|
نحن نعلم حسب قواعد الايمان ان الله كرم بني ادم فكان ارقى المخلوقات جميعا وجعل له عينين ولسان وشفتين وعقل يميز به ليرتقى اكثر فاكثر لكن في الحقبة الزمانية حدثت تطورات عظيمة ارتقت بالانسان إلى منطقة احترام قيمة الانسان لانسانيته لذاته وليس لان تلك القيمة ممنوحة له من قوة خارجية فأصبح مقدسا بحكم القانون والدستور المدني في بلادهم ورغم ان القدسية عندنا قد منحت للانسان من الله تعالى فلم يحترم الانسان في بلادنا احد ولم يجعل هذا الايمان من مواطنينا مواطنين كرماء في اوطانهم فالكرامة هي فعل المواطنة المدني الناضج الكرامة ليست نصا نحفظه عن ضهر غيب بلا مضمن تطبيقي على ارض الواقع ...! المهم أن ظهور قيمة الانسان لذاته تبععها ضرورة الحفاظ عليه (حياته) والسعي في اسعاده وظمان مستقبله التي هي أثمن من كل شيء بحق المواطنة في وطن منتج لكن التاريخ مر خارج حدودنا هكذا كان الامريكان يفكرون وهو مقبل على ام المعارك حياة المواطن أثمن من كل شيء بينما صدام يحشد من بني الانسان ذي عينين ولسان وشفتين أكثر من مليون إنسان ومع اول طلعة للطاءرات الغربية أنتهت أم المعارك على نسق الخامس من حزيران بعدما ضربت الطائرات مراكز الاتصالات العراقية وتركت حشود ذي العينين على جبهات القتال عمياء ..صماء ..بعد ان فقدت اتصالها بقياداتها لاتعرف ما المفروض أن تفعل إزاء رعب اخر رعب المعركة نابع من تخوف ضباط الجبهة من اتخاذ قرارات قد لاتعجب الرفيق القائد المهيب الركن ...الخ في ذات الحظات كانت قطع من الحديد الضخم تعب اجواء العراق (كروز وتوما هوك وغيرها..) تعلوا فوق بناء عالي وتمر فهو ليس المطلوب وتنحرف عن الشجر يعترضها لتنفجر فقط عند اهدافها المحددة لقد قرر الانسان الراقي أن يحمي إنسانه الراقي ومواطنه المنتج لان قيمة الانسان أثمن من كل مال لذلك أرسل بدلا منه قطع الحديد التي تكلفت المليارات بعد ان وضع لها العينين ومنحها العقل والذكاء المميز وكان الدافع لاختراعها أصلا هو الحرص على قيمة الانسان فهلا تساءلنا في بلادنا عن قيمة الانسان؟ وعن الانسان في بلادهم وعن الانسان في إسرائيل التي لا تهدأ حتى تحصل على مواطنيها الموتى لتكرمهم فهو إنسان كريم في حياته كريم في مماته الم تقم الدنيا ولم تقعدها بعد –رغم حصولها على مليارات من التعويضات- عن مذابح او (محارق)حتى عن اخوانهم في الدين (اليهودية) وصاغت من الاساطير قوانيين عالمية اقرة من قبل الشرعية الدولية (الامم المتحدة) وجعلتها فرض لازما وخط حمر لايمكن تجاوزه او المساس به اجلال واكبارا لليهود المبادين وتشن اسرائيل حربا ضروس على لبنان لفكاك (جنديين) اسرى .. وكذلك تشن حربا رهيبة على غزة تحرق الاخظر واليابس من اجل اطلاق سراح الجندي (شاليط) في حين القائد المهيب الركن يلغي معاهدة خرلها ساجدا في (الجزائر)و يباغ جاره بشن حرب ابادة ظالمة بحق المسلمين في ايران راح ضحايها من الجانبين اكثر من مليون ضحية ومايقاربه من المعوقين... وللتبرير الزائف يصمهم (بالمجوس) وخلفه اجواق (صعاليك)الاعلام تردد شعار بطل القادسية ..وحتى لم يتورع قائد العروبة المغوار من مداهمة اخوة العروبة ويشن حرب ظالمة اخرى على الاخ الضعيف (الكويت) ويوصمهم بالخونة والسراق واعراب البوادي وهم بالامس القريب كانوا الى جنبه يدعمون (قادسيته) المشؤمة ويبلغ جنون التوحش والهمجية الرعناء للقائد الضرورة فارس الوطن ومحقق امال المواطن.... عندما يبيد مواطنيه وشعبه بصواريخ سكود والقنابل الكيمياوية في واحدة من ابشع مجازر العصر وافتكها سفكا وخرابا-ولم ينتهي بعد ملف المقابر الجماعية - ولايمكن تصنيفها الا بانها الفريدة في سجل الاجرام العالمي بحق الانسانية التي لم يقدم على مثلها حتى البرابرة والمغول جنكيزخان ولاهولاكو وهتلر مع الفارق فهؤلاء لم يبيدوا اهاليهم وشعوبهم بل ارادوا لمواطنيهم العزة والكرامة ... واذا ماعدلت الدولة عن استعمال العنف مع مواطنيها فانها تلجاء الى الفتنة واستثارة الاخر واستفزازه باساليب بث الحقد والتفرقة العنصرية والطائفية والتعامل معه على اساس الدونية الدرجة الثانية او الثالثة وحتى عدم منحه حقوق المواطنة الكاملة (الجنسية)وملاحقة المواطن بنعوت كالشعوبية والطائفية والخروج على الامراء والقانون ووو. ومهما تذرعوا بشعارات براقة الا انهم يتباروا في طحن المواطن وقمعه واذلاله ..! وتتخذ امريكا وبريطانيا من حادث تفجير طائرة بان امريكان فوق لوكربي قضية مهولة عصماء وتفرض حصارا ومقاطعة على ليبيا من اجل ضحايا مواطنيها الكرام وتدفع ليبيا عن يد وهي صاغرة مليارات الدولارات كتعويضات وبعد محاكمات وتجريم وارهاب ...! لكن تبقى طي الكتمان وفي زوايا النسيان سقاط طائرة مدنية ايرانية في الخليج راح ضحيتها العشرات وكذلك الطائرة المصرية فوق الاطلسي قرب نيويورك قبل سنوات .. المواطن في دولنا لاقيمة لها.. لافي العير ولا في النفير .. واخيرا وعلى ذلك النسق فرنسا تستنفرامكاناتها وترسل قواتها عبر البحار لتخليص افرادا من مواطنيها احتجزوا في زورقهم قبالة السواحل الصومالية .. وواشنطن تحشد العدة والعدد ومعها الحلفاء وتقوم بحرب استباقية (على الارهاب لايعلم نهايتها ) في افغانستان اولا وتخصيص مبالغ فلكية ترليونات لها..لحماية امن مواطنها وابعاد شبح الخوف عنه ..بينما المواطن عندنا ..ان حظر لايعد وان غاب لايفتقد..لايرتقي حتى الى الحشرات الضارة..!!! فالادارة الامريكية في حرب العراق اتخذت عدة اجراة للحفاظ على مواطنيها (الجنود) وسلامتهم منها:اولا: لم تسلك بقواتها الطريق السالك (المدن) بل سلكت الصحارى رغم تكاليفه الباهضة البالغة مليارات الدولارات واجراء التغيرات المعقدة على وسائط النقل والالة العسكرية ثانيا:التعاقد مع المرتزقة والبالغ عددهم (140) الف مرتزق كبلاك وتر ونظيراتها وتاسيس ميليشيات (الصحوات) وغيرهم من المليشيات المقنعة ودعمهما بجزيل الاموال التي لاتساوي عندهم مقتل واحد من جنودها ..! ثالثا:شقها للتحالفات السياسية من خلال وعود لهذا وتقديم الطعم لذاك والعب على الحبال رغم حبكها للخبطات ومسكها بخيوط العبة كافة وجعل الكل تبعا لها ولاهثا ورائها وما قيمة منحها وعطاياها ومناصبها حيال سلامة مواطن من افراد جيشها ..! رابعا:التكتيك لاطراف اقليمية فمرة التلويح لها بالعصا الغليظة ..وعقد صفقات سرية معها مرة اخرى الى غيرها من الوسائل وشراء الذمم لتصب كلها جميعا في حماية وحفظ المواطن الثمين الغالي ...ودع عنك هذا وتلك... فحتى الحيوانات في الغرب لها قيمة ويكن لها احترام ورعاية تامة وما اكثر منظمات حقوق الحيوان وحفظ البيئة ..بحيث لم يبلغها عندنا والحمد الله حتى المواطن المكافح والشريف..!!!!! لكن المؤسف جدا بل والمحزن المهلك ان لاقيمة للانسان المواطن (الاخ)عندنا البته انه اتفه التوافه ولامانع من حصاره وتجويعه وصب الحمم على داره لدمارها على رؤوس عائلته واطفاله لهلاكه وفنائه ..!!! لكن الانسان في تقيمهم (الغرب) هوالثروة و الصانع والمنتج الحر وهو الامة في واحد هذا بينما المهيب الركن يحتفل بعيد ميلاده ويدشن احدث قصوره ودماء مواطنيه لم تجف بعد ..ويتلذذ بالاطايب من الطعام والشراب ويرمي للمواطن الموقوذة والنطيحة والمتردية والجيف .. وعلى ذاك النهج ووفق تلك السنة يذبح المواطن العراقي ذبحا غير رحيم ومع سبق الاصرار...فالمواطن يمكن تعويضه دوما اما العرش فصعب ؟؟!!! ثم كيف بالزعماء الملهمين إذا أزعجوا انفسهم لاقدر الله وتكدر صفوانسهم لمصاب شعبهم ؟ لقد درسنا الغرب درسا عميقا وعرفوا كوامن ضعفا ..وكيف نفكر.. وما هي ردود افعالنا.. ومن هناعرفواكيف ينفذون ويديرون مسرح الدمى...وفي لحظة يسدل الستار وتنتهي المسرحية لانتهاء الدور للمباشرة بسيناريو جديد للحفاظ على مصالح مواطنيهم لانهم قيمة حضارية ..!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |