|
ربما يتبادر الى ذهن البعض أن (صولة الفرسان) التي قادها دولة رئيس الوزراء المالكي نفسه ، والتي جعلت منه علما من أعلام العراق القليلين، قد حققت الأهداف العسكرية والأمنية المخطط لها، ايجابا أم سلبا. لكن المطلع على شؤون البصرة وشجونها يعلم علم اليقين أن تلك الحملة الوطنية قد حققت العديد من الجوانب الأيجابية جدا والتي منها مانورده هنا لأثبات واقع الحال. · كشفت الصولة مدى بشاعة الجرائم التي شهدتها البصرة المعطاء حيث أميط اللثام عن المديات التي بلغها المجرمون أيغالا في القتل والخطف والنهب والسلب وأنتهاك الأعراض منذ سقوط هبل البعثي في عام 2003 حتى يومنا هذا. المأساة في الأمر أن الكثيرين من أولئك البرابرة كانوا من المجرمين المحترفين الذين أطلق صدام صراحهم لقتل العراقيين ومعهم المجاميع المنفلتة ممن ظلوا يدعون أنهم من أتباع التيار الصدري أو منظمة بدر أو الأحزاب الدينية (اللادينية!!) التي يعرف أهل البصرة تماما بشاعة جرائمهم والآثام الكبرى التي تلطخت أيديهم بها وجريمة زج عناصرهم المجرمة الفارغة في الأجهزة الأمنية وأقتراف المزيد من الأنتهاكات بحق الناس جراء ذلك. · أثبتت الصولة بمالايقبل الشك الحال المأساوي الذي بدت عليه محافظة البصرة (عاصمة العراق الأقتصادية والثقافية)، فقد شاهدها كبار المسؤولين على الطبيعة: مدينة مهدمة مهشمة مثقلة بالهموم الجسام يعمها الأستهتار، الأمر الذي يدل على مدى الشعور العالي باللامسؤولية من جانب القيمين على الحكومة المحلية فيها، فضلا عن ضعف أداء من يمثل البصرة في مجلس النواب عدا النائب الحريص د. وائل عبداللطيف. هنا نكرر دعوتنا للحكومة المركزية بأن تظل قيّمة على البصرة لحين أستعادة هذه المدينة الخالدة أنفاسها المخنوقة! لقد كانت أيام البصرة ابان أمارة (طالبان) فيها قبيل الصولة أيام بؤس شديد وآلام مبرحة وفساد رهيب جعل الموازين تنقلب رأسا على عقب وبشكل صارخ ومريع. · تبين للجميع أن أستهداف البصرة بالشكل الذي عرفناه وبالتآمر الداخلي والخارجي (المال الوفير والسلاح الحديث والتدريب) الذي غدا ملموسا للجميع كان الغرض الأساسي منه تقويض العملية السياسية برمتها وأعادة الجميع الى المربع الأول وقلب المعادلة بالشكل الذي كان عليه الحال منذ قرون عديدة. ولاريب أن السلاح الكثير الذي تمت مصادرته ، ومنه الحديث جدا، يدل على مدى بشاعة الجريمة التي ترتكبها دول الجوار العراقي المجرمة بحق العراقيين وكذلك مدى عمالة أو لئك النفر الضال الذين يدعون التدين وهم من الدين الحنيف براء . · بدا واضحا اليوم دور الأعلام المؤثر جدا على الفكر والتفكير وقلب الحقائق والتعمد في الأساءة للدولة ورموزها واللعب على الورقة الطائفية المقيتة فضلا عن أستثمار البعض السيء من كبار مسؤولي الدولة الأوضاع التي رافقت صولة الفرسان للأدلاء بتصريحات لوسائل الأعلام المكتوبة والمرئية أقل مايقال عنها أنها تسعى لشق الصف الوطني وتزهق المزيد من الدم العراقي البريء. عليه أصبح لزاما على الدولة أن تسعى لتفعيل قانون مكافحة الأرهاب وأخضاع من يسيء الى الوحدة الوطنية والفرقة الطائفية لهذا القانون والتعاطي مع المسيئين بكل صرامة. · كشفت الصولة أيضا عن مدى أهمال الطبقة المثقفة في البصرة وتسيّد الجهلة والمجرمين وضعاف النفوس على دفة الأمور. لقد تبين أن مثقفي المحافظة من أساتذة جامعة وأدباء وكتاب وأطباء ومهندسين وغيرهم ظلوا مهمشين لاكلمة مسموعة لهم في وقت أنهمك فيه شذاذ الآفاق والمتصيدين بالماء العكر بأغراق الجيوب النهمة يالسحت الحرام. وهاهي البيوت الحديثة الفخمة تتصاعد في الأماكن الراقية في البصرة ويتم الأستحواذ على ماتبقى من بساتين جميلة في أبو الخصيب وماجاورها ظلما وجورا. فهل تتنبه الحكومة وتجري تحقيقات جدية معمقة حول مصادر تلك الأموال الحرام ومحاسبة من سرق الشعب جهارا نهارا؟!! · مطلوب م الحكومة العراقية ورئيسها الشجاع السيد المالكي بأن لايغمض لها جفن والبصرة على هذه الحال. ولتكن مساعي فرض القانون هي المهيمنة في الأشهر القادمة حيث يطمح الجميع في أن تستعيد البصرة مجدها وأيامها الخوالي المجيدة وأن يتخلص أهل البصرة من آخر (مسدس) في بيوتهم!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |