|
في ذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري (ع) الحياة عند قبيلة ( البوشمن) في افريقيا إما وليمة أو مجاعة كما يقول ديورانت وأضيف الى عشيرة البوشمن ممثلي عشائرنا في برلمان بغداد لقد عاشوا المجاعة وذاقوا مرارتها فلهم الحق في الوليمة ولا عتب . ولكنك سيدي ابا محمد عشت الحرمان وأبيت الشبع وساقية من العذب تقطرها أناملك وعصاك تحفر الارض فتشبع سائلك. يدعك الدعي المعتمد بغير الله في سجنه ليأمن هاجسه منك وانت الأمن كله فيخشاك لقربه منك ثم يقتلك. كلماتك للمؤمنين تفسر كل الاحداث وانت تخط الخطى الى مركز شرطة سامراء لتسجل الحضور كل إثنين والخميس (لا يسلّمن عليّ أحد ولا يشير إليّ بيده ولا يوميء أحدكم فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم إنما هو الكتمان أو القتل فأبقوا على أنفسكم ) سيدي تحذرنا من القتل المجان فلا نأبه بوصاياك ونفهم شعاراتنا ( لو قطعوا أيدينا والرجلين نأتيك زحفا سيدي يا حسين ) بمواكب اللطم ومسيرة المليون جائع الى كربلاء وإن عطلنا الأسواق وكل شيء لأسابيع في زمن الخراب والقتل المجان وأشغلنا الشرطة لحماية المواكب شهرا ليستعد الإرهاب إستعدادا من دون رقيب ، سيدي الجرح عميق عميق والحدث خطير خطير فعذرا إن تسترنا بالصمت وكممنا الأفواه كعادتنا ومنعنا إختراق حاجز الصوت كي لا يفيق النائمون التعبى . سيدي المدنيّة في مناهجكم وكلماتكم كما قال جدك الأعلى أمير المؤمنين ع ( إن ها هنا لعلما جما لو كان له حملة أو وعاء ) وقال جدك الأدنى ابا عبدالله الصادق ع ( ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا ولو سمع الناس محاسن كلامنا لأتبعونا) فأسمعناهم النعي بدل الوعي وأكتفينا . فما أبعدنا مسيرة من فقهكم في الدعوة ومناهجكم في الإعداد لقد أعطينا صورة لا تليق بمقامكم وأهدافكم . ألم يقل مجاهدونا قبل قرابة قرن لما رأوا الطائرات البريطانية تزمجر وتضرب بقنابلها كتائبهم شعارهم المعروف ( متعجب خالقله بعيرة ) وفي الطريق سلبوا حمار السيد الحيدري وسجادة صلاة مقلديهم بحجة أن القرية التي أمامهم من أعدائهم وهم من مقلديه فلا بد أن يسلم لهم السجادة هذه الثقافة لم تتطور الى مدنية راشدة حتى اليوم فلا زال العمل جاريا بنمط وشعار جديد والممثل من المثل والبرلمان والحكومة من كتائب المجاهدين. هي الإمامة والبحر والعطاء ، كان علي ع في المقدمة والجراحات على واجهة جسمه وفي كربلاء تضحية لم يشهد مثلها التاريخ ولن، سيدي قبضتم أيديكم من العطاء ان تأخذ حقا لكم متأسين بفقير أمتكم وبسطموها على حبه لكل قانع او معتر تطعمون بها المسكين واليتيم والأسير سيدي أصبحنا لا نرحم الرحم القريب ونستقرب البعيد لا نعطف على ايتامنا وفي كل يوم منهم جيش جديد بفضل إصرارنا وإصرارنا عنيد نقاتل بعضنا بعضا نتجالد بيد من حديد نتفاهم مع الشيطان ولا نتفاهم بيننا أصبحنا عدو أنفسنا نتآكل لنؤكل وعهده قريب أصارحكم فاليوم الصدر وغدا انتم هكذا تكون ضربة المعلم واما القانون فمن يعزفه جيدا وقد فشلتم؟ سيدي في يوم ذكراك الأغر كعادتنا في كل عام نجتمع لإحياء المناسبة ولا أدري إن كنت تسعف حالنا فالذكريات أيام مضت وبقيت آثارها عمارة أو خرابا. وذكرياتنا كثيرة كيف نتعامل معها ؟ أهي تقليد سنوي نحييها بإجتماعنا المتواضع ساعة ثم نطوي سجلها الى لقاء آخر نكرر فيها الكلمات والقصائد، أم هي مراجعة لتقريرنا السنوي عن حالة الإتحاد وعن الخط البياني لنشاطنا الاجتماعي والفكري والاقتصادي والسياسي وعلاقاتنا المترامية داخلية وخارجية. في القريب شهدت مناسبتين كانت الأولى في ولادة الرسول الأكرم ص والثانية للذكرى السنوية لإستشهاد السيد محمد باقر الصدر رض كانت الأولى شكلية الى حد بعيد وما كانت الكلمات والقصائد تطرق آذان الحضور إلا من أرنب سمعيه بكفيه لطبيعة التنسيق غير الناضج بين الصوت والصورة والحضور ولم تكن القاعة مناسبة مع مقام صاحب الذكرى الرسول محمد ص وربما كانت القاعة ملهى للمناسبات المختلفة والغناء الإثم وشرب الإثم قبل أيام فالقاعات هنا للإيجار ومن دفع فاتورة الكراسي والمناضد والمسرح كائنا من كان، ومن العاملات السافرات من يقدمن الوجبات لضيوم محمد ص كانت إساءة لمقام الرسول ص وإذا كنا قد إنتقدنا في حينه وفي جانب المجلس عينه البرنامج هناك فقد أحسست الألم وإستشعرت طوال الليل وإن كنت أعتقد جازما بأنها كانت غير مقصودة أبدا ولم يخطر في بال الاخوان ما يدعوهم الاستغناء عن القاعة ببديل وإنما أو ربما كان السبب في الإختيار هو فائض من المال بدا ينموا بعد سقوط النظام كان يبحث عن مصرف له ، أو كان إجتهادا رجاء تلميع المناسبة عبر الخروج على المألوف ، وقد ثبت أن مساجدنا هي الوحيدة التي تستطيع أداء هذا الدور بروحانية المناسبة . نأمل أن يحال الأمر الى إجتماعاتنا العراقية الموحدة لإتخاذ ما يلزم في المستقبل. أما الإحتفال الثاني فكان في القاعة المجاورة أمامكم وكانت القصيدة والكلمة والنعي هذا الثالوث الألفي الذي لا نمل من تكرار محتواه الى يوم القيامة كان الشكل والمضمون إلا أنها إمتازت وعكست رؤية تاريخة عن تصوير السيد الصدر بان العلاقة معه حكر لمجموعة من المثقفين فلزم التخصيص والتحجيم في إطار ندوة لقد كان محاصرة للصدر كما يحاصر اليوم مدينة الصدر في بغداد فعلا وكنا توقعنا ان يكون الحديث عن مناقشات لرد الإشكاليات الموجهة الى الإسلاميين الشيعة بالخصوص لتشابه موقفهم من حكومة فيشي حسب الإتهامات. ألا يستدعي هذا الفوران البطولي بمعية الطيران الأمريكي في قصف المناطق الآهلة وتجويع السكان والعقاب الجماعي لشعب بالملايين بذريعة تطهير الخارجين على القانون وتفضيل القاعدة عليهم وهو ما لا يستساغ البتة مع إدانتنا لكل التصرفات المخلة بامن الشعب العراقي مهما كانت صغيرة من مناقشات للمثقفين في المساجد والندوات نعم كانت المناسبة استذكارا للسيد الشهيد الصدر ولكن تحجيم الصدر في كتبه إجحاف كبير كان السيد الشهيد دولة وأب وقائد ومفجر ثورة كما أسلف الجميع فأين أبوته في عراق اليوم وهل لو كان السيد الشهيد حيا قبل هذا الوضع أو وافق على الوثيقة المزمع عقدها كمعاهدة أو إتفاقية أمنية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية بشروطها المطروحة وهي لم تدخل العراق إلا محتلا في إطار إستراتيجية الطاقة وأمن سرائيل وأين هي من معاهدة برتسموث يوم خرج الطلاب ونددوا بها واسقطوها والحكومة معا بعد ان فتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتل وجرح مجموعة منهم على الجسر في بغداد جسر الشهداء، ان كتابات السيد الصدر في محتواه الأساس إستهدف تشكيل الدولة فبدأ ببناء أسسه الفكرية والفلسفية والإقتصادية وإذا كانت الدولة إقتصادة وإدارة فقد عناها السيد الصدر رض الى النهاية وبذل كل جهوده بإخلاص قل نظيره وبذل حياته كلها لخلاص الشعب العراقي فلماذا بخلوا عليه الواقع فلم يفتخر مفتخر أن واقعا ما هو لمسة من لمسات بناء السيد في الكيان العام للدولة والمجتمع والمؤسسات بعد سقوط النظام وإشراف العمامة وكأن قدر هذا العظيم من قدر تلك القمة الشماء قدر علي ع في الأمة. ولماذا تورث العناوين وشأن العوائل ولا ورثة للصدر. فنحن اليوم أمام إشكالات كثيرة تطرأ كل ساعة ويوم ولا نستحضر شهادة تحسم الأمر للحق . لقد أصبحنا في زمن الأزمات والحيرة سيدته . كانت الحاجة الى مناقشات وردود مقنعة على قضايا تخص التاريخ والمبادىء كان السيد الشهيد يقاتل بقلمه وفكره العملاق وبحركة إسلامه العزيز كل المدارس المادية والأفكار الضالة والمناهج الإلحادية بينما نقرأ اليوم رسالة التهاني تصل الى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي في يوم تأسيسه الرابعة والسبعون . لا زلت لم أصدق ولكني لم أقرأ النفي ولا أدري إن كان هذا من مستلزمات كسب الأصوات والحكم ام تقية ولماذا لم يفعلوها في المعارضة وكانت الحاجة أشد أم هو شكل من أشكال التحول أم تمرير لإجتياز مرحلة يتم التنكر عليه بعد حين مع أن الصدر لو كان حيا ما تنكر على صدقه في علاقاته حتى مع اعدائه. ام ان الرسالة كانت بمثابة إعتذار من الحزب الشيوعي على ما أداه قلم السيد الشهيد الصدر من أضرار بالغة وتسخيف للمبادىء الشيوعية في العالم والعراق بالخصوص كانت الحاجة اليوم أشد الى مناقشات وتوضيح للمواقف عن معارك البصرة والشعلة والكاظمية ومدينة الصدر لأن معظم هؤلاء النواب والوزراء أصحاب الولائم في يوم جوعة الشعب قد صعدوا بأصواتهم من أجل الخدمة لهم وطرد المحتل فعادوا يعقدون إتفاقيات أمنية طويلة الأمد من دون حساب لنفس المحتل الطويلة التي ستسقطهم واحدا بعد الآخر . مجتمع يعيش دون خط الفقر تفتكه الأمراض والجوع والخوف تحصدهم المفخخات وعبوات القاعدة في الأسواق والمحلات. بلد يعاني البطالة وتسد على أبنائه القوات الفدرالية العراقية مع القوات الأمريكية الصديقة منافذ الحياة والطائرات العمودية للمحتل تستهدف كل حركة تراها مشبوهة كما رأتها مرتزقتهم في ساحة النسور فقتلت المارة العراقيين بدم بارد في شوارع بغداد ومن دون وازع يمنعهم من إرتكاب الجريمة لأنهم يتمتعون بحصانة ما لا يتمتع بها رئيس الدولة في العراق، ومع إنزعاج العراق ورفضه ورغما عنها جددت الخارجية الأمريكية عقدها مع (البلاك ووتر) لسنة أخرى وبعد أن وصفتهم الحكومة العراقية ذات السيادة بالمجرمين وأي سيادة وقانون في العراق يحاكي مصالح الشعب وأمنه . عقوبة جماعية محرمة دوليا وحصار تندد به مبادىء حقوق الإنسان وموت بطيء يسري للجميع في ظل حياة بائسة لم توفر الدولة للمواطنين فيها ماء الشرب النظيف من دون أن يتوقف مقتل العشرات يوميا بفعل القاعدة التي ربت بفعل الإحتلال، فكم من شيخ وطفل ومريض يلقى حتفه جراء هذا التدبير الطائش نتيجة شحة الدواء والغذاء وسيطرة الرعب على الناس تعيشه الملايين في مدينة الصدر بحجة محاربة الخارجين على القانون وحفظ هيبة الدولة وكأن القانون كتاب مقدس لا يمسه الا المطهرون من ميليشيات البشمركة . فيا لجزاء سنمار. وفي هذه المناسبة الميمونة في ميلاد الإمام العسكري نقف لحظة تأمل لرؤية جديدة وتجديد لرؤية لعلنا نصيب فنلتقي مع الذكرى في إيحاءاتها وتجلياتها وعمقها المدني لنتعرف على الطريق ( أريد ان اعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية الى المدنية ) فولتير خطوات سارها صاحب الذكرى وسيكملها ابنه المهدي عج حتى يملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فسلام عليه يوم ميلاده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |