|
لا أدري كيف هدتني الصدفة قبل أيام الى الدخول على موقع وكالة الأخبار العراقية الذي يكتب اختصارا (واع) التي نعرف أنها تعني وكالة الأنباء العراقية الرسمية،ويبدوا أن المواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء لا توجد لها ماركات مسجلة ويحق للبعض أن (يلهفوا ) أسمهما،وقد كاد يجرني هذا الخطأ الى مقاضاة وكالة الأنباء العراقية لعلمي أن ميزانيتها تتجاوز مئات الملايين من الدولارات،فتصورت أنها صفقة العمر أو ضربة حظ أن أقاضي الحكومة العراقية للمطالبة بتعويض مادي وأدبي على ما لحقني من غبارها وما أصابني من أوضارها،ولكن(يا فرحة ألما تمت) فقد ظهر أنها (رأس كوب) تقليد وليست أصلي،وبذلك خاب أملي بالحصول على صفقة العمر،لذلك رأيت أن أرد على ما كتب في (واع)،ردا يتناسب مع خسارتي المادية لا المعنوية لأننا تعلمنا والحمد لله على سماع القدح والذم والسب والشتم ولم يعد الكلام النابي يخدش أسماعنا أو يؤلم آذاننا،لأن اللسان ليس به عظم،ولا يضيره السب والشتم،ولو كنا في أوربا المعمورة لتغيرت الصورة،ولكننا في العراق العظيم الذي تساوى فيه المتعلم والغشيم. لقد كتب الأخ أبو سارة،أسر الله فوأده،وأعاد له رشاده،في حكاياته ألفلاحيه التي على ما يبدوا تشابه حكاياتي المنشورة في طريق الشعب والمواقع الإلكترونية تحت عنوان حكايات أبي زاهد،ينعى فيها دفاعي عن سياسة قيادة الحزب الحالية،وأني خاسر في هذا الرهان،ويبدو أن الأخ لا يعلم أني طالما خسرت أموالا طائلة في (الرايسز )عندما أراهن على الحصان الخاسر،لعدم تفريقي بين الفرس والحصان،ولا تمييزي بين حصان (الربل) وحصان السباق،ولكني لم أخسر رهاني في المبادئ لأني اخترت عقيدة مثلى لمست فيها الخير والصحة والنماء،وهي الوحيدة القادرة على قيادة الإنسانية الى شواطئ الأمن والأمان،تلك هي النظرية الشيوعية ،وبذلك فأنا لست خاسرا،والخاسر من يتصور أن الحمار يسبق الخيول الضوامر. ويتصور الأخ الكريم أن ردي الشوفوني العنصري الرجعي على الأخ حميد الحلاوي جاء نتيجة رأي مسبق وقناعة ثابتة بأن الخارجين على القيادة الحالية هم خونة ومرتدين وتروتسكيين ومنشقين وما الى ذلك من عبارات التخوين،وهو على وهم في ذلك فلم أتهم أحد بالعمالة أو أصمه بالخيانة والنذالة،أو أعزو ذلك للتحريف وضيق الأفق والتجديف،بل ناقشته نقاشا موضوعيا نابع عن قناعاتي واجتهاداتي التي أتمنى على الآخرين احترامها،كما أحترم أرائهم واجتهاداتهم،ولم أستعمل في كلامي لفظا نابيا أو قولا جافيا،بل كنت على ما أعتقد على أفضل ما يكون الأدب وحسن الحوار،وهذه من النعم القليلة التي تعلمتاها هذه الأيام بفضل(الحوار المتمدن)والنقاش البناء،فالاختلاف لا يفسد في الود قضية،ولا أظن أن هناك خلافا شخصيا مع الأخ حميد حتى أتحامل عليه أو أواجهه بما لا يليق،أما ما يريد تأكيده الأخ أبو سارة على أن (مقرات الحزب أصبحت معدومة من الحضور الحزبي والجماهيري،وما ينقله الأعلام الحزبي ما هو إلا تكبير عدسة الكاميرا لتزويق صورة القيادة ،وبالنتيجة تزويق صورة الاحتلال وعملائه)وبناء على رأيه ننصح قيادة الحزب أن توزع (الموطا) و(الأزبري) حتى يكثر عدد الداخلين والخارجين وتقر عيون الأحبة المراقبين،وبذلك يصبح الحضور الجماهيري كثيفا ومؤثرا ولا بأس من توزيع(ألتمن وقيمة) لإكثار الجماهير،ويبدو أن الأخ الكريم يتعامى بقصد عن الاحتفاليات الكبيرة التي أقيمت في ذكرى عيد الميلاد والأول من أيار والحضور الجماهيري المكثف الذي أرعب الأعداء وجعلهم يكتبون على الجدران(لقد خرجت الأسود من مرابضها) و(عادوا الغياب) وآني اقسم لأخي أبو سارة أني شاهدت ولمست هذا الحضور المكثف والكتابات المذكورة بنفسي وليس عن شاهد عيان،لذلك أطمئنه أن الحضور في تزايد والتأييد باضطراد لما يتمتع به الشيوعيون العراقيون طيلة تاريخهم المجيد من سمعة فوق الشبهات. أما ملاحظاته عن حكاياتي التي تناولت فيها ذكرياتي عن رفاق أعزة كانوا ملأ العين والبصر،وقدموا أحلا سنين العمر،وأفنوا زهرة شبابهم في النضال الوطني،فهو استلهام للماضي الزاهر وربطه بالحاضر،لرجال صدقوا ما عاهدوا عليه،وحاربوا الظلم والتعسف والاستبداد طيلة عقود من السنين،وقدموا دروس رائعة في التضحية والفداء كانت علامات بارزة في تاريخ العراق الحديث،تلهم الأجيال الآتية لتأخذ دورها في النضال والبناء تحت الراية الشيوعية الخالدة. وهذا محض وفاء لرادة النهضة العراقية،ومن أسهموا في بناء هذه العمارة الشامخة التي تناطح السحاب،من عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين،لأنهم أحرى بالإشادة وأجدر بالإفادة،بإظهار مناقبهم فقد ضحوا بالغالي النفيس من أجل شعبهم ووطنهم وحزبهم،وحادوا بالنفس التي هي غاية الجود،وعلينا ترسم خطاهم والسير على آثارهم بما يكمل مسيرتهم،بدلا من اللف والدوران والزوغان،والخلاف ألا مبدئي بين أطراف يجمعهم فكر واحد وهدف خالد،(فكثيرا ما يكون طريق جهنم مبلطا بالنوايا الحسنة)كما يقول لينين،لذلك دعوا طريق جهنم وسيروا في طريق الشعب. أما رجاءه بأن بقائي (على خياط العام أحسن) فلا زلت على الخياط القديم (أبو سراوين) ولم أتبدل بتبدل الأيام والمواقف،كما هو عليه البعض ممن تقلبوا بين المبادئ،فيوما في أقصى اليمين وأخرى أقصى اليسار حتى ضاع علينا لونهم وطعمهم وأصبحوا عديمي اللون والطعم والرائحة،فلا يدري الناس هل هم (شونذر أحمر)أم (شلغم مكشر) أم ضيعوا المشيتين ،وارتدوا ثوبين، أحدهما للناس والآخر لأنفسهم،وصاروا (خنكر لا هو نثيه ولا هو ذكر).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |