|
لتكن يوم 28 نيسان يوم كركوك
أوميد كوبرولو كلنا نعلم جيدا بأن الميليشيات المسلحة التابعة لقيادتي الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردي ( اليكتي ) بزعامة السيد رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني والديمقراطي الكردي ( البارتي ) بزعامة السيد رئيس الإدارة الكردية مسعود البارزاني احتلت محافظة كركوك أثناء غزو القوات الأمريكية والإنكليزية للعراق والقيام بإسقاط النظام العراقي السابق عام 2003، وفرضت تلك القيادتين الكرديتين سيطرتهما الكاملة على أرجاء المحافظة كافة بعد تعيين محافظا ومدراء دوائر ومسئولين أكراد لها. ومنذ ذلك اليوم بدأت تلك القيادتين الكرديتين بإتباع سياسة عنصرية شوفينية جديدة في المحافظة وبقية المدن والقرى المحيطة لها. فبعد سياسة التعريب الصدامي التي شهدتها المنطقة والتي دامت ثلاثة عقود أصبحوا سكان المنطقة من العرب والتركمان والكلدان والآشوريين وغيرهم يعانون من سياسة التكريد الحديثة والتي هي أشرس من سياسة التعريب بأضعاف مضاعفة. حيث الذي لم يتمكن النظام العراقي السابق تغييره طيلة فترة الحكم الماضية حاولت قيادتي الحزبين المذكورين تغييره في فترة قياسية قصيرة جدا. وذلك بإتباع سياسة فرض القوة والتخويف وزرع الحقد والعدوان في نفوس أبناء مكونات الشعب في هذه المنطقة الحيوية من البلاد. فبعد أن سيطرت تلك القيادتين على معظم المباني الحكومية ومقرات حزب البعث العربي الاشتراكي وعملت منها مقرات حزبية لفروعها ومكاتبها وأسكنت العائلات الكردية التي جلبتها من خارج كركوك، وحتى من خارج العراق من دول الجارة كتركيا وإيران وسوريا في المعسكرات التابعة للفرقة الثانية والملاعب الرياضية وبيوت أبناء المحافظة، بدأت تخطط وبدعم من الأمريكان والإسرائيليين لتبيان كردية المحافظة للرأي المحلي والعالمي بغية ضمها إلى الإدارية الطارزانية في شمال العراق، وذلك لغنائها وبقية المناطق المحيطة بها بالبترول وبقية العناصر الحيوية كالكبريت واليورانيوم. وكان التزوير، الغش، الخداع والتلاعب أهم الأساليب القذرة والمتخلفة التي لجئت إليها تلك القيادات وذلك للفوز في الانتخابات التي جرت في العراق بعد صدام، ومكنتهم السيطرة على إدارة المحافظة. ولكن أبناء كركوك لن يسكتوا أبدا على هذه الانتهاكات الصارخة وراحوا يبدون سخطهم واستنكارهم بتنظيم التظاهرات والمؤتمرات والندوات داخل العراق وخارجه. وبدون شك كان للتركمان الذين أثبتوا ولاءهم للعراق العظيم ووحدته في كل العصور، الدور المتميز في فضح المخططات الإجرامية المشبوهة التي تسعى إلى طعن وحدة العراق وتقسيمه إلى مسميات رفضته العراقيون دوما. وفي الثامن والعشرين من أبريل / نيسان العام الماضي سار في العاصمة التركية أنقرة أكثر من سبعين ألف عراقي من أجل كركوك. جاءوا من معظم المدن التركية والعراق وسوريا والدول الأوربية وحتى من أمريكا وكندا وتجمعوا في ساحة ( تان دوغان ) ورددوا شعارات مناوئة للشوفينية والطائفية والانفصالية وأبدوا استنكارهم لاحتلال كركوك من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لقيادتي اليكتي والبارتي ، والتغيير الديموغرافي الذي يشهدها المدينة على يد أولئك الطغاة الجدد، وأعلنوا رفضهم القاطع لتنفيذ المادة 140 من قانون إدارة العراق الذي كتب تحت حراب الاحتلال الأمريكي والإنكليزي للعراق، وضم كركوك إلى الإدارة المحلية في أربيل. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي قال العراقيون ومعهم الأتراك الذي حضروا لإثبات ولائهم لوحدة العراق الذي رفضوا تقسيمه منذ أول يوم سقوط بغداد بيد المحتلين الأشرار وعملاءهم المجرمين، نعم لوحدة العراق أرضا وشعبا نعم لرفع الظلم والعدوان والغبن عن الشعب العراقي نعم لحرية الرأي والتعبير ونعم للديمقراطية الحقيقية لا للعنصرية والطائفية لا لتقسيم العراق إلى فيدراليات عرقية وطائفية لا للتمييز العنصري والطائفي نعم لكركوك لجميع أطياف الشعب العراقي نعم لإدارة كركوك الخاصة الغير تابعة إلى أي إقليم. ففي الثامن والعشرين من ابريل / نيسان 2007 كتب تاريخ جديد لمحافظة كركوك التي لن تستحق إلا وأن تكون محافظة عراقية حرة لها إدارة خاصة تشارك فيها جميع مكونات الشعب الكركوكي ولن تكون تابعة لغير العراق العظيم. فمثلما لكل حدث في العراق الجديد يوم يذكر فيه فلابد كركوك الحبيبة أيضا يوما يحتفل به أبناءها ويجمعون على المحبة والمودة والتآلف ولا أفضل من الثامن والعشرين من نيسان ليكون هذا اليوم المهم والأغر للكركوكيين الأعزاء. الحب والتقدير كله إلى كل من يضع لبنة في بناء العراق الواحد القوي، والخزي والعار للذين ارتدوا بثياب الخيانة والعمالة وأصبحوا آلة رخيصة بيد الأمريكان والصهاينة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |