|
نعلم جميعا بأنه عند نشوب سوء تفاهم بين شخصين في مجتمع ما، وعند دخول شخص ثالث لاصلاح البين يستوجب ان يكون محايدا غير منحاز الى طرف ما، وهكذا تنتهي المشكلة فتصلح العلاقة، وتعود الى سابق عهدها. هذه الحالة تصح عند تطبيقها لمستوى شخصين في مجتمع ما، فكيف عند حدوث مشكلة ما وسوء فهم وسوء تفسير بين شعبين وبين دولتين ؟ بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى قامت الدول الكبرى بتأسيس منظمة عصبة الامم وكانت من احدى اهداف الرئيسية لتأسيسها، ضمان استباب الامن والاستقرار والسلام الدائم في عموم العالم، ولكن ما لبثت ان قامت الحرب العالمية الثانية، ولم تتمكن هذه المنظمة من اثبات وجودها بين الدول . وبعد أن وضعت الحرب اوزارها تأسست منظمة الامم المتحدة على انقاض عصبة الامم، حيث كانت في مقدمة اهدافها نفس مقومات عصبة الامم . ولكن منذ تأسيسها ولحد الان لم تتمكن هذه المنظمة من فرض هيمنتها الحقيقية في العالم . فالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي وما افرزته من تلاعب تلك الدولتين بقرارات الامم المتحدة بين الموافقة واستعمال حق الفيتولصالحهما حولت المنظمة الجديدة الى منظمة مهزوزة لم تتمكن من فرض هيمنتها قط . حيث تتراكم في مكتبتها عدة قرارات اتخذت ضد اسرائيل ولم تنفذها لحد الان ومن ضمنها وجوب انسحابها الى حدود 1967 . وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انفردت الولايات المتحدة الامريكية واصبحت سيدة العالم، واصبحت القرارات التي تتخذ من قبل المنظمة مراعية لمزاج الولايات المتحدة الامريكية . واليوم نرى ضمنا هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على قرارات المنظمة وبالاخص ما لمسناه اليوم في تصريح السيد دي ميستورا قبل اشهر بأن تطبيق المادة 140 يجب ان تؤجل هذه المادة 6 اشهر قادمة . فقد تم رفض هذه التصريحات بكل قوة من قبل الجبهة التركمانية العراقية وجميع الاحزاب التركمانية والاسلامية عدا الكارتونية منها، فضلا عن بعض الشخصيات المرموقة منهم السيد اسامة النجيفي وغيره . ولم يكتفي السيد دي ميتسورا بذلك فأضاف في تصريح جديد بأن انتخابات 2005 هي مصدر لحل مشكلة كركوك، علما بأنه يعرف ويعلم تماما وبدون شك بأن انتخابات عام 2005 في كركوك كانت مزورة تزويرا علنيا! وهنا اقول ياسيد دي متسورا كيف تصرح بهذه التصريحات التي تتنافى ومبادئ الدستور العراقي اولا؟ انني افسر تصريحاتكم هذه بانه تصريحات قد ادليت تحت تأثير الاحزاب الكردية المدفوعة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وان كنتم تحت هذا التأثير لا يسعني الا وان اقول لك يا سيد دي ميستورا: انك بدلا من ان تحاول ترسيخ الامن والاستقرار والسلام في ربوع كركوك تجعلها قنبلة موقوتة وتشعل نار الفتنة الاهلية فيها مما يؤدي الى نشوب حرب اهلية تدمر المنطقة بالكامل! وان كنت على عكس ذلك، اذن انت لا علم لك على مبادئ الامم المتحدة لان العراق ليس تحت وصاية الامم المتحدة لتصرح مثل هذه التصريحات . وعليه اناشد السيد الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) ان يعيد النظر في صلاحية هذا الشخص ليكون ممثلا للامم المتحدة في العراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |