|
تقدم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية الإيرانية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية رؤية فكرية وسياسية واضحة للمشروع المقاوم التحرري في كل كلمة أو لقاء أو حديث إعلامي أو جماهيري وهو ما يشير إلى نضج وتبلور هذه المشاريع الرؤيوية والفكرية التي صقلتها التجربة النضالية اليومية والتي تسعى إلى تحقيق أفق التغيير المنشود للشعب الإيراني المقاوم البطل الذي يتحدى بطش الملالي بكل قوة وعنفوان وإيمان منقطع النظير ويعكس الروح الوثابة لهذا الشعب الحي الذي تغذيه المقاومة البطلة بالأفكار الثورية والتقدمية والديمقراطية. وأكدت رجوي في هذا السياق الأفكار التي تعرضها على الدوام على المجتمع الدولي والذي اخذ يستجيب إلى أطروحات المقاومة الإيرانية لما يراها فيها من أفكار إنسانية مسالمة وتقدمية ومتقاطعة مع الفكر الظلامي المتشدد الذي يصدره نظام الملالي إلى العالم اجمع وكانت كلمتها في مقر الجمعية البرلمانية في ستراسبورغ مؤخرا تسير في هذا النهج الاستقرائي للواقع الحالي واستنباط الصورة المستقبلية كما يراها مجلس المقاومة الإيرانية وليس كما يرسمها المجتمع الدولي وفق مصالحه وأهوائه. فقد أشارت وبصورة دقيقة لاتقبل الجدل أو اللبس إلى إن (حكم الملالي هو الذي يقف وراء الفوضى والانفلات الأمني في كل من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين) وذلك عبر دعم المنظمات والمجاميع الإرهابية في تلك البلدان بالمال والتدريب والسلاح وتقديم المشورة والنصح لعرقلة استقرار تلك البلدان وتحقيق ازدهارها بما يخدم بقاء الملالي مدة أطول في كرسي الحكم بعد إن شعرت بالعزلة الدولية والخارجية والداخلية كما أكدت أيضا إلى إن (سلطة الملالي هي القلب النابض للتطرف الإسلامي ومركز هذه الأزمات) وهذا هو عمود رئيسي في فكر السلطة المللية التي تعتمد على سلطة الولي الفقيه والتي تبنت منذ قيام الثورة على الشاه في تأكيد مبدأ تصدير الثورة إلى بلدان المنطقة والثورة تعني منظومة القيم والتقاليد والأخلاق وكل مايتعلق بالنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية والسياسية أي بمعنى آخر على تلك البلدان إن تنسخ تجربة الملالي في بلدانها وتطبقها على شعوبها وإلا فإنها لن تنعم بالأمن والاستقرار. ولا تقدم السيدة مريم رجوي التشخيصات فقط وإنما تقدم وتطرح على المجتمع الدولي الحلول الواقعية والعملية للخلاص من هذا النظام الظلامي المتشدد والذي يسعى ويصدر الفاشية الدينية الى شعوب المنطقة وإذا كان البعض من المثقفين والمتابعين للشأن الإيراني يتوهم ولو للحظة واحدة إن السيدة رجوي تحرض المجتمع الدولي على الفعل العسكري على إيران فانه على خطأ كبير فإنها دائمة التأكيد والرفض لهذا الخيار العسكري كما أنها ترفض أيضا خيار المساومة مع النظام وإنما تؤكد دائما على الحل الثالث الذي تقدمه المقاومة الإيرانية في التغيير الديمقراطي من الداخل فلا يوجد فرد يرغب أو يفكر (في تكرار سيناريو العراق في إيران) لذلك تدعو السيدة رجوي في كلمتها هذه تدعو (أوربا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران وهي صفحة الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وصفحة صداقة مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من اجل حقوق الإنسان ومن اجل الحرية ومن اجل السلام).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |