|
شوقي العيسى أختبارات عديدة وضعت فيها الحكومة العراقية فتارةً تواجه الاستهتار الامريكي عليها وتارة أخرى تواجه شبح الارهاب المتمثل بالقاعدة وتارةً تواجه المليشيات الداخلية وكلا الأطراف يحاول جاهداً النيل من الحكومة العراقية المنتخبة ، ولكن صبر الحكومة نفذ وقد أصابت بلدغتها الكثير وخصوصاً تنظيفها مدن العراق من المليشيات. لا يمكن أن يحكم أي بلد طرفين!!!!!! فما بالك بالعراق الذي يحكمه مئات الأطراف وأوامر المليشيات التي زرعت ونفذت أحقادها وبرامجها على الشعب العراقي ولكن يبقى الذي يهمنا هو الأصل في المعادلة "الحكومة العراقية المنتخبة" فكل هذه الأطراف هي عوامل دخيلة. لدينا حكومة عراقية منتخبة انتخبها الشعب العراقي في أجمل صورة رسمها الشارع يوم التصويت ، ورغم الكثير من الأخطاء والاخفاقات إلا أنها تبقى المصدر الوحيد الذي يجب يحكم الشعب العراقي ،،،، أبداً فلن يعود العراق الى حكم المليشيات كما كان حكم الامن والمخابرات واجهزة القمع الدموي ابان حكم المقبور، فالعراق دخل مرحلة جديدة من مراحل ومعترك التغيير النوعي بكل سلبياتها وايجابياتها ويجب أن نذعن لهكذا تغيير لأنه بالتالي أزاح شبح كان لايمكن ازاحته. لقد بدأت الحكومة بمواجهة المليشيات الخارجة عن القانون كما سماها الاعلام وانا أعتقد أنه لاتوجد هناك مليشيات خارجه عن القانون ومليشيات قانونية فكل من يحمل السلاح خارج نطاق الجيش والشرطة فهو ضد الحكومة وخارج عن القانون ، كذلك لا يوجد شيء اسمه مقاومة،،، فالمقاومة الحقيقية:- هي التي تأتمر بآوامر الدولة والحكومة عندما يعلنوا ذلك فالكل يجب ان يلبي النداء طالما الحكومة منتخبة ، وربما يثير البعض ويقول" أن هذه الحكومة غير شرعية ولم ننتخبها" فهذه الحجة باطلة لأن الذي لم ينتخب الحكومة كالذي صوّت ضدها وكلاهما غير مسموع لأنها أنتخبت وازيحت تلك الحجج والمسميات. لقد هوّل الاعلام لدغة الحكومة العراقية وأعتبروها ضد "جيش المهدي" أو التيار الصدري ولنفترض كلاهما فإذا كانت الحكومة قد واجهت "جيش المهدي" فلكونه مليشيا تحمل السلاح وليس هناك دولة لديها جيشين جيش تابع لها وآخر ليس لها إن لم يكن ضدها،، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نرى قادة التيار الصدري داخل الحكومة والبرلمان هم من وقف وقفة الضد على عملية "صولة الفرسان" وغيرها في بغداد ومناطق أخرى من العراق وهذه مردوده على قادة التيار الصدري الذين دخلوا في البرلمان والعملية السياسية فبامكانهم وعن طريق البرلمان تغيير أي شيء حتى الحكومة نفسها ، ولكن المصالح والأهواء والسرقات التي تعمقت في أغلب أعضاء مجلس النواب جعلتهم ينسون أن هناك شعب انتخبهم وهذه الطامة الكبرى ، فقد لاحظنا ومنذ بداية المشوار أن بعض الكتل السياسية التي دخلت العملية السياسية لأجل الاطاحة بالحكومة والعملية السياسية برمتها ومنهم التيار الصدري الذي سحب ستة من وزرائه كانوا على وزارات خدمية وبهذا الاسلوب جعل الشارع العراقي بدون خدمات وكذلك كتلة التوافق التي أتضح أن أغلب أعضائها ارهابيين فاتخذت جانب المعارضة حتى هدئت الامور وكذلك القائمة العراقية التي انسحب معظمهم من القائمة كل أولئك الذين انسحبوا من الحكومة كان همهم الوحيد اسقاط الحكومة وعندما صمدت الحكومة وواجهت كل تلك الضغوط عادت جبهة التوافق ومن الممكن العراقية، أما قادة التيار الصدري فسيبقون مكتوفي الايدي لأنهم تارة مع الحكومة وتارة أخرى خارجها ناسين ومتناسين أنهم ضمن الحكومة سواء خرجوا أو بقوا. ولذلك فالحكومة العراقية عندما وجهت لدغتها الى جيش المهدي فهي رسالة الى كل فئات الشعب العراقي أن الحكومة ستضرب أياً كان خرج ضدها وحمل السلاح ضد العملية السياسية وهاهم أقرب الناس للحكومة العراقية من وجهت ضربتها لهم ،لأنه بالحقيقة الحكومة العراقية تواجه ثلاث أوضاع مختلفة الأمريكان واستهتارهم ،، والقاعدة ارهابهم، والمليشيات وسيطرتهم المسلحة وعندما تبدأ بالمليشيات سوف يستقر الوضع الداخلي وتواجه الأمر الآخر حتى يصل المطاف الى الأمريكان وهو الغاية عندما يستقر الوضع فحينها الكل تتوجه لخروج الامريكان. فقط وددت الاشارة اليه أن الامام المهدي "عج" عندما يخرج لا يحتاج الى جيش ممهد له وكلهم من العراق فقد يكون مجموع جيشه من مناطق شتى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |