بسم الله الرحمن الرحيم                                  

الجزء الأول

إن مشكلة العلاقات الاسرية في عصرنا الحاضر ليست من السهولة اوالبساطة بحيث تحل بملء بطاقات الاستفتاء من قبل الاولاد والبنات او عقد الندوات من النوع الذي راينا وسمعنا واطلعنا على مستواه الفكري , ولم تحل في بلادنا ولا حلها الاخرون حلا واقعيا .

فالذى كان اساس نظامنا الاجتماعي , وقاعدة الحياة الزوجيه الواقى من اتباع الشهوات وتزلزل وضع الانسان والقانون الاخلاقى الذى اخرجنا من الوحشيه الى الحضاره , وآداب المعاشرة كل ذلك شملت عادات وصور حياتنا وتفكيرنا .

والآن ونحن فى هذا القرن تصل الى آذاننا آهات المفكرين الغربيين من تفكك الاسرة وضعف اسس الزواج , من تخلى الشبان عن قبول مسؤولية  الزواج :

·       من تقلص علاقة الابوين وعلى الأخص علاقة الام بالطفل .

·       من ازدياد حالات الطلاق .

·       من الزيادة المقرفه للاطفال غير الشرعيين ومن ندرة وجود الاخلاص بين الزوجين .

   فالبعض يتصور ان ضعف نظام الاسرة وسريان الفساد اليها ناتج عن تحرر المرأة وتحرر المرأة هو نتيجه حتمية للحياة الصناعية وللتقدم العلمي والحضارى ولابد ان نستسلم لهذا الفساد والاضطراب وبغض النظر عن تلك السعادة العائليه التى كانت موجودة في قديم الزمان .

    اذا كان هذا هو تفكيرنا فهو سطحي جدا ولكن العامل الأساسى فى تمزق العائلة فى اوربا شيئان آخران.

الاول : العادات والتقاليد والقوانين الجائرة والجاهلة التى كانت سائدة  فيما بينهم فى هذا القرن فيما يتعلق بالمرأة الى حد ان المرأة لم تحصل على حقوقها فى الملكية لأول مرة الا فى القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين  .

والثانى : ان الاشخاص الذين أرادوا أصلاح المرأة قد سلكوا نفس الطريق الذى يسلكه بعض ادعياء الثقافة العصرية فجعلوا أربعون  اقتراحا بتوجيهاتهم الادعائية انها لصالح المجتمع والاسرة التى تتبعت كل قضايا وحقوق المرأة السياسية وغيرها و لقد علق عليها علمائنا العظام بأدلة منطقية جلية وواضحة انها ليست عالة وضرر للمجتمع فحسب وإنما هدما للبيت والاسرة , أرادوا تجميل حاجب المرأة ففقئوا عينها .

  فنجد في المجتمع الغربى ( حق ملك الجسد وحرية التصرف فيه ) التى نادت بها مؤتمرات الامم المتحدة , وبعكس هذا الحق الاخير(بعمق) رؤية النموذج الغربى المادي لمفهوم (حقوق وحرية المراة) بما يخرج عن كل المسلمات الدينية (الاسلامية , واليهودية والمسيحية) على حد سواء. ويمكن لنا ان نقرأ التحيز النوذجي الغربي المادي من زاوية عمل المرأة هوذلك الذى تقوم به المرأة خارج بيتها وتتقاضى عليه مقابلا ماديا وبهذا تعود الى دائرة الانتاج الاجتماعي ولابد من طرح سؤال اخيروالعالم يحتفل بيوم المرأة العالمي : هل نجحت الفلسفة الغربية في تحقيق طموحات المرأ ة والتخفيف عن معاناتها ؟ أم مازالت المنادات بالحريه والمساوات ان هي الا شعارات مزيفة يحتفل بها فى مثل هذا اليوم . فبالنسبة لنا شعوب الشرق الاسلامي لسنا ملزمين بسلوك الطريق الذي سلكوه والسير حيث ساروا والخوض فى اى مستنقع خاضوا , انما يجب علينا ان ننظر الى الحياة الغربية بيقضة وحذر . فمن خلال الافادة والاقتباس من العلوم والصناعات  والتكنيك , نتجنب التقاليد والعادات والقوانين التي جلبت لهم آلاف التعاسات والمصائب فلا نستطيع أن ننكر إن أقوى عاطفة التي تحكم مجتمعاتنا هي العاطفة الإسلامية , وألان دعونا عن القلة التي تخلت عن كل قيد وشرط وصارت تجرى وراء كل هرج ومرج ووراء الشعارات البراقة  فان الأكثرية  الساحقة في مجتمعنا ملتزمة بالمقررات الدينية وبخلاف ما يتوقعه البعض فان الدراسة وطلب العلم لم يكونا الفصل بين الأمة ودينها بل العكس هو الصحيح فبالرغم من إن التوجيه الديني الصحيح قليل والحرب الفكرية الدعائية للاستعمار شديدة ضد الدين إلا إننا نجد الكثير من الكتاب الاجانب قد درسوا الاسلام من حيث قوانينه الاجتماعية واقروا أن القوانين الإسلامية مجموعة من القوانين الراقية , واشادوا بميزة هذا الدين لحيويته وقابلية قوانينه للانسجام مع التقدم العصري . قال (برنارد) الكتاب الانكليزى المتحرر المعروف : ((لقد كنت أكن غاية الاحترام لدين محمد بسبب حيويته العجيبة , وفى رأيي ان الاسلام هو الدين الوحيد الذى يملك الاستعداد للتلاؤم ولتوجيه الحالات المتنوعة والصور الحياتية المتغيرة ولمواجهة العصور المختلفة , وأنني لأتنبأ علامات هذه النبوة قد ظهرت منذ الآن, إن دين محمد سيكون محل قبول أوربا غداً )) والآن نجد آلاف المتعلمين والمثقفين والمتحضرين يتوجهون نحو الاسلام بشكل مطرد وسريع .  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com