جبرئيل والمهدي عليهما السلام (الجزء الاول)

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

 عناصر القيادة المركزية التابعة للامام المهدي عليه السلام 

هذه الحلقة تتناول أهم عناصر القيادة المركزية التابعة للامام المهدي عليه السلام متمثلة بجبرئيل وميكائيل اولا ثم سيكون معها رجال مهمين للمهدي عليه السلام منهم عيسى عليه السلام وشعيب بن صالح واليماني وقيادات مركزية ثانوية منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وجنود متميزين بحدود خمسة الاف الى عشرة الاف واكثر يقودون حملاته.. وكل هذه المجموعات تمتاز بالقوة والقدرة الفنية والعسكرية والخبرة الواسعة، وحسن التنسيق واظهار المقدرة والتصرف السريع تجاه الاحداث والمتغيرات بالشكل الذي يفرض هيبتها في صفوف الجماهير ويعزز مكانتها كل لحظة من لحظات الانتصار الميداني في مواجهة القوى الظالمة. 

وسنتاول في هذا الجزء نظرة تقييمية موضوعية لاسرار اشتراك الملكين جبريل وميكال عليهما السلام في قيادة جيش المهدي (ع) المركزية واهمية دعم الملكين لقيادته عليه السلام اعتمادا على النصوص الواردة عن مدرسة اهل البيت عليهم السلام مثمثلة بالائمة المعصومين عليهم السلام. 

كما سنشير الى اهمية بعض المصادر التي اعتمدنا عليها في التعريف والاشارة الى العوامل الزمنية والجغرافية والعسكرية التي تدخل وتتدخل في مستقبل الصراع السياسي والاقتصادي والعقائدي والاجتماعي بصورة موضوعية تعتمد على الرؤية العصرية بالاضافة الى التسلسل التاريخي واستقراء التقلبات في مختلف تلك الوجوه التي اشرنا اليها. 

كما سنبين من خلال الرؤية القرانية الادوار التي يمكن للملائكة ان تشارك مع المهدي عليه السلام في قيادة العمليات العسكرية معززة بالايات الكريمة من حيث مشاركة الملائكة في ابلاغ الانبياء والرسل بل والاشتراك معهم في القتال احيانا وبانزال العذاب على بعض الامم الظالمة، وتبليغ بعض الشخصيات المهمة بامور خاصة كما حدث مع مريم المجدلية عليها السلام، وتكليف الملائكة بقبض الارواح وحمل بعض الاشياء ونقلها من مكان لاخر كما سناتي على ذكره لاحقا، وانزال الطمانينية على ارواح المؤمنين وان يشهدوا لله سبحانه وتعالى عندما يطلب سبحانه منهم شهادتهم.

معنى جبرئيل وميكائيل: وقولهم جبرئيل وميكائيل واسرافيل بمنزلة عبد الله وتيم الله ونحوهما. 

جبريل عليه السلام جبرائيل عليه السلام اول المبايعين: ملك من الملائكة وهوالامين على وحي الله، وهومطاع في اهل السموات، المكين لدى الله، والمقرب عنده. راجع الصحيفة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين " عليهما السلام ".. ( من دعائه عليه السلام في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب ). 

قال الإمام زين العابدين(ع): " أول من يبايعه جبرائيل عليه السلام، ثم الأنصار.. يوم الخلاص ص 304 عن الغيبة للنعماني ص 169. 

رفع راية المهدي عليه السلام... تجمع الانصار الى جانب المهدي وجبرائيل عليهما السلام:

لابد لكل حركة عسكرية وجيش ان يلتف حول قائده ولابد لهذا الجيش من راية ترفع وتنضوي تحت لوائها كافة التشكيلات الرئيسية والثانوية على المستوى العسكري والجغرافي. 

الرمزية: درع رسول الله سيف علي عليهما السلام عليه السلام كرمز عسكري يشير الى الانتماء. 

ستكون هناك خطوات رمزية تاريخية يستخدمها الامام المهدي عليه السلام وهونوع من الضروب الاعلامية والنفسية التي يتخذها الامام المهدي (ع ) ليشير الى القيادة الاصيلة المتمثلة بخاتم الانبياء محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ووصيه الاول علي بن ابي طالب عليه السلام، وهذه الرمزية تتمثل بدرع الرسول (ص)، وبسيف علي بن ابي طالب( ع) وهي اشارة الى الانتماء العقائدي الاصيل.

ميكال عليه السلام: ملك من الملائكة يتصف بالجاه عند الله، وله مكانة رفيعة عند ربه من الطاعة.. " راجع الصحيفة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين " عليهما السلام ".. ( من دعائه عليه السلام في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب ). 

دور الملائكة:(جبرئيل وميكائيل): الملائكة خلق خاص لانراه نحن البشر العادي الا اذا اراد الله ذلك كما يحدث للانبياء والرسل مثلا، وفي حالات خاصة يتمثل فيها الملك كما تمثل لمريم ابنة عمران عليها السلام كما ورد في القران الكريم " فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا " سورة مريم - سورة 19 - آية 17. 

قوله: «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا» ظاهر السياق أن فاعل «تمثل» ضمير عائد إلى الروح فالروح المرسل إليها هوالمتمثل لها بشرا سويا ومعنى تمثله لها بشرا ترائيه لها، وظهوره في حاستها في صورة البشر وهوفي نفسه روح وليس ببشر. 

وإذ لم يكن بشرا وليس من الجن فقد كان ملكا بمعنى الخلق الثالث الذي وصفه الله سبحانه في كتابه وسماه ملكا، وقد ذكر سبحانه ملك الوحي في كلامه وسماه جبريل بقوله: «من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك»: البقرة: 97 وسماه روحا في قوله: «قل نزله روح القدس من ربك»: النحل: 102 وقوله: «نزل به الروح الأمين على قلبك»: الشعراء: 194» وسماه رسولا في قوله: «إنه لقول رسول كريم»: الحاقة: 40»، فبهذا كله يتأيد أن الروح الذي أرسله الله إليها إنما هوجبريل. 

وقد يشاركون في بعض الامور التي يكلفون بها كالقتال كما حدث ذلك في معركة بدر كما جاء في الايات الكريمة من القران الكريم " اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين " سورة آل عمران - سورة 3 - آية 124، " بلى ان تصبروا وتتقوا وياتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين " سورة آل عمران - سورة 3 - آية 125. 

الملائكة تقبض الارواح 

 " ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك ماواهم جهنم وساءت مصيرا " سورة النساء - سورة 4 - آية 97. 

الملائكة ينزلون بالعذاب

 " ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين " سورة البقرة - سورة 2 - آية 161. 

الملائكة لها القدرة على حمل الاشياء

 " وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين " سورة البقرة - سورة 2 - آية 248.

الملائكة رسل الله

 " الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان الله على كل شيء قدير " سورة فاطر - سورة 35 - آية 1.

طمأنة الملائكة للمؤمنين

 " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " سورة فصلت - سورة 41 - آية 30.

 " قوله: «تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون» إخبار عما سيستقبلهم به الملائكة من تقوية قلوبهم وتطييب نفوسهم والبشرى بالكرامة.

فالملائكة يؤمنونهم من الخوف والحزن، والخوف إنما يكون من مكروه متوقع كالعذاب الذي يخافونه والحرمان من الجنة الذي يخشونه، والحزن إنما يكون من مكروه واقع وشر لازم كالسيئات التي يحزنون من اكتسابها والخيرات التي يحزنون لفوتها عنهم فيطيب الملائكة أنفسهم أنهم في أمن من أن يخافوا شيئا ويحزنوا لشيء فالذنوب مغفورة لهم والعذاب مصروف عنهم.

ثم يبشرونهم بالجنة الموعودة بقولهم: «وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون» وفي قولهم: «كنتم توعدون» دلالة على أن تنزلهم بهذه البشرى عليهم إنما هوبعد الحياة الدنيا.. الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي. 

الملائكة شهداء يشهدون

 " شهد الله انه لا اله الا هووالملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هوالعزيز الحكيم " سورة آل عمران - سورة 3 - آية 18، " لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا " سورة النساء - سورة 4 - آية 166. 

الملائكة تتكلم مع بعض البشر بتكليف من الله سبحانه وتعالى 

 " واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " سورة آل عمران - سورة 3 - آية 42. 

ذكر جبرئيل عليه السلام في القران الكريم 

 " قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " سورة البقرة - سورة 2 - آية 97.

جبريل ملك من الملائكة لا شأن له إلا امتثال ما أمره به الله سبحانه كميكال وسائر الملائكة وهم عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وكذلك رسل الله لا شأن لهم إلا بالله ومن الله سبحانه فبغضهم واستعدائهم بغض واستعداء لله ومن كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدولهم، " من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدوللكافرين " سورة البقرة - سورة 2 - آية 98.

 " ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هومولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " سورة التحريم - سورة 66 - آية 4.

و«جبريل» عطف على لفظ الجلالة، و«صالح المؤمنين» عطف كجبريل، والمراد بصالح المؤمنين على ما قيل الصلحاء من المؤمنين فصالح المؤمنين واحد أريد به الجمع كقولك: لا يفعل هذا الصالح من الناس تريد به الجنس كقولك لا يفعله من صلح منه ومثله قولك: كنت في السامر والحاضر.

وفيه قياس المضاف إلى الجمع إلى مدخول اللام فظاهر صالح المؤمنين غير ظاهر «الصالح من المؤمنين».

ووردت الرواية من طرق أهل السنة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن المراد بصالح المؤمنين علي عليه أفضل السلام، وقوله: «والملائكة بعد ذلك ظهير» إفراد الخبر للدلالة على أنهم متفقون في نصره متحدون صفا واحدا، وفي جعلهم بعد ذلك أي بعد ولاية الله وجبريل وصالح المؤمنين تعظيم وتفخيم.

المصادر

القران الكريم

الميزان في تفسير القران للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي موقع السراج في الطريق الى الله لتدقيق الايات الكريمة الصحيفة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يوم الخلاص النصوص الحديثية للائمة المعصومين عليهم السلام 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com