|
اعترف اني لا احبذ المشاركة في المؤتمرات الصحفية التي تعقدها هذه الجهة او تلك، رسمية او غير سمية او تحت اية تسمية كانت برغم انها جزء من عملي كاعلامي، لكنها الجزء المظلم كما ارى، فهي في نظري لا تعدو ان تكون طريقة (بلت) بعد ان كانت مبتكرة في الاعلان عن الوجود والراي، بل وحتى التوجيه، فكريا، مع ان بعضها يسمح بطرح الاسئلة خارج السياقات التي يتوافق عليها الطرفان الداعي والمدعو، شرط الا تكون (محرجة) والداعي الى المؤتمر هو اما جهة او حزب او حكومة او دائرة اومؤسسة او شخصية سياسية او ثقافية اوفنية او حتى ارهابية، كما هو حاصل في السنوات الاخيرة حين صار الارهاب مؤسسة لها صوتها الاعلامي ايضاً، والمدعو هو الاعلامي، والاول يريد تسويق بضاعته والثاني لملء فراغات فضائيته مشاهد وزمنا ـ او في صحيفته مساحة، او يتقاضى المقسوم، لكنني اعترف ان بعض هذه المؤتمرات وهي نادرة، ويمكن بنفس الندرة ان تخرج على هذه القواعد لاسباب خارجة حتى على منطقها، فتخلق مشهدا جدليا يفرزحدثا قد لايتوقعه الطرفان، لكنه مع ذلك يخدم كليهما، وهذا هو ما حدث معي فعلا حين حضرت المؤتمر الاسبوعي الذي يعقده المركز الاعلامي المشترك في المنطقة الخضراء، الاحد الماضي 27 نيسان وحضره اللواء قاسم عطا – الناطق باسم خطة فرض القانون – والادميرال دريسكول الناطق باسم القوات متعددة الجنسيات، فقد رفعت يدي مرارا احاول طرح سؤال غاب عن الجميع او تجنبوه لهذا السبب او ذاك، ولو كان طرح لما رفعت يدي طالبا حق السؤال، لاني كنت ساكتفي بالاجابة التي كنت اتوقع (مخطئا او مصيبا) انها ستحمل بطريقة ما خارطة تهرب من اجابة اعرفها قبل ان اسال عنها، لكن اللواء قاسم عطا مشكورا منحني فرصة توجيه السؤال، وبدلا من ان يمنحني الاطمئنان على خيبتي التي غفوت عليها مسبقا، ايقظني باجابته غير المتوقعة، التي تحمل الصراحة كلها والصدق كله، ليخرج العراق كله، حكومة ومؤسسات دولة عن صمتها الذي طال وكان سؤالي يدور حول التدخل الايراني في الشان العراقي وعما اذا كانت هناك ادلة عثرت عليها القوات العراقية تثبت تورط النظام الايراني في احداث البصرة وبغداد؟؟ جواب اللواء قاسم عطا على سؤالي تداوله الاعلام المحلي المستقل كما هو والاعلام العالمي ايضا، واجمع الكل ان الحكومة العراقية خرجت بهذا الجواب على صمتها، وعلى غض الطرف الذي مارسته طويلا تجاه سلوكيات النظام الايراني في الساحة العراقية التي باتت من العلن بحيث انها لم تعد خافية حتى على اطفالنا، وحين كتب الاستاذ اسماعيل زاير افتتاحيته الرائعة في الصباح الجديد التي يراس تحريرها عن المندوب السامي الايراني الذي تجاوز حجمه وحجم سفارته في بغداد، وحين ذكر الجنرال باتريوس في حديثه الى الكونغرس الاميركي ان التدخل الايراني طويل الامد والذي ياخذ شكلا دمويا في العراق، واحد من اهم اسباب عدم استقرار العراق، وحين قال لي شخصيا الادميرال دريسكول في حوار اجريته معه ونشرته جريدة الصباح الجديد نهاية آذار الماضي، ان لدى القوات متعددة الجنسيات، ادلة موثقة حول تدخل ايران في الشان العراقي وبطرق ارهابية وتدميرية وسمى قوة القدس الايرانية التابعة للحرس الثوري باسمها وحذرها من ان قواته في العراق، ستلاحقها بعنف وشدة وباستمرار وان قواته القت القبض على عدد من عناصرها وممن دربتهم من المرتزقة المحليين والعملاء وادخلتهم العراق لتنفيذ عمليات ارهابية ضد الابرياء، وقد نفى بصلف، النظام الايراني، وبوقاحة، تلك الاقوال وتحدى السفير قمي واشنطن، وهو احد ضباط قوة القدس الارهابية ان تقدم دليلا على اقوالها، مطمئنا الى الصمت العراقي صمت اصحاب الدار الادرى، وكان ذلك الصمت اشد ما يؤلمنا ويحز في نفوسنا نحن العراقيين، وكم كنا نتمنى ان يلقم هذا القمي الارهابي حجرا عراقيا رسميا، ليخرس ويكف عن تحدياته وان كنا نعرف انه لن يكف، ولكننا كنا نريد ان يتم ذلك ولو للتاريخ، ومن هنا كان سؤالي للعراقي قاسم عطا، ومن هنا جاء جواب العراقي قاسم عطا ... اي نعم .. ان ايران تتدخل في الشان العراقي وبطرق دموية ولدينا وثائق على ذلك، فما راي السيد السفير الايراني الان؟؟ لقد تكلم صاحب الدار ولو متاخراً، لكنه خرج عن دائرة الصمت وهو ليس اميركي ليكذبه، بل عراقي ويحمل رتبة عسكرية عراقية رفيعة وهو الناطق باسم خطة فرض القانون، اي انه لسان حال القوات العراقية كلها، فهل سيتحدى السيد السفير قاسم عطا ايضا؟. ليس لدي ما اقوله بعد لك ياسعادة السفير، اكثر من انك واهم بمن حولك وبمن زينوا لك استمرار ممارسة دور المندوب السامي الايراني والتنكر بالاقنعة التي تظن انك تخفي بشاعة وجهك بها عن اعين العراقيين، ولست نادما ان اكتب مثل هذه الكلمات التي لم يعتدها قلمي عن احد لكنها معك تبدو واجبا وضرورة لانها تكشف حقيقتك، ولانك نسيت ملامح العراقي الذي اجبر نظامك على تجرع كاس السم والقبول بالسلام بعد ان رفضه ثمان سنوات اكلن الاخضر واليابس في حرب احمل نظامك وزرها اضعاف ما احمل نظام الدكتاتور الراحل، واريد ان اخبرك همسا وبصوت عال ان تلك الملامح سوف لن تفارق مخيلتك وستلاحقك حتى في احلامك حتى اذا غادرت العراق وستفعل ان لم يكن اليوم فغدا مرافقا باللعنات، ان لم ترافق بغيرها، نعم ستطلع لك ملامح العراقي الذي جرعك السم من ثنايا كوابيسك مع انك تنام في غرفة مصفحة محصنة تحت الارض بسبع طوابق وفي سرير مصفح محصن، وببدلة نوم مضادة للحريق والرصاص والبلل و... وتصحو كل ثانية خوفا من ان يطلع لك عراقي من ثنايا تلك الكوابيس، وانصحك ان تقرأ افتتاحية الاستاذ اسماعيل زاير الجديدة وهو يستدعي جواب اللواء عطا في مواجهة انكارك وتحديك الاجوف واكاذيبك، بعنوانها الصارخ السخرية... النصيحة .., النصيحة .. ياسعادة السفير قمي!!! فهي في الاقل تمنحك فرصة للتفكير وتلكم هي حكمة الاستاذ زاير، اما انا فلا امنحك الا الخوف الذي تريد زرعه في ارضي وانا محق لاني ارد لك بضاعتك، وربما فعل اولادي ما هو اشد فقد باتوا اليوم رجالا اكبر بخمسة اعوام من يوم فتحت لكم منافذ بلدي وكانوا غافلين او صغارا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |