|
يعتبر استشهاد المفكر الشهيد عزالدين سليم في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ وطننا العزيز خسارة كبيرة للعراق وللعالمين العربي والاسلامي لما يمتاز به شهيد الوطن من عطاء للحركة الفكرية والاجتماعية والسياسية خلال خمسة عقود مضت من تأريخنا المعاصر. واذا اردنا ان نتحدث عن خارطة الاحداث الفكرية والسياسية خلال الفترة من بين الستينيات من القرن المنصرم حتى استشهاده ، نرى لشهيدنا الرمز مواقف واراء بقيت شاخصة حتى بعد استشهاده ، اضافة الى رؤيته السياسية والتي شهد له بها كل من عرفه، وافكاره واراءه الفكرية منها والاجتماعية. وقد كانت افكاره اكثر وضوحا خلال فترة ما بعد سقوط النظام والى يومنا هذا بسبب الخلافات السياسية والفكرية الموجوة خاصة هذه الايام والتي كان شهيدنا بعيدا عنها دائما بل كان دائما يدعوا الى لم الصف لهدف اسمى . فأن لشهيدنا السعيد افكار بعيدة المدى تستوعب المرحلة والتي نمر بها من خلال طرحة افكار الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والقومية ، اذ كانت علاقته مع كل التيارات والشخصيات والتي عرفته ايام المعارضة وحتى ما بعد سقوط النظام ، وعطاءه الثر للحركة الوطنية وتوجهاته العراقية خير دليل علىمعرفته بكل ما يجري في العراق، وما مواقف اغلب السياسيين ورجال الفكر والمعرفة حين استشهاده الا نزر يسير من علاقته المتميزة والتي حاول من خلالها دمج جميع مكونات الشعب العراقي في عملية البناء ، وما اطروحاته التي طرحها الا طريق من اجل ذلك البناء من خلال طرح حكومة الانسان، وبناء الانسان، ومشروع الامركزية في الحكم وغيرهامن المشاريع البناءة لاجل عراق جديد يحترم فيه المواطن والمواطنة ويتحقق فيه طموح ابن الرافدين بعيدا عن الانا والذاتية والحزبية والطائفية. ولكن ان محاولة طمس هذه الشخصية الوطنية والتي سعت الى بناء عراق حر وكانه لم يكن في يوم رئيسا للعراق فكانما نقول لمن قتله عاشت تلك الايادي والا لماذا هذا التغييب . فنحن ندعو اليوم الى عدم قتله مرة اخرى بتغييب افكاره وذكراه وخصوصا مع قرب الذكرى الرابعة على استشهاده. فسلام عليك يا عزالدين سليم وعلى كل المخلصين لك ولفكرك وعلى كل الصادقين بعملهم في عراقنا الجديد وعلى كل شهداء العراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |