عبدالجبار الجبوري/ كاتب وإعلامي عراقي

abjaljaboori@gmail.com

على قلق الرؤى واخصرار الرايات على أسطح البيوت، ترتقي بغداد أسوار المجد وأناشيد البطولة وعبق التاريخ المضّمغ بأكاليل الشهداء الذين روّت دماءهم شوارعها الأنيقة، بغداد مهما عصفت بك عواصف الراجفين وعفونة الطائفيين ووحشية الغزاة، فشعاع وجهك ينير دروب الصابرين وقلوب العذارى وأمهّات الثكالى وسواعد الرجال الرجال ممن ضاعوا ملاهم العنفوان في وجه الظلاميين والمأجورين والقتلة، ممّن باعوا بدولارات أثداء أمهاتهم وتراب أوطان جذورها في أعماق التاريخ، بغداد فاتحة التاريخ وقلب الأمة النابض من نبوخذ نصر وآشور وسرجون مروراً بالمنصورين والرشيد والمأمون وأحفادهم الغّر الميامين ممّن بنوا حضارة وتاريخ ومجد وعنفوان أمة العرب على ارض الرافدين، بعد أن جعلوا من بغداد وبابل ونينوى والبصرة عواصم في العلم والشعر والمعرفة والترجوة والفن المعماري والحضارات المتلاحقة مع الحضارات الأخرى في العالم، بغداد قوس نصر ونبض أمة مجيدة، اختارها الله لتكون بوصلة الأمة ومجد عنفوانها في كل العصور لهذا كانت وعبر كل العصور، هدفاً، للغزاة الطامعين فأين منها الساسانيون والعيلاميون والسلاجقة والمغول والقرامطة والجلائريون ودولتا الخرفان السود والبيض وغيرهم من الاعاجم الفرس وصولاً إلى بريطانيا العجوز الشمطاء وأمريكا التي بنت حضارتها على جماجم الهنود الحمر، فمنذ احتلال بغداد على يد هولاكو عام 1258م وحتى احتلالها على يد (بوش – احمد الچلبي) عام 2003 وبغداد لم تحن للغزاة رأساً ولا رقبة، فكانت عبر سنوات الغزو الهمجي كلّه خنجراً في صدر الغزاة وأعوانهم وبيرقاً يحدو به رجالها في سوح الونحى، فها هي بغداد وفي هذه اللحظة التاريخية ترفع سيف الجهاد بوجه الغزاة وخونة الامة وتذيقهم مرارة الهزيمة فأين (النصر النهائي) الذي وعد العالم به بوش وأين الشرق الأوسط الكبير الذي طبل ونظّر له دهاقنة البيت الأبيض منذ عقود؟ لقد اسقطت بغداد كل احلامهم في وحل الهزيمة ومرغت أنوف جيوشهم من تراب البلاد وشوارعها وأحيائها وقصباتها ومدنها  المقاومة الباسلة ، هكذا تحيا بغداد على وقع نشيد الاناشيد توعدنا بالنصر الأكيد فشمس الفاتحين تلوح على اسوارها البهيّة بعد ان تحطمّت آلة الغزو الحربية عليها انها بغداد أم العواصم وسارية الأمة ومعراج بطولتها، ترسم فاتحة العصور الجديدة وتكتب بدم أبنائها تاريخ العرب ومجد العرب لأن العراق جمجمة العرب ورمح الله في الارض فقد اختارها الله لهذا المجد العظيم لتواجه أعتى طواغيت العصر .. بغداد نبض الأمة ونشيد تاريخها الجديد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com