|
يحيى السماوي تقول النكتة، إن جورج بوش وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أجاب عن سؤال يتعلق بعدد ضحايا حربه على العراق قائلا : لقد قتلنا مليون عراقي إضافة إلى مترجم إسرائيلي واحد .... فضجت القاعة بأصوات الصحافيين وهو يسألونه بسؤال واحد: لماذا قتلتم الإسرائيلي سيادة الرئيس؟ فالتفت بوش إلى بوتين قائلا: ألم أقل لك إن قتل مليون عراقي بريء لا يثير اهتمام الرأي العام الدولي بقدر اهتمامه بمقتل إسرائيلي واحد؟ لقد أسفرت الحملة الوحشية على مدينة الثورة حتى الان، عن سقوط نحو أربعة آلاف مواطن عراقي، الغالبية العظمى من الضحايا هم أطفال ونساء وشيوخ ... ودكـّت مئات البيوت على رؤوس ساكنيها ... ولم تسلم من هذه الحملة الوحشية حتى المستشفيات ...ومع ذلك ، فلم نسمع صرخة احتجاج من قبل المنظمة الدولية حتى لو كانت بصوت خفيض .. والسؤال المطروح على مائدة الضمير العالمي : هل كانت الأمم المتحدة والجهات المهيمنة على صنع قراراتها، ستقف خرساء مكتوفة الأيدي، لو أن الضحايا الذين استبيحت دماؤهم في مدينة الثورة، كانوا إسرائيليين؟ هل الدم العراقي رخيص إلى هذا الحد؟ قد يكون للأمم المتحدة ومنظمتها المعنية بحقوق الإنسان حججها بصمتها الشائن ... ولكن: ما هي حجج جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في صمتهما حيال ما يجري من قتل عشوائي كيدي؟ وماذا عن صمت المرجعية الدينية العراقية؟ من اللافت للإنتباه، أن المرجعية الدينية ـ الشيعية على وجه الخصوص ـ لم يصدر عنها حتى الان ، نداء يسهم في وقف نهر الدم الشيعي المسفوح هدرا على الرغم من سقوط نحو أربعة آلاف ضحية بين قتيل وجريح!! أهو تواطؤ؟ أم الخوف من المحتل؟ أم أنّ حقن دم (النفس التي حرّم الله قتلها بغير وجه حق)، لم يعد واجبا ً شرعيا في فـقهها؟ وماذا عن الأحزاب والقوى الوطنية العراقيةـ الرجعية منها والتقدمية (على افتراض وجود هذا الخيط بين الأسود والأبيض في المرحلة الراهنة) ومنظمات المجتمع المدني في تحريك الجماهير للمطالبة بوقف هذه الحرب الوحشية واللجوء إلى الحوار ، إفشالا ً للمخطط الأمريكي الهادف إلى تفتيت اللحمة الوطنية؟ لقد شاهدنا أطفالا ونساء ً متفحمين نتيجة أحدث أسلحة القتل الجماعي الأمريكية .... فهل هؤلاء أفراد ميليشيا ولصوص أو من الرافضين للإحتلال الأمريكي (لي قناعة مفادها أن أمريكا لا تمانع أن يكون أفراد ميليشيا ما يسمى بجيش المهدي ، لصوصا وقطاع طرق لو أنهم يباركون الإحتلال ... والدليل على ذلك أن الجيش الأمريكي لم يشن حملة لاعتقال اللصوص الكبار المتواجدين على مقربة من سفارته ، واللصوص الهوامير الأقل حجما ً أصحاب الموانئ السرية لتهريب النفط) إذا كان صحيحا القول: إن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس، فإنه من الصحيح القول : إنّ الكلّ متهمٌ ... والكلّ مشارك في الجريمة!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |