عندما يسأل المواطن الأمريكي رئيسه بوش؟
د. فيصل الفهد
fas_f2004@yahoo.com
الشعب العراقي وبسبب ما اصابه جراء الاحتلال الامريكي لبلاده لايعول كثيرا على ما يجري من هرج ومرج داخل الولايات المتحده الامريكيه لانتخاب رئيس جديد فقد تعودنا ان نسمع كلاما لطيفا من كل المرشحين قبل الفوز ولكن سرعان ما ينسوه وننساه بعد انتهاء أللعبه ألانتخابيه ولا يوجد رئيس أمريكي ( غبي ) يفرط بمصالحه ألشخصيه وجاهه ووجاهته وما يحصل عليه من صفقات ملياريه من اجل سواد عيون العراق او فلسطين او أفغانستان ولا يوجد رئيس أمريكي شجاع يقف بوجه شركات النفط والسلاح او لايظهر الولاء المطلوب للصهاينه...ومن يعتقد بخلاف ذلك فهو مع احترامنا وتقديرنا له (؟؟!!) وليس بعيدا عن هذا الموضوع ما صرحا به كل من المرشح اوباما والمرشحه هيلاري كلنتون من حرصهما ودفاعهما عن أمن الكيان الصهيوني بينما لم ينطق أي من كل المرشحين بكلمه واحده يمكن ان توحي بأن لديهم نيه لانصاف العرب في فلسطين او العراق او الصومال او السودان او لبنان وحتى أفغانستان.
ففي كل زوايا الولايات المتده الامريكيه تتلمس حجم وتيرة الصراع والتنافس بين الثلاثي ( الديمقراطيان هيلاري كلنتون واوباما والجمهوري ماكين ) المرشحين لسباق المارثون الانتخابي وصولا للبيت الاسود الامريكي ولم تترك الخيول الثلاثه شارده او وارده الا ووظفوها على حساب بعضهم البعض لاسيما المعركه الشرسه بين هيلاري واوباما وتقف قضية احتلال العراق في مقدمة القضايا المفصليه التي يحاول الثلاثه التلاعب في الالفاظ فيها لاستغلالها مقدمه لتمهيد مزاج الرأي العام الامريكي للتعاطف مع هذا المرشح على حساب منافسه لاسيما وان المنافسه في الاخير ستكون بين المرشح الجمهوري ماكين والفائز من المرشحين الديمقراطيين .
ويعتقد كثيرون من المتابعين ان الشعب العراقي شغوفا في متابعة حلبة الصراع على الرئاسه الامريكيه القادمه املا في حصول معجزه قد تعيد العقل الى من فقدوه لينهوا مأساة سبع وعشرين مليون عراقي ذاقوا الآمرين من الاحتلال الامريكي..... والحقيقه التي لايعرفها هؤلاء وغيرهم ان العراقيين لايكترثون بهذه المسرحيات ولايهمهم كثيرا ان يأتي جمهوري او ديمقراي لعدة اسباب وجيهه في مقدمتها :
أولا ان العراقيين لم يعد لديهم شئ يخشون ان يخسرونه لانهم تعرضوا لكل شئ من القتل والتعذيب والتهجير والحرمان والفقر والمرض وكل الكوارث على يد المحتل وعملائه هذا عدا خسارتهم الكبيره عندما خسروا وطنهم ولذا ينطبق عليهم المثل العربي ( المبلل لايخاف من المطر).
وثانيا ان العراقيين يعلمون جيدا وعبر التجربه ان الحزبين الامريكيين الجمهوري والديمقراطي وجهان لعمله رديئه واحده وهما يمثلان مصالح الشركات العملاقه ( لاسيما شركات النفط والسلاح) وليس في نية أي من المرشحين انهاء مأساة ومعانات الشعب العراقي لان احتلال العراق كان وسيبقى لهدف خطير هو السيطره على النفط اضافه الى حماية الكيان الصهيوني واشير هنا الى قضيتين مهمتين الاولى تتعلق بهدف احتلال الامريكان للعراق بسبب النفط حيث علق احد الخبراء الامريكان ( من العقلاء ) على اكاذيب الرئيس بوش حول مبرراته لاحتلال العراق حيث قال هذا الخبير ( لو كان العراق ينتج فجلا هل كنا سنحتله ؟! اننا ذهبنا من اجل النفط )...
اما موضوع حماية الكيان الصهيوني فالكل (يجب ) ان يتذكر قرارات مجلس الامن الذي حدد العراق بانتاج صواريخ لايزيد مداها عن 250 كيلو متر بعد عام 1991 والسبب هو ان لايكون لهذه الصواريخ قدره في الوصول الى الاراضي التي يحتلها الصهاينه في فلسطين خصوصا بعد تجربة رشق الكيان الصهيوني لاول مره في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ب (43 ) صاروخ عراقي الصنع علما ان العراق كان لديه ترسانة صواريخ بعيدة المدى ( صناعه عراقيه 100% ) يصل مدا انواع منها الى اكثر من 1800 كيلو متر ولذلك فان اول من استخدم هذا السلاح الفعال ضد الصهاينه هو الجيش العراقي منذ عام 1991 أي قبل حزب الله بخمسة عشرة سنه علما ان كل التكنلوجيا الامريكيه من طائرات (U2 ) الى الاواكس الى اقمار التجسس لم تتمكن من ضرب منصة صواريخ عراقيه واحده وهذا ما اصاب الصهاينه والامريكان بكثير من الرعب انعكس لاحقا على استغلال مجلس الامن لاصدار قررات دمرت بموجبها كل ترسانة الصواريخ بعيدة المدى ومفيد هنا الاشاره الى ان الامريكيين وحلفائهم دمروا قبل اجتياح العراق بشهرين كل الصواريخ التي مداها 250 كليو متر كي لاتستخدم لضرب قواتهم الموجوده في قصبة الكويت والمعلومه الثانيه ان عملية احتلال العراق استغرقت اكثر من12 سنه حيث تعرض العراق الى ابشع حصار جائر في التاريخ ثم تدمير كل ترسانته العسكريه والمنشآت التي تنتج السلاح وفرض حظر على توريد أي سلاح للعراق وتعرض كل الاراضي العراقيه لاسيما العسكريه من الدفاعات الجويه والمصانع لقصف يومي استمر من 1991 الى الان ومن هنا فالعراق اضعف عسكريا واقتصاديا عدا مؤامرات الدول المجاوره وفي قدمتها ايران والانظمه العربيه المواليه لامريكا...
ان اسباب ذكرنا لهذا الجانب هو اجابه لسؤال طالما يردده البعض من ان الجيش الاقي لم يصمد سوى عشرين يوم والحقيقه ان العراق شعبا وجيشا صمد لاكثرمن 12 سنه وليس عشرين يوم وليأتي لنا احد ويعطينا مثل او دليل على صمود شعب وجيشه مثلما فعل العراقيين.
ورغم ما اشرنا اليه ولاغراض انتخابيه يحاول المرشح الديمقراطي الملون باراك اوباما ان يجسد "طريقة جديدة في تعاطي السياسة". لانه يعلم ان معظم الناخبين الامريكيين غير مسيسين ولا يفقهون شئ بالسياسه ويجهلون الكثير مما يجري في بلدهم والعالم ولهذا فأن اوباما يفهم مع من يتكلم وبأي مفردات ولهذا يأسرهم خطاب اوباما الملئ بالحماس وصفاته الكاريزماتية التي تشكل نقطة قوته لا سيما بين الشباب. حيث يعتقد هؤلاء انه شيء جديدا لم يرو مثيل له في السابق.
وتقع الحرب في العراق في صلب الحملة الانتخابية التي يخوضها المرشحان. ومع مرور الايام الثقيله على المرشحين تشتد المواجهة لاسيما بين جون ماكين وباراك اوباما في السباق الى البيت الابيض في موضوع الحرب في العراق، اذ يتهم سناتور أريزونا ماكين (71 عاماً) الذي بنى حملته الانتخابية على دعمه للحرب في العراق خصمه الديموقراطي بانه سيترك العراق ساحة مفتوحة للقاعدة بدعوته الى الانسحاب منه وبان نظرته للمسألة العراقية تتسم بـ"خجل اليأس" بدل "جرأة الأمل"
ويضيف ماكين "ان اوباما بعد سحب القوات الاميركية من العراق سيحتفظ بحق التصرف اذا ما اقام تنظيم القاعدة قاعدة في العراق. فهل يجهل اوباما ان القاعدة موجودة على الدوام في العراق وان عسكريينا يقاتلونها بنجاح كل يوم وان سياسة الانسحاب من العراق ستشجع القاعدة وستضعف بلادنا؟".
ويرد اوباما بالحدَّة ذاتها مؤكدا "لدي انباء (لماكين): لم تكن القاعدة موجودة في العراق قبل ان يزجَّنا جورج بوش وجون ماكين في حرب ما كان ينبغي اطلاقا السماح بها او خوضها".
ويتابع "يحلو لجون ماكين ان يقول انه يريد مطاردة (زعيم القاعدة) اسامة بن لادن حتى ابواب الجحيم، لكن كل ما قام به حتى الان انه لحق بجورج بوش في حرب غير مؤاتية في العراق كلفتنا الاف الارواح ومليارات الدولارات واعتزم وضع حد لها حتى نتمكن من مطاردة القاعدة فعلياً في أفغانستان وفي جبال باكستان كما كان يجدر بنا ان نفعل منذ البداية". ويؤيد ماكين منذ البداية استراتيجية تعزيز القوات التي اعلنتها ادارة بوش في كانون الثاني 2007 رغم علمه ان التأييد الشعبي للحرب كان وسيبقى متدنياً الى اقصى حد وكان هذا التأييد يهدد فرصته في الوصول الى البيت الابيض . وكان تطور فرص هذا البطل السابق في حرب فيتنام ملازماً لتطور النزاع في العراق، فبعدما بدا على وشك الخروج من السباق الصيف الماضي، عاد واحرز تقدماً تدريجياً بموازاة اكذوبة تحسن الوضع الامني في العراق.
اما اوباما، فجعل من الحرب في العراق منذ العام 2002 محور ترشيحه معتبرا انها تؤشر الى قدرة على تمييز الامور يتفوق بها على منافسته هيلاري كلينتون التي صوتت لصالح الحرب في تشرين الاول 2002.وهو يدعو اليوم الى سحب القوات القتالية تدريجياً خلال العام 2009 بموازاة بذل مجهود دبلوماسي لمنع العراق من الغرق في الحرب الاهلية، ولكن مع الاحتفاظ بحق التدخل مجددا "بالارتباط مع جهود دولية اوسع نطاقاً" عند الاقتضاء لمنع وقوع "ابادة او مجزرة على نطاق واسع".( كما يعتقد ) وهو يشدد في خطاباته الانتخابية على ان ماكين تحدث عن ابقاء العسكريين الاميركيين في العراق مئة عام.
ولا تظهر بوضوح وطأة الحرب في العراق في المرحلة الراهنة من الحملة الانتخابية اذ اشارت استطلاعات الرأي الى ان الوضع الاقتصادي يتصدر بفارق كبير هموم الناخبين.
ان الامر الذي لايختلف عليه اثنين هو ان الرئيس القادم ايا كان جمهوري او ديمقراطي سيرث وجود 200 الف جندي في العراق، دون ان يكون لديه اية خطة محددة واضحة المعالم بشأن ما يفعله تجاههم. هذا الشيء ورد كخلاصة لتقرير اعده ديفيد بتراوس القائد العسكري الأميركي الاول في العراق وكان بترايوس يفكر بسحب اعداد من القوات الامريكيه لاسيما التي ارسلت اخيرا بحيث يصبح عدد القوات الأميركية، في العراق مساويا لما كان عليه قبل الأخذ بسياسة التصعيد التي تفتقت عنها عقلية الرئيس بوش، الاان اوضع الامني الهش الكاذب جعل بوش يأخذ بتوصيات بترايوس الاخيره في شهادته امام الكونغرس حيث اعلن التوقف بعدها عن سحب اي مجموعات اخرى .
لقد كانت شهادات القائد العسكري بتراوس والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر تكرارا لما سبق ان قالاه من قبل وهو ان كان هناك عام ناجح من المنظور العسكري جاء بعده ذلك الشلل الذي تعاني منه الحكومة العراقية التي فشلت في تحقيق اي انجاز حقيقي في مجال جلب الأطراف العراقية نحو تسويات وحلول وسط تكون مقبولة فكل طرف وخاصة الأحزاب المشاركة في الحكومة العميله تصر على مواقفها في الوقت الذي يغرق الجيش الأميركي في مستنقع العراق بشكل مفزع ومتزايد . والمواطن الامريكي يسأل ادارة بوش ومن يدافعون عن استمرار هذه الحرب الكارثية ثم ماذا بعد؟
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب