عبدالجبار الجبوري/ كاتب وإعلامي عراقي

abjaljaboori@gmail.com

أثارت التصريحات الوقحة للسفير الإيراني في بغداد (حسن قمي) حفيضة العراقيين ومنهم رسميين مثل موفق الربيعي مستشار ما يسمى الأمن القومي العراقي الذي اعلن ان إيران تريد ان تكون في بغداد حكومة شيعية تابعة لإيران ولاية الفقيه وانها تتدخل في صنع القرار وجميع شؤون الدولة في العراق بل وتسّير حكومة المالكي كما تريد بأوامر من الخامنئي كما انها تشرف على تدريب وتسليح الميليشيات داخل المعسكرات الإيرانية لتنفيذ عمليات اغتيالات وقتل وتصفيات في العراق مستهدفة رموز العراق الوطنية، كما أثارت تصريحات هذا (القمي) رموزاً وطنية في العراق من احزاب وتيارات وكتل برلمانية وآخرها ما صرح به الشيخ علي حاتم السليمان شيخ عشائر الدليم في الانبار وعضو مجلس صحوة الانبار مهدداً بقصف السفارة الإيرانية في بغداد وطرد هذا السفير الوقح منها، لكن في المقابل لم نسمع أي ردّ من الناطق الحكومي علي الدباغ على هكذا تصريحات وهذا دليل على قوة النفوذ الإيراني على (حكومة المالكي) ورهط ادارته فيما أعلن جلال طالباني رداً على سؤال أحد الصحفيين وبكلمات خجولة ومخجلة بأنه سيرسل على السفير ويستوضح منه هكذا يردّ الأذلاء على تصريحات سافرة وكأن صاحبها هو المندوب السامي الإيراني والحاكم الفعلي للعراق وليس سفيراً، علماً بأن هذه التصريحات جاءت متزامنة مع الفشل الذريع الذي نتج عن مؤتمر دول جوار العراق في الكويت خاصة فيما يخص اسقاط الديون المترتبة على العراق ورفض الدول العربية ارسال سفرائها إلى بغداد حتى يتم اعادة الأمن والاستقرار واجراء مصالحة حقيقية وتحديد جدول زمني لخروج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، وفي المقابل ايضاً ازدياد وتيرة المقاومة العراقية في مواجهة الاحتلال الأمريكي وزيادة العنف والتردي الكبير في الوضع الأمني في كافة مدن العراق والفشل الظاهر في أداء حكومة المالكي في معالجتها للفساد الاداري ولجم الميليشيات الطائفية وايقاف اعمال القتل والاغتيالات والتهجير وتوفير الخدمات الاساسية لحياة العراقيين وهكذا تتخبط الحكومة في أدائها يشاركها مجلس النواب ومجلس الرئاسة فكل طرف من هؤلاء في واد والشعب الذي يريد التحرير والاستقلال في واد آخر، والدليل على ذلك ان (رايس) في زيارتها الاخيرة لبغداد قد طلبت العمل الجاد في اجراء المصالحة الوطنية وطالبت من الدول العربية ارسال سفرائها في إشارة لانقاذ حكومة المالكي التي ادخلت رأسها في (عش الزنابير) في معاركها في البصرة ومدينة الصدر والكاظمية والناصرية والكوت والديوانية لمواجهة (جيش المهدي) التابع لمتقدى الصدر الأمر الذي جعل من هذه الحملة التي سميت بـ(صولة الفرسان) أضحوكة للعالم حيث هرب الجنود والضباط وانقذ جيش (بترايوس) من الموت المالكي ووزرائه في البصرة ابان المعارك هناك التي اخذ (على حين غرة) هو ووزرائه هناك ومازالت اصداء فشل الحكومة في مواجهة الميليشيات التي احتضنتها (الحكومة) ومازالت تحتضنها في مفاصل الجيش والشرطة والاجهزة الأمنية وعلى من تقرأ مزاميرك يا داود وتقول بأننا نقاتل الخارجين عن القانون، أليس هذا ضحك على ذقون البسطاء وتسطيح لأفكار العراقيين الذين يدركون أن الحكومة هي من يرعى الميليشيات وان الميليشيات هي من يوقف الحكومة على رجليها والا كانت الحكومة في مكان آخر من العالم وتصريحات (قمي) تؤكد هذه الحقيقة، وتدحض قول الحكومة بأنها ذات سيادة فأين السيادة في بلد تحكمه ميليشيات ويحكمه سفراء إيران وامريكا وبريطانيا ولا وجود للسيادة على ارض الواقع، الحكومة تكابر بقرون من طيف كما يقول المثل العراقي وتدس رأسها في رمال العراق المتحركة كنعامة أضلّت الطريق .. تصريحات قمي وغيره تفضح تبعية الحكومة لإيران وولاية الفقيه في إيران ودليلنا ما حدث مؤخراً في البصرة وكيفية ايقافها من قبل ملالي طهران بعد ذهاب (علي يزدي) نائب (المالكي) وتفاوضه مع مقتدى الصدر برعاية قاسم سليماني مسؤول فيلق القدس الإيراني في العراق ... السؤال هنا هل تتوقف تصريحات المسؤولين الإيرانيين وتدخلات إيران في شؤون العراق .. الجواب كلا .. لأنّ من صنع الحكومة في العراق هي إيران .. وإيران تحصد ما زرعته ولو على حساب الشعب العراقي شعباً وحضارة وتاريخاً ولو إلى حين حتى باذن الله بنصر قريب وبشر الصابرين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com