لقد نهضت الأسود من مرابضها
محمد علي محيي الدين
abu.zahid@yahoo.com
لمناسبة الأول من أيار أنطلق رفاق الحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل وأنصارهم وأصدقائهم في مسيرة رائعة لم تشهد لها المحافظة مثيلا منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن،وقد انطلقت المسيرة من مقر الحزب الشيوعي في منطقة القاضية،تتقدمها مجموعة من الأطفال حاملين الأزاهير والورود وشموع الفرح،تضللهم الرايات الحمراء،وقد ارتدوا الملابس الملونة المعبرة عن عيد كبير في تاريخ الإنسانية،تلاها كردوس نسائي كبير شاركت فيه النسوة الحليات من رابطة الدفاع عن حقوق المرأة تتقدمهن الرفيقة (أم علي) كريمة المناضل الشيوعي الشهيد كاظم الجاسم،ثم مجموعة من العمال يرتدون ملابس العمل الرسمية وهم يحملون المطارق والمجارف في تمثيل رائع لوحدة الطبقة العاملة العراقية وتحالفها المتين مع الفلاحين،تلاهم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في بابل يتقدمهم الرفيق علي إبراهيم (أبو عوف) عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي،والكادر المتقدم في الحزب،ثم تلتها مجاميع كبيرة من ممثلي فلاحي المحافظة،وكراديس الطلبة والشبيبة والفئات الشعبية الأخرى،وسارت التظاهرة تجوب شوارع الحلة الرئيسية في تنظيم رائع منقطع النظير أثار أعجاب الجماهير التي وقفت على جانبي الطريق تشجع المشاركين وتعلن تعاطفها مع حزبها المجيد ،فيما قام أصحاب المحلات بطش الحلويات على المشاركين في المسيرة،وزغردت النسوة في هلاهل أعادت إلى الأذهان المسيرة الكبرى التي انطلقت في الحلة في الأول من أيار عام 1959 وشارك فيها عشرات الألوف من الفلاحين والشغيلة وطبقات المجتمع الحلي.
وقد تميزت المسيرة بالتخطيط الجيد حيث حف بها من الجانبين الرفاق المكلفين بتنظيم سيرها وحمايتها،ومنع الطارئين من المشاركة فيها خوفا من تسلل عناصر معادية تحاول التشويش على المسيرة أو تعمل على إفشالها ،وحماية مركزة من شرطة بابل التي قامت بقطع الطرقات أمام العجلات والأشراف الواعي على حماية المسيرة ،وقد قام المهوال الشيوعي المعروف (أبو عادل) بترديد الأهازيج الحماسية التي ألهبت الجماهير ،وعند وصول المسيرة إلى ساحة باب الحسين حيث أستشهد عدد من العمال أثر تفجير إرهابي جبان قبل عام، توقفت المسيرة ووضعوا الزهور وأناروا الشموع في استذكار صامت للمجزرة التي أودت بإخواننا العمال،بعد ذلك انطلقت المسيرة إلى مقر اتحاد العمال في المحافظة حيث أستقبلهم العمال بالأهازيج والهتافات بحياة حزبنا وشعبنا،ودخلوا إلى قاعة البناية الكبرى للمشاركة في الاحتفالية المقامة لهذه المناسبة،حيث ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد على شهداء الطبقة العاملة والحركة الوطنية،ثم ألقى الرفيق سعد الشلاه رئيس اتحاد نقابات عمال بابل كلمة الإتحاد تلاه الشاعر عبد الستار شعابث ثم توالت الكلمات والقصائد التي حيت الطبقة العاملة بعيدها المجيد.
لقد شارك في المسيرة الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم ،مما أعاد الأمل للجماهير العراقية،بعودة الأمور لمسارها الصحيح،وظهرت في اليوم التالي على جدران البنيات شعارات خطتها الجماهير المحبة للسلام تعبر عن فرحها بهذا النهوض الجديد،ومنها(لقد خرجت الأسود من مرابضها) و(عادوا الغياب) و(هله بسباع العراق) إلى غير ذلك من الشعارات المعبرة عن التلاحم ألصميمي بين الجماهير وحزبها الشيوعي.
المجد للأول من أيار عيد العمال العالمي،والرفعة والخلود لشهداء الحزب والطبقة العاملة ،ومرحى للشيوعيين العراقيين في صمودهم الأسطوري ونضالهم المكابر لبناء وطن حر وشعب سعيد.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب