الحالة الفرعونية لدى الإنسان – الرابعة والعشرون

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

القدرة الإلهية ودورها في تحطيم الحالات الفرعونية - معالجة قرآنية للحالة الفرعونية إن وعد الله حق

الله سبحانه وتعالى قادر قدير مقتدر لايعجزه شئ ولايحتاج إلى شئ فقد خلق الخلق آمنا من معصيتهم غنيا عن طاعتهم لكنه تعالى مجده جعل الدنيا دار اختبار وامتحان وترك الخيار للناس في ان يعملوا ماشاءوا بغير حساب يحاسبهم عليه في دار الدنيا وان حددهم بإنزال العقوبة وتوعدهم بالعذاب وترك لهم باب التوبة مفتوحا ، والله سبحانه لأنه العدل المطلق فهويحب العدل ويكره الظلم وأنار الطريق للناس في تبيان المعروف والمنكر وأراد لهم الخير والسعادة والعيش الكريم بلا ظلم بين الناس وتجبر وقهر لذلك فهوقادر أن يعجل العذاب في دار الدنيا ويؤخره إلى يوم تشخص فيه الأبصار ولا يظلم ربك أحدا.. وقد وعد الله المؤمنين بالنجاة في العاجل والاجل، ووعد باستجابة الدعاء والتدخل لانقاذهم وما الله يريد ظلما بالعباد.\" واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم \" سورة 2 البقرة الاية 49.

إرسال الرسل وتكليفهم بمواجهة المستكبرين والمستبدين من خلال القراءة الموضوعية للقران الكريم ومن خلال قراءة التاريخ يمكن لنا أن نعلم بان الله سبحانه وتعالى انه لتحقيق العدالة الإلهية لابد من إرسال الرسل والأنبياء ليبشروا ولينذروا قبل قيام الساعة وبداية الحساب، كما أن الله سبحانه وتعالى يتدخل أحيانا من اجل إحداث موازنة من غير ظلم طبقا للعدل الإلهي الذي يعتبر العدل المطلق الذي ليس له نظير باعتبار أن الله هوالقوة العظمى التي لانظير لها وأنها القادرة على أن تتحكم بكل مفرادات الوجود الممكنة.. كما أن الله سبحانه وتعالى كلف الأنبياء والرسل بمواجهة الظالمين والمستبدين والمستكبرين وزودهم بالمعاجز والقدرات التي تهيئ لهم أسباب النجاح والانتصار.

" ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملئه باياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين \" سورة 10 يونس الاية 75.. \" اذهب الى فرعون انه طغى \" سورة 20 الاية 24.

دعاء الأنبياء على المتجبرين

عندما يرى الأنبياء بأعينهم ويستشعرون بأنفسهم ان الظالمين استبدوا وطغوا وأكثروا في البلاد الفساد وان المستضعفين يئنون من الاضطهاد والتعسف وانه يوشك بالمستضعفين أن يتساءلوا عن حدود الصبر حينذاك يلجا الأنبياء إلى الدعاء لكشف البلاء وقد حدث ذلك كثيرا في الأمم السابقة عندما يطلب الرسول ان ينزل غضبه على المتجبرين وان يرحم الضعفاء والمستضعفين.\" وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملاه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم \" سورة 10 يونس الاية 88.

نزول الغضب على الطغاة المغرورين

في بعض المراحل التاريخية ورغم أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل لكنه سبحانه وتعالى وهوالعليم الخبير عندما يرى طغيان الطاغين قد جاوز المدى يتدخل ليرغم انف المستكبر وينكس رؤوس المتجبرين كما حدث في كثير من حوادث التاريخ.وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنواسرائيل وانا من المسلمين \" سورة 10 يونس الاية 90.

تمكين الأنبياء من العمل بالمعجز

باعتبار أن الإنسان ذوقدرة محدودة فانه يعجز عن مواجهة الطغاة والمستبدين ذلك لان قوته لاتتناسب والإمكانيات التي هم عليها ، ولان النبي مكلف بمواجهة هؤلاء المغرورين فان الله سبحانه وتعالى يزوده بقدرات تمكنه من أن يضع حدا لذلك الغرور بحيث يقهر هؤلاء المستبدين ويجعلهم عبرة لغيرهم \" وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع ايات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين \" سورة 27 النمل الاية 12.

ملحق تفسيري نتناول فيه بعض صنوف العذاب والانتقام الرباني تجاه الجبابرة والفراعنة والمغرورين .......................

أنواع العذاب : فقد ورد ذكر انواع شتى منها الايات التسع زمن موسى عليه السلام، والصيحة في زمن شعيب، والطوفان زمن نوح عليه السلام، ونزول الاحجار على قوم لوط، والريح الصرصر العاتية على قوم هود عليه السلام، والخسف كما حدث لقارون وقد استفدنا من كتاب الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي في بيان بعض هذه الوجوه.

أولا: الآيات التسع: العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنون ونقص من الثمرات." ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات فاسال بني اسرائيل اذ جاءهم فقال له فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا \" سورة الإسراء - سورة 17 - آية 101.

قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا» الذي أوتي موسى (عليه السلام) من الآيات على ما يقصه القرآن أكثر من تسع غير أن الآيات التي أتى بها لدعوة فرعون فيما يذكره القرآن تسع وهي: العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفدع والدم والسنون ونقص من الثمرات فالظاهر أنها هي المرادة بالآيات التسع المذكورة في الآية وخاصة مع ما فيها من محكي قول موسى لفرعون: «لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر» وأما غير هذه الآيات كالبحر والحجر وإحياء المقتول بالبقرة وإحياء من أخذته الصاعقة من قومه ونتق الجبل فوقهم وغير ذلك فهي خارجة عن هذه التسع المذكورة في الآية.

ولا ينافي ذلك كون الآيات إنما ظهرت تدريجا فإن هذه المحاورة مستخرجة من مجموع ما تخاصم به موسى وفرعون طول دعوته.

فلا عبرة بما ذكره بعض المفسرين مخالفا لما عددناه لعدم شاهد عليه وفي التوراة أن التسع هي العصا والدم والضفادع والقمل وموت البهائم وبرد كنار أنزل مع نار مضطرمة أهلكت ما مرت به من نبات وحيوان والجراد والظلمة وموت عم كبار الآدميين وجميع الحيوانات.

ولعل مخالفة التوراة لظاهر القرآن في الآيات التسع هي الموجبة لترك تفصيل الآيات التسع في الآية ليستقيم الأمر بالسؤال من اليهود لأنهم مع صريح المخالفة لم يكونوا ليصدقوا القرآن بل كانوا يبادرون إلى التكذيب قبل التصديق. ( الميزان في تفسير القران ).

ثانيا: الصيحة:

" ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين \" سورة هود - سورة 11 - آية 94.

بحث روائي

في الكافي، مسندا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: «كذبت ثمود بالنذر - فقالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه - إنا إذا لفي ضلال وسعر» قال: هذا فيما كذبوا صالحا، وما أهلك الله عز وجل قوما قط حتى يبعث قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم. فبعث الله إليهم صالحا فلم يجيبوه وعتوا عليه، وقالوا لن نؤمن لك حتى تخرج إلينا من هذه الصخرة ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها، فقالوا: إن كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء فأخرجها الله كما طلبوا منه. ثم أوحى الله تبارك وتعالى إليه أن يا صالح قل لهم: إن الله قد جعل لهذه الناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم فكانت الناقة إذا كان يومها شربت الماء ذلك اليوم فيحبسونها فلا يبقى صغير وكبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم فمكثوا بذلك ما شاء الله. ثم إنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض قال: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم. ثم قالوا: من الذي يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ولد زنا لا يعرف له أب يقال له: قدار شقي من الأشقياء مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا. فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت وأقبلت راجعة فقعد لها في طريقها فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا فضربها ضربة أخرى فقتلها وخرت على الأرض على جنبها، وهرب فصيلها حتى صعد إلى الجبل فرغا ثلاث مرات إلى السماء، وأقبل قوم صالح فلم يبق منهم أحد إلا شركه في ضربته، واقتسموا لحمها فيما بينهم فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلا أكل منها. فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم وقال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أ عصيتم أمر ربكم؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح (عليه السلام):

إن قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم ولم يكن لهم فيها ضرر وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: إني مرسل إليهم عذابي إلى ثلاثة أيام فإن هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت إليهم عذابي في اليوم الثالث. فأتاهم صالح وقال: يا قوم إني رسول ربكم إليكم وهويقول لكم: إن تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم، فلما قال لهم ذلك \" قالوا ظ \" كانوا أعتى ما قالوا وأخبث وقالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال: يا قوم إنكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرة، واليوم الثاني وجوهكم محمرة واليوم الثالث وجوهكم مسودة فلما أن كان أول يوم أصبحوا وجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: قد جاءكم ما قال صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح ولا نقبل قوله وإن كان عظيما. فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم لوأهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ولم يتوبوا ولم يرجعوا فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم أتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح. فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ لهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا أن العذاب نازل بهم فماتوا جميعا في طرفة عين: صغيرهم وكبيرهم فلم يبق لهم ناعقة ولا راعية ولا شيء إلا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى فأرسل الله إليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم.

أقول: واشتمال الحديث على أمور خارقة للعادة كشرب الناس جميعا من لبن الناقة وكذا تغير ألوان وجوههم يوما فيوما لا ضير فيه بعد ما كان أصل وجودها عن إعجاز، وقد نص القرآن الكريم بذلك، وبأنها كانت لها شرب يوم ولأهل المدينة كلهم شرب يوم معلوم.

وأما كون الصيحة من جبرئيل فلا ينافي كونها صاعقة سماوية نازلة عليهم إماتتهم بصوتها وأحرقتهم بنارها إذ لا مانع من نسبة حادث من الحوادث الكونية خارق للعادة وجار عليها إلى ملك روحاني إذا كان هوفي مجرى صدوره كما أن سائر الحوادث الكونية من الموت والحياة والرزق وغيرها منسوبة إلى الملائكة العمالة.

 قوله (عليه السلام): إنهم قد كانوا في الثلاثة الأيام قد تحنطوا وتكفنوا كأنه كناية عن تهيئهم للموت.

وقد وقع في بعض الروايات في وصف الناقة أنه كانت بين جنبيها مسافة ميل وهومما يوهن الرواية لا لاستحالة وقوعه فإن ذلك ممكن الدفع من جهة أن كينونتها كانت عن إعجاز بل لأن اعتبار النسبة بين أعضائها حينئذ يوجب بلوغ ارتفاع سنامها مما يقرب من ثلاثة أميال ولا يتصور مع ذلك أن يتمكن واحد من الناس من قتله بسيفه ولم يقع ذلك عن إعجاز من عاقر الناقة قطعا، ومع ذلك لا يخلوقوله تعالى: «لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم» من دلالة وإشعار على كون جثتها عظيمة جدا. ( الميزان في تفسير القران ).

\" قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امراتك انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب \" سورة هود - سورة 11 - آية 81. . وفي قوله تعالى في غير هذا الموضع: «فأخذتهم الصيحة مشرقين:» الحجر: - 73، فقد كان هناك قلب وصيحة وإمطار بالحجارة ومن الممكن أن يكون ذلك بحدوث بركان من البراكين بالقرب من بلادهم وتحدث به زلزلة في أرضهم وانفجار أرضي بصيحة توجب قلب مدنهم، ويمطر البركان عليهم من قطعات الحجارة التي يثيرها ويرميها، والله أعلم. ( الميزان في تفسير القران ).

ثالثا: الطوفان:

\" حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل \" سورة هود - سورة 11 - آية 40.

بيان

تتمة قصة نوح (عليه السلام) وهي تشتمل على فصول كإخباره (عليه السلام) بنزول العذاب على قومه، وأمره بصنع الفلك، وكيفية نزول العذاب وهوالطوفان، وقصة ابنه الغريق، وقصة نجاته ونجاة من معه لكنها جميعا ترجع من وجه إلى فصل واحد وهوفصل القضاء بينه (عليه السلام) وبين قومه. ( الميزان في تفسير القران ). وفي سورة الأنبياء - سورة 21 - آية 87

\" وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين \".

قوله تعالى: «وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه» إلخ. النون الحوت وذوالنون هويونس النبي ابن متى صاحب الحوت الذي بعث إلى أهل نينوى فدعاهم فلم يؤمنوا فسأل الله أن يعذبهم فلما أشرف عليهم العذاب تابوا وآمنوا فكشفه الله عنهم ففارقهم يونس فابتلاه الله أن ابتلعه حوت فناداه تعالى في بطنه فكشف عنه وأرسله ثانيا إلى قومه. ( الميزان في تفسير القران ).

رابعا: ريح صرصر عاتية

" واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهم الا بعدا لعاد قوم هود \" سورة هود - سورة 11 - آية 60.

بحث روائي

وقد تقدم توضيحه، وقد ورد في الرواية عنهم (عليهم السلام): أن عادا كانت بلادهم في البادية، وكان لهم زرع ونخيل كثيرة، ولهم أعمار طويلة وأجساد طويلة فعبدوا الأصنام، وبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الإسلام وخلع الأنداد فأبوا ولم يؤمنوا بهود وآذوه فكفت عنهم السماء سبع سنين حتى قحطوا.

كما جاء في نفس التفسير: 

فأنزل الله عليهم العذاب وأرسل إليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم الذاريات: 42 ريحا صرصرا في أيام نحسات سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية الحاقة: 7 وكانت تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر القمر: 20.

خامسا: الخسف

" فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين \" سورة القصص - سورة 28 - آية 81.
بحث روائي في الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس: أن قارون كان من قوم موسى، قال: كان ابن عمه وكان يبتغي العلم حتى جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده. فقال له موسى (عليه السلام): إن الله أمرني أن آخذ الزكاة فأبى فقال: إن موسى يريد أن يأكل أموالكم جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحتملوه أن تعطوه أموالكم؟ قالوا: لا نحتمل فما ترى؟ فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني إسرائيل فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها فأرسلوا إليها فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك. قالت نعم. فجاء قارون إلى موسى (عليه السلام) قال: اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال: نعم، فجمعهم فقالوا له: بم أمرك ربك؟ قال: أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تصلوا الرحم وكذا وكذا وقد أمرني في الزاني إذا زنى وقد أحصن أن يرجم. قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: نعم. قالوا: فإنك قد زنيت، قال: أنا؟. فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا: ما تشهدين على موسى؟ فقال لها موسى (عليه السلام): أنشدتك بالله إلا ما صدقت. قالت: أما إذا نشدتني فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي وأنا أشهد أنك بريء وأنك رسول الله. فخر موسى (عليه السلام) ساجدا يبكي فأوحى الله إليه: ما يبكيك؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك، فرفع رأسه فقال: خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى فقال: خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى فقال: خذيهم فغيبتهم فأوحى الله: يا موسى سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم فوعزتي لوأنهم دعوني لأجبتهم. قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى: «فخسفنا به وبداره الأرض» خسف به إلى الأرض السفلى. ( الميزان في تفسير القران ).

المصادر

القران الكريم

موقع السراج في الطريق إلى الله لتدقيق الآيات القرآنية الكريمة

www.alseraj.net

الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com