محمود المفرجي/ كاتب واعلامي

almifarji55@yahoo.com

كانت فرصة سعيدة ان التقي عن طريق الصدفة واصدقائي واخوتي الاعزاء محمد الخضري وفالح حسون الدراجي ووهاب الهنداوي والدكتور قيس القره داغي وغيرهم من المثقفين والاساتذة ، والذين لم التقي بهم في السابق الا من خلال الانترنت والمناقشات التي تكون في بعض المرات محتدمة بيننا، او من خلال كتابات الرأي المتبادلة التي بحقيقتها لا تعكس اراء من يكتبها بصورة دقيقة.

الا ان لقائي بهم والحديث معهم قد اوضح لي الكثير من الامور التي كنت في السابق اختلف معهم بها ، بعد ان تبين لي عذرهم بسبب بعدهم عن ساحة حدث بلدنا واعتمادهم في بناء افكارهم على ما تحمله وسائل الاعلام المتعددة السياسة من اخبار متضاربة.

فما لفت انتباهي هي الدهشة التي غلبت على افكارهم من الوضع الحقيقي للعراق وما يلاقيه من صعوبات جمة نتيجة حجم المعركة التي يخوضها مع التكفيريين والقتلة الذين يريدون به السوء ووضع العصا بعجلة تقدمه وازدهاره والنهوض بواقع حاله.

الا انهم بالوقت نفسه كانوا مفعمين بالتفاؤل ومليئين بالعزيمة للعمل لاجل العراق، وهذا الامر بحد ذاته يفتح الباب لنا امام قضية اخرى لابد للقائمين على قمة الهرم السياسي العراقي الالتفات لها وهي ضرورة الاستفادة من هذا التفاؤل والاندفاع لخدمة العراق واهل العراق وزجهم بالاجواء العراقية ووضعهم بالمحك، على اعتبار انهم لم يأخذوا فرصتهم الحقيقية ببناء بلدهم.

فليس من المعقول ان ننقطع عن هؤلاء ونحكم عليهم بالنفي لمجرد ان ظروفهم التي فرضها عليهم النظام السابق لم تساعدهم على الاطلاع على الحالة العراقية عن قرب.

فما شاهدته ولمسته من خلال احاديثهم انهم لا يختلفوا في الافكار والدوافع عن مثقفي الداخل، وان الاختلاف بينهم لم يكن سوى جدل لمواضيع فرعية لا تمس العنوان والرغبة العامة التي يتحلى بها الطرفين وهي ضرورة بناء عراق متحضر قوي بيد بيضاء تبني بلدها وليس اليد التي كما ارادها النظام السابق المتلونة بالوان الخاكي والشعارات المقيتة.

انا اعتبر زيارتهم لبغداد للدفاع عن قضية الكرد الفيلية زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لانهم استطاعوا ان يظهروا مظلوميتهم وضياع حقهم بالانتماء للوطن ، لاسيما في ظل الاوضاع الامنية الصعبة التي تحيط بالعراق عموما وبغداد خصوصا.

ان الوفد الذي استطيع ان اسميه (سندباد العراق) استطاع ان يحقق ما لم يحققه اكبر السياسيين العراقيين الذين انشغلوا بالتنافس السياسي مع منافسيهم وتركوا قضية الكرد الفيلية على الرف لاجل غير مسمى.

فاجمل ما في الموضوع ان جملة من المتطوعين بهذه المهمة هم ليس من الكرد الفيلية، وان الذي دفعهم لتجشم عناء السفر وتعريض حياتهم للخطر هو انتمائهم الوطني الصميمي والنظر للقضية على انها قضية عراقية شاملة وليس كونها قضية تخص جزء من قومية ترامت اطرافها بين ما هو قومي ومذهبي

وهذه الصورة بحقيقتها هي التي يحتاجها العراق في هذه المرحلة الصعبة، لصورة يرسمها اناس لديهم هذا الدافع الذي هو بحد ذاته ليس منقبة لهم فحسب انما لكل العراق واهله.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com