة الاوربية والعالمية في ستراسبورغ، حيث بدأت رجوي كلمتها بتأبين شاعر الحرية الفرنسي لتثبت انسانية المقاومة على عكس ما يروج له النظام الكهنوتي الايراني الذي لايفهم من ادب الحرية شيئا، ثم دعت فرنسا الى تفعيل موقفها من تنشيط الحركة الديمقراطية داخل ايران وان هذا الموقف لا اعتبار له ما لم تراجع فرنسا موقفها من المقاومة الايرانية وتشطب اسمها من قائمة الارهاب (قائمة بروكسل) للاتحاد الاوربي التي وضعت بدفع من بريطانيا ضمن سياسة الاسترضاء البائسة التي جربتها دون نفع اوربا مع نظام كهنة ايران. وقد ايد نواب اوروبيون أكثر طروحات السيدة رجوي واذا كنا قد تساءلنا في البداية هل يمكن ان نزيل ايران من خارطة الاطلس السياسي العالمي او هل يمكن تخيل الارض من غير الجغرافيا الايرانية، وقد اجبنا بان ذلك من المستحيل، لكننا هنا نقول ما قالته السيدة رجوي انه مهما كان النظام الايراني يقود نحو اضمحلال دور ايران العالمي في المجتمع الدولي ويهدد بتغييبها بسبب سياساته الجاهلة الرعناء، فان المستقبل هو لايران الحرة، وان ما هو ممكن هو زوال هذا النظام الحاكم اليوم وقيام البديل الديمقراطي الايراني، اي بالتاكيد كما قالت السيدة رجوي –ان هذا النظام محكوم بالرحيل – لكن ايران باقية – وبقاؤها يعني مسارها الحتمي بقيادة المقاومة الايرانية الى غد الحرية والديمقراطية والكرامة واحترام حقوق الانسان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |