لقد عاش الانسان العراقي بكل اطيافه ومكوناته حقبة زمنية سادها الظلم والاضطهاد والتعذيب والتهجير وخصوصاً في زمن الطاغية صدام الذي عمل هو ونظامه على اسقاط مبدأ حقوق الانسان وحرية الرأي والرأي الاخر واخضاع الناس واركاعها واجبارها بالعمل داخل اطار السلطة الجائرة المتمثلة في نظام حزب البعث المقبور الذي احتوى على تشكيلات ومؤسسات قمعية تعمل بالسر تارة ، والعلن تارة اخرى لتنفيذ مخططات ومشاريع هدامة للمجتمع وهذا لعدم وجود الرقيب والمحاسب وغياب التعددية الحزبية في الحكم مع وجودها بشكل وهمي متمثلاً( بجهة الاحزاب المعرضة الموقوفة عن العمل) حيث كان صدام ونظامه يعمل ضمن أجندة ماسونية يهودية امريكية هدفها ومشروعها المجتمع وتفسخه وإخفاء مظاهر الدين والتدين وضرب العقيدة الاسلامية وتشوييها حيث لا رادع ولا رقيب على مستوى الحكومة والسلطة وان وجد الرقيب والمشخص للظلم فيحسب في عداد المغيبين أو الموتى كما حصل مع علماءنا الاعلام ومثقفينا الناطقين بالحق على المستويين الديني والسياسي الذين وقفوا بوجه كل الانظمة الفاسدة محلياً أو دولياً وكذلك الوقوف بوجه نظام الطاغية صدام وطالبوا بإصلاح المجتمع وعملوا على ذلك حيث كان التشخيص والمراقبة ووضع الحلول والاصلاحات وانقاذ المجتمع ورفعه الى درجة المحافظة على هويته الاسلامية التي ارادوا لها الاندراس مقتصراً عليهم وبذلك نالوا السيادة – أما اليوم وبعد ان اسقط النظام الصدامي بعملية هي جزء من المشروع اليهودي الامريكي واستمرار المخطط المقيت وإنشاء دولة العراق الجديد التي مرت بعد مراحل ووصلت الى شكلها الاخير المتمثل بالحكومة العراقية المنتخبة – ذات السيادة طبعاً- مع برلمانها الشرعي المنتخب من قبل الشعب وبدعم فتوى العلماء الراشدين ! نجد اليوم اتساع ظاهرة وجود المؤسسات المدنية المنبثقة من المجتمع وبشكل مفاجئ وغريب وسريع يثير الكثير من التساؤلات وهذه المؤسسات يطلق عليها ( مؤسسات المجتمع المدني) وهي ظاهرة وتجربة جديدة على المجتمع العراقي ولكون التجربة جديدة اصبح العراق أكثر البلدان في العالم إحتواء لهذه المؤسسة بكل عناوينها الثقافية والاجتماعية والخيرية ومؤسسات الدفاع عن حقوق الانسان ، وكل هذه المؤسسات من واجبها وجزء من صميم عملها هو المراقبة وتشخيص عمل الحكومة وأبداء الرأي وحث المجتمع على النهوض والوصول الى افضل المستويات ورفع مستوى الوعي الثقافي ليكون مؤهلاً لتحمل المسؤولية في الدفاع عن حقوقه وبطرق واساليب سلمية ورفع الدعاوى القضائية المحلية والدولية عند حصول حالة تستوجب ذلك من انتهاك لحقوق الانسان وهذا من اهم اهداف مؤسسات المجتمع المدني والذي يشترط ان تكون تلك المؤسسات مستقلة في عملها عن الاحزاب والحركات السياسية حتى تستطيع القيام بدورها بشكل منصف وعلى أتم وجه .

لكن نجد اليوم الكثيرمن تلك المؤسسات قد فقدت استقلايتها بالعمل وقد سيست وجيرت لحساب جهة معينة وخصوصاً المؤسسات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان ، قد جيرت وسيس عملها بإتجاه ، ولصالح أما الحكومة العراقية وأما لقوات الاحتلال حيث نجد ان الانتهاكات وجرائم القتل والتشريد وعمليات الاعدام المنظم التي تقوم بها قوات الاحتلال والقوات الحكومية وفرق الموت من البيشمركة في الكثير من مدن العراق الجريح بعنوان ( القضاء على العصابات المسلحة والخارجين عن القانون) وتطبيق خطة فرض القانون الامريكي المنفذة من قبل الدولة ، نرى هذه العمليات ونسمع عنها من خلال قنوات فضائية عراقية أو اجنبية وعن طريق تحقيقات صحفية في حين كان من المفروض والمؤمول ان هذه التحقيقات تصدر عن طريق مؤسسات ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان ألا ان هذا السكوت والتغاضي من قبل تلك المؤسسات لا يفسر الا بإتجاه واحد هو أنخراط تلك المؤسسات ضمن المشروع الامريكي  الصهيوني الكنيسي الذي بات يطبق من قبل الحكومة  الشرعية العراقية ! وهدفه كما اسلفنا هو القضاء على الاسلام من خلال القضاء وتصفية الشخصيات الاسلامية الوطنية والتيارات والحركات الوطنية الرافضة للاحتلال الامريكي البغيض ،كما ان الكثير من المؤسسات المدنية ذات الطابع الاسلامي تعمل اليوم بالتثقيف لمبدأ الديمقراطية الغربية وعلمنة الاسلام وجعل الديمقراطية الغربية المنحلة المفسدة في المجتمعات بديل عن الحكم الاسلامي فضلاً عن المؤسسات التي تعمل خارج اطار الدين الاسلامي وبعنوان (الدفاع عن حقوق الانسان) كالمؤسسات التي انخرطت بالعمل تحت عنوان ( منظمة عراق بلا عنف) فأين هذه المنظمة ودفاعها المستميت عن حقوق الانسان لما يجري اليوم في العراق المحتل في كافة مدنه من قصف امريكي ومداهمات عشوائية لقوات الفرق القذرة العراقية أو اجنبية أو عربية أو كردية أم ان هذه المؤسسات أكتفت بالحصول على مايرصد لها من اموال من قبل المكاتب التنسيقية وبإشراف مجلس الوزراء او الامريكان مقابل التزييف بالحقائق وتغرير المجتمع من خلال بث افكار وطروحات ونظريات غريبة بعيدة عن واقع الشعب العراقي بكل قومياته وأطيافه ، كما ان هذه الاموال لا تدفع لكل مؤسسات المجتمع المدني وان كانت مسجله ضمن منظمات المجتمع المدني الغير مرتبطة بالحكومة لغرض تقويم عملها والنهوض بها وإنما تدفع ذه المبالغ الى المؤسسات التي تعمل ضمن مشروع الدولة وهو جزء من المشروع الامريكي ، وان المتتبع والمراقب لما يحصل اليوم في العراق والكثير من الدول التي وقعت تحت سيطرة الاحتلال والنفوذ الامريكي يجد مثل هذه المؤسسات السالفة الذكر كي تؤدي غرضها في إذابة المجتمع وأمركته والوصول به الى درجة القناعة لان الاحتلال الامريكي هو المنقذ والمخلّص للشعوب من الظلم والاضطهاد وبالتالي عدم التعرض له ولبقاءه في تلك الدول المحتلة ومنها العراق الصابر المجاهد بأهله الاخيار وهذا جواب على التسائل الذي يقول ؟ لماذا وجدت هذه لمؤسسات وكيف انتشرت وبشكل واسع وبكل هذا الدعم المادي ؟ وأخيراً نقول الى اين يامؤسسات المجتمع المدني الوطنية الشريفة ، هل المكان الذي تستقرين عنده هو السكوت والذل والهوان ، ام مقارعة ومحاربة كل المؤسسات المفسدة والعاملة مع المحتل والنهوض بواقع المجتمع وتخليص الناس من الاوهام والافكار الغربية المقيتة والتي غايتها الوقوع والايقاع بالمجتمع في حبائل الشيطان والخسران وهيهات ان يكون ذلك ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com