أحزاب أطفال الأنابيب !
محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl
زمع أحزاب أطفال الأنابيب الصناعية إلحاق نسبها الشرعي بشهادة زور من لدو مبارك قران السفاح المدفوع مهره من أنابيب وناقلات نفط خليج حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، في ظل ذل الإحتلال، تزمع هذه الأحزاب الواعدة الصاعدة، إشهار شرعيتها، وتزعم تمثيلها أهل الخليج ومقدرات أجياله أبناء اليوم وروح العصر في كل مصر وثغر وقطر منه، مطلع القرن 21م الحالي، رغم أنف"مدرسة المشاغبين"(الطالبان ملا محمد عمر وبن لادن)، ومثل هذه الفتوى التي أفتى بها شيخ سلفي في محمية الكويت موجهة لمراتب وضباط أفراد القوات المسلحة العراقية وتعني إبتداء أهل ديرة الكويت وديوانياتها لدى التحضير لإنتخابات برلمانها في 17 من شهر آيار الجاري(مجلس الأمة الكويتي). حامد بن عبد الله العلي: حكم الإلتحاق بالشرطة العراقية.. فضيلة الشيخ ما رايك في الفتوى في الإلتحاق بالشرطة العراقية، على أن يكون طوع حكومة الإحتلال وعونا له ولحكومته في تحقيق أهدافه، وهذا واضح فالشرطة والجيش أداة تنفيذية، علما بأن المفتي أجاز ذلك من باب تفويت الفرصة على المفسدين؟!. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. وبعد: فإنّه لا يخفى على مسلم؛ أن البراءة من مخطط المحتل الأمريكي للعراق، ومن كلّ ما يعينه على إنجاح مشروعه الذي صرح بنفسه أنه يتعدّى احتلال العراق إلى الهيمنة على كلّ الأمّة، بأهداف خطيرة على رأسها محاربة دين الإسلام، والسعي لإطفاء نوره، وإلحاق الأمة بمشروعه الإمبريالي المسمّى "مشروع القرن الأمريكي"، وحماية ودعم المحتل الصهيوني لفلسطين. أنّ البراءة من ذلك كلّه، ومقاطعة كلّ ما من شأنه تحقيق أهداف الإحتلال الأمريكي للعراق، فرضٌ على المسلمين بل أصلٌ من أصول الإيمان، وفصلٌ بين الإيمان والكفر، ولا يسع المسلم بحال أن يتهاون في هذا الأمر الخطير. وبناءً على ذلك. فإنّ من انضم إلى عسكر المحتلين ضد المجاهدين في العراق، حتى لو كان مترجما، أو مفتيا يلبس على المسلمين دينهم، هو شريكهم في جميع آثامهم، ومعينهم في جميع جرائمهم، على قدر ما أعانهم فيه. وكلّ ما يأخذه من مال منهم، فهو كمن يأخذ رشوة في دماء المسلمين، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، ومن قاتل معهم ضد المسلمين المجاهدين، أوأعان، فهو مرتد، وحكمُه حكم المحتلين، وهذا كلّه لاخلاف فيه بين العلماء. وغيرُ خاف؛ أن الدخول تحت قيادة جيش، أو شرطة خاضعة لمحتل كافر، هو أظهر صور الولاء، ومن المعلوم أنه سيمتثل أمر القيادة بمحاربة المجاهدين، بدأً من التجسس عليهم، مرورا بالتبليغ ضدهم، وإلى قتلهم، أو القبض عليهم، فأيُّ كفر وإفساد في الأرض أعظم من هذا؟!. ومعلومٌ أن المحتل الصليبيّ في القرن الماضي كذلك؛ كان يوظف من الشعوب الإسلامية في الجند والشرطة من استعملهم في حربه ضد المجاهدين، وكان علماء الإسلام يفتون بأنّ ذلك من أظهر الكفر. ومن الأمثلة القريبة في التاريخ من احتلال القرن الماضي، ما ذكره قاضي الجماعة بمراكش سيدي عيسى السجستاني، ناقلا عن الإمام البرزلي المالكي، لما تكلم على الفئة التي وقعت استغاثتها بالعدو عن طائفة من المسلمين انحازت إلى العدو الفرنسي، ما نصه: (وأحفظ أني رأيت لابن الصيرفي في دولة لمتونة من صنهاجة؛ أن المعتمد بن عباد استعان بهم - أي النصارى - على حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه، وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة، فاستفتى فيه الفقهاء، فأكثرهم أفتى بأنها ردة) [النوازل الكبرى: ج3/ص23]. فهذا فيمن استعان بالكفار في حربه ضد المسلمين، فكيف بمن انطوى تحت الكافرين، وقاتل في مشروعهم، ونصر مخططهم، يسفك في سبيل ذلك دماء المسلمين، ويعلي راية الكفر والكافرين؟!. وكذلك الحكم في هذه النازلة في الإحتلال الأمريكي الصليبي لبلاد الإسلام. وذلك استدلالا بقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}، ولا يتبرأ الله تعالى إلاّ من كافر. وإذا كان هذا حكم الشرطة أو الجيش التي تتعاون مع المحتل، فكذلك هو حكم من أعانهم على قتال المسلمين واحتلال أرضهم، ولو بالترجمة، وذلك من أعظم الخيانة لله، ولدينه، ولأمّة الإسلام، وقد أعان من فعل على هدم الإسلام، وشاركهم في قتل المسلمين، وفي الصدّ عن دين الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. وقال الحق سبحانه في سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ* إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاأَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حذر من إعانة الظلمة في الوظائف، كما ورد: (ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم، فلا يكونن عريفا، ولا شرطيا، ولا جابيا، ولا خازنا) [رواه ابن حبان في صحيحه]. ومعناه؛ أن أولئك الأمراء الظلمة يستعملون الشرطي والعريف في ظلم الناس، والجابي والخازن في أكل أموال الناس، بالباطل، الجابي يأخذها، والخازن يحرسها، فيكون الشرطي والعريف والخازن والجابي؛ شركاء للحكام الظلمة في ظلمهم وجرائمهم. كما قد ورد أيضا في ذلك حديث أبي هريرة عند مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا). وهؤلاء الذين يحملون السياط ويضربون الناس؛ هم الشرطة الذين هم أداة الظلم بيد حكام الجور - كما بين ذلك النووي في صحيح مسلم - وكما نراهم هذه الأيام يعذّبون الدعاة والمجاهدين، وحتى إنهّم يضربون بسياطهم المسلمين المتظاهرين تأييدا لإخوانهم المسلمين في البلاد التي يقع فيها ظلم من الكفار على المسلمين!. إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم؛ حرّم أن يكون المسلم معينا للظلمة، فكيف يكون حكم من يعين المحتل الكافر الصليبي المظهر عداوته، الذي يستعمل من يعينه في كفره وصدّه عن سبيل الله، وفي إهراقه دماء المسلمين ونهب أموالهم واحتلال أرضهم؟!. وقد قال شيخ الإسلام في اختياراته: (من جمز إلى معسكر التتر، ولحق بهم؛ ارتد، وحل ماله ودمه) [نقلا عن الدرر السنية: ج8/ص338، ومجموعة الرسائل النجدية: ج3/ص35]. وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله: (وكذا كلّ من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم، وهو صريح قوله تعالى: {ومن يتولهّم منكم فإنّه منهم}). وقال ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" [ج1/ص195]: (أنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه، أنه من تولى اليهود والنصارى، فهو منهم، {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، فإذا كان أولياؤهم منهم، بنص القرآن، كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم، ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام، فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية، بل إما الإسلام أو السيف، فإنه مرتد بالنص والإجماع). وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في "كلمة الحق": (أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء؛. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب، وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله، لا للسياسة ولا للناس، وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز، وعن حكم التعاون معهم، بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون). وقال أيضا: (ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم - أي الفرنسيين - حكمه حكم التعاون مع الإنجليز؛ الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه). وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) [مجموع الفتاوى والمقالات: ج1/ص274]. وقال بن باز أيضا: (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام، لقول الله عز وجل: {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم}) [فتاوى إسلامية، جمع محمد بن عبد العزيز المسند: ج4، السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901]. فإن قيل: فإنّ المحتل الأمريكي وعد المسلمين أنه إذا استقرّ الأمن في بلادهم، وأسسّوا دولتهم، فسينسحب، وذلك موكولٌ إلى تأسيس الجيش والشرطة منهم!. فيا خيبة من يصدق هذا الهراء! ويا لحمق من يفتي بناءً عليه فتوى يحمل بها على ظهره أوزاره، وأوزار من يفتيهم، في جرائم يدخل تحتها من الكفر، وإهراق الدماء، وانتهاك الأعراض؛ مالا يحصيه إلا الله، على أمل أن يَصْدُقَ عدوّ يهوديّ، هو أخبثُ ما يكون كيداً، وأشد ما يكون عداوةَ للمسلمين، أن يصدق في وعده!. وليت شعري؛ أيّ دولة هذه التي سيؤسسها المحتل الصيهوصليبي، ثم ينسحب من بلاد المسلمين ويخلفها وراءه؟!. بل سيكون الكافر الصهيوصليي الحاقد الكاذب المفتري؛ أوّل من يستغل مثل هذه الفتاوى، لإنجاح مشروعه الخبيث، ثم يُؤسّس دولةً تابعة له تكون أداةً بيده، لما يستقبله من خططه الخبيثة في أرض الإسلام. ثم إنه بلا ريب لنْ يذر وراءه إلاّ الخونة من زنادقة العرب والعجم، يعيثون في الأرض فسادا، كما فعلوا بأمتنا فيما مضى إلى يومنا هذا، وسيكون أوّل عمل جيش دولته وشرطتها - ذلك بعد تقسيم الدولة وتجزئتها - الإجهاز على أهل الجهاد الذين كانت دماؤهم الطاهرة هي التي رسمت عنوان عزّة الأمّة، عندما حلت في أرضها جيوش الكفرة. ويا للأسَى كمْ يُلدغ المغفلون من المفتين المزيّفين، من نفس الجحر، مرات ومرات، أم تُراهم قد أُعدّوا لهذا الدور، ولهذا يحُتفى بهم في وسائل الإعلام؟!. هذا والواجب على المسلمين من أهل البلاد المحتلة؛ أن يعدّوا لهم من المجاهدين من يُوكل إليه حفظ الأمن بقوّة السلاح، ما يُغنم من المحتل وشرطته وجنده، فيُشهر في قتال الخونة الذين يُعينون المحتل في دولته، وفي محاربة أهل الفساد، كما يُشهر في وجه الكافر المحتل نفسه، لا أن يكونوا عوناً للمحتلين، وعيناً على إخوانهم المجاهدين، وأداةً لإنجاح مشروع الإحتلال، فهذا لا يفتي به أحدُ من علماء المسلمين، لكنّه يصدر من أهل التلبيس والرؤوس الجهال، الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يكونون آخر الزمان، يفتون بجهلهم، فيَضلّون ويُضلّون، والله المستعان. هذا مالم يكن الدخول خدعةَ حرب؛ ليكون عيناً للمجاهدين، أو لتنفيذ خطة راشدة في مشروع الجهاد نفسه، بما يخدم أهدافه متقيّدا بالشريعة، فهذا داخل فيما يباح من تدابير الحرب المشروعة، فمن أفتى بذلك فقد أصاب، وكان يجب عليه أن يفصل في الجواب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. سنة 1970م كان دخل البعث المباد في العراق، نفط بنحو بليون و230 مليون دولار وبعد عقد من الزمن الردىء في عام 1980 م بلغ 25 بليون دولار. وكان دخل نفط الإمارات العربية المتحدة 230 مليون دولار ارتفع بعد عقد من الزمن الردىء الى 19 بليون دولار. وكان دخل ليبيا مليون وثلاثمائة الف وفي عام 1980 بلغ 21 بليون دولار. وكان دخل قطر 120 مليون دولار وفي 1980 بلغ 5 بلايين دولار. وكان دخل الجزائر 272 مليون دولار وفي عام 1980 بلغ 10 بلايين دولار. وكان دخل آل سعود حوالي بليون دولار في عام 1980 بلغ 102 بليون دولار. وكان دخل(آل صباح في كويت) 221 مليون دولار وفي عام 1980 بلغ 22 بليون دولار. وقد بلغ اليوم سعر برميل نفط الخليج الصاعد معدله الفلكي 117$ دولار أميركي، غير المسبوق قبل جيل مضى من وفرة وطفرة أحزاب أطفال الأنابيب، نتذكر بدايات الإحتلال، عندما أرسل الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت لجنته الرئاسية الخاصة الى الشرق الاوسط، التي زارت كلا من : مملكة آل سعود، آل صباح الكويت، البحرين، قطر و بلاد فارس إيران، ثم عادت بتقرير يفيد بأن نفط الشرق الاوسط أكبر كنز وهبته الطبيعة للزمن والجغرافيا!. وكان وزير الخارجية الأميركي جيمس بيرنز، قد سأل رئيسه روزفلت: سيدي ما الحصة التي ينبغي أن تسيطر عليها الحكومة الأميركية من نفط الشرق الأوسط ؟ فأجابه بعد تفكير عميق : ليس أقل من 100% !. فسارع وزير الداخلية الأميركي ليكتب الى رئيسه قائلا: ان الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول النفط لا يعرف أحد لها نظيرا في الدنيا، ان السعودية بمثابة شمس هذه المجرة فهي أكبر بئر نفط في الشرق الأوسط والظروف فيها الآن مناسبة، وملكها ابن سعود يطلب أمرين: مالا ينفق منه وضمانا يكفل استمرار العرش في أسرته، وينبغي للولايات المتحدة منحه المطلبين!. اجتمع روزفلت بعبد العزيز ابن سعود على ظهر بارجة حربية أميركية في البحر الأحمر عند ممر قناة السويس، ووقع ابن سعود اتفاقا مع مجموعة آرامكو المكونة من 4 شركات هي: نيوجيرسي، سوكوني، سوكال، وتكساكو بنسبة 25% لكل منها. حاول وزير المستعمرات البرطاني سير ونستن تشرتشل عرقلة الإتفاق لكنه لم يفلح. وحين عاد الى بريطانيا وجد بعض وزراءه يوجهون اللوم له لأنه لم يقدم هدية لعبد العزيز، في حين ان عبد العزيز نفسه قدم مجموعة من المجوهرات هدية لأسرته، فلم يجد تشرتشل بدا من بيع نفس المجوهرات التي أهديت إليه من قبل عبد العزيز ثم شراء سيارة رولز رايس وارسالها هدية إليه. بيد أن ذلك أيضا لم يفي بالغرض. إذ وضعت أميركا يدها على النفط السعودي بصورة مطلقة، وأصبحت الشركات الأميركية غول وأخطبوط نفط وسياسة في آن معا، وكان حجم تلك الشركات وامكانياتها الإقتصادية خرافيا، فقد سيطرت الشركات الأميركية على كل شيء من إنتاج وتوزيع وتكرير ونقل، ومنحت نفسها مرونة التصرف، وصار بمقدورها معاقبة دولة ما بخفض انتاجها وهي واثقة أنها تستطيع زيادة الضخ في بلد آخر والمحافظة على مستوى أرباحها!. وقد حققت تلكم الشركات لنفسها أرباحا خيالية، ونذكر أن دخل آرامكو لوحدها يزيد ثلاث أضعاف على دخل المالك الأصل لهذا النفط، السعودية!. مثال آخر، إن شركة النفط البريطانية - الإيرانية حققت عام 1950م أرباحا بلغت الى 250 مليون جنيه إسترليني، في حين كان النصيب الذي حصلت عليه الحكومة الإيرانية فقط 90 مليون جنيه إسترليني لا غير، ما استعدى إيران واستدعى ظهور رئيسها د . محمد مصدق وفرار آخر ملوكها المخلوع لاحقا بثورتها الشعبية قبل جيل مضى(القرن الماضي)، صيف 1978م وإنتصار تلكم الثورة ربيع العام التالي وتمخض ذلك عن مولد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، موضع الصراع مع القطب العالمي الأميركي الأوحد، على أرض السواد عراق الرافدين ومهد الحضارات والخيرات والمقدسات. وكان في عقد ثلاثينات القرن الماضي قد تمكن المليونير الأميركي ميللون من عقد صفقة مع أحمد الجابر الصباح، الذي كان غاضبا على الشركات البريطانية لأنها عثرت على نفط البحرين قبل أن تعثر عليه في كويت، وقال أحمد الجابر لرئيس شركة"شل": ان ظهور النفط في البحرين قبل ظهوره في الكويت طعنة خنجر في قلبي!(على أمل إيجاد مقومات الدولة بإكسير الحياة، شرايين أنابيب النفط، كما في شمال عراق اليوم لإعلان الإنفصال الناجز عن ولاية البصرة العراقية في مؤامرة 8 شباط الأسود 1963م). كما هو حال الشركات المنقبة عن النفط و الغاز العراقي بشكل مجحف وغير مشروع الآن في شمال العراق، فبدأت شركة"شل" تنقب عن النفط في إقليمي نجد والحجاز وكادت أن تنسحب من هذين الإقليمين، لأن أحد مهندسيها وضع تقريرا جاء فيه، أنه يشك بإحتمالات وجود نفط في هذين الإقليمين، على أن رئيس الشركة نفسه زكى نظرية الإنسحاب بناء على ثلاثة أسباب هي: الطلبات المالية الكثيرة للملك عبد العزيز – أن بريطانيا لديها من النفط ما يكفيها في بلادي الرافدين وفارس - . و لو كان حدث ذاك السياق، لكان لكل حادث حديث، ومسوغ وفتيا، بناء على ثورة ثروة النفط، بدء بغزوة نيويورك في 11 أيلول الأميركي الأسود، سنة أولى ألفية ثالثة للميلاد 2001م، ومرورا بغزو الكويت، وإنتهاء بغزو العراق، والبقية تأتي.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب