كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/7
محمد علي محيي الدين
abu.zahid@yahoo.com
وبعد انقلاب 18 تشرين 1963 أستعاد الحزب أنفاسه،واخذ العمل الحزبي يمتد ويتنامى ،وبدأت المنظمات تستعيد عافيتها رغم أن القوى الأمنية لا زالت على تحركها الدائب في محاربة الشيوعيين،إلا أن الأمور لا تقاس بما كان عليه وضع الحزب فترة الحرس القومي،يقول أبو عباس تركي الهاشم، عدت من كردستان بعد انقلاب تشرين،فالتقيت بالرفيق شهاب أحمد الكوماني،فسألته عن أبو قيود وأين أستطيع اللقاء به،فأخبرني أنه يتواجد حاليا في قرية البو شناوة،وطلب مني الذهاب الى هناك،وفعلا التقيت بالرفيق أبو قيود وأخبرته عن اختفائي حاليا في قرى مشروع المسيب،وعدم استطاعتي العودة لقريتي لأني مطلوب للحكومة،،فطلب مني العنوان،وأخبرني أنه سيلتقي بي عند ذهابه الى المنطقة ولقاءه بالرفاق المتواجدين هناك،وبعد أيام قليلة جاءني شهاب وبلغني عن لسان أبو قيود بضرورة اختيار أسم حزبي جديد،وأن أذهب الى بيت أبو قيود في موعد محدد،وفعلا ذهبت في الموعد ووجدته هناك،وذهبنا الى البستان وجلسنا في الغرفة التي كانت في تلك الفترة مقر المنظمة الحزبية في الحلة،فأخبرني أنه جرى الاتفاق على أن تكون أنت وشهاب أحمد أعضاء في المنظمة الحزبية،وقرء بيان مطبوع بالرونيو كانت لغته ركيكة،ووزعنا المهام بيننا ،فنسبت للعمل في مشروع المسيب والمحاويل والسدة والإسكندرية،وشهاب تولى مسئولية قضاء الهاشمية ومعه عبد زيد نصار ورفاق آخرين،وكان أبو قيود مسئول مركز المدينة،وفي الاجتماع التالي التحق بالمنظمة جبار معروف،واستعرضنا الوضع التنظيمي،فكان الاستقرار واضحا على التنظيم الذي امتدت ركائزه إلى مناطق أخرى.
وفي نيسان 1964 حضرت الاجتماع فوجدت الرفيق صالح داوود(أبو عماد) من أهالي الكاظمية كان مختفيا في البو شناوة،فنسب لمسئولية مركز المدينة،وتم تشكيل لجنة المدينة،وانتخاب مكتب للمحلية،وكان أبو قيود مسئول المحلية وعضو المنطقة،وفي مايس أضيف لعضوية المحلية الرفيق (أبو جلاء) معلم مختفي في الحلة وأسمه(محمد الشمري)وكان أبو قيود يقوم بربط التنظيمات في الأماكن البعيدة ويعيد الصلاة ويكون الخلايا،ثم ينسب لها مسئولا ويتولى الأشراف بشكل كامل على الكثير من الاجتماعات،وقد ذهب مرة الى مشروع المسيب لتسليمي التنظيم وذهب معي الى منطقة البزايز لتسليمي خلية هناك عن طريق أحدى الرفيقات،ثم سلمني رفاق قريبين من شارع حله- بغداد،ورغم مسئولياته المتعددة ومهامه الكبيرة إلا أنه كان يتابع التنظيم بشكل تفصيلي،ويرشد المسئولين عن التنظيمات الى رفاق منقطعين عليهم متابعتهم وربطهم بالتنظيم،وإذا عجزوا عن شخص عليهم أخباره ليتحرك هو عليه.
وفي اجتماع حزيران أنضم الى المحلية رفيقين عبد زيد نصار ومحمد حبيب فأصبح قوامها ستة رفاق بمسئوليته،وانتخب شهاب وأبو عماد إلى مكتب المحلية،وفي شهر أيلول نقل شهاب أحمد الى النجف وأعتقد أنه رشح للجنة المنطقة،ونسب ألينا في شهر أيلول حمد الله مرتضى الذي كان خارج العراق،واستلم مسئولية محلية بابل،فيما أصبح أبو قيود عضو مكتب المحلية وعضو الفرات الأوسط،وفي تلك الفترة تمكنا من أيجاد بيت حزبي يختفي فيه أبو عماد ومحمد الشمري وحمد الله مرتضى،وكان أبو قيود يشرف على التنظيمات الريفية الجديدة لعموم اللواء بعد ربطها بالتنظيم.
وفي هذه الفترة توسع التنظيم وأستقر على أسس سليمة،وشكلت لجان أقضية الهاشمية المسيب ولجنة المدينة ولجنة الأطراف وأنيط مسئولية لجنة المدينة بالرفيق أبو عماد ومحمد الشمري.
وفي كانون الثاني 1965 القي القبض على الرفيق جبار معروف الذي لم يؤدي إلقاء القبض عليه على أي ضرر للتنظيم،لأنه لم يدلي بمعلومات تمكن السلطة من التأثير بواسطتها،والقي القبض على الرفيق هادي عبس في ذات الفترة دون أن يؤذي التنظيم،أو يعترف على أحد،وأنكروا علاقتهم نهائيا بأي تنظيم.
إلقاء القبض على حسين سلطان
وفي منتصف تشرين الثاني 1965 القي القبض على الفقيد حسين سلطان ورغم التعذيب الشديد إلا أنه صمد صمود الأبطال والقي القبض على شهاب أحمد الذي أنهار وأدلى باعترافات خطيرة أثرت بشكل كبير على التنظيم،حيث أرشد القوى الأمنية الى البيت الحزبي الذي فيه حمد الله مرتضى ،ومعه اثنان من رفاق المحلية هم أبو جلاء محمد الشمري،وأبو عماد،وحدثت انتكاسة خطيرة بسبب اعتراف حمد الله مرتضى وأبو عماد مما أثر تأثيرا كبيرا على التنظيم في تلك الفترة.
وظل في المحلية ثلاثة رفاق فقط، حيث عاد الى قيادتها الرفيق أبو قيود وكان في عضويتها الرفاق محمد حبيب وعبد زيد نصار وأبو عباس، وبدء الحزب بإعادة التنظيم من جديدة ولا زالت الصلة وطيدة بمركز الحزب.
وفي 13/1/1966 كان لدينا موعد حزبي مع الرفيق أبو قيود في منطقة قريبة من قرية البو شناوة،في الجانب الأيسر من شط الحلة،وأخبرني صاحب الدار أن الرفيق أبو قيود قد جاء بوضع غير طبيعي وقال لي إذا وصلت قبل الموعد أن أتصل به في العنوان الاحتياط،وفعلا ذهبت إلى العنوان الاحتياط الذي هو مخبأ تحت الأرض والتقيت بأبي قيود ،فأراني دشداشته وفيها ثقوب عدة بسبب أطلاق النار عليه من قبل القوى الأمنية عندما كان على موعد مع أحدى التنظيمات وقد تمكن من الفرار والنجاة،وأخبرني أن بيت المنطقة الكائن في أحد بساتين الحسينية في كربلاء قد دوهم من قبل قوات الأمن ،وقد قتل الرفيق طاهر عضو المنطقة وعديل كاظم الجاسم،وأنه تمكن من الإفلات بأعجوبة،وأنه أضطر لعدم مغادرة المنطقة بانتظار البريد الحزبي الوارد من المركز،فكان يختبئ في الأنهار نهارا ويلجأ الى أحد البيوت ليلا،الى أن التقى بالمراسل الحزبي المكلف بإيصال البريد،وأرسل رسالة الى الحزب أخبرهم فيها بما حدث وحدد عنوان جديد للمراسلة وهو بيته في البو شناوة،وقد أتفق مع أم قيود إذا جاءت المراسلة عليها اصطحابها الى المنطقة التي يتواجد بها أبو عباس في منطقة مشروع المسيب قرب الشارع الرئيسي حله- بغداد،وعندما يأتي بالبريد الى بيت الرفيق نايف كاظم غضيب،وفعلا جاءت أم قيود والمراسلة الى بيت الرفيق نايف عندها توجهت المراسلة والرفيقة أم قيود بصحبة الرفيق نايف الى البيت الذي نتواجد فيه أنا والرفيق أبو قيود.
وبعد أيام جاءت رسالة من مركز الحزب في بغداد تطلب حضور الرفيق أبو قيود،لوجود شك لدى الحزب بوجود اختراق في لجنة المنطقة لتوالي الاعتقالات لكبار القياديين في الفترة الأخيرة بأوقات متقاربة،وكانت الصعوبة في كيفية وصول الرفيق أبو قيود الى بغداد في ظل الظروف الأمنية المضطربة،لعدم استطاعته الركوب في السيارة والمسير في الشوارع العامة لأنه معروف في المنطقة ولا يمكن أن يكون لقمة سائغة للقوى الأمنية بعد تلك الضربات.
كان لدينا رفيق يدعى محمد الصكر وهو من الرفاق الموثوق بهم،والذين يتمتعون بشجاعة منقطعة النظير،ومعروف في المنطقة بأنه من المقاتلين الشجعان الذين طالما خاضوا مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية،فاتفقنا معه على اصطحاب الرفيق أبو قيود الى بغداد وإيصاله إلى البيت الحزبي الكائن في منطقة المهدية ببغداد،على أن لا يمروا بنقطة تفتيش أو يركبوا سيارة في طريق مبلط،وفعلا نفذ الرفيق المهمة بنجاح واتخذوا من الطرق الريفية البعيدة عن مراكز المدن طريقا لهم ، وهم غير مجهولين هناك فالكثير من الفلاحين على معرفة تامة بالرفيق أبو قيود، وكان الرفيق أبو قيود مريضا في تلك الفترة فطلبت منه استغلال وجوده في بغداد للعلاج وأن يتولى الحزب مسئولية عرضه على طبيب على أن يصلنا البريد بالطريقة المعلومة،فاستقر في بغداد للفترة من نهاية شباط حتى نهاية نيسان1966 وكانت في تلك الفترة لا توجد منطقة،وأصبحت محلية بابل هي المسئولة عن توزيع البريد الى المحليات الأخرى في النجف وكربلاء والديوانية.
وبعد عودة أبو قيود من سفرته رشح محمد حبيب لعضوية المنطقة وأستلم مسئولية محلية بابل لتلك الفترة، وكان في المحلية عبد زيد نصار وآخرون
وفي أيلول 1966 في أحدى اجتماعات المحلية جاء لاستلامها الرفيق محمد حسن مبارك (أبو هشام) وكان أبو قيود عضو المنطقة ومسئول محلية بابل وفي نيسان 1967 تعززت المحلية بالرفيق كاظم غدير،وأعيد لمسئوليتها الرفيق محمد حبيب ليتفرغ أبو قيود للمنطقة والنشاط ألفلاحي.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب