عبدالجبار الجبوري/ كاتب وإعلامي عراقي

abjaljaboori@gmail.com

أفصحت الاحداث الأخيرة للعمليات العسكرية التي تشنّها قوات المالكي والقوات الأميريكية في البصرة والديوانية والناصرية والكوت وكربلاء وأخيراً في مدينة الصدر، عن الصورة الحقيقية (لاستراتيجية بوش) والسيناريو العسكري في العراق والمنطقة كلها ففي العراق المحتل قاد المالكي وتحت ضغوط شديدة من ادارة بوش حمله شرسة على ميليشيات ما يسمى جيش المهدي في خطوة عرجاء للقضاء على الميليشيات الخارجة عن القانون متناسياً عن عمد ان الميليشيات الخارجة عن القانون هي في قواته المتكونة من (قوات فيلق بدر والدعوة) والتي يسحبها (الجيش العراقي) وفي المقابل استحال المالكي الكتل السياسية داخل العملية السياسية بتنفيذ مطالبها المصلحيّة في المناصب وتمرير قرارات وقوانين لخدمة أحزابها وفي الجانب العمليات تصاعدت قوة إتهام ايران بالادلة الملموسة بالصورة والصوت تورطّها في احتلال العراق وعرضت الفضائيات صوراً للاسلحة الحديثة الصنع والصواريخ التي يصل مداها إلى اسرائيل وقد صنعت خلال عام 2007 في إيران والقت القبض على ضباط وعملاء إيرانية في عمليات عسكرية في مدينة كربلاء والبصرة والثورة (الصدر) فيما نفى (المالكي) والناطق باسمه على الدباغ كل هذه التصريحات والتدخلات ويكّذب فيها ناطق القوات الأميريكية وقائدها في العراق لكن هذا ليس مربط الفرس كما يقال فالدبلوماسية الأميريكية وماكنية الإعلامية أذكى من أغبياء المالكي في الحكومة فالوفد الحكومة برئاسة (الملاّ المعمم العطية) الى طهران لم تكن زيارته لوجه الله وايقاف العمليات على جيش المهدي ولكنها حملت تحذيراً شديداً وربمّا اخيراً إلى حكام و ملالي طهران بحسب قواتها العسكرية ومخابراتها وميليشياتها داخل العراق لذلك ضغط ايران (بذكائها) على حزب الله في لبنان وصعّد من عمله التخريبي في لبنان وما نراه الان من احداث في لبنان إنما هو من دس وتحريض إيراني للضغط على أمريكا في العراق قابله أمريكيا تحريك بارجة مدمرة أخرى إلى المنطقة في سواحل لبنان تحديداً وصدور قرار نهايي في بريطانيا لشطب اسم منظمة مجاهدي خلق المعارضة لايران والممثل الشرعي للمقاومة الوطنية الإيرانية من لائحة الارهاب وهذا يعّد نصراً كبيراً لهذه المنظمة المجاهدة والمقاومة وانفتاحاً على حركات التحرير داخل إيران واعطائها حق وشرعية المقاومة واسقاط نظام الملالي في طهران وهذا مؤشر كبير على تحّول السيناريو الأميريكي إلى داخل إيران انطلاقاً من العراق ودول الجوار المدعومة منها والداعمة إلى تغيير نظام الملالي الذي بات يشكل تهديداً مباشراً للأمن العالمي وأظهرت تدخلاتها في العراق ولبنان وافغانستان وباكستان والكويت واليمن وتحريض خلاياها النائمة هناك على اثارة الاوضاع وارسال الاسلحة والعتاد لهذه الخلايا ودعمها مادياً وعسكرياً جعل من الادارة الأميريكية ان تتعّجل في التهيئة لضربة عسكرية قاصحة على معسكرات فيلق القدس الإيراني داخل إيران وبعض منشآتها النووية والعسكرية ولا أدل على تصريحات المرشحة هيلاري كلينتون على محو إيران من الوجود ناهيك عن اخفاق البرادعي في معالجة الملف النووي الإيراني وممانعة إيران التوقف عن تخصيب اليورانيوم كل هذه الاحداث والمؤشرات تذهب بنا إلى ان (لحظة الحرب) صارت أمام مرأى العين ولا نغالي اذا قلنا ان بوش سيكون في طهران (محرراً) قبل انتهاء ولايته وان ملالي طهران وعملاءهم سيكونون في مزبلة التاريخ بعد ان عاثوا فساداً وقتلاً واجراماً في المنطقة العربية وتحديداً بشعب العراق العظيم الذي اذاقهم كأس السم الزعاف أبان الحرب الإيرانية العراقية ومازالو في غيهم يهددون المنطقة بحرب تدميرية شاملة وعلى لسان قادتهم وملاليهم الظلامين والمتعطشين إلى المزيد من الدماء واول ضحاياهم شعب إيران المسلم المسالم الذي اذاقوه مرارة العيش بعنصرية حاقدة مارسوها على طوائف وقوميات إيران وفي المقدمة منهم احرار اهلنا في الاحواز، هكذا يتضح للعالم دور إيران التخريبي في المنطقة وعليها ان تدفع ثمن ذلك التهور والصلف ولو على حسابها شعبها المقهور المقاوم العنيد لنظامهم الآبل إلى السقوط الحتمي بثورة شعبية عارمة، أما ما يخص عملاؤها في العراق فأهل العراق هم من سيعرف كيف يعاقب الخونة والخارجين على القيم والمباديء والاخلاق ممن باعوا الشرف والضمير للمحتل الأميريكي – الإيراني وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ... فصبراً يا آل عراق صبراً يا آل ياسر. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com