|
في مقال ارسله لي رفيقي وشريان دمي ونحن الاحفاد نتباها بهذه الدماء النقيه (محمد علي محيي الدين) انها اصالة العراق الاشرف في هذه المقالة(نفق سجن الحلة يطرق الذاكرة مرة أخرى)ورد أسم المعلم والكادر الشيوعي واحد ابطال عملية الهروب من نفق سجن الحلة ولذلك تذكرت مرتع صباي وجذوة الحب الاولى الشامية ودائما القلب للوطن الاول وللحب الاول والعراق الاشرف دائما هو الاول وميزة ان الهوى عند العراقيين خبل فهم اول العشاق العذريين على وجه الكون ومن هذه الوشيجه التي تربطني بالشامية العنبر والفرات والطيبة والشهامة التي يتجلى بها كل اهلنا السومريين.... الشامية نواة للفكر حين كان الاتقاد يعني التحرر والحضارة ولذلك لقبونا نحن سكان المدن (بالحضري)واتذكر حين نذهب الى اراضينا هناك كانوا الفلاحين حين وصولنا وعندما نترجل من سيارتنا وابي يذهب الى جلسة مع الفلح كانوا هؤلاء الفلاحون الاطايب يسمعوني كلام اتعصب فيه واخذ بالصياح والتولول واحيانا الى حد البكاء لكن والدي كان يبتسم ولا يعير لابنه اي اهتمام لما يمر به حين يسمعوني جملة(ابو الحامض....احضري....ابو الطماطة...الأحيمر)المهم لكن حين بلوغ الفكرة نضجها واينعة ثمارها لطريق الحب العراقي الشيوعي كنت مع هذا الدرب(الأحيمر) في وقتها انا طالب في مدرسة الزعيم عبد الكريم قاسم الشامية الابتدائيه للبنين موقعها الجميل مكانها الاجمل تحولت فيما بعد الى كراج للسيارات ودرست معالمها ثم بيعت في زمن ( القايش الضروطه الجرذ بن زانية الليل صدام اصخين..؟؟) في هذه المدرسة كانت الهيئة التعليمية من اروع ومن اثقف المعلمين واغلبهم من الشيوعيين المبعدين وكأن الشامية منفى فلقد درس فيها المبعد الشاعر الشيوعي الفلسطيني معين بسيسو وغيره ولكن سوف اذكر الهيئة التعليمية في مدرستي الشامية قبل شباط الاسود 1963وهذه ذاكرة لمعلمي لطيف الحمامي هذا الشيوعي الصلد والمقاوم لحد الاعجاز كما هو ديدن الشيوعيون ايامهم ....مدير مدرستنا ابو صباح نوري حافظ واتذكر ان محمد حمدان جاء نقل من مدرسة القحطانية كمعاون للمدير بجانب المدرسة غرفة خاصة منعزلة هي للمشرف التربوي ابراهيم احمد سلمان واما الهيئه التعليميه كما اتذكرهم صديق حافظ كان يعزف على العود ويعلمنا الاناشيد كاظم سلمان ابو نضال/ ايوب سبتي/كاظم عيسى/مصطفى سعيد مله اشهاب معلم الفنيه وهو الذي زرع وانما في ّ داخلي الموهبة وكانت فنانا اسمه ذيبان كما يحلو لأهلي وللشامية ان تناديني فيه اسم لاانساه ذيبان ثم عباس مطشر وعباس عوض /مسلم حميدي/محمد جواد الحويزي/صاحب الكربلائي معلم الرياضة/ميخائيل متي /جلوب/ والمحتفى به الان الراحل المعلم لطيف الحمامي كان ياتينا في درس الحساب نحن طلاب الصف الثالث 1962 كان دمث الاخلاق شغوف بدرسه وحبه للتعليم وعطفه علينا محترم من قبل كل الطلبه كان يعمل لنا فنيات بهلوانيه بالطباشير او بيديه ومنديله ...مربوع الطول للسمنة اكثر من الاعتدال مرحا صاحب دعابة وفكر ثاقب يحبه كل اهل الشامية ويتذكروه بكل اعتزاز وكما اتصور لحد الان نفحاته ونسائمه لاتزال تزكم انوف طلابه ومحبيه ومجاليه من المعلمين وخاصة الشيوعيين واهل الشامية من اباء ابنائها.... كان يراقبنا نحن التلاميذ المشاكسين حتى خارج المدرسة (ذيبان) تلميذ شاطر فنان بالفطرة والموهبة واجلاها ابا فرات استاذ مصطفى مله اشهاب...مشاكس وكح صلف منها حين نخرج من المدرسة بعد انتهاء الدوم كنت رأس مجموعة من التلاميذ نضرب على حقائبنا او كتبنا بالايادي ونردد اهزوجه على احد فلاحي حدائق البلدية عند بداية شارع البلداوي وهي امام بيتنا(كل المطايه عرست ابو الدوف بعد جحش)وهذا ابو الدوف ابو عطية كان رجل كبير السن يبتسم ويركض ورائنا ونحن نهرب لكن المعلمين فالصباح يعطوني المقسوم اليومي الفلقه ذيبان يتحمل الفلقة الصباحية من المعلم الراحل الشيوعي ايوب سبتي لكوني من المؤذين ومن شياطين الشامية وليس من الخبثاء لكن الصبا وجنونه واولاد الشيوخ ودلالهم احيانا....؟ لكن هذا لايقبله الاهل ولا المعلمون ولذلك اخذ جزاء ذلك الفلقه الصباحية وتعودت عليها ولا ابالي بها اي لاتنفع عصا استاذي ايوب سبتي ....لطيف الحمامي هذا المعلم المبعد من الناصرية شيوعي وعراقي واغلب الناس في الشامية من غير الشيوعيين رفاقه يعتقدون انه من السادة الحماميه من النجف ولا بأس كان ذا خلق رفيع نحبه كثيرا صحيح كانت عصا صغيره في يده لكنه لم يضرب بها احدا من التلاميذ يوما تشاجرت مع زميلي صباح امين عزيز(يلقب ابوه بأمين حفاره) لكونه كان يسوق حفارة لتطهير البزول والترع وكري الانهر الصغيره وهو بالاصل من اهل الحلة وله علاقة مع البو غلآم حيث كان يشتغل مع اخيه عمران مشغل ومصلح في مكائن الماء في منطقة صدور عكر التابعه الى ناحية الصلاحية من قضاء الشامية وهو في نفس الوقت يسوق(فلكة) طرادة مائيه يأخذ فيها الملاك وصاحب المكائن مهدي غلآم من والى الشاميه عن الطريق النهري عندما يكون عطل ما في سيارته الجيب والتي كان يسوقها (شعلان ابو رغيف)المهم هذا في زمان من الذكريات تشاجرنا انا وصباح وكان القلم الخشبي مقطوطا جيدا ادخلته في رأس صباح ورد عليّ صباح بضربة قلم في ضراعي لحد الان نبلة القلم الرصاص موجوده تحت جلدي المهم لوكنا تحت رحمة المدير ابو صباح استاذ نوري حافظ لكان ما كان؟ لكن لطيف الحمامي تدارك الامر وصالحنا في الحال وبعد المصالحه ذهبنا الى الحنفيات وغسلنا وجهينا من الدمع ورجعنا مسرعين الى الصف بعدما شاهدنا مراقب الصف الذي وشى الى المدير ومعه المدير وصلنا الصف وكان لطيف الحمامي يمازحنا ونحن نضحك ...دخل المدير...من فضلك استاذ لطيف...ولك ذيبان شنو هاي الخبصه...استاذ لطيف: شنو استاذ ...ماذا فعل ذيبان...استاذ لطيف: لاشيء وهذه اشياء بسيطه تحدث في الصف وانا عالجتها استاذ ابو صباح..هدد المدير وتوعد وكرر اسمي كثيرا لكنني كنت اضحك وانا ظام رأسي تحت يدي وحين خرج المدير وبخ استاذ لطيف المراقب واوقفه القصاص في زاوية الصف قرب (تنكة الاوساخ)كان لطيف مجدا في علاقاته الاجتماعيه... عصرا يلتقي مع رفاقه وبعض المعلمين في نادي الشامية العامر(صاحبه ميخا)وهذا ميخا مسيحي من شمال العراق رجل خدوم ومحترم من كل اهل الشامية كانه واحد منهم يحضر افراحههم و فواتحهم ويسير في جنازاتهم وحتى يذهب مع بعضهم الى النجف في التشييع ويدخل الصحن والى المقبرة لدفن الاموات ولا احد اعترضه او اسمعه كلمة بذيئه(وللتاريخ كان في الشامية وكما يلقبونه آية الله المرجع السيد تقي القزويني الموسوي وكذلك السيد وكيل المرجعية النجفية السيد صاحب الشرع(ابو حريجه)واولاده من الشيوعيين التقدميين ولهم صولات وجولات ومواقف سجلها تاريخ الحزب لهم هؤلاء اولاد سيد صاحب الشرع منهم على سبيل المثال مرزه وميري وصالح وحسن) ونرجع الى صاحبنا ميخا وهو مؤجر النادي ويبيع المشروبات الروحية لكنه انسان من اهلنا العراقيين..... كان استاذ لطيف رائع مبتسم هادئ لم اسمع ان صوته يرتفع حتى في غضبه احببناه وبقى هذا الرمز في التعليم والنضال راسخ في ذاكرتي وفي الانقلاب الدموي الفاشي 8شباط 1963كان لطيف مع لفيف من اهلنا الشيوعيين في السجن ....لطيف الحمامي/ كاظم سلمان/ايوب سبتي /سعيد عبد علي/كاظم عيسى/ حياوي حبيب/ عبد الواحد حبيب غلام/حسين عوض/ جبار وذاح/وحيد حساني/ صالح سيد صاحب/ ميري ديان/مبدر حولي /مع الله جاسم حنين/شاكر محمود/عبدالله الاحمر/ناظم دريويش/واخرين لاتحضرني اسمائهم الان المهم كان مفوض الامن وهو المسؤول عن التحقيق (محسن السماوي)هذا الخبيث القذر الذي كان يعذب الكل بدون رحمة مع جلاوزته من الشرطه السريه(شرطة الامن)ونعرف منهم جابر وكاظم او حسن ابو عميمه؟؟ ولقد تحمل لطيف التعذيب مع البقية بصمود معرف عند الشيوعيين ومن بعدها نقلوا الى سجن العصري في الديوانية منها توزعوا على سجون العراق فكان نصيب استاذ لطيف بعد المحكمة الصورية سجن الحلة المركزي ومنهم قدم البراءة ووضعت صورته في الجريده اطلق صراحه (للمظفر النواب هذا الشاعر والمناضل الكبير الشامخ كشيوعي من العراق الاشرف قصيدة رائعة توثق ذلك اليوم الذي سميه يوم براءة جبناء الوطن...فكانت قصيدة وخريدة العصر البراءة) واما البقية اصبحوا نزلاء مميزون للسجون من اجل الفكرة الثاقبة الخلاقه ومن اجل حلم ناضلوا ونناضل ويناضل الجيل الجديد مع طائر العنقاء الاحمر المتجدد دائما بريعان الشباب والربيع المزدان بالورد والعمل ليوم يكون العراق كل العراق حر وشعبه يرفل بالمحبة والسلام وهو سعيد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |