|
تخيل نفسك (عزيزي الرجل) حينما تستيقظ يوما على أصوات نساء في الشارع وهي تنشد احتفالا بالانجاز الكبير الذي طال انتظاره وهو تحقيق المساواة الكاملة مع الرجل، بعد ان تنهض و تقوم لتتناول طعام الإفطار الذي من المفترض ان زوجتك قد أعدته لك مثل كل يوم فانك سوف تغيب عن الدوام بانتظار ذلك الفطور وحين تسال يأتيك الجواب جاهزا : حبيبي اخدم نفسك بنفسك فانا وأنت متساويان ! وبعد أن (تبلع) هذه الصدمة الأولى وتتمتم مع نفسك (مو مشكلة افطر برّه)، تتوجه إلى درج الملابس الرسمية فتجد أنها غير موجودة ولا زالت (تنتظرك) كي تقوم بغسلها ثم كيّها بنفسك لان زوجتك قد حققت المساواة الكاملة فلا حق عليها بعد الآن، فتضطر لارتداء نفس ملابس اليوم السابق وتأخذ البقية إلى (اللوندري) لغسلها وكيها بدل الزوجة (المتساوية) . تدخل إلى دائرتك وإذا بها تعج بالرجال فقط وحين تسال عن النساء يأتيك الجواب (دقق النظر) فتعرف ان جميع النساء قد قصصن شعورهن (رجالي) ولبسن ملابس (رجالية) وهناك من أطلقت العنان (للشارب واللحى) فهي المساواة الكاملة !! أكيد انك (عزيزي الرجل) سوف تهيأ نفسك بعد ما رأيت من (مساواة) أكلت الأخضر واليابس فتقوم بشراء عشاء سفري لك وللعائلة وتتوجه فرحا إلى بيتك فأنت إنسان ديمقراطي وتحترم حقوق المرأة، لكنك تفاجأ أن زوجتك قد أحضرت مجموعة من صديقاتها (المتساويات) مع أزواجهن المتحررين المتساوين للاحتفال بالنصر الكبير والانجاز العظيم فيكون العشاء من نصيبهم مع قائمة أخرى ترسلك لإحضارها من السوق تتضمن بالطبع (سكائر من كافة الأنواع مع بعض المشروبات إن لزم الأمر) لان المرأة قد تساوت كليا مع الرجل فلا ضير من ذلك إطلاقا، ولن ينفعك الاعتراض أو النقاش حول تلك النقطتين فالوضع قد تغير كليا والدستور قد كفل للمرأة المساواة الكاملة ولا يحق لك أن تقدم أي شكوى ضدها لأنك ستكون خارجا عن القانون ويطبق بحقك قانون الإرهاب وتكون معارضا ( لخطة فرض المساواة) التي تأتي بعد خطة فرض القانون المالكية. تخيل نفسك (عزيزي الرجل) انك تقوم بغسل الأطباق والصحون بعد الوجبة الكبرى، ولأنك حديث عهد بتلك العملية، ستكسر بعضها قبل أن يأتيك التأنيب من (المرأة الحديدية) التي تصول عليك ( صولة النسوان) وتطالبك بالنهوض مبكرا مع الأولاد قبل أن يذهبوا إلى المدارس لأنها متعبة من يوم شاق في العمل ! تخيل انك في اليوم التالي وبعد أن تعود من العمل تجد إن زوجتك (المساوية لك في كل شيء) تقوم بتنظيف وسقي حديقة المنزل الخارجية وهي ترتدي ( الشورت والفانيلة) وجارها الديمقراطي الحر المتحرر يساعدها في العمل بعد أن طلبت منه زوجته (المتحررة المتساوية) ذلك ! التخيل المهم عزيزي ((الزوج)) هو في وقت الراحة والاستجمام والاستمتاع، فحين تحاول مغازلتها والتودد لها كالعادة تشعر أن ليس لها الرغبة في ذلك، تعاود الكرّة أكثر من مرة، والحال هو هو لم يتغير بل انه يزداد سوءا فهي عصبية المزاج ولا تطيق أنفاسك حتى، فتتصاعد في راسك حمى الرجولة الخمسينية وتنتفض على نفسك وتصرخ بالمرأة الحديدية: ماذا يجري، ماذا دهاك يا امرأة، أريد تفسيرا لما يجري، وهنا يأتيك الرد الصاعقة الذي لم تتخيله يوما حين ترد عليك بكل برود وتحرر ومساواة: إنني احب شخصا آخر وأريد الزواج به ولا استطيع الاستمرار معك (وأنت طالق بالثلاثة!!) .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |